التأملات الروحية والخواطر الفكرية

إيمان قائد المئة

يذكر لنا مار لوقا البشير في بشارته الأصحاح السابع قصة شفاء عبد قائد المئة ، وفي الحقيقة تحمل المعجزة دروس عظيمه نتعلمها من قائد المئة الذي كان يتصف بصفات رائعة جدا رغم كونة رومانياً .

كان الرومان يحتلون في هذه الفترة أغلب العالم و هذا سبب وجود قائد المئة في اسرائيل .
كانوا اليهود يرون أنفسهم أسياد العالم والباقية كلها عبيد تخدم الرومانيين .

لوقا 6 :
2 وكان عبد لقائد مئة ، مريضا مشرفا على الموت، وكان عزيزا عنده
3 فلما سمع عن يسوع، أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتي ويشفي عبده
4 فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين: إنه مستحق أن يفعل له هذا
5 لأنه يحب أمتنا، وهو بنى لنا المجمع
6 فذهب يسوع معهم. وإذ كان غير بعيد عن البيت، أرسل إليه قائد المئة أصدقاء يقول له يا سيد، لا تتعب. لأني لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي
7 لذلك لم أحسب نفسي أهلا أن آتي إليك. لكن قل كلمة فيبرأ غلامي
8 لأني أنا أيضا إنسان مرتب تحت سلطان، لي جند تحت يدي. وأقول لهذا: اذهب فيذهب، ولآخر: ائت فيأتي، ولعبدي: افعل هذا فيفعل
9 ولما سمع يسوع هذا تعجب منه، والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال: أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا
10 ورجع المرسلون إلى البيت، فوجدوا العبد المريض قد صح

كان قائد المئة قائد روماني ليه 100 جندي روماني أخر تحت سلطانة – بخلاف العبيد وفي الغالب كان العبيد من اليهود “لأني أنا أيضا إنسان مرتب تحت سلطان، لي جند تحت يدي. وأقول لهذا: اذهب فيذهب، ولآخر: ائت فيأتي، ولعبدي: افعل هذا فيفعل” .
كان هذا الانسان غير يهوديا ولم يكن يعرف الناموس أو الأنبياء

ذكر الكتاب المقدس صفاتة الرائعه وهي :

1- طيب القلب يحب عبده :
رغم أنه كان رومانيا وسيدا إلا إنه كان يحب عبده الغير رومانيا بل يقول الكتاب “وكان عزيزا عنده” وليس مجرد حب .
ربنا كان يجهل المسيح ، لأنه رأي أنه قادر علي أنقاذ عبده المريض العزيز لديه.

2-متسامح جدا :
فكان علي علاقة طيبة بشيوخ اليهود ولذلك طلب منهم أن يذهبوا إلي يسوع“فلما سمع عن يسوع، أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتي ويشفي عبده”
، كما كانوا اليهود يهابوه ويحترموه لأنهم طلبوا بأجتهاد من السيد المسيح أن يشفي العبد “طلبوا إليه باجتهاد قائلين: إنه مستحق أن يفعل له هذا” ، كما أنه بني مجمعا لليهودكان يحب اليهود حتي أنه بني مجمع لهم “لأنه يحب أمتنا، وهو بنى لنا المجمع”
، ويمكننا أيضا أن نقول عنه أنه حكيم لأنه أرسل أليه شيخ اليهود بنوع من المحاباه لأنه كان يعلم أن السيد المسيح يهوديا .

3- متضع جدا :
– لم يكن يشئ أن يُتعب السيد المسيح ويأتي له بشكل خاص .
– رأي في نفسه أنه غير مستحق أن يدخل السيد المسيح تحت سقف بيتة .
– رأي أنه أيضا غير أهل ان يذهب إلي السيد المسيح وينول شرف لقائه .
“وإذ كان غير بعيد عن البيت، أرسل إليه قائد المئة أصدقاء يقول له يا سيد، لا تتعب. لأني لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي ، لذلك لم أحسب نفسي أهلا أن آتي إليك. لكن قل كلمة فيبرأ غلام” .

4- قوي الإيمان بالسيد المسيح
وقدرته علي شفاء عبده حتي من بعد حتي أن السيد المسيح نفسه تعجب منه “ولما سمع يسوع هذا تعجب منه، والتفت إلى الجمع الذي يتبعه”.
ومدحه قائلا “لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا”

* ياليتنا يكون ليس فقط إيمانا مثل إيمان قائد المئه الجاهل بالناموس – ونحن نعرف المسيح والكتب المقدسة والاسرار- بل أيضا نكون متسامحين مع اخواتنا المختلفين معنا في العقائد والأفكار طيبين عطوفين علي الكل ، حتي غير المشتركين معنا في معتقدتنا وأفكرنا ونتعلم أيضا من قائد المئة الذي رأي نفسه غير مستحق حتي أن يذهب ويري المسيح رغم أنه كان قائد لمئه جندي يأمرهم ويطيعوه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!