س، ج

تطهيرات الجسد من جهة الاستحمام والنظافة العامة وعلاقتها بالقداسة






فنحن نصلي لكي نتطهر داخلياً لأن كل إناء ينضح بما فيه، ولا ينظر الله لا لحلاوة المنظر ولا لجمال الشكل إنما للقلب، لأن عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام وكل شيء عريان ومكشوف أمامه، فاسعوا لتطهير الداخل أكثر جداً من الخارج، لأن الداخل أهم لأنه مكشوف أمام الله، أما الخارج ينتهي عند حدود الجسد وفترة الاستحمام، فيه راحة للجسد تنضح – بالطبع – على نفسية الإنسان، لكنها لا تنضح على قلبه ولا حرية فكره ولا تستطيع تغييره داخلياً ولا تجدد ذهنه، فالمسيح اتى ليغيرنا ويجدد طبعنا على حسب صورته هوَّ، فنحن نأتي إليه في الصلاة لكي نتطهر ونغتسل داخلياً فنتغير ونتقدس لكي نعاين مجده، لأن الغرض من نقاوة القلب والتطهير الداخلي أننا نعاين النور البهي النقي الذي لله الحي، ونحن نقترب من الله لا باستعداد الجسد إنما باستعداد القلب عن طريق التوبة وطلب النعمة الإلهية المُخلِّصة للنفس.

فنحن نستطيع وقادرون على أن نُطهر الجسد مما تعلق به من أوساخ وقذورات، لكننا لن نستطيع بماء الصنبور أن نغسل قلوبنا وضمائرنا ونغير شخصيتنا ونمحو خطايانا وآثم دنس الأفكار الباطلة التي تأتي علينا ونقبلها، بل دم يسوع المسيح ابن الله الحي يطهرنا من كل خطية، فالروح القدس بنقل لنا طهارة يسوع ويعطينا، لذلك مكتوب: اغسلي من الشر قلبك يا أورشليم لكي تخلصي، إلى متى تبيت في وسطك أفكارك الباطلة (إرميا 4: 14)

_____ إضافة بسيطة للذين لم يقرأوا الموضوع في سياقة السليم _____
(وهذا ما حدث عند عرض الموضوع في الفيسبوك)

ولا بمنطق الناس وفكرهم، بل نتطهر بكلمة الحياة الخارجة من فم الله حينما نقبل نورها لكي يُشرق في قلبنا من الداخل فتتبدد ظلمتنا ونستنير بنور إشراق وجه الله بقوة نعمته المخلِّصة، فمن الجميل أن تذهب للكنيسة نظيفاً وهذا ما يفعله الجميع بلا أدنى شك، في الكنائس كما في الأفراح والمناسبات أيضاً، وهذا يفعله الجميع – على مستوى العالم وفي جميع الأديان والعقائد والأفكار – سواء ناس شرفاء أم غير شرفاء، أو قديسين او ليس لهم في الطريق الروحي من الأساس ولا يوجد علاقة بينهما وبين الله، وايضاً يفعله الكثير من الناس في الأوقات العادية، لأن من هو الذي لا يستحم أو يحتاج أن ينبهه أحد على هذا الأمر الطبيعي جداً، لكن هذا ليس محل سرور الله، فما هي الفائدة التي تُرتجى من تطهير الجسد من الخارج ولبس أجمل الثياب ووضع أروع العطور وأغلاها، والقلب مملوء من كل دنس والحياة كلها في الظلام، لذلك علينا أن نستفيق من غفوتنا ونصحى للبرّ ولا ننظر للأمور بمنظور الناس المتغربين عن بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، لأن الله يهمه نظافة قلبك وطُهر ضميرك وليس جسدك، لأنه جلس مع الفقراء وأصحاب الثياب البالية الرثة، ولم يهتم بشكلهم بل بقلبهم، فتعقلوا وافهموا الإنجيل وقصد الله.
+++ واعلموا يقيناً انني لا أدعو أحد أن يكف عن الاستحمام
هذا أمر لا يصح أن نتكلم فيه من الأساس بل مخجل أن نذكره أو حتى نلمح إليه، أفهموما وافتحوا آذان قلوبكم لا عقولكم وادركوا الإنجيل وبلاش أفكار غريبه بعيدة عن القصد، أفهموا قصد الله لأنه مكتوب: اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ (أشعياء 1: 16)، فالرب لا يهمه مظهرك بل قلبك لأنه الأهم والأعظم، فانتبهوا لحياتكم وطهروا قلوبكم واغسلوا ضمائركم ولا تجعلوا عدو الخير يجعلكم تنظروا للموضوع بشكل معكوس لأن هذا حوَّل روحي خطير كفيل ان يجعلكم تفقدوا روح المسيح، ولنصلي بعضنا لأجل بعض؛ كونوا معافين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!