علم الكتاب المقدس

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل
الثالث

الأسفار
القانونية

 

الأسفار
القانونية هي الكتب التي نستقي منها قوانين إيماننا – على حد تعريف القديس
أوريجانوس – وهي الأسفار التي قبلتها الكنيسة كالكتب الموحى بها من الله. وقانونية
الأسفار لم تقررها الكنيسة ولكنها قبلتها واعترفت بها? لأن الله هو الذي أوحى بها
وأعطاها.

 

أولاً
– مقياس قانونية السفر:

كانت
هناك خمسة مقاييس لتقرير قبول أي سفر? وهي:

1-
هل بالسفر سلطان? هل جاء من الله وهل حوى عبارة هكذا قال الرب ?

2-
هل السفر نبوي? كتبه أحد رجال الله?

3-
هل السفر موثوق به? – وقد قال الآباء: لو خامرك الشك في سفر فالقه جانباً -.

4-
هل السفر قوي? هل فيه قوة إلهية قادرة على تغيير الحياة?

5-هل
قبل رجال الله السفر وجمعوه وقرأوه واستعملوه? مثلاً: اعترف بطرس بكتابات الرسول
بولس باعتبارها مساوية لكتابات العهد القديم – 2 بطرس 3: 15?16-

 

ثانياً
– قانونية العهد القديم:

 -1-
انتهى نظام تقديم الذبائح اليهودية بتدمير الهيكل عام 70 م وتشتت اليهود? فأصبحوا
في حاجة إلى تحديد الأسفار الموحى بها من الله? لكثرة الكتب التي كانت بين أيديهم?
وهكذا صار اليهود أهل الكتاب الواحد الذي يجمعهم جميعاً.

 

وبدأت
المسيحية تزدهر وتنتشر? فانتشرت معها كتابات مسيحية مختلفة أراد اليهود أن
يستبعدوها من القراءة في مجامعهم. ولذلك قسم اليهود كتبهم إلى الأقسام التالية:

 

الشريعة
– التوراة – الكتب – الكتوبيم –

1-
التكوين – ا – الكتابات الشعرية

2-
الخروج 1- المزامير

3-
اللاويين 2- الأمثال

4-
العدد 3- أيوب

5-التثنية
– ب – المخطوطات الخمس

الانبياء
– النبيئيم -1- نشيد الأنشاد

 –
ا – الانبياء الأولون 2- راعوث

1-
يشوع 3- المراثي

2-
قضاة 4- أستير

3-
صموئيل 5-الجامعة

4-
الملوك


الانبياء المتأخرون – – الكتب التاريخية –

1-
إشعياء 1- دانيال

2-
أرميا 2- عزرا- نحميا

3-
حزقيال 3- أخبار الايام

4-
الإثنا عشر

 

ومع
أن هذه الأسفار هي بعينها التي لدى المسيحيين? إلا أن عدد الأسفار يختلف? فقد
قسموا كلاً من صموئيل والملوك وأخبار الأيام إلى قسمين: كما أن اليهود يعتبرون
الأنبياء الصغار سفراً واحداً. وترتيب الأسفار يختلف? فإن المسيحيين يقسمون
الأسفار تقسيماً موضوعياً.

 

 -2-
المسيح يشهد لقانونية أسفار العهد القديم:

تحدث
المسيح مع تلاميذه في العلية أنه لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ
مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى والْأَنْبِيَاءِ والْمَزَامِيرِ – لوقا 24:
44-. وفي هذا نرى الاقسام الرئيسية الثلاثة للعهد القديم: الناموس والانبياء
والكتب – التي يدعوها هنا المزامير لأنه السفر الأول والأطول فيها -.

 

وفي
يوحنا 10: 21-36 ولوقا 24: 44 اعترض المسيح على تقاليد الفريسيين الشفوية – راجع
مرقس 7 ومتى 15-? ولم يعترض مطلقاً على الاسفار القانونية.

 

وفي
لوقا 11: 51- وأيضاً متى 33: 35-مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا وهنا
يشهد المسيح بقانونية جميع أسفار العهد القديم? فهابيل هو الشهيد الأول – تكوين 4:
8- وزكريا آخر شهيد رجم وهو يشهد في الهيكل – 2 أخبار أيام 24: 21- وفي أسفار
اليهود نجد أن سفر التكوين هو السفر الأول? وأخبار الايام هو السفر الأخير. وكأنه
يقول: من التكوين إلى ملاخي بالنسبة لترتيب أسفار العهد القديم كما هي بين أيدينا
الآن

 

 -3-
أقدم شهادة عن أقسام العهد القديم الثلاثة نجدها من عام 130 ق.م. في مقدمة لسفر
حكمة يشوع بن سيراخ? حيث يقول الكتاب: الناموس والأنبياء وكتب الآباء الأخرى. وكتب
المؤرخ يوسيفوس في نهاية القرن الأول المسيحي: منذ أرتحشستا إلى وقتنا تسجل كل
شيء? ولكن هذه السجلات لم تحظَ بالثقة التي حظيت بها السجلات القديمة? لأن سلسلة
الانبياء توقفت. ولكن الإيمان الذي وضعناه في كتاباتنا يتّضح من سلوكنا? فإنه
بالرغم من مرور الوقت الطويل لم يجرؤ أحد أن يضيف عليها شيئاً أو أن يحذف منها
شيئاً أو يغير منها شيئاً. وقول يوسيفوس: من وقت أرتحشستا يشير إلى وقت كتابة
السفر الأخير? الذي هو ملاخي? لأنه رغم أن اليهود يضعون سفر أخبار الايام في
الآخر? إلا أن آخر ما كتب من الاسفار هو سفر ملاخي.

 

وقد
جاءت الفكرة نفسها في التلمود? فيقول: أن الاناجيل وسائر كتابات الهراطقة لا تنجس
الأيدي. إن كتب ابن سيراخ وكل ما تلاها من كتابات ليست قانونية. وجاء به أيضاً:
حتى هذه النقطة – زمن الإسكندر الأكبر – تنبأ الانبياء بالروح القدس. ومن هذا
الوقت فصاعداً أمِلْ أذنك واصغَ إلى أقوال الحكماء. ويقول التلمود البابلي: بعد
كتابات الانبياء الأخيرين حجي وزكريا وملاخي? فارق الروح القدس إسرائيل.

 

وقد
سجل مليتو أسقف ساردس أقدم سجل لأسفار العهد القديم القانونية? يرجع تاريخه إلى
عام 170 م? يقول إنه حصل على هذه الوثيقة الأكيدة في أثناء زيارته لسوريا. وقد كتب
هذه الأسماء في رسالة بعث بها إلى صديقه أنسيميوس يقول: أسماء الاسفار هي.. كتب
موسى الخمسة: التكوين – الخروج – اللاويين – العدد – التثنية – يشوع بن نون – القضاة
– راعوث. أربعة كتب للمملكة – اثنان لأخبار الايام – مزامير داود – أمثال سليمان –
تسمى أيضاً الحكمة – الجامعة – نشيد الأنشاد – أيوب. ومن الانبياء: أشعياء – أرميا
– الإثنا عشر في كتاب واحد – دانيال – حزقيال – عزرا.

 

ونلاحظ
أن مليتو أدمج المراثي مع أرميا? ونحميا مع عزرا – رغم غرابة وضعه سفر عزرا مع
الانبياء -. وهو يورد كل أسماء أسفار العهد القديم القانونية مرتبة بالنظام الذي
جاءت به في الترجمة السبعينية? ما عدا سفر أستير? ولعله لم يكن موجوداً في الجدول
الذي أخذه عن الأشخاص الذين جمع منهم مليتو معلوماته في سوريا. أما الاقسام
الثلاثة الرئيسية للنص اليهودي? فهي مأخوذة من المِشْنا.

 

ويشهد
العهد الجديد لقانونية أسفار العهد القديم شهادة شاملة. راجع:

متى
21: 42?22: 29?26: 54 و 56

لوقا
24

يوحنا
2: 22-26?5: 39?10: 35

أعمال
17: 2 و 11?18: 28

رومية
1: 2?4: 3?9: 17?10: 11?11: 2?15: 4?16: 26

1
كورنثوس 15: 3 و 4

غلاطية
3: 8?3: 22?4: 30

1
تيموثاوس 5: 18

2
تيموثاوس 3: 16

2
بطرس 1: 20 و 21?3: 16

كما
قال الكتاب – يوحنا 7: 38- بدون تحديد فلا بد أنها إشارة إلى وحدة جميع أسفار
الكتاب المقدس.

 

مؤتمر
جامنيا
Jamina:

قد
يقول قائل: بالطبع قصة القانونية معروفة. لقد اجتمع بعض القادة وقرروا أي الكتب
نافعة لهم? ثم دفعوا أتباعهم إلى قبولها. ولكن هذا أبعد ما يكون عن الصواب! فقد
جرت مناقشات بين علماء الدين اليهود بعد سقوط أورشليم عام 70 م. قام أحد العلماء
من مدرسة هليل? من طائفة الفريسيين? أسمه يوحانان بن زكاي? وحصل على تصريح من
الرومان بإعادة تشكيل السنهدريم على أساس روحي في جامنيا – تقع بين يافا وأشدود –
وقد وصلتنا بعض المناقشات التي جرت في جامنيا? من ضمنها مناقشة حول قانونية أسفار:
الامثال والجامعة ونشيد الأنشاد وأستير? على أساس أن سفر أستير مثلاً لم يرد فيه
ذكر أسم الله? والجامعة يصعب أن يقبل أفكاره بعض المحافظين. ولكن مناقشات جامنيا
انتهت بالإعتراف بالأسفار التي عندنا على أنها الكتب المقدسة.

 

ثالثاًً
– قانونية أسفار العهد الجديد:

1-
الأساس الذي بُني عليه قبول أسفار العهد الجديد كأسفار قانونية هو أنها من الرسل?
وموحى بها من الله.

 

لقد
تأسست الكنيسة على أَسَاسِ الرُّسُلِ والْأَنْبِيَاءِ – أفسس 2: 20 – الذين وعد
المسيح بإرشادهم إلى جميع الحق بالروح القدس – يوحنا 16: 13- وقد واظبت كنيسة
أورشليم على تعليم الرسل – أعمال 2: 42-. وليس شرطاً أن يكون كتّاب الأسفار رسلاً?
لكن أن تكون هذه الأسفار قد حظيت بموافقة الرسل. وسلطان الرسل لا يمكن فصله عن
سلطان الرب? فإن الرسائل ترينا أن بالكنيسة سلطاناً واحداً مطلقاً هو سلطان الرب?
وعندما يتحدث الرسل بسلطان يستمدونه من الرب نفسه. مثلاً عندما يدافع بولس عن دعوته
الرسولية يقول إنه تلقاها مباشرة من الرب – غلاطية 1?2-. وعندما ينظم شؤن الكنيسة
يعزو ذلك للرب? رغم عدم وجود توجيهات مباشرة – 1 كورنثوس 14: 37? قارن 1 كورنثوس
7: 10-. فكل سلطان يجب أن يكون نابعاً من الرب وحده صاحب السلطان المطلق.

 

2-
ثلاثة أسباب استلزمت تقرير الأسفار القانونية للعهد الجديد:

 –
ا – هرطقة ماركيون – 140 م – الذي كّون أسفاره القانونية وأخذ ينشرها? فرأت
الكنيسة الحاجة إلى تحديد الأسفار القانونية لأنهاء تأثيره.

 

 –
ب – استخدمت بعض الكنائس كتابات إضافية في العبادة – فلزم وضع حد لهذا.

 –
ج – قرر دقلديانوس عام 303 م أن يدمر الكتب المقدسة للمسيحيين فعزم المسيحيون أن
يعرفوا أي الكتب تستحق أن يموتوا لأجلها!

 

3-
ويقدم لنا القديس أثناسيوس الاسكندري – عام 367 م – أول قائمة للأسفار القانونية
للعهد الجديد? في رسالته للكنائس بمناسبة عيد الفصح وهي نفس القائمة التي عندنا
تماماً. وبعد ذلك قدم كل من القديسين أيرونيموس وأغسطينوس ذات القائمة التي تحوي
أسماء 27 سفراً.

 

واقتبس
الآباء من العهدين القديم والجديد قائلين كما جاء في الكتب مثلما قال بوليكاربوس –
115 م – وأكليمندس وغيرهما.

 

أما
جستن مارتر فقد قال في دفاعه عن المسيحية? وهو يكتب عن العشاء الرباني: في يوم
الأحد يجتمع المسيحيون الساكنون بالمدينة أو القرى? في مكان واحد? يقرأون مذكرات
الرسل وكتابات الأنبياء? حسب ما يسمح به الوقت. وعندما يتوقف القارئ يقدم القائد
نصائح يدعو فيها إلى تطبيق هذه الكلمات الصالحة. ويضيف جستن مارتر في مناقشته مع
تريفو إقتباساً من الأناجيل يسبقها بقوله مكتوب. ولا بد أنه وتريفو كانا يعرفان
المقصود بكلمة مكتوب هذه.

 

4-
ونشير إلى كتابات القديس أيريناوس – 180 م – الذي كان متصلاً بالعصر الرسولي
وبمعاصريه الكنسيّين في كل العالم? وكان قد تعلم في آسيا الصغرى عند قدمي
بوليكاريوس تلميذ يوحنا البشير? ثم صار أسقفاً لليون في بلاد الغال – فرنسا – عام
180 م. وتظهر كتابات أيريناوس إيمانه بقانونية الأناجيل الأربعة والأعمال ورومية
ورسالتي كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبي وكولوسي ورسالتي تسالونيكي ورسالتي تيموثاوس
وتيطس وبطرس الأولى ويوحنا الأولى والرؤيا. ويتضح من كتابه ضد الهرطقات أن فكرة
الأناجيل الأربعة كانت حقيقية ثابتة معروفة ومقبولة في كل العالم المسيحي ومعتبرة
أمراً طبيعياً بل ولازماً? مثلها في ذلك مثل الجهات الأصلية الأربع.

 

5-وقد
قبلت المجامع الكنسية قانونية أسفار العهد الجديد. وعندما انعقد مجمع هبّو عام 393
م وسجل أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين كأسفار قانونية? لم يعط هذه الأسفار
سلطاناً لم يكن لها من قبل? ولكنه اعترف بقانونيتها التي معترفاً بها. وقد أعاد
سندوس قرطجنة الثالث إذاعة قرار مجمع هبّو بعد أربع سنوات? ولم يعد هناك أي تساؤل
حول صحة قانونية أسفار العهد الجديد

 

6-
أسفار أبوكريفا في العهد الجديد:

رسالة
برنابا الزائفة – 70-79 م -.

الرسالة
إلى أهل كورنثوس – 96 م -.

رسالة
أكليمندس الثانية – 120-140 م -.

راعي
هرماس – 115-140 م -.

تعاليم
الأثني عشر – 100-120 م -.

رؤيا
بطرس – 150 م -.

أعمال
بولس وتكلا – 170 م -.

الرسالة
إلى أهل لاودكية – القرن الرابع الميلادي -.

الإنجيل
للعبرانيين – 65-100 م -.

رسالة
بوليكاريوس لأهل فيلبي – 108 م -.

رسائل
أغناطيوس السبع – 100 م -.

وكتابات
أخرى? لم تقبلها الكنيسة كأسفار قانونية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى