علم الاخرويات

الباب السابع



الباب السابع

الباب
السابع

القيامة
الأولى والموت الأول

القيامة
الثانية والموت الثانى

 

مقالات ذات صلة

كتب
القديس يوحنا الرسول فى سفر الرؤيا “هذه هى القيامة الأولى. مبارك ومقدس من
له نصيب فى القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثانى سلطان عليهم” (رؤ20:
5،6).

ما
هى القيامة الأولى؟ وما هو الموت الثانى؟ وما هى علاقة ذلك بالمجيء الثانى للسيد
المسيح؟ هذه الأمور سنحاول أن نجيب عنها. إلى جوار ذلك فإن القيامة الأولى تفترض
قيامة ثانية، والموت الثانى يفترض موتاً أولاً ويلزمنا أيضاً أن نضعها فى اعتبارنا
عندما نتأمل فى هذه الأقوال الإلهية الصادقة.

 

أولاً:
القيامة الأولى

القيامة
الأولى هى النصرة الروحية التى يطالبنا الرب بها فى حياتنا الحاضرة لكى نتأهل
لميراث الملكوت ونستحق أن نشارك فى قيامة الأبرار أى القيامة الثانية.

عن
القيامة الأولى قال السيد المسيح “كل من كان حياً وآمن بى فلن يموت إلى
الأبد” (يو11: 26). وقال أيضاً “الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً
لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة” (مر9: 1).

طبعاً
لم يكن المقصود فى كلام السيد المسيح عن عدم موت المؤمنين به إلى الأبد بمعنى أنهم
لن يُنقلوا من هذا العالم، بل كما نقول فى صلاة أوشية الراقدين
}لأنه لا
يكون موت لعبيدك بل هو انتقال
{ فإننا نفهم الموت فى كلام السيد المسيح بمعنى السقوط تحت سلطان
ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس. وبهذا يكون السيد المسيح قد وعد أن من كان حياً
بالجسد وآمن به فلن يذوق الموت الروحى إلى الأبد. وفى قوله إن من القيام ههنا
قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة يقصد إلى جوار أن هناك
قوماً كانوا عتيدين قبل وفاتهم أن يحضروا حلول الروح القدس فى يوم الخمسين، فإنه
قصد أيضاً أن من آمنوا به وثبتوا فيه فلن يموتوا موتاً روحياً إلى أن يعاينوا
مجيئه الثانى واستعلان ملكوت السماوات بقوة. مع ملاحظة أن عبارة “ملكوت
الله
” هى عبارة عامة تشمل ملكوته الحالى وملكوته الآتى فى السماوات. أما
عبارة “ملكوت السماوات” فإنها غالباً تشير إلى الحياة الأبدية فى
السماوات.

القيامة
الأولى أيضاً نفهمها عن المعمودية فى قول معلمنا بولس الرسول “حتى كما أقيم
المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة لأنه إن كنا قد
صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته.. كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم
أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا” (رو6: 4،5،11).

 

ثانياً:
الموت الثانى

من
الطبيعى أن من عاشوا حياتهم ملتصقين بالرب وأكملوا جهادهم وسعيهم أى أنهم قد
تمتعوا بقوة القيامة الأولى، فإن الموت الثانى لن يكون له سلطان عليهم كما ورد فى
سفر الرؤيا.

والموت
الثانى من المفهوم إنه الهلاك الأبدى. ومن ليس للموت الثانى سلطان عليه ينطبق عليه
قول الرب “من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاً, ولن أمحو اسمه من سفر الحياة
وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته” (رؤ3: 5).

الذين
للموت الثانى سلطان عليهم ينطبق عليهم قول السيد المسيح لليهود “وتموتون فى
خطيتكم” (يو8: 21). هؤلاء يموتون فى خطاياهم بمعنى أنهم يموتون الموت الأول
بنهاية حياتهم على الأرض، ويتأهلون بموتهم فى خطاياهم للموت الثانى أى الهلاك
الأبدى.

وقيل
أيضاً عن هلاك الأشرار “وطرح الموت والهاوية فى بحيرة النار. هذا هو الموت
الثانى
. وكل من لم يوجد مكتوباً فى سفر الحياة طُرِح فى بحيرة النار”
(رؤ20: 14،15).

 

ثالثاً:
الموت الأول

يقول
الكتاب “وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” (عب9: 27).
والمقصود بذلك موت الجسد، وهذا الموت الأول يشترك فيه جميع البشر حتى القديسون مثل
السيدة العذراء مريم. وحتى أخنوخ وإيليا بعد صعودهما إلى السماء أحياء، فإنهما سوف
يرجعان إلى الأرض ويصيران شهداء وتموت أجسادهما كباقى البشر. ولكن هذا الموت الأول
الذى يشترك فيه الجميع لا يعنى وحدة المصير للجميع لأن الكتاب يقول “طوبى
للأموات الذين يموتون فى الرب منذ الآن. نعم يقول الروح لكى يستريحوا من أتعابهم
وأعمالهم تتبعهم” (رؤ14: 13).

 

رابعاً:
القيامة الثانية

من
البديهى أن القيامة الثانية هى قيامة الأبرار للحياة الأبدية. وقد تكلم السيد
المسيح عن الأبرار الذين سوف يقيمهم عن يمينه فى يوم الدينونة “ثم يقول الملك
للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس
العالم” (مت 25: 34). وقال عن الأشرار مقارناً إياهم بالأبرار فى يوم
الدينونة “فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى والأبرار إلى حياة أبدية” (مت25:
46). ومعنى ذلك أن قيامة الأشرار للدينونة لا ينطبق عليها لقب القيامة الثانية
الخاصة بالأبرار لأن الأشرار أصلاً لم يتمتعوا بالقيامة الأولى الروحية التى
للأبرار، وبهذا فإن قيامة الأشرار قد أخذت فقط لقب “قيامة الدينونة
كقول السيد المسيح “تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته. فيخرج
الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت إلى قيامة
الدينونة” (يو5: 28،29). أما القيامة الثانية الخاصة بالأبرار فهى
قيامة الحياة“.

إذا
كانت القيامة الأولى هى الانتصار الروحى على الشر فإن القيامة الثانية تكون هى
التحرر من سلطان الموت الناتج عن الخطية الأولى التى بها دخل الموت إلى العالم.
لذلك قيل فى الكتاب “آخر عدو يُبطل هو الموت” (1كو15: 26).

 

خاتمة

إن
المعانى الخاصة بالموت الأول والموت الثانى والقيامة الأولى والقيامة الثانية،
ترتبط بعمل السيد المسيح الخلاصى لتحرير البشر المفديين من عواقب الخطية، وصولاً
إلى المصير الأبدى للإنسان بعد مجيء السيد المسيح الثانى الذى ينتظره القديسون بكل
اشتياق ومحبة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى