اسئلة مسيحية

لم استطع أن أدفع العشور طوال العام الماضى لضغط الأعباء الاقتصادية علىَ ولاحتياجى المالى، فماذا أفعل؟ وهل يمكن اعفائى من دفع ال



لم استطع أن أدفع العشور طوال العام الماضى لضغط الأعباء الاقتصادية علىَ<br /> ولاحتياجى المالى، فماذا أفعل؟ وهل يمكن اعفائى من دفع ال

لم
استطع أن أدفع العشور طوال العام الماضى لضغط الأعباء الاقتصادية علىَ ولاحتياجى
المالى، فماذا أفعل؟ وهل يمكن اعفائى من دفع العشور؟·

 

المفروض
أنك تدفع العشور، مهما كانت ظروفك المالية. وهنا أحب أن أضع أمامك بعض الملاحظات
الهامة وهى:

1-
الذى يدفع من احتياجه، يكون أجره عند الله أكبر. لأنه فى ذلك يكون قد فضَل غيره
على نفسه، غير الذى يدفع من سعة ومن رخاء ولا يشعر أنه قد اقتطع من ضرورياته شيئاً
لسد حاجة غيره. ونلاحظ أن السيد المسيح قد امتدح الأرملة الفقيرة التى دفعت
الفلسين، وقال عنها إنها القت فى الخزانة أكثر من الجميع. “لأن هؤلاء من
فضلتهم ألقوا.. وأما هذه فمن أعوازهها ألقت كل المعيشة التى له” (لو21: 2).
“ألقت كل ما عندها، كل معيشها” (مر12: 44). وهكذا عليك أنت أيضاً أن
تتدرب على العطاء من احتياجك. سواء أعطيت من احتياجك فى المال، أو فى الوقت، أو فى
الصحة.

 والملاحظة
الثانية التى أقولها لك هى:

2-
حينما تدفع من احتياجك، يبارك الله مالك. كم من محتاج يقول: إن كان كل مالى أو كل
مرتبى لا يكفينى، فكيف يكون الأمر إن دفعت عشره أيضاً؟! هل التسعة أعشار تكفى؟!
هنا وأقول لك: إن التسعة أعشار ومعها بركة، أكثر من الكل بدون بركة. فحينما تعطى،
يبارك الله القليل الذى يبقى، ويجعله أكثر جداً من كل المال بدون بركة العشور..
إنه يعوضك أكثر مما تعطيه. ويبارك فى فاعلية المال.. بعكس كثيرين عندهم مال وفير
جداً، ويشعرون أنه لا يكفى مطلقاً ويضيع، لأنه ليست فيه بركة.

الملاحظة
الثالثة التى أقولها لك هى:

3-
الله غير محتاج لعشورنا، ولكنه بها يدربنا ويباركنا. يدربنا على العطاء، وعلى محبة
الآخرين، وعلى الزهد فى المال. كما يدربنا أيضاً على الإيمان.. الإيمان ببركة الله
للقليل… إن الله يستطيع أن يغطى كل احتياجات العالم كله، بدون أن ندفع نحن شيئاً،
هو المشبع الكل من خيراته. ولكنه يريد أن يشركنا معه فى عمل الخير، لنأخذ بركة هذا
العمل.

4-
أنا عارف ظروفك الاقتصادية، ولكن جرّب الله. القاعدة العامة هى أنك “لا تجرب
الرب الهك” (مت4: 7). ولكن العشور هى الاستثناء الوحيد الذى قال فيه السيد
الرب “هاتوا جميع العشور.. وجربونى بهذا، قال رب الجنود: إن كنت لا افتح لكم
كوى السماء، وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع..” (ملا3: 10). جرّب كيف سيبارك
الله مالك، وكيف أنك سوف لا تحتاج، بل على العكس سيرزقك الله أكثر وأكثر. ولكن لا
تدفع العشور، بهدف أن تزداد.. فليس هذا هو الوضع الروحى للعطاء، وإنما ادفع، حتى
لو مرّ عليك وقت زاد فيه احتياجك. فإن الله متى رأى صدق قلبك فى العطاء، مع محبتك
للآخرين، حينئذ، سيفتح لك كوى السماء كما وعد. ادفع إذن وقل: “من أنا يارب
حتى اشترك فى احتياجات أولادك؟! “يارب” من يدك أعطيناك” (1أى29: 14).
فبارك فى القليل الذى بقى لنا.. ولا تدعنا معوزين شيئاً.

نقطة
أخرى أقولها لك وهى:

5-
العشور التى لا تدفعها، تعتبر مال ظلم عندك. إنه مال ظلمت فيه أصحابه الفقراء
الذين يستحقونه. وهو مال ليس لك، حتى تحجزه عندك. إنه ملك للرب وقد سلبت الرب فيه،
فاعتبره الله مال ظلم. انظر ماذا يقول الوحى الإلهى فى سفر ملاخى النبى: “..
قال رب الجنود.. أيسلب الإنسان الله؟! فإنكم سلبتمونى! فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور
والتقدمة..” (ملا3: 7،8). لهذا قال الرب: “اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم..”
(لو16: 9). فماذا تعنى إذن هذه العبارة؟ إنها تعنى:

6-
بمال العشور الذى احتجزتموه عندكم، وأصبح مال ظلم إذ ظلمتم الفقراء بعدم إعطائهم
إياه.. بهذا المال اصنعوا لكم أصدقاء يدعون لكم، ويستجيب الله دعاءهم. وكما
أنقذتموهم من مشاكلهم المالية بدفع العشور، ينقذكم الله أيضا من مشاكلكم المالية.

بقيت
عبارة أخيرة أقولها لك وهى:

7-
العشور التى لم تدفعها فى العام الماضى هى ديون عليك. المفروض أن تدفعها، ولو
بالتقسيط.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى