أطلس

جبل تابور תָּבוֺר

 

جبل تابور תָּבוֺר

جبل تابور وهو على حدود زبولون ونفتالي ( أنظر يشوع 19: 22 ) ويقع على الطرف الشمالي الشرقي في وادي يَزْرَعيل ، على بعد ستة أميال شرقي الناصرة ، وأثنى عشر ميلاً جنوب غربي الطرف الشرقي لبحر الجليل .

والاسم تابور مأخوذ من الفينيقية وهو يعكس اسم إله سامي يعرفه اليونانيين باسم زيوس أتابيروس ، وكان هذا الإله يُعبد على جبل يُعرف باسم أتابيريون . والاسم أتابيريون يُستعمل كثيراً في النصوص اليونانية ويطلقونه على جبل تابور .

جبل تابور תָּבוֺר

ورغم ذلك يقول ليوى : إن أنابيريون ، وتابور ، ربما أُخذا عن الاسم الأكادي تيبيرا وهو اسم الإله تموز ( حزقيال 8: 14 )

وكلمة تابور ترد حوالي 10 مرات في الكتاب المقدس العبري . وهو جبل على شكل حيّة رائع المنظر . ولعل جبل تابور كان يُمثل الحدود بين أراضي يَسَّاكر ، ونفتالي وزبولون [ يشوع 19: 12 و22 و34 ؛ 1 أخبار 6: 77 ] .

وكانت ” بلوطة تابور ” ( 1صم 10: 3 ) تقع في أراضي بنيامين وليس لها علاقة معروفة بجبل تابور .

جبل تابور תָּבוֺר

ويرتفع جبل تابور إلى أكثر من 180 ميل فوق سطح البحر ، ويُرى من مسافة بعيدة . وهو يطل على وادي يزرعيل ( يزرعئيل – معناها الله يزرع ) الخصب ، وهو مفترق طريق قديم في الشمال الشرقي من طريق رئيسي . وهذا الموقع الهام لجبل تابور ربما كان يُشكل عامل رئيسي في اختيار هذه البقعة الرائعة والتي يبدو أنها استُخدمت لمركز للعبادة . ويبدو أن ما جاء في تثنية 33: 18 – 19 يُشير إلى أنه كان على جبل تابور مَقْدس مشترك قديم .

جبل تابور תָּבוֺר

وعلى الرغم من اسم قمته بصفة خاصة لم يُذكر ، إلا أن هذا النَص يشير إلى زبولون ويَسَّاكر ” إلى الجبل يدعوان القبائل ، هناك يذبحان ذبائح البرّ ” .

والبعض يستنتج [ على أساس اعتبارات لغوية ] أنه ربما كان جبل تابور مكاناً للعبادة تموّز . وربما يضيف إشعياء مزيداً من المصداقية للرأي القائل إن ممارسات تَعبْدية مُعينه كانت تُمارس على هذا الجبل لأنه يُشير إلى فساد إسرائيل ، وقد أصبحت – بالنسبة لإسرائيل – الإيقاع في الشرك ” وشبكة مبسوطة على تابور ” ( هوشع 5: 1 )

جبل تابور תָּבוֺר

* وأكثر الأحداث شهرة والمرتبطة بجبل تابور ، وقع حين طلبت دَبُورَة من باراق أن يجمع على هذا الجبل عشرة آلاف مُقاتل من سبطي زبولون ونفتالي ( قضاة 4: 6و12 ) . ونزل باراق أسفل الجبل ومعه قواته ( قضاة 4: 14 – 15 ) ، وقد كتبت ترنيمة دَبُورَة ( قضاة 5 ) كأنشودة شكر وتسبيح للرب على هذا النصر الذي حققه .

ويبدو أن أرميا النبي يشبه قوة نبوخذ نصر التي فرضها على مصر فخطتها كلها مثل الوجود المسيطر لتابور والكرمل عند البحر ( إرميا 46: 18 ) . ومن ناحية أخرى يقول هولاداي بالقول إن تابور ، كانت قمة منعزلة ، ولعله يُشير هنا إلى مصر ، أو فرعون الذي سيُعزل ويُلقى به في البحر وفي مزمور 89: 12 يبدو أنه تم الربط بين الجمال الرائع لتابور وحَرمون حيث كاتب المزمور يدعو هذه الأشياء التي لا حياة فيها إلى أن ” تُهلل ” فرحاً .

وفي القرن الثالث قبل الميلاد استولى أنطيوخس الثالث [ الكبير 223 – 187 ق.م ] على أتا بريون ، أي على جبل تابور ، وفي القرن الثاني ق. م ، استولى اليهود على جبل تابور بقيادة ألكسندر يناؤس . وعلى الرغم من ذلك ، فإنه في القرن التالي قام القائد الروماني بومبي بالاستيلاء على الجبل أثناء غزوة فلسطين . وأيام الثورة اليهودية الأولى ضد روما ( 66 – 73 ) قام يوسيفوس بتحصين إيتا بيريون ، غير أنه سرعان ما فقده واستولت عليه القوات الرومانية الزاحفة .

جبل تابور תָּבוֺר

وفي العهد الجديد أنه يتحدث عن بعض المواقف الهامة على ذلك الجبل ، وعلى الأخص تجلي ربنا يسوع ( مت17: 1 – 8 ؛ مر 9: 2 – 8 ؛ لو 9: 28 – 36 ) ، بالرغم من أنه لم يُذكر اسم الجبل صراحة ولكنه أُعتبر حسب التقليد أنه جبل التجلي ، وفي سنة 326م ، قامت الملكة هيلانة أم قسطنطين ، ببناء كنيسة على جبل تابور تخليداً لذكرى التجلي .

________________

المراجع :
1 – القاموس الموسوعي للعهد القديم – يشتمل على المفردات اللاهوتية لكلمات العهد القديم في لغته الأصلية ( العبرية ) – المجلد 7 صفحة 186 كلمة رقم 9314
2 – أطلس الكتاب المقدس حرّرهُ الأستاذ هـ. هـ. رُولي – صفحة 13
3 – أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية الطبعة العربية الأولى 2007 ص 27
4 – أطلس الكتاب المقدس وفقاً للطبعة الدولية الحديثة vin– بقلم كارل راسموسن ترجمة إدوارد وديع عبد المسيح – إصدار دار الثقافة ، طبعة أولى صفحة 41

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى