سؤالين: أنا مش نافع أعيش مع الله خطايا قلبي ثقيلة جداً + أنا إنسان ضعيف ومش استحق أصل
أتى سؤالين على نحو شخصي استأذنت أصحابها اكتبهم مع الرد وتمت الموافقة:
* السؤال الأول: الخطية خنقتني وكل ما اتوب ارجع تاني مقهوراً، وشعرت في نفسي باليأس وتيقنت أني مش نافع أعيش مع الله، هل هناك مخرج من هذا اليأس؟
* السؤال الثاني: أنا إنسان ضعيف وشاعر بعدم الاستحقاق للحياة مع الله من الأساس، وكتير سألتهم قالولي أن دية حالة تواضع، فخجلت اقول لحد عايز اخرج منها، لأني تعبت من هذا الحال ونفسي اصلي واتناول وانا مش شايل ملامة من ضميري ولا من حد خالص، أعمل ايه ؟
_________________________
في الحقيقة المشكلتين يصبوا في إجابة واحدة في النهاية، وقبل ما اكتب الرد الوافي، احب اقول أنه لا يوجد تواضع يمنعني من الصلاة أو التناول، لأن هذا يعتبر تواضع غاش ليس من الله، لأن الصلاة والتناول وقراءة كلمة الحياة ترياق الحياة الأبدية المُعطى من الله مجاناً لكل إنسان ولا يتوقف على صلاح إنسان ولا على شيء عنده، فكيف للمريض أن لا يأخذ الدواء تحت اي حجة، فهل الذي شارفت حياته على الموت لا يستحق زيارة الطبيب لكي يعطية الدواء المناسب لحالته !!!
احنا كلنا كبشر مرضى بعلل الخطايا والآثام والتغرب عن الحياة في الله، والله هو طبيبنا الشافي، فنحن المرضى نحتاج الطبيب، فمن يسلم الناس تعليم التواضع الغاش فهو غريب عن الله حامل الموت في ذاته لأنه في حالة تيه عن الطريق، ضال ويضل الناس عن شفاء نفسها الحقيقي.
________ساكتب الرد كما سبق وكتبته في موضوع سابق________
الله – يا إخوتي – ظهر في الجسد بكونه هو وحده فقط الماحي الذنوب فعلاً كما قيل في إشعياء النبي (أشعياء 34: 25)
ولنلاحظ التكرار الموجود في الآية (أنا أنا) ἐγώ εἰμι، إذ يؤكد أن هذا هو اسمه الشخصي الذي تظهر في كلمة الرب الذي يقولها وينطق بها كاستعلان خاص وشخصي عن ذاته والتي أظهرها في إنجيل يوحنا قائلاً والحق هنا مطلق، لأنه حق نُطق الله الخاص.
فيا إخوتي انتبهوا جداًَ، وركزوا بتقوى، فالرب الظاهر في الجسد هو بشخصه وذاته يهوه الذي أكد أنه هو الماحي الخطايا لا لأجل قوة في الوجود كله أو لأجل عمل إنساني أرضاه، بل فقط لأجل اسمه، واسمه هو الضامن لغفرانه، بل ولعمله فينا كلنا، فهو يُعلن قائلاً:
لذلك اتعجب كل العجب من أي واحد خاطي يرى نفسه غير نافع وليس فيه أي شيء يضمن أنه يعيش ويحيا مع الله، حينما يُركز على خطيئته وينحصر في إنسانيته الساقطة، ويرى مدى بشاعتها ويحاول أن يكفر عنها بصوم أو بتقدمة ما، فهذا لن ينفع قط بل وعلى الإطلاق، لأن للأسف كثيرين لا يعوا بعد، بل ولا يدركوا أن الله ضمن الغفران لكل واحد يأتي إليه “باسمه الخاص”
فهل وعيتم الآن يا إخوتي ما الذي أُعلن وصار لنا !!
انتبهوا جداً وللغاية لِما هو مكتوب، لأن الأمر عن جد خطير، بل وعظيم ومفرح ومعزي وفيه كنز فائق عميق متسع لنا كلنا، فانتبهوا جداً ولا تشردوا بأذهانكم وتدعوا هذا الأمر الفائق يفوتكم، واصغوا واعلموا المكتوب بتدقيق:
(أشعياء 45: 17)
+ للرب الخلاص، وشهادة الروح لنا وإعلانه في القلب، أن الرب الكائن القدير هو خلاص النفس وكما مكتوب في المزمور (مزمور 35: 3)، وفي اليونانية تأتي σωτηρία σου ἐγώ εἰμι أنا هو الرب الكائن القدير الذي هو خلاصك.
لذلك لا تجزعوا من شيء قط، ولا تخافوا أن تأتوا لحمل الله، لأنه هو وحده فقط رافع خطية العالم كله ولا يُستثنى أحد قط مهما من كان هوَّ، لأن من لا يأتي إليه لن تُرفع عنه خطيئته، فلا يظن أحد أنه سيخلص من ذاته ولا عن أي طريق آخر: لا صوم، ولا عطية، ولا محبة فقراء، ولا أي عمل من الأعمال الصالحة والضرورية، ولا حتى عن طريق أي شخصية ما: لا ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا خادم أمين، ولا نبي، ولا كاهن، ولا رئيس كهنة، ولا أي شخص في الوجود كله يستطيع أن يُخلِّص غير شخص المسيح الله الظاهر في الجسد رافع خطية العالم:
(خروج 15: 26)
(أشعياء 51: 12)
(مزمور 23: 2):
(متى 2: 6)
(مرقس 6: 34)
(يوحنا 10: 11)
(1بطرس 2: 25)
(أشعياء 48: 17)
وهذا هو عمل الله الحقيقي الذي يظهر فيه عمل قدرته ووعد أمانته لنا كلنا: (يوحنا 14: 6)
(تثنية 32: 39)
فبعد ما عرفنا الرب الآمين الصادق، الذي يحقق مقاصده، والذي أتى إلينا ليجدد طبعنا البالي، ويجعلنا خليقة جديدة فيه، فكيف لنا اليوم أن لا نُصدق غفرانه ولا نؤمن ونأتي إليه بقلوبنا لنحيا معه، لأن الحياة الأبدية مضمونه فيه وحده فقط !!!
فأعلم يا من تقول أنك خاطي وتصمت، وتحاول أن تتضع اتضاع التقوى الغاشة وتقول أنك غير مستحق، فأن الرب لم يأتي ويعطي غفراناً لمن هو مستحق، بل الكل غير مستحق على الإطلاق، فلم ولن يوجد إنسان مستحق محبة الله في الوجود كله، لأنها مجانية مُقدمه منه للغير المستحقين وحدهم، ونعمة الله غنية وأقوى من خطايا العالم كله مجتمعة معاً، لأن الرب يستطيع أن يغفر ليس خطايا العالم فقط بل لو كان هُناك أكثر من مليون عالم يستطيع أن يغفرها في لحظة بل في طرفة عين، فلا تخضع لفكر الشرير إذا ملأ عقلك وجعلك تظن أن دم المسيح غير قادر على أن يمحو خطيتك أنت، لأن هذا تجديف على دم المسيح الرب البار القادر على كل شيء:
(عبرانيين 9: 14)
فأن كنت لم تؤمن بقوة دم حمل الله رافع خطية العالم، آمن الآن فتربح المغفرة وفرح الله يملأ قلبك ونوره يشع في وجهك فتعرفه وتدخل في سرّ الشركة معه (2كورنثوس 4: 6)
فلا تسكثر خطيتك على دم المسيح الساتر الخطايا مهما ما كانت صعبة وبشعة تفوق كل تصور إنساني، فأن كنت ترى خطاياك بشعه فاهرب منها الآن لحضن المسيح الرب، وان كنت تراها كثيرة جداً فاعلم انه مكتوب: (رومية 5: 20)
فمهما ما كنت مجرم في نظر نفسك وخطاياك بشعة ورهيبة للغاية، وترى أنك بسببها مرفوض أمام الله تماماً، فتب الآن فوراً واهرب لحياتك (تكوين 19: 17)، فتعالى لصخر الدهور الجبل الشامخ في المجد والبهاء، شخص ربنا يسوع، احتمي فيه لأنه بار، لتزول عنك خطيئتك وتبرأ من دائها المُميت للنفس، فالرب هو الحياة الذي يقول لكل نفس في كل جيل:
(يوحنا 11: 40)