حكم يطرد نفسه من المباراة
جَرَت الواقعة أثناء مباراة بين فريقي “نورث إند” و”رويال ميل” وكان حارس مرمى فريق “نورث إند” قد احتجَّ على هدف دخل مرماه، مؤكِّدًا أن أحد اللاعبين ارتكب خطأً ضد زميل له. لكن الحكم، بدلاً من أن ينذر الحارس على الاعتراض، انفعل وألقى صافرته على الأرض، وتوجَّه مباشرة إلى اللاعب، قبل أن يتبيَّن أنه هو الذي ارتكب الخطأ. وأقر الحكم (31 سنة) بالقول: كان يجب ألا أدير المباراة، ولو ارتكب لاعب هذا الفعل لطردته على الفور؛ لذلك طردت نفسي.
ولكن المشكلة أنه لم يكن هناك بديل يدير المباراة بعد أن طرد الحكم نفسه.
عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة..
يقول الكتاب: «لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا» (1كورنثوس11: 31)، ويقول أيضًا «البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة» (أمثال16: 32).
كما ان علينا أن لا ننسى أن إلهنا الذي نعبده اسمه قدوس، خاطبه حبقوق بالقول: «عيناك أطهر من أن تنظرا الشر ولا تستطيع النظر إلى الجور» (حبقوق1: 13).
إن قداسة الله تُرى بوضوح في كلمة الله، فكَم من البطاقات الحمراء نالها البشر عندما أخطأوا. نذكر منها:
1- أدم: وهو أول من حصل على بطاقة حمراء بسبب خطيته وعدم إطاعته لوصية الرب؛ لذلك طُرد من الجنة (تكوين3: 23،24).
2- العالم القديم: (2بطرس2: 5) عندما رأى الله أن شر الأنسان قد كثر في الأرض، فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض، ولم يبقَ من العالم القديم سوى ثمانية أفراد فقط، الذين دخلوا إلى الفلك (تكوين6: 5؛ 7: 23).
3- الملائكه الذين أخطأوا: (2بطرس2: 4) هناك عدد من الملائكة أخطأوا،فلم يشفق الله عليهم،بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلّمهم محروسين للقضاء، وهؤلاء بخلاف إبليس وجنوده المحلولين الآن.
إن قداسة الرب مُعلَنة بوضوح في كل الكتاب المقدس، وهذا ما أعلنه موسى لهارون عندما مات ولديه أذ قال: «هذا ما تكلم به الرب قائلاً: في القريبين مني أتقدَّس، وأمام جميع الشعب أتمجد. فصمت هارون» (لاويين10: 3).
ويقول الكتاب أيضًا «القداسة، التي بدونها لن يرى أحد الرب». لذلك ينصحنا الكتاب بالقول: «كونوا قديسين لأني أنا قدوس». فماذا نحن فاعلون أمام قداسة الله، سوى الخشوع وقبول عمل الرب يسوع الذي «حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين» (إشعياء53: 12). وعلى انفراد يصرخ كل منا
«قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدِّد في داخلي» (مزمور51: 10).