حكمة ونصيحة 27 – 6 – 2009
هنـــــــــــــــــــــــــــــا
كل البشر يندرج اسمهم تحت كلمة إنسان ، مهما على شأنهم أو ضعف فهم مشتركين في نفس الطبيعة ولا يفرق بينهم شيء ، فعند الولادة الكل واحد ، وعند الممات الكل واحد ، ولا فرق !!!
المسيح ابن الله الكلمة ، رب المجد القدوس لا يستحي أن يدعونا نحن الخطاة إخوة ( عبرانين 2 : 11 ) ، فكيف يحل لنا أن نستحي أن ندعو الناس البسطاء الفقراء والمجهولين إخوة وأخوات ، سواء كانوا أقرباء بالجسد أم غرباء .
ينبغي أن لا نتكبر في معاملاتنا مع الآخرين ولا نحتقرهم لأنهم في الواقع إخوة المسيح له المجد ، فنحن كلنا وُلدنا من الماء والروح من جرن المعمودية الواحد وأصبحنا أولاد الله ، وكلنا دُعينا مسيحيين ، وكلنا نتناول الأسرار ونصلي الصلاة الربانية المشتركة ، التي يصليها الفقير والغني ، الضعيف والقوي ، المرفوض من الجميع والمقبول من الكل ، وكلنا ندعو الله ” يا أبانا … ”
فان كان الله أب لنا فهو أب كل من يدعوه يا أبانا ، فلماذا نستحي من إخوتنا أو نقلل من شأنهم …
وأن كان الله يهتم بالخليقة كلها وهو من يدعو كل الناس لمعرفته ، فينبغي لنا أن نقبل العالم كله ونحبه كما أحبه الله : ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ” (يو 3 : 16)
فلنقطع عهد أمانة أمام الله أن نتباسط في معاملاتنا مع سائر الناس ، ولا نعاملهم الند للند ، ولا نرتفع عليهم أو نتعالى بل على العكس نتضع : ” لأن كل من يرفع نفسه يتضع ، ومن يضع نفسه يرتفع ” ( لو 18 : 14 ) ، فلا ينغي أن نقول : انا متعلم . أما هو أو هي فلا ( أو جهلاء ) ، أم هذا فلاح بسيط ، أم هذا بواب ، أم هذا فقير وأنا غني … الخ ..
” و ليفتخر الاخ المتضع بارتفاعه ، وأما الغني فباتضاعه لانه كزهر العشب يزول لأن الشمس أشرقت بالحر فيبست العشب فسقط زهره و فني جمال منظره هكذا يذبل الغني أيضاً في طرقه. ” ( يعقوب 1 : 9 – 11 )
فان كان الله وهبنا قسط وافر من التعليم أو المعرفة أو وضع اجتماعي ممتاز أو في مستوى أعلى من غيرنا ، أو لنا مواهب أعظم من غيرنا ، فموهبة الله أعطيت لكل منا ونحن غير مستحقين ، فينبغي أن لا نحول عطية الله كفرصة للكبرياء والأفضلية على الآخرين ، بل لتكن العطية فرصة للاتضاع وخدمة الآخرين بالحب والبذل ، لأن كل عطية ليست لصالحنا إن لم نتعلم كيف نخدم بها الجميع ومكتوب : ” فكل من أعطى كثير يُطلب منه كثيراً ، ومن يودعونه كثيراً يطالبونه بالأكثر ” ( لو 12 : 48 )
ولا يقل أحد على إنسان أنه ليس نبيل الأصل وانا نبيل الأصل ، وعائلتي لها اسم عريق والآخر لا ، لأن نبل الأصل الأرضي بدون نبل الإيمان والفضائل الإلهية إنما هو باطل وليس له قيمة لأنه من تراب ويعود للتراب …
فلماذا لي من النبل الكثير وعظمة الاسم أو الشكل ، وأنا خاطئ أثيم كالباقين أو ربما أسوأ حالاً منهم !!!