اللاهوت الدفاعي

الفصل الثانى



الفصل الثانى

الفصل الثانى

موقف الكتاب المقدس من السحر وتحضير
الأرواح

 

جاءت شريعة موسى
لتؤكِّد أن كل أنواع السحر مهما كانت وسائلها وأهدافها هى شر ودنس ورجس، بل وصف
الله عبادة الأصنام بالزنى، والشخص الذى يلجأ إلى قوة الشيطان بالسحر هو عبداً
للشيطان، وقد حارب الله هذه الضلالة فى سفر التثنية.

+ (التثنية 18 : 10-14) 10 لا
يوجد فيكم مَنْ يجيز إبنه أو إبنته فى النار، ولا مَنْ يعرف عِرافة. 11 ولا من
يرقى رقية، ولا من يسأل جاناً أو تابعة،
ولا من يستشير الموتى. 12 لأن كل من يفعل ذلك مكروه
عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك. 13 تكون كاملا لدى الرب
إلهك. 14 إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرافين. وأما أنت فلم
يسمح لك الرب إلهك هكذا”
.

+ (اللاويين 20 : 6-7) والنفس
التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم، اجعل وجهي ضد تلك النفس، وأقطعها
من شعبها. فتتقدسون وتكونون قديسين لأني انا ألرب الهكم
.

+ (أرميا 8 : 3) زنت
العاصية إسرائيل فطلقتها وأعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا أختها بل مضت
وزنت هي أيضا
.

+ (أخبار الأيام الأول 5 : 25) وخانوا اله ابائهم و زنوا وراء الهة شعوب الارض لارض الذين طردهم الرب من
امامهم
.

+
(هوشع 4 : 12)
شعبي يسأل خشبه وعصاه تخبره لان روح الزنى قد أضلهم، ضلهم فزنوا
من تحت الههم
.

فقد كانت شرائع الله تتكلم بصرامة ضد السحر، وكانت عقوبة السحر هى الموت،
لأنها كانت جريمة ضد الله نفسه. فإستخدام قوى الشر الشيطانية، هى كسر وصية الرب الأولى:
لا يكن لك الهة اخرى أمامى” (الخروج 20 : 3)، فالسحر فى جوهره هو تحالف مع الشيطان عوضاً عن
التحالف مع الله، ولذلك وصف صموئيل النبى خطيتى التمرد والعناد مثلهما مثل خطية
العرافة وعبادة الأوثان “
لأن التمرد كخطية العرافة,
والعناد كالوثن والترافيم
” (صموئيل الأول
15 : 23).

+ الترافيم: هى ألهة منزلية التى كان الوثنيون
يضعونها بالمنازل ويتصورون أن وجودها فى البيت يسبب لهم البركة.

ويقول الكتاب
المقدس بالعهد القديم فى مواضع كثيرة: زَنَت يهوذا وزنت إسرائيل، أى عبدت إلهاً
آخر (الأصنام).

وكما يقول قداسة
البابا شنودة الثالث فى كتاب الأرواح بين الدين وعلماء الروح، أن معنى الزنى هنا
له ترجمتان:

1- الزنى العادى Fornication

2- زنى المتزوجين (الخيانة الزوجية) Adultery.

وكلمة Adultery تتكون من مقطعين: الأول ad وتعنى to

والثانى alter وتعنى another

ومعنى الكلمة كلها “يعطي ذاته لآخر” أى giving himself to
another
.

فالمرأة المتزوجة
إذا خانت زوجها هى ببساطة تقدم جسدها لشخص آخر، وأيضاً الزوج بخيانتة لزوجتة يقدم
جسدة لأخرى، فهذا هو
adultery.

أما من الناحية
الروحية، فتعتبر النفس زانية، إذا أعطت ذاتها لعبادة أخرى غير عبادة الرب، وبالتالى
تحول وتغير عبادتها (دينها) من الإلة الحقيقى إلى ألهة الأمم، وهكذا كانت علتى
الزنى وتغيير الدين، من أسباب الطلاق في المسيحية، لأن الشخص المسيحى الذى يزنى أو
يغير دينة ينفصل عن المسيح الإلة الحقيقى.

وقد أراد الله أن
يحصِّن شعبه من العبادة الوثنيَّة وكل رجاساتها وعاداتها وخدَّامها. إذ كانوا في
خطر الالتجاء إلى كل أنواع السحر، والالتجاء إلى الشيطان لتحقيق شهواتهم حتى
إنَّهم كانوا يقدِّمون أبناءهم وبناتهم ذبائح بشريَّة لملوك الإله الممثِّل للشمس.
وخوف الله عليهم من إتباع الشيطان في معرفة المستقبل والاستشارة به في تحرُّكاتهم
وتصرُّفاتهم بدلاً من اللجوء إلى الله، الذى وهبهم الله الأرض المقدَّسة لكي تكون
لهم شركة معه لا مع عدو الخير.

ويوضح القدِّيس
يوحنا الذهبي الفم، أن قدماء المصريِّين والكلدانيِّين إشتهروا بفنون السحر، ومارس
الكنعانيُّون السحر (صموئيل الأول 28: 7-10). وكانت الشعوب تتطلَّع إليه بكونه
يحمل نوعين: سحر صالح (السحر الأبيض) يُستخدم في معالجة الأمراض وحلّ المشاكل
ومساندة القادة على أخذ قرارات مصيريَّة… الخ، وسحر شرِّير (السحر الأسود) غايته
الإضرار بالآخرين كأن تسكنهم الشيَّاطين أو تصيبهم أمراض أو يفقدون سلامهم… الخ.

وقد شدّد الكتاب
المقدس ضد السحرة وهددهم ومن يتبعهم بالعقاب الشديد، بالطرد والقتل، وأن تقطع تلك
النفس من شعبها، ومصيرهم الهلاك الأبدى:

1- قتل السحرة: “لا تدع ساحرة تعيش
(الخروج 22 : 18).

2- قطع النفس التى تلتفت إلى الجان: “النفس التي تلتفت إلى الجان وإلى التوابع لتزني وراءهم، اجعل وجهي ضد تلك
النفس، وأقطعها من شعبها
” (اللاويين
20 : 6-7).

3- قتل النفس التى عليها جان: “واذا كان في رجل أو إمراة جان أو تابعة فإنه يقتل. بالحجارة يرجمونه. دمه
عليه
” (اللاويين 20 : 27).

+ عدم إتباع أى أنبياء كذبة يصنعون آيات وحتى
لو حدثت بالفعل، لكى يجذبوا الناس إلى عبادة ألهة أخرى: “
1 إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة. 2 ولو حدثت الآية
أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. 3 فلا
تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم ليعلم هل تحبون
الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم. 4 وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون
ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون. 5 وذلك النبي أو الحالم
ذلك الحلم يقتل لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر
وفداكم من بيت العبودية ليطوحكم عن الطريق التي أمركم الرب إلهكم أن تسلكوا فيها.
فتنزعون الشر من بينكم

(التثنية 13 : 1-3).

4- الموت والهلاك الأبدى للسحرة: “وأقترب إليكم للحكم وأكون شاهدا سريعا على السحرة وعلى الفاسقين” (ملاخي 3: 5)، “واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة
والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي
هو الموت الثاني
” (رؤيا 21 : 8). “لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان، وكل
من يحب ويصنع كذبا
” (رؤيا 22: 15).

غير أن شعب
إسرائيل تهاون في حفظ هذه الوصية الإلهية، فبدأ الشعب يلجأ إلى السحرة عند الحاجة،
فلجأ الملك شاول إلى عرافة عين دور بعد مفارقة روح الرب له (صموئيل الأول 28:
3-20) كما أن العهد الجديد يحدثنا عن السحرة ومنهم:

– سيمون الساحر: “وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب
السامرة
” (أعمال الرسل 8 : 9).

– باريشوع: ” ولما اجتازا الجزيرة إلى بافوس وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا
يهوديا اسمه باريشوع
” (أعمال الرسل 13 : 6).

– بني سكاوا السبعة: “وكان الذين فعلوا هذا سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة” (أعمال الرسل 19: 14).

          وبالرجوع لسفر التثنية نجد أنواع مختلفة
من السحر وإتباع الشيطان وهى: المشى على النار – العرافة – العائف – المتفائل – الساحر
– الرقية – سائل الجان أو التابعة – إستشارة الموتى: “
10 لا يوجد فيكم مَنْ يجيز إبنه أو إبنته فى النار، ولا مَنْ يعرف عِرافة.
11 ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جاناً أو تابعة، ولا من يستشير الموتى
” (التثنية 18 : 10-11)، وفيما يلى ملخصاً لتلك الأنواع:

1- المشى على النار:

هذه كانت طقوس
وثنية ولها نوعان:

أ‌- تقديم الأبناء كذبائح يتم حرقهم بالنار لإرضاء الألهة.

ب‌- المشى على النار فى مذابح الألهة، ظناً منهم
أنها نار مقدسة تطيل أعمار أولادهم وتباركهم الآلهة.

+ (التثنية 18 : 10) لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار ولا من يعرف عرافة
ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر
.

          ويحدثنا الكتاب المقدس عن آحاز الملك
الذى عمل الشر فى عينى الرب:

+ (الملوك الثاني 16 : 3) بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبر ابنه في النار حسب
ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل
.

وعن الملك منسى
الذى عمل الشر فى عينى الرب:

+ (الملوك الثانى 21 : 6) وعبر
ابنه في النار، وعاف وتفاءل واستخدم جانا وتوابع، وأكثر عمل الشر في عيني الرب
لإغاظته
.

+ (أخبار الأيام الثاني 33 : 6) وعبر بنيه في النار في وادي ابن هنوم وعاف وتفاءل وسحر واستخدم
جانا وتابعة واكثر عمل الشر في عيني الرب لاغاظته
.

          حتى عندما جاء يوشيا الملك (الملوك
الثانى 23 : 23-26) ولم يكن قبله ولا بعده ملك رجع إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل
قوته حسب كل شريعة موسى، وأباد كل السحرة والعرافون والأصنام وجميع الرجاسات في
أرض يهوذا وأورشليم ليقيم كلام الرب، إلا أن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم، لأن
غضبه حمي على يهوذا من أجل جميع الإغاظات التي أغاظه إياها منسى.

2- العرافة:

العراف هو من يدعى
علم الغيب ومثل هذا من يحاول معرفة الحظ والمستقبل عن طريق الكف أو النجوم. وكلمة
عرافة ذات أصل عبري كانت تطلق على التنجيم بالعلامات عند اتخاذ قرار هام، ومن ضمن
الطرق التي كانت تستخدم لذلك، طريقة تستعمل فيها السهام، ويقول القديس جيروم: عندما
كان أحد القواد يعتزم الهجوم على عدة مدن، كان يكتب اسم كل مدينة منها على سهم
ويضع السهام معا في الجعبة ثم يرجها، ثم يحدد أول مدينة يهاجمها بالاسم المكتوب
على أول سهم يسقط من الجعبة وقد استخدم نبوخذنصر هذه الطريقة عندما وصل بجيشه إلى
مفترق طريقين. وكان عليه أن يقرر إما أن يتجه إلى الجنوب نحو أورشليم.. أو إلى
الشمال نحو ربة بني عمون: “
21 لأن ملك بابل قد وقف على أم
الطريق, على رأس الطريقين ليعرف عرافة. صقل السهام. سأل بالترافيم. نظر إلى الكبد.
22 عن يمينه كانت العرافة على أورشليم لوضع المجانق, لفتح الفم في القتل, ولرفع
الصوت بالهتاف, لوضع المجانق على الأبواب, لإقامة مترسة لبناء برج. 23 وتكون لهم
مثل عرافة كاذبة في عيونهم الحالفين لهم حلفا. لكنه يذكر الإثم حتى يؤخذوا
” (حزقيال 21 : 21-23).

3- العائف:

كلمة عبرية تطلق
على من يستعين بالتنجيم لمعرفة المستقبل عن طريق ملاحظة النجوم والكواكب
Astrology: “ليقف قاسمو السماء الراصدون النجوم المعرفون عند رؤوس الشهور ويخلصوك مما
يأتي عليك
” (إشعياء 47 : 13) أو بفحص أكباد الحيوانات بملاحظة
ملامح أجزائه المختلفة باعتقاد إن لها دلائل معينة، مثال كبد الحوت، أو قراءة
المستقبل عن طريق السحاب وصنع أصوات غريبة، أو من خلال تصويب الأسهم: “
لأن ملك بابل قد وقف على أم الطريق, على رأس الطريقين ليعرف عرافة. صقل
السهام. سأل بالترافيم. نظر إلى الكبد
” (حزقيال
21:21).

وكان هذا الأسلوب
يتم بزجر طائر ليطير ويرى الناس الإتجاه الذى سيطير نحوه الطائر فيتفائلون أو يتشائمون،
ومازالت هذه العادة باقية فى التشاؤم من نعيق وأصوات البوم، والغربان، وبعض
الحيوانات.

4- المتفائل:

كلمة عبرية تشير
إلى شخص يستبشر ويتفائل بشئ مثلما حدث وقال لابان ليعقوب: “
فقال له لابان: «ليتني اجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك” (التكوين 30 : 27). كما تطلق على معرفة الغيب أيضا خلال
ملاحظة الماء
Hydromancy، فقد كانوا يعتقدون إن الماء إذا سقط عليه الضوء, وهو
موضوع في كأس، كون ملامح لبعض الأشكال. واحيانا كانوا يلقون فيه بعض الأجزاء
الدقيقة من الذهب والفضة الكريمة، ثم يتم هز الكأس برفق، فتكون هذه الأجزاء الدقيقة
أشكالا يستدلون منها على أمور غير معروفة تتعلق بالغيب.

          والتفاؤل هو التعرُّف على الأمور
المخفيَّة عن طريق قراءة الكأس كما في أيَّام يوسف. يشير نفس التعبير في
السريانيَّة إلى التنبُّؤ عن طريق ملاحظة الطيور والنار والمطر وبعض المظاهر
الطبيعيَّة. والشخص المتفائل هو من يتفائل بشىء معين. ويُعرف المستقبل بقراءة
الكأس أو الفنجان ومازالت هذه موجودة للآن فيمن يتشاءم من سقوط أنية وإنكسارها.

ويذكر لنا الكتاب
المقدس ذلك:

+ (الملوك الثاني 17 : 17) وعبروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا
انفسهم لعمل الشر في عيني الرب لاغاظته
.

+
(الملوك الثاني 21 : 6)
وعبر ابنه في
النار وعاف وتفاءل واستخدم جانا و توابع واكثر عمل الشر في عيني الرب لاغاظته.

5- الساحر

الساحر هو من يدعي
لنفسه قدرة فوق الطبيعة أو معرفة الغيب بطرق مختلفة، وعلى الأخص بالأرواح الشريرة
(الخروج 7 : 11) وقد أدّعى السحرة أن لهم سيطرة على حوادث المستقبل لتغيرها أو
تعديلها بطرق سرية، وزعموا أن لهم علاقة بالجان أو بالآلهة. وقد كان هناك سحرة في
مصر وفي أشور (ناحوم 3 : 4) كما وُجدوا في بابل (اشعياء 47 : 9) وفي بعض البلاد
الأخرى. وكانوا يستخدمون أدوية وأعشاب يعتقد البعض أن لها تأثير سحري. أو ترديد
عبارات سحرية غير مفهومة، أو يربطون إنسانًا ويعقدون عقدًا سحريَّة.

والسحر، هو محاولة
البشر للتأثير على مجريات حياتهم أو حياة غيرهم أو على الأحداث عموما بطرق غير
عادية
Super Natural، تعتمد إلى تدخل الأرواح الشريرة، ويقول (ج.هـ. بمبر)
في كتاب العصور الأولى للأرض الصادر عام 1876 ما موجزه: إن كل صفة مميزة للعصور
القديمة يبدو إنها تعود للظهور في قلب عالمنا لاستعادة سطوة الأسرار القديمة التي
كانت تمارس بواسطة الجماعات السرية، مثل الشفاءات القديمة التي كانت تتم عن طريق
التنويم المغناطيسي، والتفرس في النجوم والكواكب. ويبدوا إن الخرافات قد عادت ولكن
بأفكار حديثة حيث قدمت نفسها على إنها من ثمار المعرفة والعلم بقوانين العوالم
المنظورة وغير المنظورة.

ويمكن تفسير إحياء
السحر وحركة الارتداد المعاصرة والانتشار المذهل للسحر، حتى وصل الأمر لعبادة الشيطان
نفسه إلى رغبة بعض الأفراد في الاستعانة بقوى غير طبيعية لاكتساب قدرات أو مواهب
خاصة فائقة للطبيعة بغرض تحقيق منافع معينة لهم.

وقد اعتاد البعض
أن يقسم السحر إلى نوعين :

1-
سحر اسود
Black Magic: يحدث شرورا للآخرين

2-
سحر ابيض
White Magic: يبدو في الظاهر انه للمنفعة، وكان يستخدم للشفاء من الأمراض أو
لحل مشاكل معينة. ويستعين الساحر بأرواح شريرة تتعاون معه في مقابل أن تستفيد هي
بمحاولة تقييد أو امتلاك الأشخاص الذين يلجئون إليه.

ويلجأ البعض إلى السحر
الأسود ومزاولته بهدف امتلاك القوة التي تمكنه من تحقيق منافع معينة أو بهدف إيذاء
الغير أو التأثير على إرادته ومعرفة الخفايا والأسرار كما يلجأ البعض الآخر إلى تعلم
ما يسمى كذبا بالسحر الأبيض باعتباره سحرا مضادا يستهدف إبطال أعمال السحر الأسود
الذي يصيب الأفراد بالعلل والأمراض.

والمحقق فى الأمر
يجد، أن كلا من السحر الأبيض والأسود هما من عمل الشيطان، وكل من يمارس أيا منهما
هو تحت الغضب الإلهي، لان وصف ما يسمى بالسحر المضاد (الأبيض)، ليس سوى خدعة
شيطانية الهدف منها إبقاء الواقعين تحت تأثير السحر الأسود في دائرة الشيطان
ليزداد تورطهم، لذلك فإن الذين يمارسون طقوس الاتصال بأرواح الجان التي تتضمنها
كتب السحر أيا كان نوع ولون السحر، سرعان ما سيجدون أنفسهم متورطين في حضرة هذه
الأرواح التي تأمرهم إن أرادوا الحصول على القوة لتحقيق مطالبهم، أن يحضروا حفل
الطقوس التي سيحددها لهم رئيس كهنة الشيطان أي كبير خدامه، حتى يكون الشيطان في
خدمتهم وطوع أمرهم.

          وكما قال السيد المسيح إذا إنقسم بيت على
ذاته لا يثبت وإذا إنقسم الشيطان على ذاته لا يثبت: “
فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت
مملكته
” (متى 12 : 26).

+ (مرقس 3 : 23-26) 22
وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا: «إن معه بعلزبول وإنه برئيس الشياطين
يخرج الشياطين». 23 فدعاهم وقال لهم بأمثال: «كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطانا؟ 24 وإن
انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت. 25 وإن انقسم بيت على ذاته
لا يقدر ذلك البيت أن يثبت. 26 وإن قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر أن يثبت
بل يكون له انقضاء
.

+ (لوقا 11 : 18) فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته لانكم
تقولون اني ببعلزبول اخرج الشياطين
.

كما أن إستخدام
التمائم
Amulets والتعاويذ والاحجبة للحماية، يعتبر أحد أنواع السحر. فعندما أدان
الله بنات شعبه، لم تكن سبب الإدانة مجرد اهتمامهن الشديد بالشكليات، بل أيضا لحملهن
الإحراز والأهلة والكلمة العبرية للإحراز تشير إلى تمائم على هيئة حيات كانت ترتدى
للحماية. والأهلة جمع (هلال) وهو أحد أشكال القمر: “
ينزع
السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة
” (إشعياء 3 : 18). وذكر الكتاب المقدس إن ملوك مديان وجمالهم كانوا
يلبسونها حول أعناقهم: “
فقام جدعون وقتل زبح وصلمناع,
وأخذ الأهلة التي في أعناق جمالهما
” (قضاة 8 :
21).

كما تظهر بوضوح
قوة الأرواح الشريرة في أعمال السحر. ويسجل لنا سفر أعمال الرسل شيئا عن قوتها في
حديثه عن سيمون الساحر: “
كان الجميع يتبعونه من الصغير
إلى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا
طويلا من سحره
” (أعمال الرسل 8 : 9-10). وفى سفر الخروج
قاوم موسى النبى السحرة (الخروج 11:7)، (الخروج 8 : 7)، (الخروج 9 : 11)، والرسول
بولس يخبرنا قائلاً: “
وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى
كذلك هؤلاء أيضا يقاوم الحق
” (تيموثاؤس
الثانية 3 : 8)، وكتبت المصادر اليهودية المتأخرة أن ينيس ويمبريس هما ساحرين من
سحرة مصر، كانا أيام موسى النبى.

وأماكن عمل السحر
تتمركز بها مجموعات خطيرة وضخمة من الأرواح الشريرة، وتمثل أحد مراكز العدو
الاستراتيجية الهامة والتى تشكل خطورة على البشر. ونحن لا يمكن أن نتجاهل قوة
السحر… فهو بالفعل له خطورة كبرى على النفوس غير المؤمنة وغير المحتمية بدم المسيح،
ولذلك أمر الله موسى النبى بقتل السحرة قائلاً له: “
لا
تدع ساحرة تعيش
” (الخروج 22 : 18).

6- الرقية:

من يرقى رقية: هذا
التعبير يشير إلى إستخدام التعاويذ لتقييد الآخرين. وهى أن يردد المرء كلمات
وعبارات وتعاويذ ظناً منه أنها تجلب الشفاء والخير له أو لذويه.

7- سائل الجان أو التوابع:

التابعة هى الروح
النجس، حسب الإعتقاد أنها تتبع المرء لإسعادة أو للإضرار به وقد يكشف هذا الروح
بعض الأسرار لتابعيه لعمل بلبلة وسط الناس: “
16 وحدث
بينما كنا ذاهبين إلى الصلاة أن جارية بها روح عرافة استقبلتنا. وكانت تكسب
مواليها مكسبا كثيرا بعرافتها. 17 هذه اتبعت بولس وإيانا وصرخت قائلة: «هؤلاء
الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص». 18 وكانت تفعل هذا
أياما كثيرة. فضجر بولس والتفت إلى الروح وقال: «أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن
تخرج منها». فخرج في تلك الساعة
” (أعمال
الرسل 16 : 16-18).

وقد ترجمت كلمة
جان في بعض الترجمات
Familiar Spirit أي روح شرير أليف للشخص ويبدو إن الفرق بين من يسأل
الجان ومن يسأل التابعة هو إن الأول يدعي إن له قوة إستدعاء أى روح شرير
Ghost، أما الثاني فيستخدم روح
شريرة واحدة ترافقه طول الوقت تسكن معه فيه وتتكلم من داخله.

ونلاحظ أن كلمة
جان لا توجد إلا في الترجمات العربية، ففي ترجمة كينج جيمز
King James تترجم بـ: Familiar Spirits، وفي ترجمات أخرى بكلمة Spirits. وعلى ذلك فكلمة جان فى اللغة
العربية تعنى أنها مجرد أرواح تحت الأرض، وما يسمونه جان في الترجمات العربية
للكتاب المقدس هم الشياطين.

وقد تكلم الله
كثيراً ضد الجان فى الكتاب المقدس:

+ (اللاويين 19 : 31) لا
تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم

+ (اللاويين 20 : 6) والنفس
التي تلتفت إلى الجان والى التوابع لتزني وراءهم اجعل وجهي ضد تلك النفس واقطعها
من شعبها
.

+
(اللاويين 20 : 27)
وإذا كان في رجل أو إمرأة جان أو تابعه،
فإنه يُقتَل، بالحجارة يرجمونه، دمه عليه
.

+
(إشعياء 8 : 19)
وإذا قالوا لكم: «اطلبوا إلى أصحاب التوابع
والعرافين المشقشقين والهامسين». ألا يسأل شعب إلهه؟ أيسأل الموتى لأجل الأحياء؟
.

8- إستشارة إرواح الموتى:

يقول عنها الكتاب
المقدس “إستشارة الموتى” نسبة إلى الناس التى تلجأ للسحرة ظناً منهم
بأنهم يستدعون لهم أرواح الموتى لسؤالهم، ولكن فى الواقع يوهم السحرة الآخرين بأنهم
يستحضرون لهم أرواح الموتى، فهى ليست تحضير أرواح موتى بل تحضير الجان والأرواح
الشيطانية، وإتفقت على ذلك كل الأديان، لأن الله وحده هو الذى له السلطان على
أرواح الأموات، فالروح هى من أمر الله، والرب وحده هو الذى عنده
مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو.

والساحر الذى
يقوم بهذا الموضوع يلقب بالوسيط، حيث يكون هو حلقة الوصل بين الشخص الذى يطلب
إصعاد روح أحد الأموات وبين الروح الشيطانية التى تدعى أنها روح الميت المطلوب
تحضيرة.
وقد مارس ذلك أهل بابل ومصر واليونان والكنعانيون (التثنية
18 : 9-11) وتأثّر به العبرانيون.

وتعرف جلسة تحضير
الأرواح
Séance
بأنها محاولة للإتصال مع أرواح الموتى، ولها بعض الطقوس الخاصة، بحيث يجب أن لا
يقل عدد الحاضرين عن ثلاثة أفراد، وفى نفس الوقت عددهم يكون قابل للقسمة على 3، وأحد
الحاضرين يمثل الوسيط الروحاني
Medium الذى من خلاله يتم التواصل مع الروح وطرح
اسئلة عليها، كما يجب على الحاضرين إمساك أيادى بعضهم البعض منذ إستدعاء الروح
وحتى صرفها، ويبدأ الوسيط الروحانى فى قراءة تعويذات وكلام معين، وبمجرد إستجابة
الروح عبر إشارات معينة يطلب الوسيط الروحانى من الجميع التحكم فى الأعصاب وإلتزام
الهدوء، حتى لا تضطرب الروح منهم، بل ويطلب منهم الترحيب بالروح وأن تحل بوسطهم فى
سلام، ثم يطلب من الحاضرين طرح الأسئلة، وتكون إجابة الروح فى البداية تحمل إحدى
اجابتين سواء “نعم” أو “لا” فقط. وإن إستطاعت الروح التواصل
مع الحاضرين من خلال الوسيط الروحاني، عندها يمكنهم تلقى إجابات من الروح أكثر من
الإجابة بـ “نعم أو لا”، بشرط أن الأسئلة للروح تتعلق بالماضى فقط، وليس
بالمستقبل، ولإنهاء الجلسة يتم فصل الأيادي بين الحاضرين، ثم الطلب من الروح أن
تنصرف فى سلام.

 وكان شاول الملك
قد طرد من البلاد السحرة، ولكن بعد أن فارقة الرب، قام بالذهاب إلى إمرأة عرافة ساحرة
فى بلدة عين دور، وطلب منها أن تصعد له روح صموئيل النبى (صموئيل الأول 28 :3-11).

كما ذكر إشعياء
النبى بوضوح أنهم كانوا يسألون الموتى كثيرًا في أيامه:

+ (إشعياء 8 : 19) وإذا
قالوا لكم: «اطلبوا إلى أصحاب التوابع والعرافين المشقشقين والهامسين». ألا يسأل
شعب إلهه؟ أيسأل الموتى لأجل الأحياء؟

وكان الملك منسّى
موافقًا على عمل المستحضرين، أما يوشيا فأبعدهم خلال فترة الاصلاح (الملوك الثانى 21
:6، 23 :24). ولقد منعت الشريعة إستحضار الموتى، لأنه ينجّس المؤمن بالربّ، ومن
مارسه يُقتل رجمًا.

وتحضير الأرواح هو
واحد من طرق عديدة يطلق عليها اسم
Occult والكلمة حرفيا تعني (شيئا مختفيا) Something Hidden فهي تطلق على كل دوائر
الاتصال بالأرواح الشريرة غير المنظورة التي يرأسها إبليس وللاطلاع اكثر على هذه
الظاهرة, لنراجع ما جاء به الكتاب المقدس فى (سفر التثنية 18 : 9-14). إنها تقدم
لنا عرضا لأهم هذه الدوائر. فذات مرة تحدث الله لشعبه أثناء سيره في البرية وقال
له: “
متى ما دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك لا يوجد فيك من يعرف عرافة
.. ولا عائف ..ولا متفائل ..ولا ساحر ولا من يرقى رقية.. ولا من يسأل جانا أو تابعة
ولا من يستشير الموتى لان كل من يفعل هذا.. مكروه عند الرب
” (التثنية 18 : 9)

وهذا النص الكتابى
قدم لنا بيان بأسماء أهم دوائر الاتصال بمملكة الظلمة، فهذه هي دوائر الاتصال
بالأرواح الشريرة كما كشفها لنا نور الوحي الإلهى في سفر التثنية منذ نحو ما يزيد
عن ثلاثة آلاف عام مضت، ولا يزال إستخدام هذه الدوائر باقياً إلى الآن في كل بلاد
العالم المتخلفة والمتقدمة على حد سواء, فربما تختلف الأسماء من بلد إلى آخر, أو
من عصر إلى آخر، وربما تختلف في التفاصيل، لكنها في النهاية لا تخرج من جوهرها عما
ذكره الوحي في سفر التثنية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى