سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (47) تابع مفهوم الخطية άμαρτία
تابع مفهوم الخطية : توضيح المعنى في الترجمة السبعينية والعهد القديم
الرجاء الرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا
(ت) نجد أن العهد القديم ينظر للخطية على أنها الجانب السلبي المُعاكس لفكرة العهد ، ومن هنا غالباً ما يُعبَّر عنها في مصطلحات قانونية . فتاريخ الأمة اليهودية يوضح هذه الحقيقة ويصورها كتاريخ ارتداد ، ثم عقاب على هذا الارتداد ليقظة الأمة اليهودية ، ثم نداء التوبة والرجوع عن العصيان والارتداد ، ثم تدخل سماوي من يهوه وإنقاذ الشعب من السبي ، ثم العودة لبناء المدينة وبناء الهيكل والعودة لعبادة يهوه بفرح ومسرة …
يمنح سفر التكوين 3 – 11 مثال واضح عن فكرة العهد القديم للخطية ، مصوراً بطريقة متقنة الاستقلال البشري وسلوك الاكتفاء بالذات . فنجد أن الخطية تنتشر في سلسلة من الانتشارات المتجددة بدءاً بسقوط آدم في تكوين 3 الذي يقود إلى قتل الأخ لأخيه (تكوين 4: 1 – 8) إلى أغنية لامك الذي وضحت استفحال شر القتل وامتداده (تكوين 6: 5؛ 8: 21) ، فاعتماد الإنسان على ذاته وأفكار قلبه يورطه دائماً وباستمرار في البعد عن الله ، ويكون هو مصدر الخير لذاته ولا يعود له الرب المقياس لخيره وسعادته الشخصية ، لذلك بتصورات قلبه الشرير يظن أنه لا يحتاج إلا لأعماله الخاصة ، والتي إلى اليوم هي المحرك الأساسي للإنسان ويكشف لماذا دائماً يسعى الإنسان لتداريب جسدية لكي يعود إلى الله معتمداً على ذراعه في خلاص نفسه غير مدرك أن هذا هو أساس الخطية !!!
(ث) الخطية – في أساس جوهرها – هو (1) السقوط بعيداً عن العلاقة الأمينة مع الله ، (2) عدم طاعة وصاياه وناموسه المقدس ، وتسمى الأولى (1) عدم أمانة لعهد الله : الخيانة (إرميا 2: 29) ، ونفس ذات المشكلة نجدها قائمة لليوم ، لأن معظم الذين يريدون أن يحيوا الحياة الروحية رفضوا كلام الرب فلا يفتشوا عن الشركة مع الله حسب العهد الذي أقامه هو معنا ، بل كل همهم أن يكفوا عن فعل الشر لمجرد أنه يكون إنسان مستحق للحياة الأبدية بجهاده وأعماله متغاضياً عن العهد الإلهي ، ناسياً أن أساس العلاقة مع الله علاقة شركة في سر الطاعة والمحبة ….
_____________________
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق
أضغط : هنــــــــــــــــــــا

