علم الملائكة

حيل الشيطان المجرب



حيل الشيطان المجرب

حيل
الشيطان المجرب

قراءة
من القطمارس:

المزمور
26: 10و11:

+
“استمع يا رب صوتي الذي به دعوتُك. ارحمني واستجب لي، فإن لك قال قلبي”
هلليلوياه.

إنجيل
القداس: لوقا 4: 1-13:

+
“أما يسوع فرجع من الأُردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان يُقتاد بالروح في
البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس. ولم يأكل شيئاً في تلك الأيام. ولما تمَّت
جاع أخيراً. وقال له إبليس: إن كنتَ ابن الله، فقُل لهذا الحجر أن يصير خبزاً.
فأجابه يسوع قائلاً: مكتوبٌ أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله.
ثم أصعده إبليس إلى جبلٍ عالٍ وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. وقال
له إبليس: لك أُعطي هذا السلطان كله ومجدَهُنَّ، لأنه إليَّ قد دُفِعَ، وأنا
أُعطيه لِمَن أُريد. فإن سجدتَ أمامي يكون لك الجميع. فأجابه يسوع وقال: اذهب يا
شيطان! إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. ثم جاء به إلى أورشليم، وأقامه
على جناح الهيكل وقال له: إن كنتَ ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل، لأنه
مكتوب: أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك، وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم
بحجرٍ رجلك. فأجاب يسوع وقال له: إنه قيل: لا تُجرِّب الرب إلهك. ولما أكمل إبليس
كل تجربة فارقه إلى حين”.

 

إنجيل
اليوم هو إنجيل الموسم كله، موسم الأربعين المقدسة، إنه قلب الصوم. أما معياره: فهو
الملء من الروح، يسنده النسك، أربعين يوماً صوماً:

فالنسك
لابد أن يتزكَّى بالتجارب،

فلا
امتلاء بدون صوم،

ولا
صوم بدون تجارب،

ولا
تجارب بدون نصرة.

هذا
هو المفهوم العام لإنجيل اليوم.

 

وإنجيل
القديس لوقا يُسجِّل هذه الوقائع، تماماً مثل إنجيل القديس متى. وينسجم إنجيل
القديس متى مع السرد الطبيعي للتجارب، خصوصاً أنه يُسجِّل أن التجربة الثالثة
تنتهي بانتهار المسيح للشيطان: “اذهب يا شيطان… ثم تركه إبليس.” (مت 4:
10و11)

 

الأربعون
المقدسة:


هذا الرقم سرِّي، لأننا رأيناه عند موسى النبي، إذ بعد صيام أربعين يوماً تراءى له
الله على جبل حوريب، وتكلَّم معه، وأعطاه الوصايا، وتكرَّر ذلك مرة أخرى بعد كسر
لوحي الحجر (خروج 24: 18؛ 34: 28).

 


ثم نقرأ عن إيليا النبي، حينما أراد أن يلتقي مع الله على نفس الجبل، صام أربعين
يوماً قبل أن يأتي الله من خلال الصوت المنخفض الخفيف ليؤنِّبه: “مالك ههنا
يا إيليا.” (ملوك أول 19: 12و13)

 


والأربعون هذه كانت هي عدد السنين في تيه شعب إسرائيل في البرية والرب يقودهم (تث
2: 7؛ 8: 2).

 


كذلك الأربعون يوماً كان يظهر فيها المسيح بعد قيامته لتلاميذه، ويكلِّمهم عن
الأمور المختصة بملكوت الله (أع 1: 3).

 


ثم هذه الأربعون يوماً التي صامها المسيح (مر 1: 13، لو 4: 2، مت 4: 2).

 

وقد
استلمت الكنيسة هذا الطقس السرِّي المجيد وجعلته موسمها السنوي، لتتقابل فيه مع
الله على جبل حوريب أو في السحابة، تتحدث معه وتسبِّحه، وهي في صيامها العفيف الذي
يتناسب مع نسكها؛ صوماً إما إلى ساعة الظهر أو إلى ساعة الغروب. إنما المسيح صامه
الليل والنهار على مدى أربعين يوماً بلا أكل ولا شرب، لذلك تسميه الكنيسة في
تسبحتها: “صوماً بسرٍّ لا يُنطق به”.

 

ولنتأمل
الآن في هذه التجارب الثلاث:

 

التجربة
الأولى:

انتبهوا
دائماً لأعمال الشيطان! ولأن المسيح لم يُشِر إلى حادثة صومه وتجربته ويُعلِّق
عليها بكلمة في الإنجيل، فصار لزاماً علينا أن نتأملها ونتعمَّقها لنرى ما هو لازم
فيها أن نتبعه.

أما
عناصرها الشيطانية الخطيرة فهي:

التشكيك:

“إن
كنت أنت ابن الله”. هنا يحاول الشيطان أن يُشكك المسيح كما شكَّك حواء عندما
قال لها: “أحقاً قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنة”، غشٌّ وخداعٌ
وتشكيكٌ. وهكذا تماماً قال للمسيح وهو جائع: “إن كنت أنت ابن الله…”،
وهنا يهمنا في كل تجربة أن نرى عنصر المناسبة، إذ تركه حتى جاع. ولكن اسمحوا لي أن
أقول الأصحَّ أنَّ المسيح جاع لكي يبتدئ الشيطان ويُجرِّب! بل ترك له الحجارة
بشكلها المنفوخ والصغير كأنه بشكل الخبزة بالضبط، لأن الشيطان يهتم أن يجعل الأمور
بهجة للعين، تماماً كما عمل مع حواء، إذ جعل الشجرة في نظرها “جيدة للأكل
وأنها بهجة للعيون وأنها شهية للنظر” (تك 3: 6)؛ هكذا جعل الحجر بهذا الشكل،
وهذا هو عنصر المناسبة. ولكن السهم المسموم ليس من السهل أبداً اكتشاف أين سيستقر.

لذلك
مَن يتأمل بعمقٍ، يقدر أن يدرك غاية الشيطان، إذ قال للمسيح: “قُل لهذا الحجر
أن يصير خبزاً”. حقاً، إنه عمل ليس صعباً على المسيح. لم يَقُل له أن يصنع ما
هو أصعب: أن يُنزل لليهود منًّا من السماء، أو أن يجعل الصخرة تُفجِّر مياهاً.
ولكن، إلى أين يريد الشيطان أن يوصِّل سهمه؟ إن السهم موجَّه إلى وصايا الله.

 

وما
هي وصية الله هنا؟ بعد أن أخطأ آدم وأكل من الشجرة المحرَّم عليه الأكل منها، طرده
الله وقال له: “بالتعب تأكل من الأرض… بعرق وجهك تأكل خبزاً”.
فالشيطان كأنه يريد أن يثني المسيح عن وصية الله، وفي هذه الحالة يكون الشيطان قد
نجح في جعل المسيح ينقض وصايا الله. وبعد ذلك يكون للشيطان حق الاعتراض على كلام
الله!

 

أما
المسيح – له المجد – فقد انتبه لهذه الحيلة، وتجاوز السهم الشيطاني كليَّة، وردَّ
عليه: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” – ذلك لأن المسيح هو نفسه رب
الحياة – ولكن “بل بكل كلمة من الله”. وكأن المسيح يقول للشيطان: أنت
جاهل ولا تدرك أن للإنسان حياتين: حياة بالجسد، وهذه لها الخبز؛ وحياة بالروح،
وهذه لها كلام الله. وحياة الروح هي الأقوى والأسمى. وإذا عُرض علينا أن نضحِّي،
فبالجسد وبخبز الجسد، ولا نضحِّي إطلاقاً بالروح وبخبز الروح.

 

“بل
بكل كلمة”، لماذا؟ لأن كلمة الله قادرة أن تُحيي من الموت: “شاء فولدنا
بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.” (يعقوب 1: 18)

 

رد
المسيح:

“مكتوب”،
ذلك ليُنبِّه ذهننا أنَّ لا سلاح إطلاقاً ضد الشيطان إلاَّ بهذه الكلمة: “مكتوب”.
إذ لا يمكن أن تغلب الشيطان إلاَّ بكلمة الله، لا بالنسك، ولا بالجوع، ولا بتقطيع
الجسد؛ لكن بكلمة الله، سيف الروح البتَّار الذي يستطيع أن يُنهي على كل تجربة
آتية من جهة العدو.

 

ولو
رجعنا إلى كلام المسيح لوجدنا أن هذه الكلمة ليست غريبة عن كلامه: “الحياة
أفضل من الطعام، لا تهتموا بما تأكلون ولا بما تشربون” (لو 12: 23، مت 6: 25).
وفي موضع آخر: “اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية
الذي يُعطيكم ابن الإنسان.” (يو 6: 27)

 

ويسترعي
انتباهنا في ردِّ المسيح قوله: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. فهنا
يتكلَّم المسيح وهو ابن الله، إذ سأله الشيطان: “إن كنت أنت ابن الله”،
ولكنه يتكلَّم كإنسان فيُعطينا النموذج الأمثل لكل إنسان في كيف يرد على الشيطان.
والمسيح بهذا الرد صحَّح الخطأ الذي وقع فيه آدم وحواء، إذ سمعا لمشورة الشيطان
وأكلا من الشجرة التي لمسها بيديه وحسَّنها في نظرهما بقدرته الخفية الخبيثة.
وألغى المسيح قدرة الشيطان هذه جملةً وتفصيلاً.

 

الدرس
المستفاد من التجربة الأولى:


أكذوبة الجوع التي يقولون عنها في المَثَل الدارج: “الجوع كافر”، هي من
الشيطان فهي كلمة الشيطان، إذ يُعطي فرصة للجائع أن يسلك سلوك الخطاة فيسرق وينهب،
فيقول له: “الجوع كافر”. هذه هي مشورة الشيطان التي تتناقل على الأفواه
والأقلام من جيل إلى جيل، وهي خطية.

 


تجربة الشهوة، شهوة الأكل، هي أول سلاح – كما يقول بستان الرهبان – إنها أول ضربة
لآدم، ضربه بها وأوقعه. وهو نفس السلاح الذي انتزعه المسيح من الشيطان وردّه عليه،
وأرداه صريعاً.

 

إذا
نجح الإنسان في أن يمسك بطنه وقت الجوع والصوم ويغلب، فسيغلب التجارب التي تأتي
بعد ذلك، كما غلب المسيح.

 

التجربة
الثانية:

عناصرها
الشيطانية: إن كنتَ أنت قد رفضتَ الأكل، فلا داعي لتحويل الحجارة إلى خبز، والصوم
جميل وفضيلة، ولابد أنك صائم ليس عن نفسك بل عن الشعب، فهذا عمل رئيس الكهنة. فإن
كنتَ أنت على هذا المستوى من العظمة، فأظْهِر عظمتك للناس. ألم يَقُل له إخوته هذا
“اذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل” (يو 7: 3)،
وهكذا دعاه الشيطان أن يذهب إلى الهيكل حيث إنه صائم عن الشعب، وهذا أحد أعمال
رئاسة الكهنوت، وأن يُلقي بنفسه من على أعلى الهيكل لينزل بمجد عظيم وفخر، فيؤمن
الشعب بك أنك أنت المسيَّا، فأنت ابن الله، وأليس مكتوباً: “أنه يوصي ملائكته
بك لكي يحفظوك، وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.” (مز 91: 11و12)

 

وهنا
الشيطان قَلَبَ المعنى: فالملائكة لا تكون في عَوْن الذين يطيرون في الهواء
لينالوا المجد والكرامة؛ بل الذين يسيرون على أرض الشقاء، أرض الضيق والتعب
والمرار، أرض الحزن، أرض العثرات، أرض المرائر التي يضعها الشيطان في طريقنا لكي
يعرقل مسيرتنا.

رد
المسيح:

“مكتوب:
لا تُجرِّب الرب إلهك”.

مضمون
الآية كشفه المسيح: “لا تُجرِّب الرب إلهك”، أي أن الشيطان يريد من
المسيح أن يُجرِّب الله ليرى هل الله معه أم لا؟ ليرى هل هو ابن الله أم لا، ليعرف
هل هو رئيس كهنة بالحقيقة أم لا؟

 

هذه
الآية تأتي لنا في التعليم حتى لا نستخدم المكتوب لكي ننفذ شهوات قلوبنا وأفكارنا،
كمَن يفتح الإنجيل عشوائياً ويقول: قرأت الإنجيل وصلَّيت ووجدت أنه يجب عليَّ أن
أفعل هذا الأمر، وهو يتمحَّك في الآية التي تظهر له لكي يعمل ما يشتهيه. هذا هو
اختبار الله، فلن تجد معونة، بل بالعكس سوف يُحسَب عليك هذا أنه تجربة لله، والذي
يُجرِّب الله لا ينجح.

 

التجربة
الثالثة:

العناصر
الشيطانية فيها، أن الشيطان منذ البدء يكشف نفسه أنه هو الضدّ والمقاوِم لله
والمدَّعي الألوهة: “اسجد لي”. ما هذا؟ مَن أنت؟ وكأنه يرد: مجرد أن
تسجد لي. وهنا يخفي الشيطان في طرح هذه المشورة نوع شخصيته ونوع طموحه.

 

فبعد
أن لاقَى الشيطان هزيمتين متتاليتين، دبَّر نفسه بخبث ودهاء عظيمَيْن، وكأنه قال
في نفسه: إن كل ما لي أطرحه أمامه وأربحه لنفسي. فقال: “إنه أخذ من الله
رئاسة العالم، أنا رئيس هذا العالم (وقد قال المسيح هذا: “رئيس هذا العالم
يأتي وليس له فيَّ شيء” – يو 14: 30)، أخذتُ هذه الممالك، وبكل مجدها أُعطيت
لي، وأنا أعطيها لمَن أشاء”.

 

في
الحقيقة، هنا يوجد غش، فهذه الممالك لم تُعطَ له لكي يُدبِّرها، بل أُعطيت له من
واقع التجارب التي يوقِع بها الناس، فالذي يغلبه الشيطان يتزكَّى فيها ومنها (أي
ممالك المسكونة ومجدها). فهو أُعطِيَ الرئاسة على العالم، أي عالم الشر، وعلى
إنسان الشر والخطيئة؛ ليس العالم ككل – أخياراً وأشراراً – إذ أنه يستحيل عليه
هزيمة الأخيار بالتجربة. فالمؤمن يقول له: “عندي قوة أكبر منك، لأني أنا
متمسك بالله”.

 

هزيمتان
أجبرتا الشيطان أن يطرح كل ما عنده: “كل سلطاني أُعطيه لك، والمجد الذي لي
أُعطيه لك. وذلك لو خررتَ وسجدتَ لي”. هنا مفهوم: “إن خررتَ وسجدتَ
لي” يحمل معنى الرضوخ ل “مشورة الشيطان”. ومشورة الشيطان عكس مشورة
الله. ولماذا فعل الشيطان ذلك؟ ليتحاشى الهزيمة الأخيرة، وهي السقوط من السماء
كالبرق، ويكون حينئذ: “رئيس هذا العالم قد دِينَ.” (يو 16: 11)

 

وهكذا
هي مشورات العالم وفلسفات العالم: تنازَلْ، تنازَلْ أنت عن منهج الخلاص القائم على
تحمُّل الآلام والصليب التي سأدخل أنا – الشيطان – فيها كمُنفِّذ للآلام وللصليب.
ها أنا أُعطيك منهجاً سهلاً، لا صوم فيه ولا تعب ولا شقاء ولا صليب، ليس فيه بذل
ولا فيه آلام، ها هو طريق سهل لبلوغ رئاسة العالم. لا داعي لشروط القداسة والطهارة،
التي هي صعبة على الناس، لا داعي للتركيز على الخطايا، كأنها تدخُّل في شئون الناس،
اتركهم، وخصوصاً الخطايا التي يحبها الناس أي خطايا الجنس بكل أنواعها. يكفي أن
نجعلها مجرد أخلاقيات عامة يختارها الناس حسب هواهم وميولهم الطبيعية، فإنهم بشر.
لا داعي للتمسُّك بالمُثُل العُليا وتجعل الناس يرتقون إلى ما هو أعلى منهم، لا
تُضيِّق على عقل الناس وحياتهم. اترك السلوكيات مفتوحة. دَعْ الفرص في الحياة
متاحة للجميع بلا عوائق وحدود، والبقاء طبعاً سيكون للأدهى، الأكثر مكراً، فهو
الذي له الحق في البقاء والرئاسة. والأكثر تمرُّداً هو الذي يصير الرئيس والسلطان
لِمَن يَدْفَع. سهِّل يا أخي الحياة للناس، وأعطِهم أفكارك في كوب من الشراب
اللذيذ. دَعْك من الأفكار العالية والكلام الصعب الذي يصير مثل الغُصَّة، صليب ودم
وعذاب. لا تُلزمهم بوصايا صعبة لا يقدرون عليها، إنهم بشر. انشر الحرية والتحرُّر
من القيود، كل القيود، فالناس وُلدوا أحراراً ولابد أن يعيشوا أحراراً. وأنا
(الشيطان) مستعدٌّ أن أُقنع الناس كلها – في البلاد والممالك – لتدخل تحت سلطانك،
الذي هو أصلاً لي وسأُعطيه لك. وحتى اليهود سأجعلهم جنودك المخْلِصين لردع العالم،
وهم أقدر الناس بذكائهم لإخضاع العالم لك. وهكذا نحيا – أنا وأنت – في أُخوَّة
صادقة، أنت الرئيس وأنا خادمك المطيع. ولكن بعد أن تأخذ المشورة وتخضع لي، وللوقت
سأخضع أنا لك. وبذلك تنتهي الحروب والاضطهادات والاضطرابات والأوجاع وكل ما هو
مرٌّ. أنا سوف ألغيها، على شرط أن تترك نهائياً طريق الصليب والآلام هذه. وعلى
الأخص أنها لا تناسبك كابن الله، إذ كيف تموت؟ وكيف تُصلب؟ وكيف تُهان؟ وكأنك تهين
الله أباك.

 

أما
إذا لم يوافقك رأيي هذا وأَعْرَضتَ عن مشورتي، فأنت تعلم مدى ضراوة الحرب التي
ستكون بيني وبينك؛ فسأُقاوم كل عمل تعمله، وكل قول تقوله، وسأُلقي بذرة الحقد عليك
وعلى أعمالك في كل قلب وفي كل مكان يُدعى فيه اسمك، وسأُشبع أتباعك من المرائر
أشكالاً وألواناً وسأضطهدهم إلى الموت!!

 

رد
المسيح:

“اذهب
يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد.” (مت 4: 10)

“منهجي
من الله أَخذتُ، وكأس آلامي من يد أبي سأشربُ. لهذا جئتُ ولهذا وُلدتُ. ومملكتي
ليست من هذا العالم، وخضوعي وسجودي هو لله وحده. وعندما أرتفع على صليبي، سأطأ
بقدميَّ على هامة أعدائي (الشياطين)، وبدمي سأُمسح ملكاً ليُدفع ليدي كل سلطان ما
في السماء وما على الأرض”.

ولربنا
المجد دائماً أبدياً. آمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى