اسئلة مسيحية

هل تكميل المسيح للناموس والأنبياء بوصايا أعمق وأقوى يمثل عبئاً إضافياً على الإنسان؟



هل تكميل المسيح للناموس والأنبياء بوصايا أعمق وأقوى يمثل عبئاً إضافياً<br /> على الإنسان؟

هل
تكميل المسيح للناموس والأنبياء بوصايا أعمق وأقوى يمثل عبئاً إضافياً على
الإنسان؟

 

ج:
قد يبدو الأمر كذلك لأول وهله لأن المسيح إنما عمِّق الوصايا وأعطاها معناها
الأكمل والأشمل. فمثلاً “قد سمعتم أنه قيل للقُدَماءِ لا تقتل. ومن قتل يكون
مستوجب الحُكم” أما المسيح فقال “إن كل من يغضب على أخيهِ باطلاً يكون
مستوجب الحكم.”، “قد سمعتم أنه قيل للقُدَماءِ لا تزنِ.” أما
المسيح فقال “إن كل من ينظر إلى امرأةٍ ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.”،
“أيضاً سمعتم أنهُ قيل للقُدماءِ لا تحنث بل أوفِ للرب أقسامك.” أما
المسيح فقال “لا تحلفوا البتَّة.” كذلك قيل للقدماء “عينٌ بعينٍ
وسنٌ بسنٍّ.” أما المسيح فقال “لا تقاوموا الشرَّ. بل مَن لطمك على خدّك
الأيمن فحوِّل لهُ الآخر أيضاً”، وقيل “تحبُّ قريبك وتبغض
عَدُوَّك”. أما المسيح فقال “أحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا
إلى مُبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم” الخ

 

من
هذا يبدو أن المسيح قد “صعّب” الوصايا إذ زادها عمقاً، لكن هذا يُفسر
جوهر الفرق بين العهد الجديد والعهد القديم، فالأخير كان يعتمد على مجهود الإنسان
الشخصي وإمكانياته الخاصة التي يحاول بها أن يُرضي الله، لذلك أعطاه الله وصايا
الناموس التي إن استطاع أحد أن يعملها يحيا بها، وكان الغرض منها أن يدرك الإنسان
عجزه التام عن إرضاء الله وعن حفظ الوصايا ببره الذاتي، فيعترف بخطيئته ويطلب من
الله الخلاص منها بنعمة الله أي بالإيمان بالمسيح يسوع، لذلك يقول الكتاب إن
الناموس لم يكن قادراً أن يُحيي لذلك فتبرير الإنسان ليس بالناموس هذا لأن الناموس
يعتمد على قدرة الإنسان ليعمل الوصايا ويحفظها، والإنسان غير قادر على ذلك لأن
“الكتاب أغلق على الكل تحت الخطية”، لذلك يكمل الكتاب هذه الحقائق
قائلاً “إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان.”
وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح ينال حياة جديدة وخليقة جديدة، ويحل المسيح بالإيمان
في قلبه وإذ يحل المسيح في القلب فهو يعمل في الإنسان بقدرته وليس بقوة الإنسان
لكن بروح الله وبقدرة الله التي وَهَبت للإنسان كل ما يحتاجه ليحيا حياة تَقَوية
في رضا الله بحسب المكتوب “كما أن قدرتهُ الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو
للحياة والتقوى…”

 

فخلاصة
الأمر أن الإنسان بدون المسيح لا يقدر أن يعمل شيئاً كما قال المسيح نفسه
“لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” وهذا ما كان في العهد القديم،
أما في المسيح فيقول المؤمن “أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقوّيني”
وهذا ما صار في العهد الجديد “لا أنا بل نعمة الله التي معي.” ولإلهنا
كل المجد إلى الأبد آمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى