حورا للقديس كيرلس الكبير ضد منكرو اروح القدس(3)ضد الذين يقولون أن الروح لا يسكن فينا
[FONT=Arial]للعودة للجزء الثاني من الموضوع
أضغط هنــــــــــــــــا
[FONT=Arial]سنرمز لكلام القديس كيرلس الكبير بحرف ( ك )
[FONT=Arial]ولمنكر لاهوت الروح القدس بحرف ( ن )
[FONT=Arial](ك) [ ألا نقول إن الإنسان على الأرض قد خُلق على صورة الله ؟ ]
[FONT=Arial](ن) بالتأكيد
[FONT=Arial](ك) [ فالذي ينقل إلينا صورة الله ويطبعها فينا على غرار ختم ، هذا الجمال الفائق على الأرض ، أليس هو الروح ؟ ]
[FONT=Arial](ن) نعم ولكن ليس كإله . بل كواسطة فقط لنعمة الله .
[FONT=Arial](ك) [ إذن فكأنك تقول ليس هو بنفسه ، بل هي نعمة يطبعها فينا ؟ ]
[FONT=Arial](ن) هذا ما يظهر لي أنه حق
[FONT=Arial](ك) [ إذن ، فكان يجب أن الله يدعو الإنسان أنه خُلق على ” صورة النعمة ” ، بدلاً من دعوته أنه خُلق على ” صورة الله ” . ولكن من حيث أنه ثَّبت في النفس نسمة الحياة التي نفخها فيه وهي الروح القدس ، فقد كُتب أنه خلقه على صورة الله .
[FONT=Arial]ولكن بعد أن فَقَدَ الإنسان قداسته ، فحينما أراد أن يسترجعه إلى الجمال الأول القديم فعل ذلك ليس بشكل مختلف عن الشكل الذي خلقه به في الأول . فالمسيح ، في الحقيقة ، نفخ على الرسل القديسين الروح القدس حينما قال لهم : ” اقبلوا الروح القدس ” .
[FONT=Arial]فإن كانت هي نعمة كما يقولون إنها معطاة من الروح القدس ومنفصلة عن جوهر الروح ، فلماذا لم يقل الطوباوي موسى بوضوح وهو يصف كيف خلق الله الإنسان نفساً حية : إن خالق الكون نفخ ” نعمة ” بواسطة ” نسمة الحياة ” التي هي الروح القدس ؟
[FONT=Arial]والمسيح لماذا لم يقل للرسل : أقبلوا النعمة بتوسط الروح القدس ؟
[FONT=Arial]والآن ، فالأول ( أي موسى ) قال : ” نفخ نسمة الحياة ” . فطبيعة اللاهوت هي حياة حقيقية ، فما دامت هي تُحيينا حقاً ، فنحن بها نتحرك ونوجد ؛ أما الثاني ( أي المخلّص ) فيقول فيما بعد : ” اقبلوا الروح القدس ” ، فإن نفس هذا الروح هو الذي يسكن بالحق ويدخل في نفوس المؤمنين ، وبه وفيه يُغيرهم إلى الشكل الأول ، أي فيه وعلى مثاله هو يجددنا بهذا الشكل إلى أصل الصورة لنعرف شخص الآب والابن .
[FONT=Arial]ولأن الشبه الكامل والطبيعي للابن هو الروح ، فنحن إذ نتغير إلى شكل ذاك بواسطة التقديس ، فإننا نُصاغ على مثال الشكل نفسه الذي لله . وهذا ما تُعلَّمه لنا كلمات الرسول : ” يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم ” ( غلاطية 4 : 19 )
[FONT=Arial]إذن فقد تصور المسيح فيهم بالروح ، وهو الذي بنفسه يسترجعنا إلى الله . ثم إذ نكون قد تصورنا بحسب المسيح ، فإن المسيح يكون منقوشاً ومطبوعاً فينا بالروح ، كمثل من هو مماثل طبيعياً للروح ، فالروح هو الله ، وهو الذي يجعلنا مماثلين لله ، ليس بواسطة نعمة وسيطة ( كما يقول منكرو لاهوت الروح القدس الحال في النفس ) ؛ بل هو يعطي نفسه ( بنفسه ) للأبرار في شركة الطبيعة الإلهية ]
[FONT=Arial](ن) ليس عندي ما أردَّ به على ما قيل .
[FONT=Arial](ك) [ لقد دُعينا لنكون ، وها نحن بالفعل صائرون ، هياكل لله ومؤلَّهين . لماذا إذن يتساءل المعارضون ويقولون إننا نشترك في نعمة غامضة ومجردة من الجوهر ؟ والأمر ليس هكذا .
[FONT=Arial]لأننا نحن هياكل للروح الذي يوجد ويمكث فينا ، وبسببه فنحن بالسوية دُعينا مؤلَّهين ، من حيث أننا باتحادنا به ، فنحن دخلنا في شركة مع اللاهوت ومع الطبيعة فائقة الوصف ، وإن كان الروح الذي يؤلهنا θεοποιοûν بنفسه هو حقاً غريب ومنفصل من جهة لاهوت الطبيعة الإلهية ، فإننا نكون قد خزينا رجائنا .
[FONT=Arial]فكيف يتسنى لنا والحال هكذا إذن أن نصير مؤلَّهين وهياكل لله ، بحسب الكتاب المقدس ، بالروح الذي فينا ؟ لأن ما تجرَّد من كونه الله كيف ينقل هذه الخاصية ( التألَّيه وهيكل الروح القدس ) للآخرين ؟ ولكننا نحن بحق هياكل ومؤلَّهين . والروح الإلهي ليس إذن من جوهر مختلف عن جوهر الله έτερούσιον πρός θέον ]
( عن كتاب دراسات في آباء الكنيسة ص 523 – 524 )