اللاهوت النظري

المنهج التجريبى للفلسفة



المنهج التجريبى للفلسفة

المنهج
التجريبى للفلسفة

ديفيد
هيوم (1711 – 1776)

1-
فى طبيعة الذهن الانسانى

 يعتبر
كتاب ” البحث فى الطبيعة الانسانية ” اهم مؤلفات هيوم الفلسفسة على
الاطلاق. ولقد اشرت فى كتاب سابق – النقد فى عصور التوير -، ان مقدمة نقد العقل
الخالص ” تشبه الى حد كبير المقدمة التى كتبها هيوم لهذا الكتاب فكلاهما يبدا
بنقد الفلسفة التى لم تتقدم مثل سائر علوم العصر والفلاسفة غرقون فى بحر من الجهل
امام العقل الانسانى ولا شىء فى الفلسفة الا واصبح موضوعا للمناقشة، وتضاربت حوله
الاراء وان الصجحيح والصخب الذى نسمعه على ابوابها لليل على ان الحاله هنا ليست
على مايرام، ولقد اصبح الفلاسفة على ان الحالة هنا ليست على مايرام، ولقد اصبح
الفلاسفة اليوم عاجزين عن ايجاد حل لاهم السائل الفلسفسة وكذلك يؤكد كنط، ان كثره
المناقشات والمنازعات فى الميتافيزها بل وكثرة الحروب على ارضها، تركت هذا العلم
فى حاله من الفوضى والظلام.

مقالات ذات صلة

 لكن،
ماهى المساله الفلسفية الاساسية فى نظر هيوم؟ انه من الواضح ان جميع العلوم الخاصة
بالرياضات والفيزياء والدين الطبيعى
، تتصل اتصالا وثيقا
بالطبيعة او ” بعلم الانسان “، باعتبارة اساسا لجميع العلوم الاخرى.
فالعلوم والمعارف الانسانية انما تتناول افكارا تصدر عن الذهن الانسانى لذلك يجب
ان نبدو اكثر بداهة بالنسبة لعلوم اخرى مثل المنطق والاخلاق والنقد والسياسة،
باعتبارها خاصة بالطبيعة الانسانية ذاتها. اذا، فمعرفة الطبيعة الانسانية، بكل
خواصها الثابته هى الشرشط الضرورى واللازم، الذى يجب ان يتقدم كل علم وكل فلسفه
ممكنه.

 ان
هيوم حين يعرض لنا هذه الفكرة، وانما يسير على نهج القدماء مثل سقراط وافلاطون
(اعرف نفسك) وكذا المحدثين من امثال ديكارت ولوك وبركى. والحق انه اذا كنا نعرف
الموضوعات الخارجية بواسطة الملاحظة والتجربة، فاننا يجب ان تتبع نفس المنهج عند
دراسة الذهن الانسانى، مع المزيد من العناية والدقة. واذا كنا لا نستطيع على نحو
سابق على تجربة اى قبلى. كذلك ينبغى ان يعلم ان طبيعة وما هبة النفس والجسم مازال
يكتنفها الكثير من الغموض.

 كل
معرفة صحيحة يجب ان نستمدها من الملا حظة والتجربة وبالتالى: يجب علينا ان نبدا فى
مجال هذا العلم (علم الانسان) بملاحظة الانسان، ملاحظة عماية دقيقة فى حياته
الواقعية، وفى المجتمع الذى يعيش فيه ولن تكون مهمة العالم هنا مجرد وصف للوقائع
المنفصله انما مهمته الاساسية هى تصنيفها، والكشف عن العلاقات التى تربط بينها.

2-
الافكار

يحتوى
الذهن الانسانى على الافكار تعطينا المعرفة وهذه الافكار تختلف عن افكار تعطينا
المعرفة وهذه الافكار تختلف عن الانطباعات الحسية من حيث قوتها وحيوتها. وهى تخطت
طريقها داخل الذهن والشعور.

 ان
الادراكات الحسية تشمل الاحساسات والانفعالات كما تظهر فى النفس. اما الافكار فهى
الصور الباهته لهذه الانطباعات فى تفكيرنا واستدلالنا

 ويقول
هيوم فى الكتاب الاول من ” البحث فى الطبيعة منا يدرك بسهوله الفرق بين
الاحساس والتفكير لكن فى حالات خاصة مثل النوم، والجنون، والمرض (الحمى) والانفعال
العنيف للنفس، لانستطيع ان نفرق بين الاثنين.

 ويميزهيوم
بين نوعين من الادراكات: ك الادراكات البسيطة والاداكات المركبه. فالبسيطة هى التى
لا تقبل القسمة او الانفصال.. اما المركبه، فهى التى تنقسم الى اجزاء. فمثلا
ادراكنا للتفاحه يشمل مجموعة من الصفات الخاصة بلونها وطعمها ورائحتها، وهذه
الصفات لا تختلط، ونستطيع دائما ان نميز الواحده من الاخرى.

 ويقوم
هيوم ” ان كل ادراكاتنا لها وجهان بوصفها انطباعات حسبه ويوصفها افكارا.
وعندما اغمض عيناى وافكر فى حجرة، فان افكارى عنها تكون تمثرت صحيحة للادراكات
الحسبة التى كانت احسن بها. واذا استعرضت ادراكاتى الاخرى، فاننى اجد دائما نفس
التشابه ونفس التمثيل اذا فهناك توافق بين الافكار والانطباعات الحسبه “

 والحق
ان الامر يختلف تماما بالنسبة للادراكات المركطبه فالافكار الكركبه لا تطابقها
انطباعات حسية ومن الممكن ان نتصور غرفة جديده جدرانها من ذهب واحجارها من ياقوت،
علما باننى لم ارى حياتى شيئا مثل ذلك، ولكن اذا كنت رايت باريس فهل من المكن ان
يكون عندى فكرة تمثلها بكل شوارعها وبيوتها بنفس شكلها وحجمها؟

 يختلف
الامر بالنسبة للادراكات المركبه، فمنها ما يؤكد ارتباط الافكار بالانطباعات
الحسبة، ومنها ما ينفيه والامر يبدو اكثر وضوحا بالنسبة للادركات البسيطة ويرى
هيوم، وان كل فكرة بسيطة يجب يجب ان يسبقها انطباع حتى بينما العكس ليس صحيحا.
وبالتالى، فاننا نستطيع ان يقوم ان الانطباعات الحسبة هى عله الافكار بينما
الافكار لا يمكن ان يكون سببا للانطباعات الحسبة وبعتقد هيوم، ان الانسان حين سببا
يفقد احدى حواسه، فانه لا يستطيع ان يكون الافكار التى تطابقها. فمثلا نحن
لاتستطيع ان يكون فكرة صحيحية عن طعم الاناناس الا بعد ان نعرف مذاقه.

 ولكن
هناك تجربة اخرى يشير اليها هيوم. فلنفرض ان هناك شخصا قد عرف شخصا قد عرف مجموعة
الالوان بدرجاتها المختلفة باستثناء درجة خاصة الازرق، لم تتاح له فرصة رؤيتها.
فماذا يحدث عندما يصادفها؟ هل يستطيع بخياله وحده ان يعطى لنفسه فكرة خاصة عن هذه
الدرجة من اللون الازرق؟.. يعتقد بعض الناس، انه لن يستطيع ذلك وبالتالى فان
الافكار البسيطة لا تشتق دائما من الانطباعات الحسية المطابقة.

 وبجانب
هذا الاستثناء الذى يمكن ان يحدث لقاعدة سبق الانطباع الحسى على الفكرة، فاننا يجب
ان نضع حدودا اخرى لهذه القاعدة، وهى ان الانسان يستطيع ان يكون افكار ثانوية من
الافكار الاولى ومعنى ذلك، ان افكارنا البسيطة تنتيح عن الانططباعات الحسية على
نحو مباشر او غير مباشر.

 هذا
هو فى نظر هيوم، المبد أ الاول والاساسى الذى يقوم عليه علم الطبيعة الانسانية.
وهذا المبدا ينفى ما كان يتردد بين المفكرين من وجود افكار فطرية فى العقل ويؤكد
ان كل الافكار وتاتينا عن طريق الاحساس او التفكير (الافكار الثانوية) مثلا
، ان فكرة
الامتداد او اللون تاتينا عن طريق لحس وبالتالى فهى ليست فطرية، ذلك فافكارنا
الخاصة بالانفعالات والاهواء تثبت اننا قد خبرناها فى ذاتنا.

3-
الانطباعات

من
الممكن تقسيم الانطباعات الى نوعين: انطباعات الاحساس وانطباعات تفكير. والنوع
الاول ينشا فى النفس من، اسباب مجهوله
، والنوع الثانى مشتق من
افكارنا على النحو والعطش، باللذة والالم، ويظل اثره فى النفس، حتى بعد اختفاء
السبب الخارجى او الداخلى. وهذا الاثر المتبقى هو الذى نطلق عليه اسم المفكرة.
وهذه الفكرة يدورها
، ثؤثر فى النفس وتحدثث فيها انطباعا جديدا
للرغبة التفكير. ومثل هذه الانطباعات التى تنقلها الذاكرة او الخيال، تصبح افكارا
يمكن ان تتولد منها انطباعات اخرى.

 ويجب
انشير هنا، الى ان كلمة ” الفكرة ” لها عند هيوم مدلول خاص.. فهى مجرد
انطباع باهت ليس الا، وليسست لها حقيقة فى ذاتها، كما يظن العقليون او المثالثون.
ومن هنا كان من الممكن رد الافكار بهذا المعنى الى الانطباع الحسى. كذلك فان فكرة
التاثيروالاثر، مثل اثر الميسم على الشمع، لا تشير الى ايه فاعلية او نشاط للعقل
الانسانى فى صنع الافكار.

4-
منهج البحث الفلسفى عند هيوم

يعتقد
هيوم انه اذا كان يبدو من الطبيعى فى نظر البعض ان نبدا دراستنا بالانطباعات، فانه
سوف ينتخج هنا منهجا عكسيا. فعند دراسة طبيعة ومبادىء الذهن الانسانى، يجب ان نقدم
اولا تفسير خاصا بالافكار قبل ان ننتقل الى الانطباعات

5-
افكار الذاكرة والخيال

اننا
نستدل من التجربة على ان الانطباع الحاضر فى النفس يمكن ان يظهر مرة اخرى فى صورة
فكرة. وهذه الفكرة يمكن ان تظهر بطريقتين مختلفتين. وفى حاله الاولى، قد تحتفظ
بدرجة عاليه من الحيويه، فتكون وسطا بين الانطباع والفكرة. او انها تفقد هذه
الحيويه فتكون فكرة بالمعنى الصحيح. وملكة النفس التى تساعدنا على تكرار
الانطباعات، تسمى الذاكرة والثانية هى الخيال او المخيلة. وافكار الذاكرة ترسم
الاشياء بالوان مميزة وتكون الافكار اكثر قوة وحيوية من النوع الثانى. فعندما
نتذكر حادثه ماضيه، فان فكرتها ترسخ فى النفس بقوة.

 ولكن
وظيفة الذاكرة لن تقتصر على حفظ الافكار انما هى تتخطها الى ترتيبها ونظظظامها فى
المكان والزمان ويختلف الامر بالنسبة لافكار الخيال، فهى لا تخضع لهذا النظام
لمكانى او الترتيب الزمانى، وكل الصور الخياليه تشهد بذلك.

6-
الترابط او التداعى بين الافكار

 يلاحظ
هيوم ان الخيال بامكانه ان يفصل الافكار البسيطة بعضها عن بعض، ثم بعد ربطها من
جديد على النحو الذى يراه، ولكن، هل من الممكن ان تتم مثل هذه العمليات بصورة
عشوائية؟ ام ان هناك مبادىء عامة تخضع لها فى كل الحالات
، وفى كل
زمان ومكان؟ يقول هيوم، ان هناك ثلاثه مبادى يمكن ان يتم بها هذا الترابط او هذا
التداعى وهى:

1-
التشابه

2-
التجاور فى المكان والزمان

3-
السببيه

 وليس
من الضررورى ان نثبت، انه عند ظهور فكرة ما تظهر لنا فكرة اخرى، بواسطة واحد او
اكثر من مبادى التداعى، والخيال ينتقل من فكرة الى اخرى تشابهها، بدون ايه قيود.
ومن البديهى
، ان الخيال
ينتقل ايضا فى اجزاء المكان والزمان لكى يتصور الاشياء وذلك طبقل لقانون التجاوزة.
اما المبدا الثالث، فسوف يتناوله هيوم بالميزيد من العناية والدراسة.

 ويضيف
هيوم الى ذلك، ان هذه المبادى قد تنطبق بصورة غير مباشرة عندما تظهر فكرة ثالثه
بين فكرتين وتكون بينها وبينهما واحدة من هذه العلاقات الثلاثه التشابه، التجاور،
السببية (علاقة السبب بالنتيجة).

7-
فكرة او علاقة السببية

متى
تنشا هذه العلاقة؟.. انها تنشا عندما يكون موضع ما سببا فى افعال وحركات موضوع اخر
او يكون علة لوجوده. وهناك نوع من الجاذبية. تحدث بين الافكار. تماما كما يحدث فى
العالم الطبيعى بين الاشياء.ز وقد تبدو اثار هذه الجاذبية واضحة. فى حين ان
اسبابها تظل غامضة. ومن الممكن ان ننسب هذه الاسباب الى صفات اصليه فى طبيعة
الانسانية او فى طبيعة الاشياء، ولكنا فى الحق لا نستطيع تفسيرها.

 ويعتقد
هيوم
، ان الفيلسوف
الصحيح يجب ان يكتفى بالبحثث عن الاثار، وبالقدر القيل عن العلل والاسباب. فالتوغل
فى مثل هذه المباحث يؤدى الى ” تاملات مبهجة وغير يقينية ” ان فلسفة
هيوم ترتكز على عدد كاف من التجارب
، التى تبرهن على صحة مذهبه. من هنا، فهو يقسم
الافكار المبركة الى ثلاثه انواع العلاقات، والاحوال والجواهر
، باعتبارها
العناصر الاساسية التى تيتند اليها هذه الفلسفة

8-
العلاقات

هذه
الكلمة يمكن ان تفهم بالمعنى العام الشائع او بالمعنى الفلسفى الخاص. فالعلاقة
بالمعنى العام هى التى تربط بين فكرتين على النحو الذى اشار اليه سابقا (التجاوز –
التشابه – السببية). اما العلاقة بالمفهوم الفلسفى، فهى تشير الى الصله العارضضة
بين فكرتين فى الخيال. وهو يقدم لها سبعة مصادر اساسية لهذه العلاقة الفلسفية

1-
صله التشابه، وهى اقوى العلاقات واعمها بين الاشياء. وعندما ما يزداد عدد
الموضوعات المتشابهة، فان الخيال يعجز عن تمثل هذه الزمن

2-
علاقة الذاتية او الهوية وهى عامة وكلية وهى تتعلق بكل موجود يستمر وجودة فترة من
الزمن

3-
علاقات الزمان ولمكان، وهى تعتبر مصدرا خصبا لمقارنات لانهاية لها بين الموضوعات.
وهى على سبيل المثال البعد والقرب فوق وتحت، قبل وبعد.. الخ

4-
علاقات العدد والكم وهى علاقات خصبه للغاية، وهى اساس العلوم الرياضة كلها.

5-
عندما تكون هناك صفات مشابهة بين الاشياء فقد تختلف فى درجاتها من حيث الوانها او
ثقلها

6-
علاقة التضاد: وهى تبدو لاول وهلة مناقضة لعلاقة التشابه، ولكن التضاد يمكن ان
يكون ايضا مصدرا لعلاقات جديدة بين الاشياء.ويفكر المناقضة بين الوجود واللاوجود
باعتبارا فى الفكرة الوجود تستلزم وجود موضوع ما
، بينما
اللاوجود ينفى وجود هذا الموضوع من كل مكان وزمان. ووهذه فى نظرة علاقة التضاد
الوحيدة التى يمكن ان توجد فى ذاتها.

7-
علاقة السببية: وهى النوع السابع من العلاقات الفلاسفية، التى يمكن ان تنشا بين
الاشياء والتى يمكن ان تكون ايضا علاقة طبيعية (بالمعنى الاول)

ويوضع
هيوم ان ” الاختلاف ” بين الاشياء لا يمثل فى الحقيقة علاقةة فى ذاتها،
ولكنه نفى لثمة علاقة واقعية او ايجابية بين شيئين والاختلاف يمكن ان يكون نفيا
للهوية، وفى هذه الحاله يسمى اختلافا فى العدد، او نفيا للتشابه، ويسمى عند ئذ
اختلافا فى الجنس.

9-
فكرة العلية

ويحلل
هيوم فكرة العلية، باحثا عن الاصل الذى تستشف منه، وبالتالى عن الانطباع الاول
الذى خرجت منه. ويرى اننا ندرك جميعا، ان العلية لا تشير الى صفات خاصة بالاشياء
بحيث اننا اذا وجدنا هذه الصفات، قلنا عن الشىء انه سبب او نتيجة والعلية بالمعنى
العام، هى العلاقة او رابطة وليست صفه كلية او صفة خاصة فى الاشياء. واستطاع هيوم
ان يحدد قواعد العلية على النحو الاتى:

1-
يجب ان تكون العلة مجاورة للمعلول

2-
العلة سابقة على المعلول

3-
يجب ان تكون العلاقة بين العلة والمعلول علاقة ثابته

4-
نفس العلة تحدث نفس الملول

5-
نفس المعلول يستلزم نفس العلة

6-
عدم انتظام العلة والمعلول يكون نتيجة اختلاف العلل

7-
المعلول المركب يكون نتيجة التاليف بين المعلولات المختلفة البسيطة التى نتجت عن
اجزاء متفرقة

8-
اذا وجدت العلة ولم يظهر المعلول، فذلك لان هناك عوامل اخرى تساعد هذه العلة فى
احدث اثرها فى المعلول.

ومن
الواضح هنا، ان مفهوم هيوم للفكرة والانطباع والعلاقة والعلية باعتبارها مجردد سبب
ونتيجة، او فعل واثر له،ن كل ذلك يؤكد لنا طبيعة المذهب الفلسفى الذى ينتمى اليه،
وكيف يخضع للظواهر (او حتى المظاهر) الحسبة الاشياء. ومن الواضح ايضا، انه يرد كل
المعانى الفلسفية الى اصلها الحمى واصبحت العلوم الرياضية وبخاصة علم الهندسة،
علما تجريبا. ولعل تقدم العلوم الرياضية وتنوعها القرن العشرين، وانطلاقها من
تعريفات وبديهيات ومسلمات مختلفة يشيرا الى ضعف نظرية هيوم.

10-تفسير
فكرة الضرورة فى العلية

يعتقد
هيوم، اننا يجب ان نترك جانبا البحث فى طبيعة العلاقة الضرورية التى تنطوى عليها
فكرة العلية.

وهو
يكتفى بطرح السؤالين الاتبيين:

1-
ماهو السبب الذى يدفعنا الى التاكيد على ضرورة ان كل ما يبدا فى الوجود يجب ان
تكون له عله؟

2-
لماذا نستنتج ان نفس العلل لها بالضرورة نفس المعلولات. وما هى طبيعة هذا الاستدلال
المباشر الذى ينقلنا بالضرورة من العلة الى المعلول، وبالتالى ماهى طبيعة هذا
الاعتقاد الملازم لهذه الفكرة؟

ان
فكرة العلية تاتينا من الانطباعات التفكير من، انطباعات الاحساس، لذلك فكل ما يقال
عن النوع الاول ينطبق بالتالى على النوع الثانى. وسوف نفتصر على تحليل الضرورة
التى تنطوى عليها انطباعات التفكير

11-لماذا
تكون العلة دائما ضرورية؟

هناك
قاعدة عامة يسلم بها الفلاسفة، وهى ان كل موجود يجب ان يكون له عله لوجوده. وهذه
القاعدة تبنى على الحدس المباشر
، ولا يستطيع احد انكارها ولكننا اذا
حاولنا تحليل هذه اليقين المباشر
، وانها من طبيعة اخرى مخالفة تماما.
فاليقين ينشا من علاقة ثابته بين افكار واحدة، وهذه العلاقة الثابتة هى كما اشرنا
التشابه ونسب الكم والعدد، ودرجات الكيف. واخيرا التضاد. ونحن لا نجد ايه علاقة من
هذه العلاقات متضمنه فى هذه القاعدة السالفة.

وويستدل
هيوم من هنا على ان القضية الفلسفية كل شيىء له بداية، له علة لوجود، انها ليست
قضية يقينه، وفضلا عن ذلك، فالقول بان وجود شىء مايستلزم المبدا المنيح له، غير
صحيح ولا نجد اى برهان علية بواسطة الخيال نستطيع ان نميز بين فكرتين:

1-
فكرة العلية.

2-
فكرة بداية الوجود..

 والفصل
بين هاتين الفكرتين ليس تناقضا او خلقا وهو وحده الذى يساعدنا فى تفسير الضرورة فى
فكرة العلية

فوجود
اى شىء،ن يمكن ان نتساءل: ما اذا كان هذا الشىء سوف يوجد ام لا! وثانيا، اين ومتى
يبدا وجودة!

 يقول
الفلاسفة: ان الشىء الذى لا يستلزم وجوده عله ما يكون لذاته ويعتقد هيوم ان هذا
القول، ينطوى على قدر كبير من التاقض. فاذا كنا ننفى العلة عن شىء ما فكيف ننسبها
الى ذاته! فنحن حين ننفى العلل الخارجية، ننفى بالتالى وجود الشىء وجود الشىء،
والشى، الذى يوجد بدون عله على الاطلاق ليس بقينا عله لذاته وعلى ذلك، فكل شىء شى
يبدا فى الوجود تكون له طه. كل شىء لاتحدثه عله، انما ينشا عن العدم او اللاشىء
ولكن العدم لا وجود له، ولذلك لا يمكن ان يكون عله لاى شىء

12-فى
طبيعة الاعتقاد

كيف
نفرق بين فكرة الشىء الذى نعتقد انه موجود وفكرة الشى الذى لا نعتقد فى وجوده؟..
ويرى هيوم ان فكرة الشىء الذى نظن انه موجود لا تختلف فى شىء عن فكرة نفس الشىء
حين لا يكون موجودا. فمثلا حين نثبت وجود الله، لا نضيف الى فكرة الموجود الاول
ايه صفه جديدة. وكذلك الحال بالنسبة الى الاشياء.

 ان
الاعتقاد يرتبط بفكرة حبه تتعلق بانطباع حاضضر وكل فكرة تزاد حيوتها باضافة انطباع
جديد الى الانطباعات القديمة.

 وقود
الانطباع تاتى من قوة ” التعود “، ولا تاتى من العقل، او الخيال ”
والعادة ” هى الاصل الوحيد فى كل اعتقاد ملازم للانطباع الحاضر. ويرى هيوم
انها نوع من الاحساس او العاطفة. وهذه العواطف لها دور فعال فى الفن والشعر، بل
وايضا فى الفلسفة. فما اكثر الافكار التى تاتينا عن طريق العدة، ولا نجد لها
تبرتيرا واضحا.

 الحق
ان هيوم يعتقد ان هناك مسائل كثيرة لانستطيع معرفتها، معرفة يقينية. وان حقيقة
الاشياء تظل مجهوله لنا. وهو يميل الى الشك، ويضع امام المعرفة الانسانية، حدودا
لا نستطيع ان نتجاوزها. فنحن لاندرك الا ظواهر الاشياء تظل مجهوله لنا.ز وهو يميل
الى الشك، ويضع امام المعرفة الانسانية، حدودا لانستطيع ان نتجاوزها. فنحن لا ندرك
الا ظواهر الاشياء وذلك عن طريق الانطباعات وكل افكارنا تاتينا من الاحساسات وهى
تخضع لنظام من العلاقات والروابط.

 وهكذا
يصرح هيوم، بانه يجهل ما يدخل الاشياء وما بداخل ذاتنا. وكان حياتنا الفكرية لا
تخضع الا العادات بسيطة، او المعتقدات بسيطة، لا نجد لها ايه مبررات عقلية.

 وبتطرق
هيوم فى تحليله للاعتقاد الى المعتمد الدين.. ويلاحظ مثلا ان المسلمين حين يحجوب
الى مكه، والمسيحيين الى القدس، يعودون اكثر ايمانا من غيرهم. فمن راى الصحراء
والبحر الاحمر وزار بيت لحم والجليل، لايمكن ان يشك فى معجزات الانجيل ومعنى ذلك،
ان الانطباعات قد اعطت للايمان قوة وحيوية..

 كذلك،
اذا جاءنا رجل بخيرها، وتاكدنا من صحته، فاننا نثق فى هذا الرجل. هكذا تساعدنا
التجربه فى معررفة صدق هذا الانسان. وكلما ازدادت، تجاربنا، كلما ازدادت ثقتنا فيه.

13-الاحتمال

يقسم
الفلاسفه الاستدلال الى قسمين: المعرفة والاحتمال، اما المعرفة، فهى تعنى فى نظرهم
البداهة التى تنشا من مقارنه الافكار. اما الاحتمال فمرتبط بعدم اليقين. واكثر
الفلاسفة يعتقدون ان كل استدلالاتنا عن الاسباب تخضع للاحتمال.ز من اجل ذلك يقترح
هيوم، ان نقسم البداهة الى ثلاثه انواع:

1-
بداهة تنتج عن المعرفة.

2-
بداهة تنتج من البرهان.

3-
بداهة تنتج من الاحتمال.

 والبداهة
او اليقين من النوع الاول ينشا من مقارنه الافكار بعضها وبعض. اما البرهان او
الحجة فنحن نستخلصه من علاقة العلية او السببية. والنوع الثالث ينتج عن الاحتمال،
وهو نوع من البداهة التى يصاحبها عد اليقين.

 ومن
الممكن ان نفسم الاحتمال،ن او الحكم الاحتمالى الى قسمين، قسم يخضع للحظ او
المصادفة، وقسم اخر يخضع للاسباب.

 واذا
تذكرنا ان فكرة السببية مستمدة من التجربة فاننا نضيف ايضا العادة التى جعلت فى
اذهاننا علاقة السببية علاقة ضرورية. اما ” الحظ ” فهو نفى للسببية وهو
يدفع الخيال الى عدم التثبيت من وجود هذا الشىء العارض. والسبية ترسم للذهن طريقا
محددا للتفكير بحسب علافات محددة. اما الحظ فهو ينفى التعين.

 ونحن
نلاحظ، ان هيوم يعتقد اننا لا نستطيع ان نضع اى حساب لقوانين الصدفة. ولكننا نذكر
ان التقدم الرياضى والعلمى فى عصرنا،ن اتطاع ان يضع حسابا د5قيقا لقوانين الصدفة
(فى زهر اللعب مثلا). وبذلك يكون العقل الانسانى هو وحده القادر على المعرفة
وتصحيح كل المعلومات التى تاتينا عن طريق الحواس.

 ويتساء
ل هيوم ماهو الفرق بين الاحتمال واليقين؟ والجواب ان الاحتمال يخضع لفكرة مركبه
تجمع بين وجود الشىء وعدم وجوده،ن بينما اليقين يلتزم بفكرة واحده بسيطة تؤكد
بالانطباع والحساس، وجود الشىء..

 والاعتقاد
بوجود شىء ما يتصف بالقوة والحيوية وقد تقل درجة الحيوية والقوة مع درجات البداهة
المختلفة

 وينشا
الاحتمال فى مجال السببية عن الاسباب الاتية:

1-
اننا لم نجد ععدا كافيا من التجارب، يمكن ان يخلق عندنا عادة قوية بحيث اذا صادفنا
موضوعات ما ادركنا بالضرورة موضوعا اخر ملازما له.

2-
اننا وجدنا بعض التجارب المعارضة او، المناقضة لهذه السببية

3-
اننا نجد انطباعا ضعيفا يصاحب هذه الفكرة

4-
اننا لم نعد نذكر التجربة او نتذكرها تماما.

5-
ان السببية تخضع لمجموعة من القواعد العامى.

6-
ان البداهة تقل مع ضعف الفكرة.

7-
ومن ان نشير الى ان الاعتقاد الذذى يلازنن
، الذاكرة هو
من نفس طبيعة الاعتقاد الملازم للاحكام ولا اختلاف بين الاحكام، الا من حيث عدد
التجارب التى تنطبق عليها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى