اللاهوت الطقسي

الليتورجية حسب ملء اللاهوت (1) بقلم القديس صفرونيوس

[center][font=arial]الليتورجية حسب ملء اللاهوت (1)[/font]

[/center]

[center][font=arial]بقلم القديس الأب صفرونيوس[/font]

[/center]

[right][font=arial]
+
كيف يجب أن نفهم شفاعة الرب يسوع حسب استقامة الإيمان (أرثوذكسية الإيمان) ؟
[/font]

[font=arial]أولاً : لا يجب أن تمنعنا سموم هرطقة آريوس من إدراك تواضع الرب يسوع وإخلاء ذاته حسب استقامة الإيمان[/font]
[font=arial]ثانياً : ألاَّ تمنعنا دعوة الموحَّدين عن قبول محبة الآب المُعلنة في الابن بالروح القدس .[/font]
[font=arial]ثالثاً : ألاَّ نسمح لثمرة الخطية ، أي الموت ، أن يحوَّل إيماننا عن إعلان محبة الله للخطاة ؛ لأن الخطية تُعيدنا إلى كياننا المحدود ، حيث نلمس الموت ونهاية كل ما نعرفه أو نحس أو نرى ، وبذلك تغلق أمامنا رؤية الإيمان لما هو منظور (عب11: 1 – 3) .[/font]

[font=arial]+ يخدمنا الرب يسوع لأنه قوي ، ولأنه ضابط الكل ، وقادر على كل شيء ، هو خالقنا وفادينا ، ولذلك لا يُهمل الخليقة ويتركها بدون رعاية . نحن نأخذ منه “موهبة النطق” ، ومنه نأخذ الوجود والحياة ، ولذلك هو يخدمنا لأنه إلهنا الذي منه وبه وله كل الأشياء حسب قدرته الفائقة التي لا تُحد ولا تُصف .[/font]

[font=arial]+ وبسبب تجسد الابن من الروح القدس ومن والدة الإله ، صار الروح القدس شريكاً في خدمة الابن . صار هو ، أي الروح القدس ، النعمة والقوة التي يمنحها الابن له المجد لنا ؛ لأنه – أي الروح القدس – قادر على كل الأشياء ، وضابط الكل مثل الابن ، وحي ومُحيي ، ولأن الابن له المجد بتجسده من الروح القدس أعطانا أن نحيا معه بالروح القدس في شركة دائمة أبدية .[/font]

[font=arial]وكما قلنا سابقاً ، إنه لا يوجد داخل وخارج في اللاهوت ، بل كل ما هو منظور هو في اللاهوت ، كل شيء “فيه خُلق” كما يقول الرسول (كولوسي 1: 16) ، وهو لذلك يؤسس شركته فينا بسبب تجسده ، داخل قوته ومن داخل حياته . وهنا يجب أن نفهم أنه لا يوجد مسافة تفصل الله عن الخليقة ، بل أن حدود المخلوق هي جوهر أو طبيعة كل مخلوق ، المختلفة تماماً عن جوهر وطبيعة الخالق ، والاختلاف هنا هو اختلاف لا يُمكن القضاء عليه من جانبنا أو تعديه ، لكن بسبب تنازل الله إلينا وسُكناه فينا ، يحفظ حدود طبعنا الإنساني حسب محبته ، ويجعل قدرته الفائقة تُحركنا وتقودنا برفق نحو الشركة .[/font]

[font=arial]هذا هو أساس الليتورجية حسب ملء اللاهوت ؛ لأن غنى الله يُعطى للطبع المخلوق حسب صلاح الله المُعلن في يسوع المسيح ، أي في تجسده . وحسب غنى وصلاح الله يعلن الابن ، ويعطي كيانه الإنساني الذي كونه الروح القدس ؛ لكي ننال – حسب غنى صلاحه – شركة في الروح وفي الآب حسب علاقة الابن بالآب والروح القدس ، شركة من داخل جوهر اللاهوت ، تُعطى حسب صلاح الله وحسب حدود طبعنا المخلوق .[/font]

[font=arial]+ وهكذا قلنا إننا خاصته ، وإنه بسبب تجسده صارت صلواتنا صلاته ، وصلاته صلواتنا ؛ لأنه صار الابن البكر “بين إخوة كثيرين” (رو8: 29) . وشفاعة الرب يسوع ليست فقط تقديم صلواتنا إلى الآب ، بل في انتظاره الفائق أن يعطي لنا قيامته وشكل جسد مجده (فيلبي 3: 20 – 21) .[/font]

[font=arial]ولأن هذا محفوظ في الرب يسوع ، تصبح صلواتنا وتوسلاتنا – لا سيما تلك التي يغرسها الروح القدس – متجهة نحو امتلاكنا لعطية حياة الابن ، ربنا يسوع المسيح الذي يشتاق أن يُعطي أكثر مما نظن أو نتصور .[/font]

[font=arial]+ يمنح الحلول المتبادل لأقانيم الثالوث ، حركة محبة داخلية مصدرها الآب ، دائرتها الابن ، أي إعلانها ، قوتها الروح القدس ، مركز الناسوت ، أي الطبيعة الإنسانية التي أخذها الابن من والدة الإله ، أي منا .[/font]

[font=arial]تتحرك المحبة في داخل جوهر الثالوث مثل نبضة القلب من الآب ، ترسل فيضان المحبة والشوق للابن المتجسد والمُمجد ، لكي يعلنها الابن ويُعطيها بالروح القدس للإنسانية .[/font]

[font=arial]هذا هو أساس الليتورجية حسب ملء اللاهوت . التي بها (أي الليتورجية) نمتلئ – كبشر – من الله ، لأننا عندما نعتمد باسم الثالوث ، فحسب المنظور نغطس في مياه المعمودية ، وحسب حركة المحبة الإلهية ، يخلع الابن منا – بقوة موته – الطبيعة القديمة ، ويُحرننا من الدينونة ، ويغسلنا من دنس الخطية ، وينقلنا إلى القيامة مُعطياً لنا بذرة القيامة في النفس لكي تنمو كاملة في يوم الانعتاق من جسد الموت . ويتم هذا بقوة الروح القدس المُعزي الذي ينقل من الابن ويعطي لنا أولاً من ميلاده من البتول ميلاداً لنا ، أي بداية . ومن مسحته ، مسحة الميرون الإلهي . ومن موته على الصليب المكرم قوة حياة وغلبة الخطية . ومن القيامة رؤية وإعلان السماويات ومجد الحياة الآتية لكي نتقوى على شدائد الحياة الأرضية .[/font]

[font=arial]هكذا ، من الحياة الإلهية نأخذ من ” ملء قامة المسيح ” ، ذلك الملء الذي أخذه الابن من الآب ومن الروح القدس لأجلنا ، وحفظه في أقنومه الإلهي لكي يكون ميراثاً لنا .[/font][/right]

[center][font=arial]من رسائل الأب صفرونيوس[/font]

[/center]

[center][font=arial]الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة[/font]

[/center]

[center][font=arial]من ص 162 – 164 ، من فقرة 20 – 24[/font]

[/center]

[center][font=arial]_____يتبــــــــــــــــع _____[/font]

[/center]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!