لماذا تقف بعيدا يا رب ؟
يا رب قرأت هذا العتاب لداود معك فعلمت مدى سعة صدرك…
فقررت أن أتحدث إليك كاشفا عما يدور فى داخل نفسى
لقد هرب آدم من وجهك و اختبأ خائفا… لكنك دعوته لتسأله و تكلمه
و هرب يونان من وجهك… لكنك دعوته و كلمته و شرحت له و أقنعته
و كما سمعت وقبلت لعتاب موسى و ابراهيم و أيوب…
فأسمع و أقبل منى يا ربى
و فهمنى كــــــما أفهمتهم
” أبّر أنت يا رب من أخاصمك ” و لكن أين هى مراحمك الأولى ؟
لمــــــــــــــــاذا استقر غضبك على ؟!!
” لماذا يا رب ترفض نفسى ؟ لماذا تحجب وجهك عنى ؟ ”
أعطنى حلا… اعطنى سببا… أعطنى تفسيرا
أشـرح لـى أحكــــــــــــــامك و تدابيرك
عقلى محدود يا رب… لم أعد أفهم شيئا
لمـــــــــاذا كثرت أحـزانى و همومى ؟
” فهمنى حقوقك. عرفنى طرقك. أكشف عن عينى فأرى..”
فـقــد ” لـصقت بالتراب نفسى فـأحينى حسب كـلمـتك ”
هل تخاصمنى ؟ … أم تقومنى ؟ … أم تجربنى ؟!!
ألم تدعونى يارب قائلا ” هلم نتحاجج… ” ( إش 18:1 )
ها أنا آتى إليك… راجيا أن تفهمنى… و أن تعزينى
فقد ” كلّت عيناى من النظر إلى أقوالك قائلا متى تعزينى ؟ ”
ولعل ما أمر به من ضيقات يارب… هو بسبب خطاياى ؟
لـن أنكرها يا رب
لكنى ندمت عنها لك… أعلم أننى مازلت أقع فيها أيضا بالرغم من ندمى
لكنى مــــازلت راجـيــــا عـــــونك عليها
لإنك أنت هو مصدر قوتى… أنت نصرتى
و لكن يـــــــــا رب لا تـــذكر لى آثــــــامى
ف ” إن كنت للآثام راصدا يا رب , يا رب من يثبت ؟! لأن من عندك المغفرة ”
يا رب… ” لا تدخل فى محاكمة مع عبدك , فإنه لن يتزكى قدامك أى حىّ ”
يا رب… أنت لم تصنع معنا حسب خطايانا , ولم تجازنا حسب آثامنا.
لأنه مثل إرتفاع السموات عن الأرض قويت رحمتك على خائفيك.
أعلم جيدا يا رب أن التجربة و الضيقة قد لا تكون فقط من أجل خطاياى
فيسوعنا نفسه قيل عنه أنه ” رجل أوجـــــــــــــــــــاع و مختبر حزن ”
لكنى يـــــــا رب قرأت فى الكتاب المقدس أن
” الله أمين الذى لا يدعكم تُجَرَبون فوق ما تستطيعون ”
لكنها يا رب ليست ضيقة واحدة ولا اثنتان… فقد ” كثر الذين يحزنوننى ”
نـــعم يـــــــــا رب لقد كثر الذين يحزنـــوننى.
و لكنى واثق أنك يـــــــــــــــــا رب لست منهم
لأنه ليس لى معزى فى ضيقاتى و شدائدى سواك
فمع كثرة همومى فى داخـلى تعزيـاتك تلذذ نفسى
لكن عتابى عليك هذه المرة تأخرك علىّ
فهلم أسرع يــــــــــــــــا رب ولا تبطىء
أسرع و أذكر رأفتك و مراحمك , فإنها ثابتة منذ الأزل
لـن احسب هذه الأوجاع تأديبا منك لى
و إنما سأحسبها تقربنى إليك
فها أنا يا رب… أتقرب إليك
عينى ذابت من طول الانتظار
أدعوك يا رب و ابسط لك يدى
فلا ترفضــــها
أسرع و أعنى
” قم يا رب خلصنى يا إلهى
منقول