اسئلة مسيحية

العذراء باب الحياة وباب السماء



العذراء باب الحياة وباب السماء

العذراء
باب الحياة
وباب السماء

قرأت
لأحد البلاميس هجوماً شديداً صعبة، على تسمية العذراء فى الأجبية (باب الحياة)،
(باب السماء) على اعتبار أن السيد المسيح هو الباب الوحيد، وقد لقب نفسه بباب
الخراف (يو10: 9، 10). فما هو الرد عليه؟

 

الرد:

إن
السيد المسيح (باب) بمعنى، والعذراء (باب) بمعنى آخر

وقد
منحنا السيد المسيح كثيراً من ألقابه، مع اختلاف المعنى. فقال أنتم نور العالم،
وقال أنا نور العالم. ولكنه نور بمعناه المطلق، ونحن نور نستمد نورنا منه. كذلك
كون العذراء باباً، لايمنع اطلاقاً أن المسيح هو باب الخراف. قد أطلق لقب (باب)
على الكنيسة، وعلى الصلاة، وعلى الإيمان، وعلى الكرازة، وعلى كل الوسائط الروحية
ولم يكن فى هذا كله أى مساس بالسيد المسيح وعمله الخلاصى. وهذه الألقاب كما سنرى،
مذكورة فى الكتاب المقدس، توافق الحق الكتابى الذى يدافعون عنه أول كنيسة دشنت فى
العالم، لقبت بباب السماء قال يعقوب أبو الآباء عن المكان الذى رأى فيه سليمان
واصلاً بين السماء والأرض، ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء ” (تك28: 17)
وسمى المكان ” بيت إيل ” أى ” بيت الله “. فهل كون الكنيسة
باب السماء، يمنع أن يكون المسيح هو الباب؟! الكنيسة باب يوصل إلى المسيح، والمسيح
باب يوصل إلى الخلاص أو إلى الآب. اللقب موجود، والمعنى مختلف. هكذا العذراء أيضاً،
هى الباب الذى أوصل المسيح إلينا بالجسد، وقد دعيت باباً فى سفر حزقيال ” (44:
3). بابا فى المشرق يكون مغلقاً ” لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً
” والصلاة أيضاً دعيت باباً للسماء، فالسماء، تنفتح بالصلاة. والعذراء ليست
مجرد بابا للسماء، بل هى ذاته سماء. فالسماء هى مسكن الله. والعذراء صارت مسكناً
لله حينما سكن فى أحشائها تسعة أشهر، فصارت سماء له. ولهذا تسميها الكنيسة (السماء
الثانية). ولأن الكنيسة صارت بيتاً لله، لذلك تشبه هى أيضاً بالسماء. وهكذا نقول
فى صلواتنا ” إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس (أى فى الكنيسة) نحسب كأننا
واقفون فى السماء ” وقد ذكر الكتاب أن هناك أبواباً توصل إلى السماء، فورد فى
سفر الرؤيا ” طوبى للذين يصنعون وصاياه، لكى يكون سلطانهم على شجرة الحياة،
ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة ” (رؤ22: 14) فهل وجود (أبواب) يمنع أن
المسيح هو الباب؟! إن كل الرسائط الروحية أبواب، ولكنها توصل إلى المسيح، الذى هو
الباب الوحيد الموصل إلى الخلاص بدمه. وقد تحدث الرب عن هذا الأمر فقال ” ما
أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدى إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه ” (متى
7: 14). وطبعاً يكن يتحدث عن نفسه أنه ” ضيق، وكرب “! فهل حديث ربنا عن
الباب الضيق، يمنع أنه (الباب)؟! إن الحرف يقتل (2كو3: 6) بينما الروح يحيى.
وينبغى أن نفهم كلام الرب وصلوات الكنيسة بطريقة روحية غير حرفية، قارنين الروحيات
بالروحيات (1كو2: 13). الصلاة باب يوصل إلى الله، والإيمان باب يوصل إليه. لما حضر
شاول وبرنابا إلى أنطاكية، وجمعا الكنيسة ” أخبرا بكل ما صنع الله معهما،
وأنه فتح للأمم باب الإيمان ” (أع14: 27). باب الإيمان هذا كان هو وسيلتهم
للخلاص، لأنه لأنه أوصلهم إلى السيد المسيح. والكرازة أيضاً باب يوصل إلى الخلاص،
لأنه يوصل إلى الإيمان، والإيمان يوصل إلى المسيح. وربما كان هذا الباب هو الذى
قصده الرب حينما قال لملاك كنيسة فيلادلفيا ” أنا عارف أعمالك. هأنذا قد جعلت
أمامك باباً مفتوحاً، ولا يستطيع أحد أن يغلقه ” (رؤ3: 8). إن كانت الصلاة
باباً، والإيمان باباً، والكرازة باباً، والكنيسة باباً، والعذراء باباً، كلها
توصل إلى المسيح، إذن طوبى للذين يدخلون من الأبواب إلى مدينة السماء ” (رؤ22:
14). العذراء باب خرج منه المسيح ليخلص العالم. ومن هو المسيح؟

 

1
– المسيح هو الحياة، كما قال عن نفسه ” أنا هو القيامة والحياة ” (يو11:
25)، ” أنا هو الطريق والحق والحياة ” (يو14: 6). إذن تكون العذراء هى
باب الحياة، لأنها الباب الذى منه خرج المسيح الذى هو الحياة.

 

2
– والمسيح كما أنه المخلص، هو أيضاً ” قد صار لنا خلاصاً ” (مز118)،
ونحن نصلى بهذا المزمور ونقول ” قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً. فإن
كان المسيح خلاصاً للعالم، فلا غرابة من أن نسمى الباب الذى خرج منه المسيح، أى
العذراء باب الخلاص

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى