علم

ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح



ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح

ضد
الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح

القديس
أثناسيوس الكبير

ترجمة
بروفسور ب. ك خريستو

أستاذ
الآباء بجامعة تسالونيكى باليونان

 

الفهرس

الآريوسية

 

المقالة الاولي

الفصل الأول: مقدمه

الفصل الثاني: مقتطفات من ثاليا أريوس

الفصل الثالث : خطورة الموضوع

الفصل الرابع: الابن أزلى وغير مخلوق

الفصل الخامس: البنوة الالهية غير البنوة البشرية

الفصل السادس: الابن الوحيد والثالوث

الفصل السابع : اعتراضات الأريوسيين والرد عليها

الفصل الثامن : اعتراضات الأريوسيين والرد عليها (بقية)

الفصل التاسع: عبارة “غير المخلوق”

الفصل العاشر: عدم تغير الابن

الفصل الحادى عشر: شرح نصوص أولاً: فيليبى 9:2، 10 “لذلك رفعه
الله أيضاً”

الفصل الثانى عشر: شرح نصوص ثانياً: مزمور 7:45،8 “من أجل ذلك
مسحك الله إلهك

الفصل الثالث عشر: شرح نصوص ثالثاً: عبرانيين 4:1 “صائراً
أعظم من الملائكة

 

المقالة الثانية

الفصل الرابع عشر: شرح نصوص: رابعا عب 2:3 “كونه أمينا للذى
أقامه”

الفصل الخامس عشر: شرح نصوص: خامساً أعمال36:2 “جعل يسوع رباً
ومسيحاً”

الفصل السادس عشر: مقدمة لشرح أمثال 22:8 “أن الإبن ليس
مخلوقاً”

الفصل السابع عشر: مقدمة لشرح أمثال 22:8 “أن الإبن ليس
مخلوقاً” (تابع)

الفصل الثامن عشر: مقدمة لشرح أمثال 22:8 “أن الإبن ليس
مخلوقاً” (تابع)

الفصل التاسع عشر: شرح نصوص سادساً: أمثال 22:8 “الرب خلقنى
أول طرقه لأجل أعماله”

الفصل العشرون: شرح نصوص سادساً: أمثال 22:8 “الرب قنانى أول
طرقه لأجل أعماله (تابع)”

الفصل الحادى والعشرون : “أول طرقه لأجل أعماله (تابع)”

الفصل الثانى والعشرون : “شرح نصوص : سادساً: أمثال 22:8
“اسسنى قبل الدهر

 

المقالة الثالثة

الفصل الثالث والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 10:14 “أنا فى الآب
والآب فىّ”

الفصل الرابع والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 3:17 “أنت الإله الحقيقى
وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته”

الفصل الخامس والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 30:10، 1:12 “أنا
والآب واحداً، “ليكونوا واحد كما نحن”

الفصل السادس والعشرون: مقدمة لشرح آيات من الأناجيل عن التجسد

 

الآريوسية

ولد
أريوس فى ليبيا بعد منتصف القرن الثالث بقليل، ودرس بمدرسة لوكيانوس بأنطاكية حيث
كان زميل دراسة لبعض الأشخاص الذين أرتقوا فيما بعد إلى درجات الرئاسة الكهنوتية.
وهم الذين عضدوه ودفعوا به للمضى فى طريق الكفاح لأجل نشر أفكاره.

 

وكل
هؤلاء الزملاء الذين درسوا فى مدرسة لوكيانوس صاروا يلقبون بأسم
“اللوكيانيين” أو “الاتحاد اللوكيانى”. وهذا لا يمنع أن آريوس
درس أيضاً فى مدرسة الاسكندرية اللاهوتية قبل دراسته بأنطاكية.

 

ويمكن
أن يقال أن آريوس جمع فى تعليمه بين إتجاهين مختلفين لمدرستى أنطاكية والاسكندرية.
وفيما بعد أخذ المنتمون لمدرسة أنطاكية يهاجمونه ويتهمونه بأنه سكندرى، فى حين أن
المنتمين إلى مدرسة الأسكندرية كانوا يحاربونه متهمينه بأنه أنطاكى.

 

أستوطن
أريوس فى الاسكندرية حيث رسمه الأسقف بطرس كاهنا.. وأظهر فى أول حياته ميولاً
متعصبة متمردة لأنه قبل رسامته وبعدها كان منضماً للأسقف المنشق ميليتوس أسقف
ليكوبوليس (أسيوط).

 

ولهذا
السبب جرد من رتبته الكهنوتية، إلا أنه فيما بعد أعيد مرة أخرى إلى رتبته على يد
الأسقف أخيلاس خليفة الأسقف بطرس. وما لبث أن عمل على تأييد إنتخاب الكسندروس
أسقفاً للاسكندرية خلفاً لأخيلاس. وإن كان أريوس نفسه قد أستطاع بتأثير ثقافته
وصفاته الشخصية أن يصير ذو شأن كبير فى المدينة.

 

إلا
أنه بعد بضعة سنوات (حوالى عام 318م) اصطدم مع الكسندروس بسبب الإختلاف حول تفسير
نص فى الكتاب المقدس خاص بشخص ابن الله. وكان الكسندروس قد أعطاه – كما أعتاد
الأسقف أن يفعل مع الكهنة – موضوعاً ليبحثه. وفى الشرح الذى قدمه أريوس حاول أن
يعبر عن ابن الله بمفاهيم مخالفة للإيمان المستقيم.

 

رأى
الكسندروس فى تقرير آريوس محاولة للتقليل من شأن ابن الله وتحقيره… وأثبتت
الاتصالات بين الرجلين على أن آريوس أصر على رأيه وأعتبر أفكار الكسندروس أنها
سابيلية(1). وبالرغم من هذا فإن الأسقف لم يتعجل فى اتخاذ أى اجراء ضد كاهنه. إلا
أنه فيما بعد أضطر الأسقف أن يتخذ قراراً من مجمع قسوس الكنيسة، أدان فيه أريوس
بسبب بدعته وقطعه من شركة الكنيسة.

 

رحل
أريوس الى فلسطين ثم اتجه إلى سوريا قاسياً الصغرى. وتمكن من أن يجمع حوله عدد من
الأساقفة وأفقوه على آرائه، وكان من بين هؤلاء “أوسابيوس أسقف
فيقوميديا” اللوكيانى، “وأوسانيوس أسقف قيصرية” الأوريجانى. وان
الأساقفة الذين تجمعوا حوله قد أيدوه وبرأوه فى مجمع عقدوه. وطالبوا بأن يعود مرة
أخرى الى الكنيسة.. وسرعان من كتب أريوس أقراراً وافقوا عليه فى مجمع عقدوه فى
نيقوميديا، وأرسله كرسالة إلى أسقف الاسكندرية الذى رفضه. ودعا بالطبع إلى مجمع
بالاسكندرية سنة 318م اعتمد ادانة أريوس.

 

وبعد
ذلك بقليل، بسبب الاضطرابات التى نشأت نتيجة للمصادمات التى وقعت بين قسطنطين
الكبير وليكينيوس، تمكن آريوس من العودة مرة أخرى إلى الاسكندرية. حيث أخذ بعمل
بحماس شديد وبأساليب مبتكرة لأجل ترويج أرائه ونشرها بين الجماهير عن طريق
الأحاديث والأشعار… وقد ساعد على نشر أريوسيته ما كان يظهر به أريوس من مظاهر
الورع والتقوى إلى جانب ما يتصف به من الكبرياء والتباهى وحبه للنضال.. وكان يجرى
مباحثاته اللاهوتية مع الشعب. فأنتهز الوثنيون تلك الفرصة وأخذوا يسخرون من
المسيحية فى مسارحهم بسبب تلك المناقشات(2).

 

وهكذا
أثار هذا الموقف قلق قادة الكنيسة. كما أزعج الامبراطور أيضاً، الذى رأى أن هذه
المشاكل ستكون خطراً على السلام الذى حققه بجهود مضنية وكفاح مرير ولكنه لم يتوقع
أن تكون خطراً على السلام على المدى البعيد. لذلك فهو إذ رأى أن هذه المعركة تبدو
أمراً تافهاً لا يستحق أن يصدر له نطقاً سامياً، فأكتفى بأن أرسل
“هوسيوس” أسقف قرطبة بأسبانيا إلى الاسكندرية بخطاب إلى رؤساء الأطراف
المتنازعة(3). ولكن هذه المحاولة لم تأت بأية نتيجة. عندئذ دعا الأمبراطور إلى
مجمع عام يعقد فى نيقية عام 325 والذى أشتهر بأسم، “المجمع المسكونى
الأول”…

 

 وقد
أدان هذا المجمع تعاليم أريوس وحرم أسقف نيقوميدية مع ثلاثة أساقفة أخرين لتأييدهم
لتعاليم أريوس. أما أريوس فأنه فى البدء أُرسل إلى نيقوميديا مكبلاً بالقيود، ثم
نفى بعد ذلك إلى الليريا… ألا أنه على الرغم من هذه التدابير فإن هذه المحاولة
للتهدئة لم تنجح، لأن أصدقاء أريوس أستمروا فى نشر مبادئه وتعاليمه… ولذا أقتنع
قسطنطين – بواسطة العناصر المهادنة للأريوسية والمحبة لها، وتأثر بهم. مما جعله
يستدعى أريوس من منفاه عام 327. وبعد تحريض من أسقف نيقوميديا عرضوا صيغة إعتراف
إيمان على الأمبراطور أخفوا عنه فيها. حقيقة عقيدة أريوس، وكانت كنيسة نيقوميديا
قد وافقت على هذه الصيغة فى المجمع الذى عقد بها. إلا أن الأرثوذكسيين لم يجبروا
على منح أريوس العفو. حتى أن الكسندروس أسقف الأسكندرية وأثناسيوس الذى خلفه لم
يقبلاه فى الاسكندرية.

 

ولم
يرغب قسطنطين حينئذ أن يؤزم المسائل أكثر بأن يفرض على أسقف الاسكندرية – بأن يقل
أريوس. بل أنه فى الواقع عندما طلب أنصار أريوس من الأمبراطور – برسالة محررة
بلهجة شديدة – أن يتدخل لأجل تأمين عودة أريوس إلى الاسكندرية، غضب قسطنطين وأعاد
أدانتهم بمرسوم آخر أسماهم فيه “بالبورفوريين” أى أنهم مشايعون لتعليم
“بورفيريوس”(4).

 

وبعد
وساطات متعددة غيروا مرة أخرى من مشاعر قسطنطين ورحل أريوس إلى القسطنطينية حيث
أعترف بالإيمان الأرثوذكسى أمام الأمبراطور وتمسك بأن يصير مقبولاً بطريقة رسمية
على نطاق أوسع بالكنيسة. إلا أن الأمر بتحديد موعد بقبوله فى كنيسة القسطنطينية قد
تلاشى نهائياً، إذ أن أريوس سقط ومات فى مرحاض عام فجأة ليلة الموعد المحدد
لقبوله(5).

 

مؤلفاته:

أستحوذ
أريوس على مركز هام فى التاريخ الكنسى، لكنه لم يترك أثاراً كثيرة. فقد كتب
أعمالاً قليلة نسبياً وصلنا منها النذر اليسير. وهذه الكتابات التى وصلتنا عبارة
عن رسائل خارجية. إلا أنها فى واقع الأمر تحوى إعترافاته وهى: –

 

(أ)
رسالة إلى أسقف نيقوميدية:

وقد
حفظها لنا إبيفانيوس فى كتابه “باناريون”(6). وكذلك ثيئودوريتس فى كتابه
“التاريخ الكنسى”(7). وفى هذه الرسالى يحتج على تحامل الكسندروس ضده وضد
أتباعه ويعرض أراءه وتعاليمه فى صراحة تامة. ويقول أن الابن إله لكنه “ليس
غير مولود
Agenntos” “ولا جزء من غير المولود” وفى النهاية يستنجد
باوسابيوس أسقف نيقوميديا مسميا إياه أنه من “الاتحاد اللوكيانى”.

 

(ب)
رسالة إلى الكسندروس أسقف الاسكندرية:

حفظت
هذه الرسالة فى أعمال “أثناسيوس عن المجامع”(8). وفى كتاب
“باناريون” لابيفانيوس(9). كما حفظت باللغة اللاتينية فى كتاب
“الثالوث لايلارى”(10). وهى الاعتراف الإجمالى الى كان قد قدمه لمجمع
نيقوميديا الأول والذى عقده الأريوسيون المنفيون. وفى هذه الرسالة تحاشى التعبيرات
المثيرة وأعتبر أن “الأبن قد ولد قبل كل الدهور”. إلا أنه لم يكن
موجوداً من قبل أن يولد.

 

(ج)
إعتراف الإيمان:

حفظت
هذه الرسالة فى التاريخ الكنسى لسقراط(11) والتاريخ الكنسى لسوزومينوس(12). وفى
هذه الرسالة حجب عقيدته الحقيقية وقال بأن الإبن قد ولد قبل كل الدهور (لأنه لو
كتبت كلمة
gegennimenos المولود” بحذف حرف n منها أى gegenimenos لتغير معناها وأصبحت تعنى المخلوق وليس المولود.

 

(د)
“ثاليا”:

حفظ
أثناسيوس فى كتاباته بعض نصوص هذا الكتاب(13). وكلمة “ثالثا” معناها
مأدبة أدبية. وقد دبجها كلها تقريباً بأبيات منظومة وبلحن نسائى. وفى إفتتاحيتها
نجده يظهر نفسه أنه مملوء بالعقيدة والعواطف الشجية عندما يتعرض للحديث عن الله..

 

“بحسب
إيمان مختارى الله… عارفى الله…

أبناء
قديسين. ذوى التعاليم الشرعية الثابتة.. حاصلين على روح الله القدس…

أنا
نفسى تعلمت هذا.. من حكمة المشاركين.. السابقين.. عارفى الله..

حسب
كل أقوال الحكماء.. أتيت أنا مقتفياً أثر كل هؤلاء..

وأنا
ذو السمعة الحميدة.. متمش بنفس العقيدة..

ومتحمل
كثيراً من أجل مجد الله.. بنفس حكمة الله..

 

وفيما
عدا هذا، يبدو أنه كان لأريوس مجموعة أخرى من الأشعار لكل مناسبة من مناسبات
الحياة(14). (كما أشار بذلك أثناسيوس) فى المجموعة التى تسمى “البحرية”،
“الرحى” “الرحلة”.. الخ.

 

ووفقاً
لما يقوله أثناسيوس فإن كل هذه القصائد قد دبجت بلهجة ونغمة داعرة مثل التى كان
يكتب بها سوتيادوس أشعاره القومية.. كانوا يتغنون بها فى مأدبهم بضجيج ضخب وعبث..

 

تعاليم
أريوس:

لا
يتضح من تعاليم أريوس تناسقاً فى كل ما وصلنا من نصوصه حيث أن بعضها كانت تخفى
وراءها واقع الأمر وحقيقته. إذ كانت تعاليمه مضللة.. ويبدو هذا جلياً فى رسالته
إلى أسقف نيقوميدية، وفى باقته الشعرية “ثالثا”. ولم تقتصر تعاليمه هذه
على مدرسة واحدة، كما قال كثيرون – أى أنها لم تنطلق لا عن وحدانية الله الكتابية
التى أعتنقها الأنطاكيون المتطرفون الذين أعتقدوا بأن الابن تهذب وتشكل بهبوط قوة
إلهية مجردة على يسوع..، كما أنها لم تنطلق عن فكرة الوحدانية التى أعتنقها
السكندريون المتطرفون الذين أعتقدوا بأن هذه الوحدانية الإلهية اتسعت لتحوى كل
الموجودات الإلهية، بل هى نشأت عن فلسفة الوحدانية. وحيث أن أريوس كان موحداً
متطرفاً فإنه أراد أن يؤكد أن الله كان واحداً وأنه فى نفس الوقت متحول. أن حل
وحدانية الله إنما سيعنى تمييزالله إلى أب وابن. أما حل التحول إنما سيكون بواسطة
خليقة هذا العالم. وهو أمر سئ فى كل الأحوال.

 

وبحسب
هذه الأفكار، فإن الله واحد، غير مولود وحده، سرمدى وحده، ليس له بداية وحده.
الحقيقى وحده، الذى له الخلود وحده(15). وبجانب الله، لا يوجد كائن آخر.. ولكن عن
طريقه توجد قوة عامة (لا شخصية) هى “الحكمة والكلمة”.. وهذه التعاليم
مأخوذة عن “الوحدانية المقتدرة” التى لبولس الساموساطى. ولكن فكره
اللاهوتى يوضح إعتماداً أكثر على “المدافعين”. وتأثيرات “الغنوسيين”.
فيما أن الله كان واحداً فهو لم يكن أباً “الله لم يكن دائماً أباً. أما فيما
بعد فقد صار أباً”.

 

ولقد
صار الله أباً عندما أراد أن يخلق العالم. عندئذ خلق كائناً واحداً. هذا الكائن
أسماه الابن، ويسمى استعاريا الكلمة أو الحكمة.

 

إذن
فحسب تعاليم أريوس توجد حكمتان:

1-
قوة الله الواحدة العامة.

2-
وكائن إلهى ذاتى واحد. وهذا الكائن هو الحكمة الثانية الذى جاء إلى الوجود من
العدم. ومن ثم فهو مخلوق. إذ يقول “كلمة الله ذاته خلق من العدم.. وكان هناك
وقت ما حينما لم يكن موجوداً. وقبل أن يصير لم يكن موجوداً.. بل أنه هو نفسه أول
الخليقة لأنه صار” ويقول أيضاً “الله وحده كان وحده دون أن يكون هناك
الكلمة والحكمة.. ومن بعد ذلك عندما أراد أن يخلقنا عندئذ بالضبط خلق شخصاً وهو
الذى دعاه الكلمة والابن، وذلك كى يخلقنا بواسطته”(17). ولكى يؤيد تعاليمه
استخدم نصاً خاصاً اقتبسه من سفر الأمثال: “الرب أقامنى أول طرقه..”
(أم22: 8)، وكان أوريجانوس من قبل قد تحدث عن “خضوع الابن”، كما تحدث عن
“ميلاد الكلمة الأزلى” وهنا أخذ أريوس الجزء الأول فقط من تعايم
أوريجانوس، وذلك عندما أضطر فيما بعد أن يقر “بالميلاد قبل الدهور”
مفسراً ذلك بأنه يعنى فقط الزمن الذى سبق خلقه العالم.

 

فعند
أريوس. يبدأ هذا العالم بخلق الابن، عندما بدأ الزمن أيضاً أن يوجد.. والابن هو
المولود الأول ومهندس الخليقة.. ومن المستحيل عنده أن يعتبر الابن إله كامل.
ويعتبر أن معرفته محدودة لأ، ه لا يرى الآب ولا يعرفه.. والأمر الأكثر أهمية أنه
يمكن أن يتحول ويتغير كما يتحول ويتغير البشر.. “وبحسب الطبيعة فإنه مثل جميع
الكائنات، هكذا أيضاً الكلمة ذاته قابل للتغيير والتحويل ولكن بنفس أرادته المطلقة،
طالما أنه يرغب فى أن يبقى صالحاً.. حينئذ عندما يريد فإنه فى استطاعته هو أيضاً
أن يتحول مثلنا، حيث أن طبيعته قابلة للتغير”(18).

 

أن
بولس الساموساطى استعمل اصطلاح “القدرة على الاكتمال الذى أتخذ منه أريوس كل
تعبيراته.. وفقاً لتعليمه وهو أن المسيح هو ظهور بسيط للكلمة فى إنسان. ومن ناحية
أخرى فهو يعتبر إنسان كامل فقط وليس إله كامل.. وبالتالى فإن الأبن يمكن أن يدعى
الله إستعارياً فقط. وهو نفس الأسم الذى يمكن أن يدعى به البسطاء من الناس أيضاً
حينما يصلون إلى درجة كاملة من الروحانية والأخلاق.. وهنا يتضح كل تعليم هرطقة
“التبنى
Adoptionism” عن المسيح.

 

النتيجة
الأولى لهذا التعليم:

هو
أن الإيمان بالثالوث يتلاشى ويذوب.. بالطبع تحدث أريوس أيضاً عن الثالوث إلا أنه
اعتبره أنه قد صدر متأخراً ولم يكن أصلياً وأزلياً. لأنه وفقاص لتعليمه فإن الآب
وحده كان إلهاً أزلياً.

 

أما
النتيجة الثانية:

فهى
أن الحياة الجديدة للإنسان التى صيغت كنتيجة لتأنس الكلمة، لا تتكون نتيجة تأليه
بل بواسطة سمو روحى وأخلاقى.. وبهذا يتمكن أى شخص أن يقول أن هذا الموقف قد اقتبسه
أريوس من المدافعين(19) الذين وفقاً للتقاليد نشأوا من مدارس فلسفية. وكانوا قد
أتخذوا موقفاً مماثلاً عن الحياة الجديدة.. إلا أن موقف “المدافعين” يجد
له مبرراً بسبب العصر الذى عاشوا فيه والعالم الذى كانوا يتوجهون إليه بالحديث.
أما فيما يتعلق بأريوس فإن الموقف يظهر ركود أفكاره التى ولو أنها كانت حادة. إلا
أنها خالية من الحركة والعمق.

 

ونتيجة
لتعاليم أريوس بقوله أن كلمة الله مخلوق وقوله عن المسيح أنه انسان مؤله (بضم
الميم وفتح الواو). بسسبب كمال روحى وخلقى. هذه التعاليم نجم عنها نزاع شديد زعزع
أركان الكنيسة والدولة الرومانية.. أن البدعة الأريوسية لم يتم تنظيمها بطريقة
سرية مثل غيرها من البدع والهرطقات. بل دخل فى صفوفها رجال رسميين فى الكنيسة وفى
الدولة. وهددت بالاستيلاء على التنظيم الكنسى بأكمله.. وقد أستمرت المصالحة
السياسية التى تبعت ذلك حتى موت أريوس وقسطنطين بدون أن تكون على حساب قرارات مجمع
نيقية – وذلك عن طريق تفسيرهم المتباين والمؤول بطريقة يشوبها الالتباس.. إلا أن
تعاليمهم لم تأت بنتائج. وذلك لأن زعماء الأرثوذكسية لم يقبلوا أريوس فى الكنيسة
وذلك بسبب إعترافاته المشتبه فيها.. حقاً إنه أثناء هذه الفترة لوحظ تقدم ملحوظ فى
الحركة التى قادت أيضاً إلى تفوق طفيف للأريوسية. وفى الواقع أن الأريوسيين –
بواسطة سلسلة المجامع التى أشرفوا عليها بأنفسهم – نجحوا فى تنحية وأبعاد الرؤساء من
خصومهم بإتهامات باطلة واهية. وهؤلاء الرؤساء هم أوستاتيوس الأنطاكى عام 330م.
وأثناسيوس الاسكندرى عام 335م، وماركيلوس الانقيرى عام 336م.

 

ساءت
الأحوال بعد وفاة قسطنطين الكبير، لأن حاكم الشرق قسطنديوس، فرض الأريوسية على
المناطق التى كان يحكمها.. أما بعد وفاة أخيه قسطنس عام 350م، فقد فرضها على جميع
أنحاء الامبراطورية.. وسحق هذا الحاكم نشاط معارضيه ومقاوميه الأرثوذكسيين وانشغل
بإحلال أساقفة أريوسيين بدلاً من الأساقفة الشرعيين فى أهم مراكز الشرق وبعض جهات
الغرب.

 

وبعد
وفاة قسطنديوس أنهار فجأة بناء الأريوسيين الشامخ. لأن يوليانوس الذى كان يدين
بالعقيدة الوثنية عامل جميع المذاهب المسيحية معاملة متساوية. وعندئذ عاد المنفيون
إلى أماكنهم. وبدأت الأرثوذكسية فى أعادة تنظيم شملها. مما جعلها تسود وتنتصر. وقد
وصلت إلى أكبر درجة من السيادة أثناء حكم الامبراطور الأرثوذكسى يوفيانوس…

 

الفرق
الأريوسية:

كان
البناء الأريوسى فى عهد قسطنديوس على الأقل، يبدو عظيماً فى الظاهر.. إلا أنه كان
من البدء عملاً مزعزعاً. وذلك ليس فقط لأنه حصل على قوته من عناصر كنسية منشقة،
ولكن أيضاً لأن إتجاهه اللاهوتى لم يكن متحداً.. فإن جميع الأريوسيين رفضوا
اصطلاحات مجمع نيقية.. ولكن ليس لأجل الاسباب دائماً.. لذا فإن الخلافات فيما
بينهم انكشفت وتحددت عند كثيرين منهم عن طريق موقفهم من اصطلاحات هذا المجمع.

 

ولقد
استخدم أباء مجمع نيقية فى قانون الإيمان إصطلاح؟ هومو أوسيوس” أى
“الواحد فى الجوهر مع.. أو المساوى فى الجوهر ل..”. وأرادوا أن يثبتوا
بهذا الاصطلاح أن الابن مع الآب هما واحد. وأن هذا الجوهر هو كيان أساسى واحد..
وأضاف نفس الآباء بعد قانون الإيمان – بسبب المحرومين – نصاً قالوا فيه بأن الابن
“ليس من هيبوستاسيس آخر” أى ” ليس من جوهر أخر”.. وهكذا فقد
أغضب الاصطلاح الاول الأريوسيين المتشددين، أما الإصطلاح الثانى فقد أغضب
الأريوسيين المعتدلين.. (أو أنصاف الأريوسيين
Semi – arians) ويبدو أن القانون دبجه لاهوتى غربى من المحتمل أن يكون
“هوسيوس” أسقف قرطبة. وكلمة “
Hypostasis”(20) “هيبوستاسيس” فيه هى ترجمة للكلمة اللاتينية” Substantia” إلا أنه فى الغرب – نظراً لعجز اللغة اللاتينية حيث كانت
كلمة
Substantia تعنى كلاً من “أوسيا” Oucia
أى الجوهر أو الكيان. وكلمة “هيبوستاسيس”
Hypostasis أى القوام أو الأقنوم. لذا أوضح أباء نيقية وحدة تشابه هذين
الاصطلاحين لأنهم كانوا يخشون لوأنهم اعترفوا باثنين هيبوستاسيس (أى قوامين) – أن
يتهموا بأنهم يقبلون الاعتراف بجوهرين أى يكونوا مثل الأريوسيين.

 

1-
الأريوسيون المعتدلون:

كان
الأريوسيون المعتدلون (
Semi –
Arians
) أوريجانيين قدامى وكان
يتزعمهم أسقف قيصرية أوسابيوس، وهم الذين قبلوا بتعاطف عن رضى تعليماً واحداً
يرتكز على النظرية الأوريجانية الخاصة بخضوع الابن، هؤلاء أصروا على التمييز
المشدد بين الآب والابن.. ورفضوا أيضاً اصطلاحى مجمع نيقيا واعتبروهما سابيليان.
ولأنهما لم يردا بين نصوص الانجيل.. إلا أنهم كانوا على استعداد لقبول معنى
“التساوى فى الجوهر
Omooucios” لكن بتعبير مخالف.. لهذا تمسكوا بالتعبير “مماثل للآب
فى كل شئ”(21).

 

وبعد
موت أوسابيوس قام باسيليوس أسقف أنقيرا وجورجيوس اللاوديكى بتنظيمهم. وتميزوا
بوضوح أكثر من الأريوسيين الآخرين. وذلك فى مجمع ميديولانوس عام 355م. حيث أنهم
قبلوا “تماثل الجوهر” أو التشابه فى الجوهر “هوميوأوسيوس”
الأمر الذى من أجله أطلق عليهم اسم “هوميوأوسيين” وكانوا يختلفون عن
القائلين “بالتساوى فى الجوهر” أى “الهوموأوسيين” قليلاً،
ولذلك أطلق على النزاع بينهم أنه نزاع على لا شئ.

 

2-
الأريوسيون المتشددون:

هؤلاء
كانوا على عكس المعتدلين. وهؤلاء المتشددون كانوا قد نشأوا عن اللوكيانيين الذين
قبلوا تعليم “بدعة التبنى”.. وكان يرأسهم فى البدء أوسابيوس النيقوميدى.
وفيما بعد أوسابيوس القسطنطينى. وهذا الفريق تشدد فى الفصل بين الآب والابن بدرجة
أكبر.. وان كانوا أحياناً يخفون أراءهم لاسباب تنظيمية. إلا أنهم كانوا متشددين..
وبعد موت أوسابيوس هذا فى عام 341. برز بين صفوفهم “ايتيوس” الانطاكى
الذى اندفع إلى تعليم أريوس الأشد تطرفاً من أجل تكوين فريق أريوسى جديد. وهذا
الفريق الجديد تشكل بطريقة أكثر تنسيقاً على يد تلميذه “يونوميوس”. أن
المنتمين إلى هذا الفريق وضعوا مناهج وأساليب متكاملة.. وتدخلوا بفكرهم ليفحصوا
جوهر كل الكائنات. بما فيها الله أيضاً.. وزعموا أن جوهر الله هو فى عدم الولادة.
أما جوهر الابن فهو فى كونه مولود.. ومن ثم فإن جوهرى الآب والابن ليسا فقط لم
يكونا شبيهين بل نقيضين تماماً.. ولكى يؤكدوا تمييزهم لله الآب بفرادة خاصة وحده.
أعتادوا أن يمارسوا المعمودية بغطسة واحدة فقط بدلاً من ثلاثة غطسات.

 

بسبب
التباين بينهم، تشكل فريق ثالث بإيحاء من الامبراطور قسطنديوس. هو فريق
“الاوميويين” أى (الشبيهيين) وهؤلاء استخدموا الإصطلاح “أوميوس
OMIOS” (أى شبيه أو مثيل)، ألا أنهم لم يكن لاهوتهم الخاص.. بل –
بحسب الظروف – كانوا ينحازون لفريق أو لأخر. وقد أدى ذلك إلى إضفاء تفسيرين على
كلمة “أوميوس
OMIOS” فصار من الممكن أن تعنى أما “تشابه الجوهر” أو
تشابه المشيئة.. وأتخذ مشايعو هذا الفريق لزعامتهم أساقفة الحدود الشمالية أمثال
أورساكيوس السنجدونى، وأولتتاس المورصى… وكذلك أكاكيوس القيصرى، وهؤلاء فرضوا
وجهات نظرهم فى المجمع الذى أنعقد فى سرميوس عام 359م.

 

مواجهة
الأريوسية:

هز
الأريوسيون أرجاء الكنيسة بسبب الطريقة التى ظهروا بها، حيث أنهم – على وجه الخصوص
– نشروا وفرضوا أفكارهم بكل ضرب من ضروب البدع الغريبة على ذلك العصر. فهم لم
يستعينوا فقط بالأحاديث الدينية، وتحرير الرسائل اللاهوتية ونشر عقائدهم على هيئة
أفكار منتظمة قانونية، كما تأمر بذلك “أحكام الرسل” بل كما سبق أن قيل
أيضاً، فإنهم استخدموا كذلك اشعارهم الغنائية التى كانوا يتغنون بها فى كل مناسبة..
أما سلاحهم الأكثر مضاء وصلابة، فكان استغلالهم للقوى السياسية التى أقحموها
للتدخل – لأول مرة – فى شئون الكنيسة الداخلية، وهكذا أبعدوا خصومهم بوسائل عنيفة..
وأرغموا أثناسيوس على أن يبارح كرسيه خمس مرات.. وفى مرتين منها أقاموا أساقفتهم
على هذا الكرسى.. وكان تفوقهم الساحق أكثر ثباتاً واستقروا فى أنطاكيا، بعد عزل
الأسقف أوستاتيوس عام 330م.. وفى عام 360 أقاموا هناك صديقهم ميليتيوس الذى ما لبث
أن أعرب فى الحال عن اتجاهه إلى قانون إيمان نيقيا..

 

أما
فى أسيا فكان نفوذهم أقل، ولو أن موقفهم هناك كان أكثر هدوءا، الأمر الذى لأجله
كان موقف الأرثوذكسيين مرناً..

وفى
القسطنطينية – على مدى أربعين سنة – خلف أربعة أساقفة أريوسيين الواحد الآخر..
وهكذا عندما صار غريغوريوس الثيئولوغوس أسقفاً للقسطنطينية أستقر فى بيت صغير
للصلاة (
Chapel)، لأن الأريوسيين كانوا قد أستولوا على جميع الكنائس، ولكن
غريغوريوس خلص القسطنطينية منهم.. وفى الغرب حصلوا على نجاح محدود حيث أستولوا فقط
على بعض مراكز هامة قليلة مثل المديولانيين وذلك لعدة سنوات قليلة فقط.. إلا أنهم
لم يتمكنوا من الوصول إلى كرسى أسقفية روما.

 

وكانت
حالة المسيحية فى ذلك العصر تثير الحزن والأسى. فبينما أعطيت لها الفرصة لأول مرة
لكى تمد كرازتها فى كل مكان، اضطر قادتها أن يهملوا ذلك قهرا. واضطروا للإنشغال
بأمور عقائدية دقيقة.

 

كانت
شوارع الاسكندرية تعج بإستمرار للاشتراك بالاساقفة الذين، أما كانوا يفدون نحو
منفاهم وأما كانوا يتوجهون للاشتراك فى المجامع غير المكتملة. وفى وسط هذه
المحازفات والمخاطر أظهرت قيادة الأرثوذكسية شجاعة مقترنة بدبلوماسية تجاه
مضطهديهم، كما أظهرت تمسكاً شديداً بالتقليد والإيمان المسلم.. فكانوا أما ينادون
بعقائدهم وينفون بسببها واما كانوا يحافظون على هذه العقائد ويمكثون فى أماكنهم كى
يصونوا الإيمان الأرثوذكسى الذى لا يطفأ، ومن حول هؤلاء كانت خلايا المؤيدين
المخلصين تصارع وتتصادم من أجل عقيدة مجمع نيقية.

 

ان
مسئولية الدفاع عن هذه العقيدة كان لها أولاً: مجموعة القادة الأول: الكسندروس
السكندرى. وأوستاتيوس الأنطاكى، وهوسيوس القرطبى.

 

ثم
بعد ذلك بقليل وقع عبء الدفاع عن عقيدة نيقية على اكتاف القديس أثناسيوس الكبير
الذى أدار النضال طيلة خمسين عاماً تقريباً.. معضداً أيضاً من الأباء الآخرين
أمثال كيرلس الأورشليمى وسرابيون أسقف تيميس، وديديموس الضرير، وهيلاريوس البكتافى
وأخيراً الآباء الكبادوكيين العظام: باسيليوس أسقف قيصرية وغريغوريوس الثيئولوغوس
وغريغوريس النيصصى، أن هؤلاء اللاهوتيين – باستنادهم على حجج وبراهين من الكتاب
المقدس والتقاليد الشرعية الصحيحة – قاموا بتجريد لاهوت أريوس من غطائه المتستر
بالكتاب المقدس. وكشفوا أن الآريوسية إنما هى دراسة فلسفية جافة وعميقة تظهر الله
بدون حياة أو حركة..

 

كشف
أثناسيوس الكبير أن تعاليم أريوس أدت إلى أمرين غير لائقين:

1-
أنه أذاب التعليم بالثالوث القدوس ولاشاه، وفتح الطريق أمام الاعتقاد بتعدد الآلهة،
إذ أنه سمح بعبادة المخلوق.

2-
أنه قلب “بناء الخلاص” كلية. فإن المخلص الذى أخذ على عاتقه خلاص
البشرية يلزم أن يكون هو نفسه حاصلاً على ملء اللاهوت، ما دام قد أخذ على عاتقه أن
يؤله الإنسان. فكيف يكون من الممكن أن الكلمة الذى يقوم بعمل التأليه لا يكون
واحداً فى الجوهر مع الله؟ إن قمة براهين أثناسيوس هى أن المسيح لم يصر أبناً لله
كجزاء لكماله الأدبى بل على العكس فإنه هو الذى إلهنا (بتشديد اللام) (أى جعلنا
الها). فيقول أثناسيوس “لذلك إذن فالمسيح لم يكن انساناً وفيما بعد صار إلهاً،
بل أنه كان إلها ثم صار إنساناً لكى يؤلهنا” (المقالة الأولى ضد الأريوسيين
فقرة 39).

 

وعلى
الرغم من صرامته وحزمه لم يكن أثناسيوس متصلباً بل كان يعرف كيف يتدبر الأمر بتفهم
وتسامح.. وعندما تخلص من الضغط السياسى الخطير عرض المشكلة بحذر ويقظة أكثر. ووضع
موقف الأرثوذكسيين تحت الفحص. وعندئذ تحقق من قصور وعجز حججهم وسعى لكى يجد لها
علاجاً.. فإن المطابقة المشار إليها سابقاً بين الاصطلاحين “اوسيا” (أى
الجوهر). و”هيبوستاسيس” (أى القوام) صارت مقبولة فى الغرب بدون اعتراض.
ولكن فى الشرق رأى كثير من اللاهوتيين أن فيها خطر البدعة “السابيلية”.
وأدرك أثناسيوس هذه الحيرة وقام بحركة توفيق فعالة أثناء مجمع الاسكندرية عام 362م
حيث أقر بأن كل من لا يرغب فى الإعتراف بصيغة “الاوموأوسيوس” (أى
المساواة أو الوحدة فى الجوهر)، ولكنه يقبل فى نفس الوقت بوحدة “الآب والابن
فإنه يوجد على الطريق المستقيم. وقام بخطوة عوطة التسليم بالمبدأ الشرقى للثالوث
مع التفريق بين معنى الاصطلاحين “أوسيا”، و”هيبوستاسيس” مع
إضافة معنى “طريقة الوجود الخاص بالكيان” إلى “الهيبوستاسيس”..
وهكذا فإن الله يكون من جوهر واحد ولكنه يوجد فى ثلاث أقانيم (هيبوستاسيس) أو
أشخاص (بروسوبا)، وهذه الصيغة توسع فيها أكثر الأباء الكبادوكيوسن بعد ذلك.. ومن
ذلك الوقت فتح الباب أمام جماعة “الهوميواوسيين”. وأن غالبية الذين
رجعوا وانضموا إلى أتباع مجمع نيقيا الأرثوذكسيين، وصلوا أيضاً بعد ذلك إلى قبول
مبدأ “الهوموأوسيوس” (التساوى أو الوحدة فى الجوهر) ولكن البعض من هؤلاء
لم يكونوا على استعداد لقبول الاعتقاد بمساواة الروح فى الجوهر أيضاً (أى مع الآب
والابن).. ولهذا السبب ضمن مجمع نيقيا ضمن قانون الإيمان. مجرد عبارة
“وبالروح القدس” بدون أية خاصية أو صفة أخرى، وكان هؤلاء يعتقدون بثنائى
فقط فى الله بدلاً من الثالوث. ولهذا أطلق عليهم أسم “أعداء الروح”
ولآنه كان يتزعمهم “مقدونيوس”. الذى جرده “الأوميوون” من
رتبته. لهذا أطلق عليهم أيضاً أسم “المقدونيون”.

وهؤلاء
حكم عليهم بواسطة مجمع أنطاكية سنة 379م. والمجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية
سنة 381م. ولكى يتجنب الاباء أى مخاطرات جديدة أو أى إساءة فهم للأمور. فانهم لم
يستخدموا فى هذا المجمع الآخير أى اصطلاحات مثيرة، مثل “الهومواوسيوس”
بل استخدموا عبارات متباينة وهى عبارات توضح “المساواة فى الكرامة”. وهم
فى هذا قد أتبعوا السياسة الحكيمة التى كان يسير عليها باسيليوس الكبير. ثم أصدر
الامبراطور ثيئودوسيوس قراراً بوضع حد لهذا الصراع داخل امبراطوريته، فكانت
النهاية الحاسمة، مما أدى إلى الاعتراف بشكل دينى واحد وهو المسيحية الأرثوذكسية
التى أقرها “داماسوس” أسقف روما. “وبطرس” أسقف الاسكندرية.
وبالتالى أنضم غالبية الآريوسيين إلى الكنيسة، أما البقية الذين تخلفوا فقد أنضموا
على التوالى إلى بدع وهرطقات أخرى، وخاصة أنضموا إلى النسطورية وهى البدعة التى
حاولت أن تنقص من ألوهية المسيح بطريقة أخرى.

======

(1)
نسبة إلى سابيليوس صاحبة البدعة السابيلية المعروفة بأسمه، والذى ظهر فى روما
أوائل القرن الثالث. والسابيلية تعلم بأن الآب والابن والروح القدس هم شخص واحد
وليس ثلاثة أقانيم. فنقول “أن الآب أعطى الناموس فى العهد القديم، ثم ظهر هو
نفسه بأسم الابن فى التجسد، وبعد أن أختفى المسيح بالصعود ظهر هو نفسه باسم الروح
القدس. أى أن الثالوث هو ثلاث ظهورات متوالية فى التاريخ لشخص واحد، وليس ثلاثة
أقانيم لهم جوهر واحد (المعرب).

(2)
أنظر “حياة قسطنطين لأوسابيوس المؤرخ” (61: 2) والتاريخ الكنسى لسقراط
(7: 1).

(3)
أوسابيوس فى حياة قسطنطين (64: 2).

(4)
التاريخ الكنسى لسقراط (9: 1) بوفيريوس هو أحد فلاسفة “الافلاطونية
الجديدة” الوثنيين قرب نهاية القرن الثالث. هاجم المسيحية بعنف وخاصة هاجم
ألوهية المسيح (المعرب).

(5)
الرسالة الدورية إلى الأساقفة بقلم أناسيوس 5: 18.

(6)
باناريون معناها سلة الخير.

(7)
التاريخ الكنسى لثيئودوريتس (4: 1) أنظر “باناريون” لابيفانيوس (6: 69).

(8)
“أثناسيوس عن المجامع” 16.

(9)
“باناريون” لابيفانيوس (7: 29).

(10)
“ايلاريوس عن الثالوث” (12: 4، 5: 6ه).

(11)
“التاريخ الكنيسى لسقراط” (26: 1).

(12)
التاريخ الكنسى لسوزومينوس” (27: 2).

(13)
أثناسيوس ضد الأريوسيين (5: 1-6).

(14)
أثناسيوس عن مجمع نيقية 16 – فيلوستورغيوس التاريخ الكنسى (2: 2).

(15)
أريوس فى رسالته إلى الكسندروس وجدت فى كتاب أثناسيوس عن المجامع 16.

(17)
المرجع السابق.

(18)
“ثاليا” كما جاء فى أثنايوس ضد الأريوسيين مقالة 5: 1.

(19)
هم معلمى الكنيسة الذين قاموا بالدفاع عن المسيحية والمسيحيين أمام الأباطرة
الوثنيين. وأمام الفلسفات الوثنية المعاصرة وأحياناً ضد الهجمات اليهودية. خلال
القرنين الثانى والثالث، ومن أشهر المدافعين يوستيتوس. وتاتيان واتيناغوراس
وأوريجانوس (المعرب).

(20)
كلمة “هيبوستاسيس
Hyposasis” اليونانية تعنى القوام، أو الأساس – أو ما يقف عليه الشئ –
“الدعامة” أو طبيعة الشئ، أو الشخص، أو أقنوم (المعرب).

(21)
أوسابيوس: رسالة إلى كنيسته فى كتاب “التاريخ الكنسى لسقراط”.

 

 

ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية المسيح

القديس أثناسيوس الكبير

مقدمة المقالة الأولى

 

مقدمة
تاريخية ولاهوتية

كان
الشغل الشاغل للقديس أثناسيوس وبل عمل حياته كله الذي من أجله كرس كل وقته وكل
قواه وكل جهوده هو “الشهادة لالوهية المسيح” التى أعتبرها بحق حجر
الزاوية في بناء الإيمان المسيحى كله، والتى بدونها لم يكن يتصور حدوث أى فداء أو
خلاص للانسان. ومن أجل هذا الحق “ألوهية المسيح”، صرف أثناسيوس كل وقته
وبذلك طاقاته، ولأجل هذا الحق أحتمل العزل من كرسيه البطريركى وأحتمل النفي خمس
مرات بلغت مدتها معاً عشرون عاماُ، بل ولاجل هذا الحق كان مستعداً في أى لحظة أن
يسفك دمه بكل سرور.

 

وتعتبر
“المقالات الأربعة(*) ضد الآريوسيين”. هي الكتاب الرئيسى من بين
“كتابات القديس أثناسيوس اللاهوتية”، التى يدافع فيها عن ألوهية المسيح
ضد البدعة الآريوسية.

 

تاريخ
المقالات الأربعة:

طلب
القديس سرابيون (أسقف تيميس بشمال الدلتا صديق القديس أثناسيوس والمعاصر له) في
رسالة بعث بها إلى القديس أثناسيوس، طلب منه ثلاثة أشياء هي:

1-
تاريخ للأحداث الجارية (أى تاريخ البدعة الأريوسية المعاصرة وقتئذ).

2-
شرح ومناقشة للبدعة الآريوسية ورد على أفكارها.

3-
وتاريخ دقيق حول موت أريوس.

 

وفي
رده على سرابيون يكتب أثناسيوس تاريخ موت أريوس، ثم يرسل له بخصوص الطلبين الأول والثانى
ما كان قد كتبه “إلى الرهبان ضد البدعة الآريوسية” (رسالة 2: 54)، حينما
كان منفياً ومختبئاً في وسطهم (في الفترة ما بين 358 – 362م). وعلى هذا الأساس
يعتبر علماء الباترولوجى أن القديس أثناسيوس يقصد بهذا كتابيه إلى الرهبان وهما
“تاريخ الآريوسيين”، “المقالات الأربعة ضد الآريوسيين”. وبذلك
يعتبرون أن التاريخ الذي كتب فيه القديس أثناسيوس المقالات هو فترة نفيه الثالث،
أى ما بين 358-362م. ويتضح من كلام القديس أثناسيوس نفسه أنه لم يكتبها ويقدمها
معاً مرة واحدة. إنما قدمها على فترات في تلك السنوات (مقاله2 فصل1).

 

محتويات
المقالات الأربعة:

يقدم
القديس أثناسيوس في المقالة الأولى، ملخصاً لتعليم البدعة الآريوسية كما جاءت في
كتاب “ثالياً” تأليف أريوس، ثم يقدم دفاعاً عن تعليم مجمع نيقية
المسكونى ضد الآريوسية بأن المسيح ابن الله هو أزلى وغير مخلوق وغير متغير، وعن
وحدة الجوهر أو المساواة في الجوهر الواحد بين الآب والابن، ويفند اعتراضات
الآريوسيين على هذا الإيمان النيقاوى الأرثوذكسى. وبعد ذلك يتناول بالشرح والبحث
بعض نصوص الكتاب المقدس التى كان الآريوسيون يحولون معناها للطعن في ألوهية المسيح،
فيقدم شرحاً مفصلاً ودقيقاً للنصوص الكتابية مبرهناً بواسطتها على صحة ايمان
الكنيسة بألوهية المسيح: فيشرح:

أولاً
– فيلبى 9: 2، 10 “لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً.

ثانياً
– مزمور7: 45، 8 “من أجل ذلك مسحك الله الهك”

ثالثاً
– عبرانيين 4: 1 “صائراً أعظم من الملائكة..”.

وفي
المقالتين الثانية والثالثة يكمل شرح النصوص: (عبرانيين 2: 3)، (وأعمال 36: 2)،
(وأمثال 22: 8) ونصوص من إنجيل يوحنا حول بنوة المسيح لله وعلاقة الابن بالآب
والنصوص (متى 18: 28)، (يوحنا53: 3)، (مرقس32: 13)، (لوقا52: 2)، (متى39: 26،
يوحنا27: 12) حول تجسد المسيح.

 

وفي
المقالة الرابعة يكمل القديس أثناسيوس دفاعه عن أزلية “الابن الكلمة”
وعدم مخلوقيته. ضد بدعة أريوس وضد كل بدعة أخرى مثل بدعة سابليوس وغيرها من البدع.

 

لقد
صارت هذه “المقالات الأربعة ضد الآريوسيين” هي المصدر الذي ظل المدافعون
عن لاهوت المسيح ينهلون منه على مدى القرون الماضية وحتى الآن. وقد استطاع
أثناسيوس بقدرته المتزنة الثابتة على الإمساك بالحقائق الأولية خاصة فيما يتعلق
بوحدة جوهر الله، وببنوة المسيح الحقيقية الطبيعية للآب، وقدرته على النفاذ إلى
اعتراضات الآريوسيين وتحليلها ودحضها. وبتتبعه للمنطق الآريوسى إلى نهاية نتائجه
استطاع أثناسيوس أن يبين أن الأريوسية فلسفة متناقضة مضادة للعقل ومضادة للتقوى
معاً وأهم ما يلقت النظر في هذه المقالات الأربعة “هو امساك القديس أثناسيوس
الثابت والشديد “بالجانب الخلاصى” في دفاعه عن ألوهية المسيح. فهو يؤكدد
على الأهمية القصوى لالوهيته لأجل حقيقية الفداء ولأجل نوال النعمة. ولأجل معرفة
الله التى توهب لإنسان الخاطئ، بواسطة المسيح (انظر مقالة 35: 1، 50: 49، ومقالة
67: 2، 69، 70).

 

أن
تعليم القديس أثناسيوس اللاهوتى إنما يرتكز على أساس فكرة الفداء: أى أن شركتنا مع
الله، ونوالنا التبنى كأبناء لله ما كان ممكنا أن يتحقق لو لم يعطنا المسيح مما هو
خاص به (مقالة16: 1).

 

مصار
المقالات الأربعة والترجمة:

أصل
النص اليونانى ظهر في المجلد 26 من مجموعة الآباء باليونانية لمينى (
MG 26: 12 – 526).

ونفس
النص اليونانى الذي تمت عنه هذه الترجمة إلى العربية هو النص المنشور في
“سلسلة آباء الكنيسة”
E.II.E.

“كتابات
أثناسيوس الاسكندرى الكبير مجلد 2”.

“دار
نشر الآباء” تسالونيكى 1974.

 

وهو
يحوى النص اليونانى القديم في الصفحة اليسرى ويقابله في الصفحة اليمنى ترجمة إلى
اليونانية الحديثة.

 

كما
تمت مقارنة الترجمة، بالترجمة التى أنجزها سنة 1844 العالم الكاردينال نيومان
Newman بالانجليزية والمنشورة بالمجلد الرابع من المجموعة الثانية من
سلسلة آباء نيقية وما بعد نيقية.

 

وفي
مقدمة “المقالات الأربعة” الذي نشرته “دار نشر الآباء بتسالونيكى،
توجد مقدمة هامة عن “اريوس والآريوسية” لعالم الآباء المعروف الاستاذ ب.
خريستو
P.christou استاذ الآباء بجامعة تسالونيكى كانت قد نشرت أصلاً في مجلة
“ثيولوجيا
O. H.E.” اللاهوتية التى تصدرها الكنيسة اليونانية. وقام
“الاستاذ صموئيل كامل” بتعربيها عن اليونانية، ووضعناها كملحق في نهاية
هذا الكتاب.

 

وللمسيح
إلهنا الحى المتجسد لأجل خلاصنا كل مجد وسجود وتسبيح مع الآب والروح القدس الإله
الواحد الآن وإلى كل الدهور.. أمين.

(*)
المقالة الرابعة غير متوفرة والثالثة غير مكتملة

 

ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية
المسيح

القديس أثناسيوس
الكبير

مقدمة المقالة الثانية

يواصل
القديس أثناسيوس فى هذه المقالة الثانية ضد الأريوسيين “شرح النصوص التى كان
الأريوسيون يستخدمونها للطعن فى ألوهية المسيح، مدافعاً عن ألوهية المسيح وشاهداً
لها خلال الشرح والتحليل الدقيق لهذه النصوص من الكتاب المقدس.

 وننبه
ذهن القارئ أن القديس أثناسيوس يستخدم الترجمةالسبعينية فى نصوص العهد القديم وهى
الترجمة اليونانية لأسفار العهد القديم (ترجمت فى القرن الثالث قبل الميلاد) التى
كان يستعملها كل الآباء فى العصور الأولى كما أن كتاب العهد الجديد أنفسهم فى
أقتباساتهم من العهد القديم يستخدمون النسخة السبعينية – وهذه النسخة السبعينية
اليونانية للعهد القديم هى التى كانت مستعملة عند الجميع فى العصور الأولى بما
فيهم الأريوسيين وجميع المبتدعين. ونلاحظ بعض الأختلاف بين هذه النسخة السبعينية
وبين النسخة المستعملة الآن للعهد القديم وهىالمعربة عن اللغة العبرانية. نذكر ذلك
لأن أحد النصوص التى يشرحها القديس أثناسيوس هنا هو أماثل 22: 8 “الرب خلقنى
أول طرقه لأجل أعماله”، يشغل معظم مساحة هذه “المقالة الثانية”.

 

الفهرس

الفصل
الرابع عشر: شرح نصوص: رابعا عب 2: 3 “كونه أمينا للذى أقامه”

الفصل
الخامس عشر: شرح نصوص: خامساً أعمال36: 2 “جعل يسوع رباً ومسيحاً”

الفصل
السادس عشر: مقدمة لشرح أمثال 22: 8 “أن الإبن ليس مخلوقاً”

الفصل
السابع عشر: مقدمة لشرح أمثال 22: 8 “أن الإبن ليس مخلوقاً” (تابع)

الفصل
الثامن عشر: مقدمة لشرح أمثال 22: 8 “أن الإبن ليس مخلوقاً” (تابع)

الفصل
التاسع عشر: شرح نصوص سادساً: أمثال 22: 8 “الرب خلقنى أول طرقه لأجل
أعماله”

الفصل
العشرون: شرح نصوص سادساً: أمثال 22: 8 “الرب قنانى أول طرقه لأجل أعماله
(تابع)”

الفصل
الحادى والعشرون: “أول طرقه لأجل أعماله (تابع)”

الفصل
الثانى والعشرون: “شرح نصوص: سادساً: أمثال 22: 8 “اسسنى قبل
الدهر”

 

ضد الآريوسيين الشهادة لألوهية
المسيح

القديس أثناسيوس
الكبير

مقدمة المقالة الثالثة

هذه
هى “المقالة الثالثة ضد الآريوسيين” التى كتبها القديس أثناسيوس دفاعاً
عن ألوهية المسيح من خلال شرحه الدقيق لنصوص الكتاب المقدس التى حاول الآريوسيون
أن يحرقوا معناها للطعن فى ألوهية المسيح. وهو بذلك يكمل دفاعه وشهادته لألوهية
المسيح فى المقالتين الأولى والثانية ضد الآريوسيين اللتين صدرتا فى 198، 1987 على
التوالى.

ونذكر
القارئ مرة أخرى أن القديس أثناسيوس يستخدم الترجمة السبعينية اليونانية للعهد
القديم فى الآيات التى يستشهد بها من العهد القديم وقد وضعنا حرف س بعد الشاهد
للدلالة على أن الآية المقتبسة هى من الترجمة السبعينية.

مصدر
الترجمة:

النص
اليونانى “للمقال الثالثة ضد الآريوسيين” ظهر فى المجلد 26 من مجموعة
الآباء مينى باليونانية (
M. P g.
26: 421 – 468
)

ونفس
النص اليونانى الذى تمت عنه هذه الترجمة منشور فى “سلسلة آباء الكنيسة
E. P. E” “أعمال أثناسيوس الاسكندرى الكبير مجلد 3 ” إصدار
مكتبة “غريغوريوس بالاماس” تسالونيكى اليونانى سنة 1975.

وقد
تمت مقارنة الترجمة بالترجمة الإنجليزية التى أنجزها العالم الكاردينال نيومان
المنشور بالمجلد 4 من سلسلة “آباء نيقية وما بعد نيقية” المجموعة
الثانية
N. P. N 2 nd Series.

ولإلهنا
الحى القدير يسوع المسيح المجد والسجود مع أبيه الصالح والروح القدس الثالوث
القدوس الواحد، الآن وإلى الأبد. أمين.

 

الفهرس

مقدمة

الفصل
الثالث والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 10: 14 “أنا فى الآب والآب فىّ”

الفصل
الرابع والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 3: 17 “أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع
المسيح الذى أرسلته”

الفصل
الخامس والعشرون: شرح نصوص: يوحنا 30: 10، 1: 12 “أنا والآب واحداً،
“ليكونوا واحد كما نحن”

الفصل
السادس والعشرون: مقدمة لشرح آيات من الأناجيل عن التجسد

الفصل
السابع والعشرون: شرح نصوص يوحنا 35: 3 ومتى 27: 11

“لان
الآب يحب الابن وقد دفع كل شئ فى يده”

“كل
شئ قد دفع إلىّ من أبى” 68

الفصل
الثامن والعشرون: شرح نصوص: مرقس 3: 13، لو52: 2 (معرفة الإبن لليوم والساعة،
التقدم فى النعمة والحكمة).

 الفصل
التاسع والعشرون: شرح نصوص: متى39: 26، يوحنا27: 12

“إن
أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس”

“لأن
نفسى قد إضطربت”الفصل الثلاثون: تكملة الإعتراضات والرد عليها

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى