اسئلة مسيحية

ما هو الثالوث الأقدس؟ هل تؤمنون بإله واحد أم بثلاثة آلهة؟



ما هو الثالوث الأقدس؟ هل تؤمنون بإله واحد أم بثلاثة آلهة؟

ما هو الثالوث الأقدس؟ هل تؤمنون بإله واحد أم بثلاثة آلهة؟

علينا أن ندرك ونحن نتحدث عن الله بأننا نخطو على أرض مقدسة، لأننا
نتحدث عن علة العلل وموضوع المواضيع وأصل الأصول ومصدر كل حياة وغايتها، ولذا
فإننا لا نستطيع أن نتناوله بإستحقاق أو نسمح لأنفسنا بالدخول إلى مجال الإفتراضات
والأستنتاج خارج دائرة الوحى الإلهى لاشك ان الله هو أفضل من يفهم ذاته ويعبّر
عنها، وحين يتحدث عن ذاته وطبيعته، فلا نملك إلا أن نقبل ما يقوله ونتأمله محاولين
فهم ما يقوله على قدر ما يسمح به، ونحن نفترض أن الله يريدنا أن نفهم الله بشكل كامل،
فالله بالضرورة أكبر من عقولنا المحدودة التى خلقها ومن قدرتها على إستيعابه، ولو
فهمنا الله بشكل كامل لما كان الله ولكُنا أعظم منه، فالله الذى لا يقع تحت قياس
العقل يتوقع من الإنسان قبول إعلانات الله عن ذاته والتسليم بها، فمع أن إعلانات
الله عن ذاته فوق العقل إلا أنها ليست ضده، وهنا يأتى دور الإيمان ولزومه فى غياب
الحسابات والإستنتاجات المنطقية.

يعلّم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بوحدانية الله بشكل
المساومة، يقول الله فى العهد القديم ” أنا الرب إلهك… لا يكن لك آلهة أخرى
أمامي ” (خروج 20: 2، 3) ويقول أيضا ” الرب إلهنا رب واحد ” (تثنية
6: 4)،

ويقول ” الرب هو الإله، ليس أخر سواه ” (تثنية 4: 53)، ويقول
أيضاً ” قبلي لم يُصوّر إله وبعدى لا يكون ” (أشعياء 43: 10).

ولقد أكد العهد الجديد وحدانية الله فأستشهد السيد المسيح بقول
الكتاب المقدس ” الرب إلهنا رب واحد”

(مرقس 12: 29)،
كما يقول رسول المسيح ” أنت تؤمن أن الله واحد، حسناً تفعل ” (يعقوب 2: 19)

لكن الوحدانية التي ينادى بها الكتاب المقدس هي وحدانية جامعة أو
مركبة، لا وحدانية مجردة أو بسيطة، فالواحد الذي يدل على الله ليس هو الواحد
الرياضي المادي الناقص الذي لا يتم تصور معناه إلا بوجود أعداد أخرى من نفس
الموضوع المذكور المحدد الصفات والأبعاد، فحين نتكلم عن الله، فإننا نتكلم عن كائن
روحي غير محدود، قال السيد المسيح ” الله روح ” (يوحنا 4: 24)، ولا
ينطبق عليه ما ينطبق على الواحد الرياضي الناقص.

ومن الجدير بالذكر أن العهد القديم يشير إلى الله بصيغة الجمع في
اللغة العبرية مع أنه قد يستخدم فعلاً مرافقاً بصيغة المفرد أو الجمع مع العلم بأن
اللغة العبرية تخلو من استعمال الجمع على سبيل التعظيم كما هو الحال في اللغة
العربية مثلاً، فمثلاً ” في البدء خلق الله (إلوهيم بالجمع) السماوات والأرض
” (تكوين 1: 1) ويقول ” هوذا الإنسان صار كواحد منا ” (تكوين 3: 22)
” وقال الرب… هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم ” (تكوين 11: 6، 7) ويقول
” أذكر خالقك (بالجمع) في أيام شبابك ” (جامعة 12: 1) ويقول الله في
أشعياء 6: 8 ” من أُرسل (بالمفرد) ومن يذهب من أجلنا (بالجمع)؟ ” وكما
يقول ” كرسيّك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك، أحببت البر
وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك ” (مزمور 45: 6، 7) ويقول داود
” قال الرب لربى إجلس عن يميني ” (مزمور 110: 1) كما يقول الله ”
أنا هو الأول وأنا الآخر… منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلني وروحه
” (إشعياء 48: 12، 16).

تؤكد هذه الآيات القليلة المنتقاة من العهد القديم أن وحدانية الله
جامعة مركبة، فقد تحدث العهد القديم عن إبن الله (أمثال 30: 4، دانيال 3: 25)، وعن
الروح القدس الخالق (أيوب 33: 4).

ولم يفهم مؤمنو العهد الجديد الإيمان بالله الواحد على أنه متناقض مع
الإيمان بالله الواحد في ثلاثة أقانيم، والأقنوم هو الشخص المتميز غير المنفصل
وغير المحدود، فجوهر اللاهوت يتجلى في الله الآب كما يتجلى في الله الإبن والله
الروح القدس على الرغم من وحدة الجوهر بينهم، وحين نقول بأن المسيح هو الله الإبن
فإننا لا نقول بأنه إله من دون الله – أي بإستقلال عنه، فالسيد المسيح يقول ”
أنا والآب واحد ” (يوحنا 10: 30)، فلقد علم السيد المسيح أيضاً أن للروح
القدس نفس طبيعته، قال” وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى
الأبد، روح الحق ” (يوحنا 14: 16، 17) فالأقانيم الثلاثة ليست ثلاثة آلهة
وإنما ثلاثة تجليات لله الواحد، وإننا نرى هذه الحقيقة واضحة في المعمودية التي
كلف الرب تلاميذه أن يمارسوها، قال ” فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم
بإسم الآب والابن والروح القدس ” (متى 28: 19)، ومما تجب ملاحظته هنا هو أنه
إستخدم كلمة ” إسم ” وليس ” أسماء ” مع ذكره الأقانيم الثلاثة،
والكتاب المقدس لا يتردد في إطلاق كلمة الله عل السيد المسيح (يوحنا 1: 1، 2، 2تيموثاوس
2: 16، 1يوحنا 5: 12) وعلى الروح القدس (أعمال 5: 3، 4).

وينسب الكتاب المقدس بصفة عامة الصفات والكمالات والوظائف الإلهية
لكل من الله الآب والله والروح القدس

صفات الله، يوصف كل أقنوم بما يلي:

الله الآب الله الإبن الله الروح القدس

1- أبدى رومية
16: 26 رؤيا 22: 13 عبرانيين 9: 14

2- قدوس رؤيا
4: 8 رؤيا 15: 4 أفسس 4: 30 أعمال 3: 14 أعمال 5: 3

3- الحق يوحنا
7: 28 رؤيا 3: 7 يوحنا 14: 17 يوحنا 14: 6 1يوحنا5: 7

4- كلىّ
الوجود أرميا 23: 24 متى 28: 20 مزمور 139: 7 تكوين 1: 2

5- كلىّ
القدرة تكوين 17: 1 رؤيا 1: 8 لوقا 1: 35 رؤيا 15: 3 أعمال 1: 8

6- كلىّ العلم
أشعياء 64: 9، 10 يوحنا 21: 17 1 كو2: 10، 11 أعمال 15: 18 أشعياء 40: 13، 14

7- الخالق
تكوين 1 كولوسى 1: 16 أيوب 33: 4 يوحنا 1: 3

 

وظائف الله

يشترك كل أقنوم في ما يلي:

 

الله الآب الله الإبن الله الروح القدس

1- إعطاء
الحياة الأبدية رومية 6: 23 يوحنا 10: 25، 28 غلاطية 6: 8

2- الخلاص
تيطس 3: 4، 5 متى 1: 21 2تسالونيكى 2: 13

3- قيامة يسوع
أعمال 2: 32 يوحنا 2: 19، 20 1بطرس 3: 18

4- إعطاء
الوحي للأنبياء عبرانيين 1: 1، 2 2كورنثوس 13: 3 مرقس 13: 11

5- تعزيتنا
2تسالونيكى 2: 16، 17 2 تسالونيكى 2: 16، 17 يوحنا 15: 26

6- المعمودية
متى 28: 19 متى 28: 19 متى 28: 19

كما نجد أن الأقانيم الثلاثة مذكورون في نفس الآية الكتابية فيما يلي:

أشعياء 48: 16، 61: 1، 2كورنثوس 13: 14، متى 28: 19، غلاطية 4: 6، يوحنا
15: 26، 1تيموثاوس 3: 16، أعمال 2: 33، 2تسالونيكى 2: 13، رومية 8: 9، عبرانيين 9:
14، 1كورنثوس 12: 3.

إن اشتراك كل من الآب والإبن والو رح القدس في الصفات والكمالات
والوظائف الإلهية لا تترك لنا مجالاً للشك في أن الكتاب المقدس يقدم لنا الله
الواحد في ثلاثة أقانيم، ولكننا ننظر بشكل عام إلى الله الآب على أنه مصدر الحياة،
وإلى الإبن على أنه إعلان الله عن نفسه ومنفذ خطة فداء البشر من خطاياهم، وننظر
إلى الروح القدس على أنه العامل في حياة الناس لهدايتهم وتغييرهم.

وسنضرب بعض الأمثلة التقريبية على الثالوث مع كثير من التحفظ لأن من
المستحيل تصور كائن روحي بالفكر الطبيعي، ولهذا فإنه لا يوجد مثل كامل، فالماء
يظهر في ثلاث حالات: حالة السائل والبخار والجليد، لكن السائل ليس بخاراً أو
جليداً، والبخار ليس جلياً أو سائلاً، والجليد ليس بخاراً أو سائلاً، لكن كلاً من
الجليد والبخار والسائل ماء، ونحن ندرك وجود الله عندما نرى نوره من خلال إبنه
ونحس بقدرته وقوة طاقته من خلال عمل الروح القدس فالحجر الذي يبدو ساكناً يعج
بحركة داخلية لبلايين الذرات الموجودة فيه، وإنه يصعب علينا أن نتصور كيف أن الله
الموجود بذاته لا يكون ناطقاً بكلمته وحياً بروحه.

إن قبولنا لفكرة الثالوث وإيماننا بها ضروري:

1- فنحن نقبل إعلان
الله عن ذاته ونتفق مع فكره.

2- نفهم طريقة
عمله في الكون، كيف يعلن ذاته للناس في المسيح بغيرهم بالروح القدس.

3- نفهم قدرته
على الخلق والحركة دون حدث تغيير فيه.

4- نفهم مدى
محبة الله لنا، فحين نعرف أن المسيح هو إبن الله، فإننا نقدّر تضحية الله بإبنه من
أجلنا (يوحنا 3: 16) ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا
يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية “.

 

5- نحصل على
الخلاص بدون إيمان في كون السيد إبن الله والثقة بعمل الفداء الذي أكمله على
الصليب، لا يمكن الحصول عل الخلاص، قال السيد المسيح ” الذي يؤمن به لا يدان
والذي يؤمن به قد دين لأنه لم يؤمن بإسم إبن لله الوحيد ” (يوحنا 3: 18).

ومن الجدير بالذكر ان الثالوث لم يكن مجرد عقيدة جامدة لدى تلاميذ
المسيح ورسله، فقد عرفوا أن الله أرسل إبنه يسوع المسيح الذي عاشوا معه، وأختبروا
قوة الروح القدس عندما حل عليهم في اليوم الخمسين (اعمال الرسل: الإصحاح الثاني).

يحتاج الإيمان بالثالوث الأقدس إلى عمل الله والإبن والروح القدس في
حياة الإنسان، قال السيد المسيح ” وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف
الآب إلا الإبن ومن أرد الإبن أن يعلن له ” (متى 11: 27)، وقال المسيح لبطرس
الذي آمن أنه إبن الله ” طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً لم يعلن لك
لكن أبى الذي في السماوات ” (متى 16: 17)، كما قال بولس رسول المسيح ”
وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس ” (1 كورنثوس 12: 3).

قال السيد المسيح ” إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل
هو من الله ” (يوحنا 7: 17)، كما يقول الله ” وتطلبونني فتجدونني إذ
تطلبوني بكل قلبكم ” (إرميا 29: 13).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى