علم المسيح

الفصل الأول



الفصل الأول

الفصل
الأول

الله
الكائن الأبدى الأزلى

 

الله
كائن سرمدى، أبدى أزلى، لا بدايه له ولا نهايه، هو الموجود من الأزل، بلا بدايه،
والموجود إلى الأبد بلا نهايه، لا إله قبله ولا بعده، ولا إله سواه أو مثله أو
غيره أو معه، ولا شريك له. فهو الأله الواحد، الكامل فى ذاته، كلى الوجود والقدره
والمعرفه والعلم، ولا يحتاج لغيره، فهو كلى الكمال، والذى يقول عن ذاته:

C “أنا الأول وأنا الأخر ولا إله غيرى. ومن مثلى فليخبر به…
هل يوجد إله غيرى؟”(1).

C “أنا يهوه (الرب) صانع كل شئ ناشر السموات وحدى باسط الأرض.
من معى؟”(2).

C “أنا الرب (يهوه) وليس آخر. لا إله سواى… لكى يعلموا من
مشرق الشرق ومن مغربها أن ليس غيرى. أنا يهوه (الرب) وليس آخر”(3).

C “أذكروا الأوليات منذ القديم لأنى أنا الله وليس آخر. الإله
وليس مثلى”(4).

C “أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر. ويدى أسست الأرض ويمينى نشرت
السموات”(5).

C “لكى تعرفوا وتؤمنوا بى وتفهموا أنى أنا هو. قبلى لم يصور
إله وبعدى لا يكون”(6).

ولله
أسماء وألقاب كثيره وأهمها الأسم “أكون – أهيه –
ehyeh“،
و”يهوه” اللذان سندرسهما فى هذا الفصل.

و”أكون
– أهيه –
ehyeh” يعبر عن كينونة الله وكيانه وجوهره، ويعبر عن وجوده الذاتى،
الدائم والمستمر، الوجود السرمدى، الأزلى الأبدى، الذى لا بدايه له ولا نهايه، فوق
الزمان، فهو غير الزمنى. كما يعبر عن وجوده الذاتى، كالموجود بذاته بدون موجد، إذ
أن وجوده فى ذاته ومن ذاته. كما يعبر أيضاً عن وجوده كالموجود، الذى هو أصل وسبب
ومصدر وعلة كل وجود، الموجود الذى يستمد منه كل وجود وجوده، فهو الموجود بذاته
وخالق كل الموجودات، الكون كله من أصغر جزء فى الذره إلى أكبر المجرات، خالق الكون
وفيه.

سأل
موسى الله، عندما ظهر له بلهيب نار فى العليقه عن أسمه: “فقال موسى لله ها
أنا آتى إلى بنى أسرائيل وأقول لهم إله آبائهم أرسلنى إليكم. فإذا قالوا ما أسمه
فماذا أقول لهم؟”(7).

والأسم
فى القديم لم يكن مجرد علامه (
Lable) للشخص، بل يدل فى الأغلب عن خواص وجوهر وصفات صاحبه، وعلى
معناه(8). وهناك أداتان فى العبريه

 للسؤال
عن الأسم:

أ‌-
“ماه –
mah” والتى تساوى فى العربيه “ما – what
“ما أسمه”. وتسأل عن خاصية وصفه وجوهر الشخص، أو عن حادثه هامه ارتبطت
بشخصه(9)، (10).

ب‌-
“مى –
mi” والتى تساوى فى العربيه “من” وتسأل عن نسب الشخص
أ بعض ملامحه الخارجيه(11)،(12).

وقد
استخدم موسى النبى الأولى “ما اسمه”، لأنه أراد أن يعرف أكثر من مجرد
الأسم، أراد أن يعرف جوهر الأسم ومغزاه وخواصه وصفاته. فأجابه الله عما سأل وكشف
له ما تاقت إليه نفسه:

“فقال
الله لموسى أهيه الذى أهيه”. وقال هكذا تقول لبنى اسرائيل “أهيه”
أرسلنى إليكم… يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلنى إليكم.

هذا
أسمى إلى الأبدى وهذا ذكرى إلى دور فدور”(13).وعباره “أهيه الذى
أهيه” أو “
Eheyeh asher Eheyeh” منقوله حرفياً من النص العبرى إلى اللغه العربيه.

 وهذا
ما حدث أيضاً فى الترجمات السريانية والفارسية والكلدانية التى نقلت النص كما
هو(14)، وقد أجمع علماء اليهود فى القديم وأباء الكنيسة فى القرون

الأولى
وبقية علماء الكتاب المقدس واللغه العبريه فى كل العصور، على أن الأسم “أهيه
Eheyeh” مشتق من الفعل العبرى “هايا – Haya“،
فعل الكينونة

“أكون
Etre – to Be“. وقد ترجم بهذا المعنى “أكون”،
“الكائن” وأحياناً “هو” فى كل الترجمات العالمية.

 

1-
فقد ترجم فى اللغه اليونانية المعروفه بالسبعينية (
LXX):

والتى
قام بها سبعون من علماء اليهود فى القرن الثالث (282ق.م) قبل ميلاد المسيح: “
ego eimi ho On… ho On a pestalke me”(15) وترجمت حرفياً

 إلى
الإنجليزيه: “
Iam THE BEING…
THE BEING has sent me

أى “أنا هو الكائن… الكائن أرسلنى”.

2-
وترجم فى اللاتينيه (
The Volgate):

Iam Who am” = “Ego Sum Qui
sum”(16
) و Sum
تعنى، أكون، أوجد، أحيا. أى أن الترجمه ركزت على الوجود المطلق للذات الإلهيه
“أكون الذى أكون”.

3-
وترجم فى العربيه التى هى شقيقه العبرية:

“أكون
الذى أكون… أكون أرسلنى”(17).

C وترجم فى الكاثوليكية اليسوعية:

“أنا
هو الكائن… الكائن أرسلنى”(18).

C وترجم فى الترجمة اليسوعية الحديثه (1989م):

“أنا
هو من هو… أنا هو أرسلنى إليكم”(19).

ويعلق
أصحاب الترجمة فى الهامش قائلين:

“بما
أن الله يعنى نفسه فهو يستعمل صيغة المتكلم “أنا هو”… لكن من الممكن
أيضاً أن نترجم النص العبرى حرفياً فنقول: “أنا هو من هو”. وهذا يعنى
بحسب قواعد الصرف والنحو العبرية “أنا هو الذى هو”، “أنا هو
الكائن”. وهكذا فهمه أصحاب الترجمة اليونانية السبعينيه. فالله هو الكائن
الوحيد حقاً… يتضمن هذا المقطع مُسبقاً تلك التوسعات التى سيأتى بها الوحى (راجع
رؤ8: 1): “أنه كائن وكان يأتى. وأنه القدير”(20). أى “الكائن والذى
كان والذى يأتى القادر على كل شئ”.

 C
وترجم فى الترجمة العربية الجديدة (1993م):

“أنا
هو الذى هو …. هو الذى أرسلنى”.

وفى
الهامش: “أنا هو الذى سأكونه”(21).

C وأحتفظت الترجمة البيروتيه بالنص العبرى كما هو:

“أهيه
الذى أهيه… أهيه الرسلنى”.

وهذا
ما سبق أن فعله أبو الفرج وفسره كالآتى:

“الأبدى
الذى لم يذهب بعيداً”(22).

4-
وترجم فى كل الترجمات الإنجليزية القديمة والحديثه(23) كالآتى:

“أكون
الذى أكون” “
I Am Who I Am

 

“أكون
ما أكون” “
I Am What I Am

 

“أكون
الذى أكون” “
I Am That I Am

“أكون
الذى أكونه” “
I Am That is
Who I am

“سأكون
ما أكون… أكون أرسلنى”. “
I
Will Be What I Will Be… I Am has sent me

 

5-
وترجم إلى الفرنسية:

C “أكون الذى أكون… أكون أرسلنى “Je suis qui Je suis

Je suis qui serai”(24)

C وجاء فى معجم اللاهوت الكتابى المترجم عن الفرنسية:

“أنى
كائن”(25).

C وهناك ترجمة فرنسية أخرى للحاخام اليهودى ذوى (مع تعليق) تقول(26):

Je suis ce qui je suis Lemmuable. Le juste, aujourd,
hui, Comme heir et demain: Seigneure, Eternel
”:

“أكون
ما اكون، أكون غير المتغير، العادل أمس واليوم وغداً”

6-
وبالرغم من أن الترجمة السريانية نقلت النص كما هو بدون ترجمة إلا أن القديس
أفرايم السريانى (القرن الرابع الميلادى) ترجمها فى تفسيره لسفر الخروج إلى:
“أنا هو الكائن… الكائن أرسلنى” وفسرها: “انا الأزلى الذى لا أول
له ولا بدء ولا نهاية ولا عدم”(27).

وقد
فهمت وأدركت جميع الترجمات القديم والحديثة مغزى الاسم، “الكائن”،
“أنا هو”، “أنا هو الكائن”، “أكون”، ومعناه وجوهره.
فهو يعبر عن شخص الله وكينونته، كيانه، وجوهره وصفاته، ووجوده الدائم، المستمر،
السرمدى، الأزلى الأبدى، الذى لا بداية له ولا نهايه. فهو الموجود الدائم، فى
الماضى والحاضر والمستقبل، أمس واليوم وإلى الأبد، “الكائن والذى كان والذى
يأتى”. الموجود أبداً بلا بداية ولا نهاية، فى كل زمان وقبل الزمان وبعده.
فهو الكائن الذى يكون، بل ولابد أن يكون لأنه عله الكون وسبب وجوده. وهو الكائن
الواجب الوجود، عله واصل وسبب كل وجود “خالق كل السموات وناشرها، باسط الأرض
ونتائجها، معطى الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحاً”(28)، “أنا أنا
هو وليس إله معى. أنا أميت وأحيى.. أنى أرفع إلى السماء يدى واقول حى أنا إلى
الأبد”(29).

كما
يعنى الاسم أيضاً ويعبر عن حضور الله الدائم والمستمر والفعال. وهناك تفسير رائع
لمتى هنرى يقول:

1-
هو الموجود بذاته، إذ أن وجوده (
being) فى ذاته ولا يعتمد فى وجوده على أحد ما، فأعظم وأحسن إنسان فى
العالم يقول: “بنعمة الله أنا ما أنا”(30) ولكن الله يقول بصوره مطلقة –
وأكثر من أى مخلوق، سواء كان إنسان أو ملاك، “أنا ما أنا”. الكائن
الموجود بذاته والذى لا يمكن أن يكون سوى المكتفى بذاته، فهو نبع البركه وكل
الكفايه.

2-
وهو أبدى وغير متغير، ودائماً هو هو، أمساً واليوم وإلى الأبد، سيكون ما يكون، وما
هو كائن (يكون
is)(31).

3-
ولن نكتشفه بالبحث. فمثل هذا الأسم يوصل ما يختص بالله بوضوح ودقه، ويقول فى
تأثير: “لما تسأل عن أسمى وهو عجيب”(32)، ما أسمه وما أسم ابنه ان
عرفت؟”(33).

هل
تسأل ما هو الله؟ ليكفينا أن نعرف أنه:

“يكون
ما يكون وما كان أبداً وما سيكون أبداً”(34).

7-
“أهيه – الكائن فى الفكر اليهودى”:

كان
اسم الله “أهيه” يعرف بين اليهود الذين كانوا يعيشون فى الشتات
ويستخدمون اليونانية فى احاديثهم ب “الكائن –
ho On
وذلك بحسب الترجمة اليونانية التى كانت معهم.

والكائن
كما بينا هو أسم الله الذى يعبر عن كينونته ووجوده وجوهره. وكانوا يعرفون “
ho On – الكائن” أكثر من الأصل العبرى “اهيه”. وكانوا
فيلو (
Philo) الفيلسوف اليهودى الأسكندرى يستخدم اللفظ اليونانى
“الكائن”، فى القرن الأول الميلادى، كالأسم الحقيقى لله(35).

أما
يهود فلسطين فكانوا يعرفون الأسم فى اصله العبرى “أهيه” كما فسرو بنفس
المعانى السابقة:

 C
جاء فى ترجوم جوناثان وترجوم أورشليم:

“هو
الذى تكلم والعالم كان، الذى تكلم وكل الأشياء وجدت”(36).

 C
وجاء فى المدراش على الخروج 14: 3 “أنا أكون الذى كنت وأكون والذى أكون الآن
والذى سأكون فى المستقبل”(37).

 C
وجاء فى ترجوم
Joll على نفس النص: “أنا الذى كنت وسأكون”(38).

 C
وجاء فى نفس الترجوم على التثنية (39: 32): “أنا أكون الذى يكون والذى كان،
وأنا أكون الذى سيكون ولا يوجد إله سواى”(39).

8-
“أهيه – الكائن –
ho On” فى العهد الجديد:

ورد
فى سفر الرؤيا اسم “الكائن
ho
on
” كاسم الله المعبر
عن سرمديته خمس مرات، وقد ورد مضافاً إليه بعض أوصاف الله وألقابه الأخرى:
“الرب الإله”، “القادر على كل شئ أى كلى القدره، “القدوس”
و “العادل”:

C “نعمة لكم وسلام من الكائن والذى كان والذى يأتى”(40).

C “أنا هو الألف والياء (البداية والنهاية) يقول الرب الإله
الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شئ”(41).

C “قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شئ الذى كان
والكائن والذى يأتى”(42).

C نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شئ الكائن والذى كان والذى
يأتى”(43).

C “عادل أنت أيها الكائن والذى كان والذى يكون”(44).

وهذا
هو نفس ما جاء فى خروج (14: 3) ولكن، هنا، بصوره متوسعة، وتفصيلية أكثر، وتفسيرية
أكثر، تعبر عن كينوتة الله وجوهره وتضيف القابه وصفاته، كالقدوس والقادر على كل شئ
والعادل والرب الإله، كما تعبر عن سرمديته، وجوده الدائم المستمر، الدائم الوجود،
الأزلى الأبدى، الذى لا بدايه له ولا نهايه.

وقد
ركز الوحى هنا على ثلاث تقسيمات للزمن:

“الذى
كان – الكائن – والذى يكون أو الذى يأتى”

أى
الذى كان منذ الأزل بلا بدايه، والكائن فى الحاضر والماضى والمستقبل، الموجود
دائماً، والذى يأتى أو الذى يكون كما هو كائن وكما كان، إلى الأبد بلا نهاية، فهو
الدائم الوجود، السرمدى.

 C
قال العلامه أكليمندس الأسكندرى (150 – 215م)

“الذى
وحده هو الذى يكون (الكائن –
ho On) والذى يأتى”، ثلاث تقسيمات فى الزمن للأسم الواحد (الكائن –
ho On) الذى يكون”(45).

9-
“أهيه – الكائن –
ho On” وأباء الكنيسة

أدرك
أباء الكنيسة منذ البدء وفهموا مغزى إعلان الله لأسمه الذى أعلنه لموسى “أهيه
الذى أهيه” وعرفوا بالتسليم والدراسة وإرشاد الروح القدس أنه يعنى
“الكائن”، “الموجود الواجب الوجود”، “أكون الذى
أكون”، “أنا هو الكائن”، “أنا هو الموجود”، “أنا هو
الذى يوجد”، “الذى يكون”، أى الله فى جوهره وفى أبديته وفى
كينونته:

C قال العلامه أوريجانوس (185 – 245م):

“الآن،
كل الأشياء مهما كانت فى ذاك الذى يوجد حقاً والذى قال لموسى: “أكون الذى
أكون”(46).

C وقال القديس أثناسيوس الرسولى (296 – 373م):

“عندما
نسمع “أكون الذى يكون” و “فى البدء خلق الله السموات والأرض”
و “أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد” و “هكذا يقول الرب
القدير” ندرك أن المقصود هو الجوهر البسيط المقدس غير المدرك للذى
يكون”(47).

C وقال هيلارى أسقف بواتييه (315- 67/368م):

“وفى
هذه الكتب (كتب موسى والأنبياء) يعطى الخالق، الله نفسه، شهاده عن نفسه بالكلمات
التالية: “أكون الذى أكون”، وأيضاً هكذا تقول لبنى إسرائيل: الذى يكون
أرسلنى إليكم”.

وذهلت
حقا لهذا التعريف الواضح لله الذى عبر عن المعرفة غير المدركه للطبيعة الإلهية
بكلمات أكثر ملاءمه للذكاء البشرى. لأنه لا يمكن أن يدرك العقل صفة لله تميزه أكثر
من وجوده. لأن الوجود بالمعنى المطلق لا يمكن أن يتضمن ما له بداية وما سيكون له
نهاية، ولا يمكن للذى يضم الآن أستمرارية الوجود (الأبدية) وقوة (مصدر) السعادة
التامة أن لا يكون له وجود فى الماضى ولا فى المستقبل، لأن ما هو إلهى لا يمكن أن
يكون له بداية أو نهاية. وبما أن أبدية الله لا تنفصل عن ذاته، لذا يليق به هذا
الشئ الواحد الوحيد: الذى هو يكون. كتأكيد لأبديته المطلقه (التى لا
تنتهى)”(48).

C وقال القديس اغريغوريوس أسقف نيزينزا (325 – 389م):

“الذى
يكون والله، هما الأسمان الخاصان بجوهره، ومن هذيه الاسمين، بصفة خاصة، الذى يكون،
ليس لأنه عندما تكلم إلى موسى على الجبل وموسى سأله: ما أسمه، فقط. فقد دعى نفسه
عندما أوصى موسى أن يقول للشعب: الذى يكون أرسلنى، بل لأن هذا الأسم هو الأكثر
ملاءمة ودقه أيضاً… فنحن نسأل عن طبيعة ذى الوجود المطلق وغير المتحد بآخر،
فالكينونة بمعناها اللائق خاصة بالله بصفة مطلقة وغير محدودة بكلمات مثل قبل أو
بعد، لأنه لا يوجد فيه ماضى أو مستقبل”(49).

C وقال أيضاً: “الله كان دائماً ويكون وسيكون، أو بمعنى أدق،
هو الكائن دائماً… فهو موجود أبداً، وهكذا يسمى نفسه عندما يتعامل مع موسى على
الجبل. وهو يجمع فى ذاته كل الوجود (
Being) لأنه لا بداية له ولا نهاية”(50).

C وقال القديس اغريغوريوس اسقف نيصص (339 – 394م):

“توضح
كلمة الأسفار المقدسة علامة واحدة للاهوت الحقيقى، التى تعلمها موسى من الصوت
العلوى (الذى من فوق)، عندما سمعه يقول:

“أنا
هو الذى يوجد”، لذا يليق بنا أن نؤمن أنه هو وحده اللاهوت الحق الذى وجوده
وجود أبدى وغير محدود (لا نهائى)”(51).

C وقال أيضاً أن الله “فى ظهوره الإلهى لموسى أعطى نفسه اسم
الموجود عندما قال “أكون الذى أكون”(52).

C وقال امبروز أسقف ميلان (340 – 397م):

“الأسم
هو ما يميز الشئ وبواسطته يمكن أن يفهم. وأنا من رأى موسى، عندما سأل: “ما
أسمك؟”. فقد أراد أن يعرف ما يخص الله وأن يعرف شئ خاص عنه. ولأن الله كان
يعرف ما يدور فى عقله، لذا لم يخبره بأسمه بل بعمله، أنه لا يعبر عن أسم عام بل
خاص عندما يقول: “أكون الذى أكون”، لأنه لا يوجد شئ أكثر تميزاً لله من
كونه الموجود دائماً”(53).

C ويقول القديس جيروم (342 – 420م):

“يقول
الرب فى الخروج: “أكون الذى أكون” وهكذا تقول لبنى إسرائيل: “الذى
يكون أرسلنى إليكم”… الله الذى يكون دائماً، ليس له بداية من خارج ذاته،
وهو أصل ذاته وسبب جوهره الذاتى”(54).

C وقال أغسطينوس أسقف هيبو (354 – 430م):

“وبكونه
وحده الذى يوجد، قال: “أكون الذى أكون” و “قل لبنى إسرائيل: الذى
يكون أرسلنى اليكم”. لم يقل، الرب الإله، القدير، الرحيم، العادل، ولو قال
لهم هذا لكان محقاً تماماً ولكنه… أجاب أنه هو الذى يكون الذى يدعى الكائن
ذاته”(55).

C أخيراً قال يوحنا الدمشقى (675 – 749م):

“يبدو
أن أكثر أسماء الله، المنطوق بها، مصداقيه هو “الذى يكون” كما يقول هو
ذاته على الجبل فى جوابه لموسى “قل لبنى إسرائيل: الذى يكون أرسلنى”
لأنه يحفظ فى ذاته كل الوجود(56).

 

 

———

(1)
أش 6: 44-8.

(2) أش 24: 44.

(3) أش 5: 45،6.

(4) أش 9: 46.

(5) أش 12: 48،13.

(6) أش 10: 43.

(7) خر 13: 3.

(8) New Bib. Dic. P 479.

See also Int. St. Bib. Ency.
Vol. 2 p. 504

والتى
تقول أن الاسم فى ع ق مثل كل الشخص “ويمكن أن يقال أن الأسم كان هو
الشخص”.

(9)، (10) أنظر تك 26: 31
(
meh)، 27: 32، خر 14: 13، يش 21: 4، أم 4: 30، زك 9: 1، 6: 5.

Gaebelein Exp. Bib.
Com. Vol. 2 p 323
.

(11)،(12) أنظر تك 8: 33،
خر 11: 3، 2 أخ 6: 2، مى 5: 1.

Gaebelein Vol. 2 P. 323.

(13) خر 14: 3، 15.

(14) Clarke’s Com. Vol. 1 P. 306.

(15) Brenton the Septuagent with Apoc. Gr. Eng. P. 73.

ويترجمها
آدم كلارك “
Iam he who exists– أنا هو الذى يوجد” Clarke’s Com. Vol. I P. 306

(16) Cassells Lat. Dic. P. 583 & Clarkek’s Com.
P. 306 & The pulpit Vol. I Ex. P. 57
.

(17)
ترجمة دار الكتاب المقدس.

(18) الترجمة اليسوعية
لسفر الخروج.

(19) الكتاب المقدس، دار
المشرق بيروت 1989.

(20) السابق ص 157.

(21) الترجمة العربية
الجديدة، دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط ص70.

(22) Clarke’s Com. Vol. I P. 306.

(23) أنظر ترجمات، أورشليم
(
J.B) والملك جيمس (K.J) والمنقحة (R,S.V) والمعتمدة (A.S.V) والانجليزية الحديثة (N.E.B) والأمريكية
الجديدة (
N.A.S) والموسعة (Amplified) والأخبار الساره (G.N.B) والدولية الحديثه (N.I.V) وكتاب الحياة (Living
Bible
) والترجمة الانجليزية
للنص العبرى الحرفى (
Interlinear
Heb. Eng. Ot Kohlenberger
)
وكذلك الترجمات اليهودية الأمريكية.

(24) Tradoction Decum: Dela Bible.

(25) معجم اللاهوت
الكتابى. دار المشرق بيروت ص 878.

(26) عن كتاب “يهوه
أم يسوع” أسبيروا جبور ص 98.

(27) تفسير الخروج مار
أفرام السريانى، الآب يوحنا ثابت ص 23.

(28) أش 5: 42.

(29) تث 39: 32، 40.

(30) 1 كو10: 15.

(31) رؤ 8: 1.

(32) قض 18: 13.

(33) أم 4: 30.

(34) Mattew Henery Com. Vol. I P. 284.

(35) Kittle theo. Dic. Vol. 3.

(36) Clarke’s Com. Vol. I P. 306.

(37) Kitte Vol. 3

(38) Ibid

(39) Ibid

(40) رؤ 4: 1.

(41) رؤ 8: 1.

(42) رؤ 8: 4.

(43) رؤ 17: 11.

(44) رؤ 5: 16.

(45) The Instructor. 8

(46) De Prim. B. 1 ch. 3: 6

(47) Let. Com. The Councils of Rimini and Seleucia.

(48) The Trinity B 1: 5

(49) Four Theo. Ora. 18

(50) Second ora. 45, 3

(51) Ag. Eun. (The Faigh of the Early Fath. Vol. 2
P. 53
)

(52) Ag. Eun. B 2: 4

(53) Letter to Comstantius 43, 19.

(54) The Faith of the Early Fathers Vol. 3 P. 193.

(55) On psalms 134,4

(56) The Source of Knowledge 3, 1,9

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى