علم المسيح

شهادة الرسل لألوهية المسيح



شهادة الرسل لألوهية المسيح

شهادة
الرسل لألوهية المسيح

تقف
شهادة من شاركوا في كتابة أسفار الإنجيل (العهد الجديد) في انسجام تام مع تعاليم
المسيح وشهادته عن ألوهيته.

ظهر
الملاك جبرائيل لزكريا وأخبره أنه سيكون له ولامرأته أليصابات ابن تُسنَد إليه
مهمة خاصة وهي «لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّ» (لوقا 1: 17)
والملاك نفسه عندما كشف لمريم بأنها ستكون أمّاً للمسيح المنتظر أخبرها بأن ذلك
الطفل «يَكُونُ عَظِيماً، وَٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ
ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى
بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ» (لوقا
1: 32 و33). هذه المزايا لا يمكن أن تكون لمن لم يكن إلهاً بالفعل.

 

«ٱسْمَهُ
يَسُوعَ، لأنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متى 1: 21). هذه مهمة
يستحيل على شخص أقل من اللّه أن ينجزها. والبشير متى عندما أتى على ذكر إحدى نبوات
العهد القديم الخاصة بالمسيح قال: «وَهٰذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ
مَا قِيلَ مِنَ ٱلرَّبِّ بِٱلنَّبِيِّ: «هُوَذَا ٱلْعَذْرَاءُ
تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»
ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَ» (1: 22 و23) وهي نبوة مستقاة
من نبوة إشعياء 7: 14.

 

أما
المجوس(حكماء المشرق) الذين كانوا قد أُعطوا بصيرة روحية معجزية بعد سفرهم الطويل
سعياً وراء الملك الموعود به، فما أن وصلوا إلى بيت لحم مكان ولادة يسوع حتى
«خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ» (متى 2: 11). والركوع والسجود له بهذا الأسلوب هو جهل
وتجديف، لو لم يكن المسيح هو اللّه الذي ظهر في الجسد.

 

شهد
يوحنا المعمدان وقال عن نفسه إنه مجرد مجهِّز وممهِّد لطريق الآتي بعده، الأعظم
منه بكثير، حتى أنه ليس مستحقاً أن يحل رباط حذائه، أي أنه لم يكن مستحقاً أن يكون
خادماً له. وعندما ظهر المسيح وتعمد بالماء على يده بعد إصرار مُلحّ، رأى يوحنا
المعمدان السموات مفتوحة، وروح اللّه نازلاً عليه (أي على يسوع المسيح) وصوت اللّه
الآب من السماء قائلاً: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ
ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(متى 3: 17). وفي اليوم التالي أشار يوحنا إلى يسوع
قائلاً: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ
ٱلْعَالَمِ» و«… ٱلَّذِي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ
ٱلْقُدُسِ». و«هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ» (يوحنا 1:
29، 33، 34).

 

نجد
في مقدمة الإنجيل حسب يوحنا 1: 1 تصريحاً واضحاً عن ألوهية المسيح: «فِي
ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ
ٱللّٰهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللّٰهَ». وقد نسب
الرسول يوحنا هذا (وهو غير يوحنا المعمدان) إلى المسيح أموراً لا تُنسب لغير
اللّه. فالكلمة وسيلة التعبير عن الفكر، هي بالذات نسبة المسيح إلى اللّه. الكلمة
تكشف عن فكرة معينة، والمسيح يكشف عن اللّه بالذات. فالمسيح جاء ليُظهِر اللّه
للبشر: «اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ ٱلْوَحِيدُ
ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يوحنا 1: 18). لقد
وضَّح يوحنا أزلية المسيح في مضمون التعبير «في البدء». عند بدء أو خليقة العالم
كان المسيح «موجود». الفعل هو بصيغة الماضي التام في اللغة الأصلية (اليونانية).
وهو يبرز فكرة وجود المسيح منذ الأزل. وقد عبّر عن ذلك أحد كبار اللاهوتيين بقوله:
«الكلمة كان عند اللّه منذ الأزل، في رفقة الآب كأقنوم مشارك في الألوهية. ومع أنه
كان أقنوماً مميزاً، إلا أنه لم يكن كائناً منفصلاً عن اللّه، فالكلمة كان اللّه».

 

في
مقدمة الإنجيل حسب يوحنا اعتبر «الكلمة» (المسيح) كائناً في البدء قبل كل شيء. ليس
ذلك فقط بل نرى أن «كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان» (العدد الثالث).
أمّا في العدد الرابع عشر فنقرأ: «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ
بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ،
مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّ». والبشير يوحنا نفسه في رسالته الأولى 4: 2 قال عن
المسيح «قَدْ جَاءَ فِي ٱلْجَسَدِ»، فهو يريدنا أن ندرك أن المسيح لم يكن
مجرد رفيق اللّه الأزلي، بل أنه هو اللّه الأزلي بالذات. استعمل يوحنا كلمة «جسد»
ليشير بصورة عامة إلى الطبيعة البشرية بما تتضمنه من محدودية وضعف. وكشف في مقدمة
الأناجيل بكل بساطة عن حقيقة اللّه الأزلي وهو يأخذ وجوداً يشارك فيه الاختبار
البشري العادي مع البشر. وبإيجاز فإن اللّه تجسّد في الإِنسان يسوع المسيح
«عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي
ٱلْجَسَدِ» (1 تيموثاوس 3: 16).

 

وعندما
جهر الرسول بطرس بشهادته العظمى لم يكن يعبّر عن مجرد معتقده الشخصي بل كان يعبر عن
معتقد غالبية التلاميذ حين قال ليسوع: «أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ
ٱللّٰهِ ٱلْحَي» (متى 16: 16). وهكذا نرى أنه مع مواصلة يسوع
الكشف عن ماهية اللّه للبشر فإن توما أكثر التلاميذ تشكُّكاً وصل إلى مرحلة السجود
عند قدمي المسيح والاعتراف بالقول: «رَبِّي وَإِلٰهِي» (يوحنا 20: 28)، هذا
القول قَبِلَه المسيح بلا تردد، ولذلك يمكن اعتباره تأكيداً مباشراً من المسيح
نفسه، وجزءاً لا يتجّزأ من إعلانه لحقيقة ألوهيته وأنّ قيام الرسل بالمعجزات هو
دليل إضافي على ألوهية المسيح. فالمعجزة التي شفى بها بطرس الرجل الأعرج الواقف على
باب الهيكل، فعلها بطرس باسم المسيح، إذ قال للرجل: «بِٱسْمِ يَسُوعَ
ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ قُمْ وَٱمْشِ» (أعمال الرسل 3: 6)
وبالفعل مشى الرجل وزالت علّته. لكن ذلك أغاظ زعماء اليهود الذين اعتقلوا بطرس
ورفيقه يوحنا لمحاكمتهما. وفي معرض ردّ بطرس على اتهاماتهم واعتراضاتهم قال: «إِنْ
كُنَّا نُفْحَصُ ٱلْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ،
بِمَاذَا شُفِيَ هٰذَا، فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ
شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ،
ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ
ٱللّٰهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هٰذَا
أَمَامَكُمْ صَحِيح» (أعمال الرسل 4: 9 و10) وعندما أخرج الرسول بولس الروح الشرير
من إمرأة قال: «أَنَا آمُرُكَ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ
تَخْرُجَ مِنْهَ» (أعمال 16: 18) أمّا إستفانوس أول شهيد مسيحي فقد شهد قبل موته
قائلاً: «أَنَا أَنْظُرُ ٱلسَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَٱبْنَ
ٱلإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ» (أعمال الرسل 7:
56).

 

شهد
بولس في تعليمه مراراً لألوهية المسيح. وحالما اهتدى إلى المسيح ذهب إلى مجامع
اليهود في دمشق وشرع يبشر بالمسيح قائلاً: «أَنْ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ
ٱللّٰهِ» (أعمال الرسل 9: 20)، وقد كشف في رسالته إلى أهل كولوسي عن
كون المسيح «صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ» (كولوسي 1:
15). كما أنه صرّح بأن «فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ ٱللاهُوتِ (أي اللّه)
جَسَدِيّ» (كولوسي 2: 9). كذلك قال لأهل كورنثوس: «اللّه كان في المسيح مُصالحاً
العالم لنفسه» (2 كورنثوس 5: 19). وفي رسالته إلى أهل رومية عندما أشار إلى كون
اليهود أنسباء المسيح ذكر موضوع ألوهية المسيح فقال: «وَمِنْهُمُ ٱلْمَسِيحُ
حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، ٱلْكَائِنُ عَلَى ٱلْكُلِّ إِلٰهاً
مُبَارَكاً إِلَى ٱلأَبَدِ» (9: 5). كذلك نجد بولس يحث المسيحيين في مقاطعة
فيلبي على اتّباع مثال المسيح يسوع أيضاً، «ٱلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ
ٱللّٰهِ (أي مشاركاً كلياً في الطبيعة الإلهية، أي صفات اللّه)، لَمْ
يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلّٰهِ. (أي أنه لم يختر عن
أنانية أن يبقى في تلك الحالة المباركة بينما يظل البشر تحت وطأة الخطية والبؤس)
لٰكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ
ٱلنَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ
نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ» (فيلبي 2: 6
– 8). وهكذا أصبح إنساناً قابلاً لنفسه محدودية الطبيعة البشرية. قدّم نفسه وهو
الإله المتجسد بديلاً عن شعبه، وهكذا أيضاً أنجز عمله الخلاصي في حمله للعقاب
المفروض على خطاياهم (وهو الألم والموت بالنيابة عنهم). ويضيف: «لِذٰلِكَ
رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ أَيْض» (أي أن المسيح الإله المتجسد رُفع. وليس
المقصود هنا إضافة لطبيعته الإِلهية، فهي كاملة لا ينقصها شيء، بل أن الطبيعة
البشرية المتواضعة التي أخذها المسيح على نفسه هي التي أُعطي لها المجد والإكرام).
ويتابع الرسول فيقول إن اللّه الآب «أَعْطَاهُ ٱسْماً فَوْقَ كُلِّ
ٱسْمٍ» ألا وهو اسم «يسوع» (أي مخلص) «لِكَيْ تَجْثُوَ بِٱسْمِ
يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلأَرْضِ
وَمَنْ تَحْتَ ٱلأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ
ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ» (فيلبي 2:
9-11) (التعبير رب يدل هنا على الربوبية أو الألوهية المطلقة). فإن أولئك الذين
أوحى إليهم اللّه بكتابة العهد الجديد أشاروا إلى المسيح بتعابير وأوصاف وأسماء
العهد القديم نفسها التي استعملت بشأن اللّه، فهم أشاروا إليه ك «أدوناي» وهو
الاسم العبري الذي يعني «رب». وكلمة رب تُستعمل أيضاً عندما يكون الإسم العبري
«يهوه» الذي يعني «الرب الإِله».

 

عندما
ننتقل إلى الرسالة إلى العبرانيين فإننا نجد الكاتب ينسب الربوبية والألوهية
للمسيح. يبدأ بالقول إن اللّه كان قد كلّم البشر في الأزمنة القديمة (أي في أيام
التوراة) بواسطة الأنبياء، مستخدماً أساليب متنوّعة. «اَللّٰهُ، كَلَّمَنَا
فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَةِ (أي حقبة العهد الجديد) فِي ٱبْنِهِ
– ٱلَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضاً
عَمِلَ ٱلْعَالَمِينَ. ٱلَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ
جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا
صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ
ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلأَعَالِي» (عبرانيين 1: 1-3).

 

أما
الرسول يوحنا، كاتب سفر الرؤيا فيخبرنا في معرض وصفه للمدينة السماوية المقدسة
«أورشليم الجديدة» أنها لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن
«مَجْدَ ٱللّٰهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَٱلْحَمَلُ سِرَاجُهَ» (سفر
الرؤيا 21: 23). والتعبيران «اللّه» و«الحمل» هنا هما مترادفان، يتحدثان عن واحد
وهو يسوع المسيح.

 

قام
جميع من أوحى إليهم اللّه بكتابة أسفار الأناجيل (العهد الجديد) بتسجيل تعاليم
ومعجزات ومواعيد المسيح مفترضين واقع كلامه عن ألوهيته، وكانوا هم أيضاً أعظم
وأنسب وأصدق شهود لألوهيته، إذ كانوا قد عرفوه عن كثب. قال عنهم المسيح:
«وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأنَّكُمْ مَعِي مِنَ ٱلابْتِدَاء» (يوحنا
15: 27).

 

أما
سجلات التاريخ منذ نشأة الكنيسة المسيحية فكلها تُظهِر أنهم قد قدموا شهاداتهم
لسيدهم وربّهم بكل أمانة، واستشهد كثيرون في سبيل إيمانهم بالمسيح يسوع.

 

وفوق
شهاداتهم نجد شهادات المؤمنين الذين لم ينتسبوا إلى مجموعة رسل المسيح. فمثلاً نجد
قائد الكتيبة الرومانية التي أشرفت على الصلب، إذْ أبصر المسيح مصلوباً أعلن:
«حَقّاً كَانَ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ!»
(مرقس 15: 39). وأما الأبالسة (الكائنات الملائكية الذين سقطوا وأصبحوا شياطين)
والذين كانوا على معرفة بعظمة المسيح الإلهية قبل تجسده، فإنهم عندما أمرهم المسيح
أن يخرجوا من الأشخاص الذين كانوا قد سيطروا عليهم، قالوا فيما هم خارجون: «مَا
لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا
قَبْلَ ٱلْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» (متى 8: 29).

 

على
أن قيامة المسيح من الأموات هي البرهان القاطع على طبيعته الإِلهية. لم يكن موت
المسيح وقيامته رغم إرادته، بل كانا في نطاق قوّته وخياره الثابتين. عندما تكلم
المسيح عن حياته قال: «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا
مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْض»
(يوحنا 10: 18). وكان قد تنبأ مراراً عن قيامته من الموت قائلاً: «وابن الإِنسان
يُسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم….
ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم» (مرقس 8: 31 و9: 31 و10: 33 – 44، ولوقا 18: 33
و24: 7، ومتى 20: 19 و27: 63)، ويشير بولس إلى القيامة كبرهان جازم على لاهوت
المسيح فيقول: «وَتَعَيَّنَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ بِقُوَّةٍ…
بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ: يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَ»
(رومية 1: 4).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى