التأملات الروحية والخواطر الفكرية

في المسيح الكل يتساوى……………………….

في المسيح الكل يتساوى……….
يلـفتـك فـي الكنيسة انها الـمكان الـوحيد الـذي يـجتـمـع فيه الـمؤمـنـون فـي رغبـة محبـة رجالا كانوا ام نساء، فقراء او اغنياء، اصحاء ام معوقـيـن، بسطاء في الـفـهـم ام عظـماء فيه.ذلك ان السيد الـمذبـوح من اجـل الـجـمـيـع يـرفعـهـم الـى مرتـبـة واحدة هي مرتـبـة حبـه، وكأنـه يـقـول للـمرأة المقهورة (وأحيانا الرجل مقهور) إذا كان زوجك لا يرى فيك الا متعة او خادمة لأولاده ومـا كان لكِ عـنـده قدر فأنتِ رفيقتي لأن مـن صفـكِ جاءت مريم امي وام الـعالـمـين وجاءت حاملات الطيب وبلغـت رفيقاتـك مـن الـقداسة شأنا عظيما.
ويـقول الـمخـلص للـفـقيـر: انـا لا اساويـك مـع الـغـنـي فإني ساويـتـك بنـفسي وانت ان احببـت فـصبـرت وغـدوت رفيـق فقيـر الـنـاصرة فـلا يـفـوقـك احد فـي الـمجد لأنـك عـلـوت عـرش الـتـواضع ولا عـرش سواه.
ويقول السيد الـمبارك للـمعـوق: انت سلـيم فـي ما هـو عميـق وقادر على عظـمـةٍ والـقـلب فـي شجاعة وإقدام، فإن شُلَّت يداك او رجلاك فلا خلل في فكرك لأن الكراهية هي وحدها الإعاقة وقد يستكبر الأصحاء, اذ ذاك هـم الـمـقـعَـدون.
ويتوجه هؤلاء معا الى الكأس الـمقدسة متواضعين فتعرف الجميـلة في حضرة يسوع ان جمالها تراب حتى تتناول قربانا فاعلا، ويذوق الغني انه فقير الى رحمة ربه وانه عديل الـمحتاجين او ادنى منهم لئلا يدينه جسد الـمسيح. ويرى السليم انـه يتزكى بشكره لئـلا تجلب عليه الـصحة الـوافرة كارثة الاستعلاء، ويقتنع الـمثقف انه ان لم يضع معرفته عند قدمي الـمصلوب فالـمعرفة صالبـة.
ولكن الخطـر يداهمنا بعد الـقداس الإلهي فتخرج الجميلـة متبخترة والأغنياء زاهين او يتصدقون في ترفع واحساس بالـمـنّـة ويـوزع الـمثقفون الكلام الـذكي هنا وثـمة في تغرغر وتبجح فيـبـطـل، اذ ذاك، أثـر الـمناولـة فينا اذ يكون الكـلب قد عاد الـى قـيـئـه كما يـقـول الكـتـاب (2 بطرس 2: 22)0
الـعالم الذي فيه الـمسيحيون تنبسط فيه الـتفاهات ومنتشر فيـه الـعـمى اذ لا يعرف السليم انـه لـيس ابـهـى مـن الـمعوق ولا الـرجل انـه ليس بشيء مـن حيث انـه ذكر وانـه يـصبـح شيئا فقط برئاسة الـمسيح علـيـه ولا يـذوق الـمتـعـلـم ان ذرّّة مـن الـمحبة اثمن مـن قنطار مـن الـعلـم0 واذا سقطنا الـى هـذه الـدركات يكـون الـقداس قد تحول ألحانا بيزنطية بلا مضمون وكأن الـمسيح لم يمت ليجمعنا اليـه ويوحدنا بعضنا ببعـض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!