اسئلة مسيحية

لماذا لا نطلب المواهب، بينما الرسول قد قال " جدوا للمواهب الروحية، وبالأولى أن تتنبأوا " (1كو14: 1)



لماذا لا نطلب المواهب، بينما الرسول قد قال ” جدوا للمواهب الروحية،<br /> وبالأولى أن تتنبأوا ” (1كو14: 1)

لماذا لا نطلب المواهب، بينما الرسول قد قال ” جدوا للمواهب
الروحية، وبالأولى أن تتنبأوا ” (1كو14: 1).

الرد:

قال
الرسول ” جدوا للمواهب ولكن أريكم طريقاً أفضل ” (1كو12: 31). ثم تحدث
عن هذا الطريق الأقفضل (المحبة) في أصحاح كامل (1كو13).

واظهر
أن المحبة أفضل من الإيمان الذي ينقل الجبال، وأفضل من النبوة، وأفضل من التكلم
بألسنة (1كو13: 1، 2).

ثمار
الروح وأولها المحبة (غل5: 22)، لازمة الخلاص نفسك. أما المواهب الفائقة للطبيعة،
فلا تلزمك لخلاصك. وكثيرون نالوا مواهب، وصنعوا معجزات وهلكوا!! (مت7: 22، 23).

من
الجائز أن يعطيك الله مواهب تصنع بها المعجزات، ثم لا تحتمل الموهبة، فيكبر قلبك
وتسقط تصور أنك تضع يدك على ميت فيقوم، أو على مريض فيشفي. هل تضمن مشاعرك من
الداخل؟! ربما تظن أنك صرت قديساً وأعظم من جميع الناس. وبهذا الشعور تهلك، كما
قال الكتاب: ” قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح ” (أم16: 18).

 

إن
المواهب تحتاج إلى تواضع يحمى صاحبها.

ولهذا
قال ماراسحق ” إذا اعطاك الله موهبة، فاطلب منه أن يعطيك تواضعاً لكي تحتملها.
وإلا، إن لم يكن عندك هذا التواضع، فاطلب من الرب أن ينزع عنك هذه الموهبة لكي لا
تهلك بسببها “.

 

إذا
كنت حقاً جاداً في طلب المواهب، لا بسبب مجد باطل، إنما بسبب نمو ملكوت الله،
فلزمك اعداد قلبك للمواهب. وهذا اإعداد يكون بالتواضع.

تعد
نفسك لقبول الموهبة، بتواضع القلب.

فإن
امتلأ قلبك بالاتضاع، سوف لا تطلب الموهبة.

 

لأنه
حقاً، لماذا تطلب الموهبة؟ لماذا مثلاً نقاوة القلب؟ لماذا لا تطلب الحكمة كما
طلبها سليمان؟ لماذا لا تطلب شركة الروح القدس وثمر الروح في قلبك؟ لماذا طلب
المواهب بالذات؟ أليس لأن هناك فارقاً واضحاً ملموساً وهو:

المواهب
ظاهرة للناس. وثمار الروح مخفاة في القلب.

وهذه
المواهب تجلب لك مجداً وفخراً أمام الناس. هوذا قد صرت صانع معجزات. ينظر الناس
إليك، باعتبارك رجل الله. يطلبون بركاتك، يجرون وراءك، يسعدهم لمس ملابسك، أو سماع
دعاء من فمك. إنها عظمة عالمية، لا أدرى إلى أين توصلك!! كل ما أدرية أنها ليست
لازمة لخلاص نفسك، بل هي على العكس خطرة عليك.

 

ومع
ذلك إن أردت العظمة، سأضرب لك أعظم مثل لها:

قيل
عن المعمدان إنه أعظم من ولدته النساء (مت11: 11). وقيل أيضاً إنه ” لم يصنع
آية واحدة ” (يو10: 41).

 

إن
العظمة ليس مصدرها صنع الآيات.

إن
الرب اختار يوحنا، ليكون الملاك الذى يهيئ الطريق قدامه، ذلك لأنه كان إنساناً
متواضعاً يقول ” ينبغى أن ذاك يزيد، وأنى أنا أنقض ” (يو3: 30) ويقول
” لست مستحقاً أن انحنى وأحل سيور حذائه ” (مر1: 7). واختار العذراء
أعظم نساء العالم، لأنه ” نظر إلى اتضاع أمته ” (لو1: 48). وهذه القديسة
المتضعة، نقول عنها ” ارتفعت يا مريم الشاروبيم، وسموت يا مريم فوق السارافيم
“.

 

إن
طلبت من الله موهبة، فاسأل نفسك لماذا تطلبها؟

أتريد
أن تتنبأ؟ لماذا؟ أتريد أن تتكلم بألسنة؟ لماذا؟ هل لكي تبشر بها في بلاد تأكل
لحوم البشر، وأنت لا تعرف لغتها؟ أم ليقول عنك البعض أنك قد وصلت للملء!! إن
الامتلاء بالروح القدس ليست علامته الألسنة ” والألسنة آية للمؤمنين بل لغير
المؤمنين ” (1كو14: 22).كان القديس بولس الرسول يتكلم بألسنة أكثر من الجميع
(1كو14: 18). ومع ذلك لم تكن الألسنة هي سر عظمته. وإنما تكمن في تعبه لأجل نشر
الإيمان، وإحتماله الأم والتعب في خدمة الكرازة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى