أحداث في حرب 12/6/2007
حينما يقترب الإنسان من الموت ، قد يشعر أكثر من أي وقت آخر ، أن حياته مرتبطة بآخر ، وأن حياته مستمده من هذا الشخص الآخر …
ففي تلك اللحظة التي يشعر فيها الإنسان أن حياته تفلت منه ، والوجود بالنسبة له ينتهي ، وكل ما حوله ينهار ويتداعى ، قد يتعرف على الوجه الحقيقي للوجود كله ، ويتيقن أن الوجود ليس قائم من ذاته أو بذاته ، إنما هو قائم بإرادة آخر أسمى منه ومن كل ما فيه من موجودات !!!
لذا ، غالباً ، ما تكون هذه اللحظات مناسبة جداً للتوجه لله بكل القلب والكيان كله ، بل بصدق وصراحة شديدة جداً ، بل بيسر شديد وتلقائية عجيبة لتقوية الصلة بالله والتأصل فيه …
وفيما يلي شهادة حية لنا بذلك …
هذه الشهادة ذكرت في كتاب مدخل للعقيدة المسيحية صفحة 44 و 45 ، أحببت أن أتشارك بها معكم منتظر إحساسكم وتعليقاتكم عليها ، لأنها حقاً فيها قوة إيمان وتعرف على الله كاللص الذي ربح الحياة الأبدية في لحظة خاطفة وبساطة غريبة وعجيبة أذهلت العالم كله ، بل وجميع جبابرة الإيمان …
(( في إحدى ساحات الحرب ، على جثة أحد الجنود ، وقد قد كتب – نص رسالة – في ليلة معركة لقيَّ فيها حتفه . وكان النص موقعاً Pv t. J. J. V.
وهذا هو النص كما كتبها هو :
(( أسمع يا إلهي ، إنني لم أكلمك قط قبل الآن ،
ولكنني اليوم أريد أن أقول لك : ” كيف حالك ” .
لقد قيل لي أنك غير موجود ، وأنا عندئذٍ ، كأبله ، صدقت ذلك .
في الليلة الماضية ، من حفرة القنبلة التي كنت فيها ، كنت أرى سماءك ، لذلك تحققت جيداً أنهم كذبوا عليَّ .
لو كلفت نفسي أن أرى كل ما صنعت ،
لكنت فهمت أنه لا يمكن أن يُنكر وجودك .
أتساءل إن كنت تقبل أن تصافحني .
عل كلٍ أشعر أنك ستفهمني .
إنه لمؤسف أن أكون قد أتيت لهذا المكان الجهنمي قبل أن يتيسر لي الوقت الكافي لأعرف وجهك .
… أفكر أنه لم يبقَ لي شيءٍ كثير لأقوله ،
لكنني سعيد لأنني صادفتك هذا المساء يا إلهي .
أعتقد أن الساعة ستأتي قريباً .
لكني لا أخشى منذ شعرت أنك قريب بهذا المقدار .
هاهي الإشارة ! يجب أن أذهب يا إلهي !
إنني أحبك كثيراً وأريد أن تعرف ذلك .
أنظر سوف تحدث معركة هائلة ،
ومن يدري ، يمكن أن آتي أليك في هذه الليلة !
رغم أن علاقتي السابقة معك لم تكن حسنة ،
أتساءل إن كنت ستنتظرني على عتبة بابك .
أنظر أنني أبكي ! غريب أن أذرف أنا دموعاً !
آه ليتني تعرفت إليك قبل الآن بكثير !
آه ، يجب أن أذهب الآن : الوداع …
أمر غريب ! منذ أن تعرفت إليك لم أعد أخاف الموت . ))
النعمة معكم جميعاً
كونوا معافين ، ومقربين من الرب ، باسم الثالوث القدوس