علم الكتاب المقدس

الحوت



الحوت

الحوت..
بين اللغة والعلم

أولاً:
اللغة وحوت يونان:

نحن
نعلم أن الكتاب المقدس كتب بلغتين أساسيتين، فكتب العهد القديم باللغة العبرية
والعهد الجديد باللغة اليونانية. وبالرجوع للعهد القديم نجد أن الكلمة التي
استعملت في قصة يونان وترجمت “حوت” هي كلمة “دوج”، ولقد وردت
هذه الكلمة في العهد القديم 19 مرة، وترجمت في كل مرة بعبارة “سمكة”
fish، إلا أن في قصة يونان ترجمت “حوت” في حين أن كلمة حوت
بالعبري “تنين” وفي العهد الجديد حيث كتب باللغة اليونانية نجد أن
الكلمة اليونانية المستخدمة هي “كيتوس” وترجمت أيضاً إلى
“حوت”
whale، ولكنها تعني في الواقع “وحش من الأعماق”.

من
هذا نرى أن ما ابتلع يونان قد يكون حوتاً أو وحشاً من الأعماق أو سمكة كبيرة،
ويمكننا أن نستبعد عبارة وحش الأعماق هذه لأنها تعني سمكة كبيرة أو حوتاً ضخماً.

 

ثانياً:
العلم وحوت يونان:

أ)
الحيتان:

هي
نوع من الحيوانات الثديية التي تلد وهي ترضع أولادها، وهي تعيش في الماء. وهي
تنقسم نوعين:

الأول:
ذوات الأسنان
Denticete

الثاني:
عديمة الأسنان
Mysticete

 

ولأول
وهلة نجد أن النوع الأول لا يمكن أن يكون هو المقصود، وإلا تعرض يونان للموت
بأسنانه. ولهذا علينا أن نبحث في النوع الثاني.

1-
عدم وجود أسنان حيث يوجد في الجزء الخلفي من تجويف الفم صفائح رقيقة تتصل بالفكين
العلوي والسفلي، ويصل عددها إلى 300 تقريباً، ويستخدمها في أسلوب أكله الغريب، حيث
تندفع هذه الحيتان فاتحة فمها للماء، وما يحمله من أطعمة، ثم تغلق الفكين باللسان
الماء إلى الخارج مستبقية الطعام خلف هذه الحواجز.

 

2-
هذه الحيتان من الأنواع الضخمة جداً، فمنها النوع المعروف باسم
Megapetera Medosa، والذي يبلغ طوله 50 قدماً، ونوع آخر يسمى Balaenoptera Musculus وطوله يتراوح ما بين 75-95 قدماً، ووزنه حوالي 150 طناً.. وفي أحد
المرات سد أحد هذه الحيتان قناة بنما لضخامته.

 

3-
تتميز أيضاً بمعدتها المعقدة التي تتكون من عدة حجرات قد تصل إلى ستة حجرات، ومن
الممكن لمجموعة من الناس أن تختبئ في إحداها.

 

4-
الحوت يتنفس الهواء مباشرة ويخزنه في تجويفاً أنفياً كبيراً جداً طوله 14 قدماً،
وعرضه سبعة أقدام وارتفاعه سبعه أقدام، وذلك لاستخدام مخزون الهواء للتنفس عند
النزول إلى أعماق البحر لفترة طويلة.

 

5-
هذا النوع من الحيتان إذا ابتلع جسماً كبيراً يحوله على هذه الحجرة الممتلئة هواء
ولا يُدخِله إلى معدته بل ويسعى ليقلبه خارجاً على الشاطئ بعيداً عن المياه حتى لا
يبتلعه مرة أخرى.

 

ومن
خلال دراستنا للحيتان يمكننا أن نجزم أن أحدها من الأنواع الضخمة العديمة الأسنان
قد ابتلع يونان وحوَّله إلى تجويف الرأس الممتلئ بالهواء حتى اقترب الحوت من
الشاطئ، وهناك ألقى يونان.

 

يا
لها من غواصة عظيمة أرسلت في وقتها المناسب لاستبقاء حياة يونان بل ونقله سليماً
إلى الشاطئ.. إنه عمل الله العجيب.

 

ب)
الأسماك:

ولاستكمال
الدراسة العلمية علينا أن نبحث أيضاً في هل يوجد من الأسماك أحجام تتناسب مع حجم
الإنسان؟ وإذا وجدت هذه الأحجام، فهل هي مؤهلة لمكوث يونان بها ثلاثة أيام؟

 

بالبحث
نجد أنه من جهة الحجم فهناك سمكة القرش الكبير الذي يبتلع أجساماً أكبر من حجم
الإنسان، ولكن هذه الأسماك مفترسة تمزق فريستها أولاً ثم تبتلعها.

 

ولكن
توجد أنواع من الأسماك أيضاً يمكنها أن تبتلع إنساناً ولكنها ليست من نوع سمك
القرش المؤذي وهو
Rhinodon Typicus (أو Rhincodon
Typus
)، ومنه Whale shark، Shark Indopa
Bone
، Cific Shark.. وتتميز هذه الأنواع بعدة مميزات تؤهلها لابتلاع إنسان دون أن
تؤذيه، ومن هذه المميزات:

 

1-
كبر حجمه الذي يصل إلى 36 قدماً.

2-
له تجويف فم كبير يصل طوله إلى حوالي 15 قدماً.

3-
لا توجد أسنان بتجويف الفم.

4-
يسبح على سطح المياه فاتحاً فمه في أغلب الأحيان.

 

ومن
الجدير بالذكر أنه مذكور في الموسوعات العالمية بأنه أشهر مثال على الحيتان التي
لا تهاجم الإنسان (معظم أنواع الحيتان لا تهاجم الانسان).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى