الخدمة

أن أراد أحد أن يخدم – الخادم الأمين

أن أراد أحد أن يخدم - الخادم الأمين

أن أراد أحد أن يخدم الرب، فليستعد أولاً بحمل الصليب، لأن التجارب تأتي على الأمناء والمتقين الرب، وليحفظ كل واحد قلبه في مخافة الرب، لكي يُسرّ قلبه وقت المحن، وفي الجفاف يجدها ينبوع حي يرتوي منه فتهدأ نفسه في وسط نيران المشقات ويطمأن قلبه لأن الرب معه …

أن أراد أحد أن يستمر في الخدمة مهما ما كانت الضيقات، فليكن حازماً مع نفسه مركزاً مشاعره في صليب آلام الرب، مُستقيم القلب، لا يسترع وقت المصائب متمسكاً بالرب ولا يبتعد عنه، يتقبل من يده كل شيء يحلّ به، صابراً على الشتائم وكل ما يأتي عليه من مهانة شاكراً الله على أنه يتألم معه في حمل نفس ذات النير…

الذهب تُطهره النار، وأعظم الناس وأخيرهم من يُطهرهم جَمر الاتضاع، فيربحوا تواضع القلب من رب المجد كعطية ثمينة تحفظهم من السقوط…

فيا من تخاف الرب وتحب أن تخدمه، انتظر رحمته ولا تُدافع عن نفسك، بل ارتفع مع الرب على صليب الآلام وافرد ذراعيك ليُدق فيهما مسامر الظلم مع من أحبك وقبل كل الآلام طوعاً خدمة لك، لأنه خدمك بنفس ذات الطريق الذي ينبغي أن تسير فيه لتخدم الآخرين أيضاً في شخصه العظيم…

ويا من تتقي الرب وتشتهي أن تخدمه، قَوَّمْ طريقك بتوبة القلب بانسحاق وتواضع واضعاً ثقتك في الرب فيُساعدك، وانتظر رحمته ولا تتعجل استجابته، وحين تسقط لا تَمِلْ عَنه، بل عد غليه مسرعاً تائباً واطلب الحراة الأولى فتعود غليك مرة أخرى …

يا من تهاب الرب وتطلب مجده، أنتظر بصبر المُحبين خيراً وسروراً أبدياً ورحمة عظيمة ونعمة فائقة، متأملاً في حياة القديسين منذ القديم، هل توكلوا على الرب فخابوا؟ أو ثَبتوا على مخافته فَخَذِلوا ؟ أو دعوه فأهمل دعائهم ؟

الرب رؤوف ورحيم، في الضيق يغفر الخطايا ويُخَلِّص، ومسكين القلب الخائف من الزمن أو الذي يرهب الناس ويرتعد من تهديداتهم، فأنه يسقط تحت خوف قلبه ويجزع فيفقد إيمانه فينكر الرب أمام جاريه كما فعل بطرس قبل أن يتوب ويسكن فيه روح الشجاعة والقوة روح الله الناري الذي يُعطي شجاعة للنفس لتغلب وتنتصر باسم حبيبها ومخلصها يسوع…

وويلٌ لإنسان يسير في طريقين، واحد فيه يشتهي أن يحيا باستقامة مع الله وآخر يسير فيه مع عالم الفساد طامعاً فيه طالباً ما على الأرض لأن فيه حياته وكنزه، وحيثما يكون كنزك هناك يكون قلبك، وبذلك يتمزق مثلما يُربط إنسان في سيارتين يسيران عكس بعضهما البعض، فيتمزق جسده ليتحول لنصفين فيموت أشرّ ميتة في آلام مبرحة عظيمة …

فلنحيا كلنا بصبر الإيمان الحي لأن الرب ينصفنا سريعاً ويعلن فينا مجده، فلا نخف لأن من معنا أقوى من الذي علينا، ونحن فيه لنا روح القيامة والحياة لذلك لن نخاف أو نفزع من الموت، لأنه صار لنا حياة في المسيح، وكل آلامنا صارت آلام أمجاد قيامة، بها نخدم الجميع في المحبة، فهيا لنسلك في طريق الرب باستقامة طالبين مجده أن يحل فينا باستعلان الروح لنكون فعلاً على مستوى الخدمة التي يطلبها منا… كونوا معافين في روح قيامة يسوع وصليبه المُحيي آمين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى