مكتبة القصص والتأملات الروحية

العصافير المغردة

العصافير المغردة =========
في الصباح الباكر انطلق الطفل مارك إلى أبيه الذي حوّل وجهه من ناحية النافذة إليه كعادته، واحتضنه وقبَّله.. ثم سأله : لماذا أراك تتطلع كثيرًا من النافذة في الصباح المبكر يا أبي؟
فرد الأب: إني معجب بالعصافير المغردة التي تقف معًا على سلك التليفونات تُغرد معًا ثم تطير، وكأنها تبدأ صباحها بالتسبيح والفرح لتنطلق للعمل معًا بروح الجماعة .
ماذا يعجبك أيضًا في هذه العصافير؟ صوتها المنسجم العذب؟ أتطلع إليها وهى تغني معًا، كأنه ليس في الكائنات على الأرض أسعد منها.
ثم سأله الطفل كما لو كان يريد أن يعظ أبيه بحكمة فائقة: وما رأيك في منظرها وهى تقف على الأسلاك متهلله؟
لقد علمتنى إبني الحبي ألا أقلق عليكم مطلقاً هذا كان رد الأب.. بلاشك تحمل هذه الأسلاك أحاديث تليفونية كثيرة تَعْبر من بيت إلى بيت، أو من قرية إلى قرية. تحوي هذه الأحاديث أخبارًا مفرحة أو حزينة… لكن تمر الأخبار تحت أقدام العصافير، ولا تفقد العصاقير سلامها الداخلي.
إنها تضع قلوبها في يديْ اللَّه، وتثبت أقدامها في طريقه… تتهلل برعايته متطلعة نحو السماء.
عزيزي، ليتك تكون كأحد هذه اعصافير تضع أخبار العالم تحت قدميك، تجتاز كما في أسلاك التليفونات، لن تحطم قلبك، ولا تشغل فكرك عن السماء! لتبدأ حياتك بالفرح وتعمل بروح الجماعة فتقضي أيامك بسلام حتى تصل إلى بر الأمان.
لنصلى معاً الآن ونقول: هب لي يا رب أن أستقر على كفيك أراك بقلبي، وانشغل بالمناجاة معك ولا أنشغل بأحاديث العالم الباطلة. ولا ارتبك باهتماماته الفانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!