التأملات الروحية والخواطر الفكرية

تغيير معنى الموت الجسدى

تغير معنى الموت الجسدي:

ولذا فقد تغير معنى الموت الجسدي، وقد صار موت الجسد
الوسيلة للخلاص. فوجب علينا أن نمارس الموت اليومي بإماته
أعمال الجسد كما يقول الرسول بولس:”لأنه إن عشتم حسب
الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد
فستحيون” (رومية 8 : 13)، أي أعضائنا التي على الأرض مع
أهوائها:”فأميتوا أعضائكم التي على الأرض الزنى النجاسة
الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان”
(كولوسي 3 : 5).
ولم يعد الموت الجسدي سوى مرحلة يتخلص فيها الإنسان من
الألم والمرض والحزن والكآبة وجسد الخطية لينتقل إلى عالم
المجد والفرح والنور والبر وجسد القيامة، ليتمتع بالحياة في
حضرة الله وملائكته وقديسيه.
لماذا الموت الجسدي؟
وقد يتساءل أحدكم: طالما أن السيد المسيح نقلنا من الموت إلى
الحياة فلماذا ينبغي علينا أن نجتاز الموت الجسدي؟ ولماذا لا
نعبر مباشرة إلى الحياة الأبدية؟
يجيب هذا السؤال الرسول بولس في رسالة كورنثوس الثانية
حينما يقول: “لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون
متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات”
(2 كو 1 : 9).
ففي هذه العبارة نجد أن للموت غاية أخرى هو أن يكون رجاؤنا
دائماً في الرب واثقين أنه القادر أن يقيمنا من الأموات.

كما أن الموت الجسدي أساسي من أجل أن نحصل على ميراث
الحياة الأبدية فجسدنا الحالي الذي لوثته الخطية ويحمل في داخله
بذرة الفساد لا يقدر أن يرث الحياة الأبدية ، لذا وجب تغييره
بجسد آخر نوراني بلا خطية يستطيع أن يتمتع بأمجاد الملكوت
كما يقول الرسول:” لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا
المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس
هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت
إلى غلبة ” ( 1 كو 15 : 53 ، 54).

image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!