سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (37) الوجه الأول من أوجه الصليب ذبيحة المحرقة
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12
37
4 – ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
ثانياً : الخمسة أوجه من ذبيحة الصليب الوجه الأول من أوجه الصليب
ὁλοκαύτωμα
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا
ذبيحة المحرقة ، وهي أول وأهم الذبائح ، و في العبرية تأتي بمعنىעלׇה– عولاه = يعلو أو يصعد ، إشارة بأنها تُرفع بتمامها على المذبح وتُحرق بكاملها ( ما عدا الجلد ) ولا يؤكل منها شيئاً ، وسُميت أيضاً ” كليل ” بالعبرية وهي تعني الكل ، أي أنها تقدم كلها للرب ، وتأتي في اليونانية ὁλοκαύτωμα – holocaust – a whole burnt – offering = تقدمة صحيحة وسليمة غير مكسورة أو مقسومة لتقدم لتحرق بالتمام بجملتها على المذبح
وسنركز على بعض الآيات للتوضيح وإيضاح معنى هذه الذبيحة وشروطها بدقة وتركيز شديد وذلك بسبب أهميتها الشديدة ، وقبل أن نكتب الآيات ونوضحها لنا أن نعلم أن ذبيحة المحرقة هي ذبيحة تُحرق على المذبح بكاملها ( ما عدا الجلد ) وتُعبَّر عن الهبة بوجه خاص ، لأن من يقدمها ومن يقربها لا يأخذ منها شيئاً على الإطلاق .
المحرقة بتفاصيلها كما ذُكرت في سفر اللاويين الإصحاح الأول
إذا قرب إنساناً منكم قرباناً للرب … ( آية 2)
فلنلاحظ قول الرب جيداً قبل تقديم هذه الذبيحة المهيبة جداً ، هنا يظهر مسرة الرب في حرية التقديم بإرادة الإنسان واختياره الحُرّ ، وهذا هو الشرط الأول في تقديم هذه الذبيحة الهامة للغاية ، لأن الله قال بعد ذلك على فم أرميا النبي ( هوشع 6: 6) ، وهنا التركيز على الطاعة وهي الركيزة التي تعتمد عليها هذه الذبيحة الهامة .
إن كان قربانه محرقة من البقر فذكرا صحيحا يقربه إلى باب خيمة الاجتماع يقدمه للرضا عنه أمام الرب ( آية 3 )
أول شرط نجده في تقديم ذبيحة المحرقة أن تكون Oratio 45, nos 12, 13
+ يقربه إلى باب خيمة الاجتماع … أمام الرب
الشرط الثاني Sur Le Lev. PG 69, 545
+ يقدمه للرضا
ويأتي الفعل في صيغة المجهول في سفر اللاويين والاسم المشتق منه يأتي دائماً بمعنى المفعول ، ويدل على الترحيب الطيب الذي يستقبل به الله المُقرب الصادق بحرية إرادته وبكل رغبة منه بطاعة ومحبة كاملة ، فيقبل قربانه ويوافق عليه متى طابق القواعد الطقسية .
و يضع يده على رأس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه ( آية 4)
+ وضع اليد على الذبيحة إشارة إلى أن الذبيحة صارت نائبة عن مُقدمها ، وهو مُمثل فيها وكأن الشخص بوضعه يده على راس الذبيحة صار هو والذبيحة واحد ، وكل ما يجرى على الذبيحة كأنه يُجرى عليه ، والذي لم يكن ممكناً أن يعمله للرضا عنه يناله من تقديمه للذبيحة التي تُحرق عوضاً عنه .
وهكذا نستطيع أن نفهم من ذبيحة المحرقة كيف صرنا شركاء في ذبيحة الصليب حينما نؤمن به بالقلب ونعترف بالفم ونقبله فادياً ومُخلصاً لنا لنصرخ بهتاف عظيم من القلب مع القديس بولس الرسول قائلين (غلاطية 2: 20)
وهكذا ننال رضا الله بشركتنا في صليب المسيح أساس معموديتنا ، لأنه أرضى الله بذبيحة طاعته الكاملة للآب التي اشتمه رائحة سرور فصار كفارة لخطايانا لننل لغفران . وهذا هو أساس تمسكنا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي بواسطته (رومية 1: 8) .
_____________________
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق
أضغط : هنــــــــــــــــــــا