اسئلة مسيحية

ما ذنب غير المفرزين من بطون أمهاتهم قديسين



ما ذنب غير المفرزين من بطون أمهاتهم قديسين

ما ذنب غير المفرزين من بطون أمهاتهم قديسين

كيف أن أشخاصاً أختارهم الرب من طفولتهم، أو من بطون أمهاتهم، أو دعاهم
أن يكونوا رسلاً أو أنبياء أو مسحاء أو ولدتهم أمهاتهم قديسين، أو صنعوا معجزات…
أذن ما ذنب الذين لم يكن لهم هذا الاختيار الإلهي، ولم يولدوا قديسين كغيرهم؟!

 

الرد:

أريد
أن أقسم الاختيار إلي نقطتين أساسيتين:

1-
الاختيار
للنبوة أو الكهنوت

2-
الاختيار
للحياة المقدسة والخلاص.

 

أما
الإختيار للخلاص وللحياة المقدسة، فهو لكل أحد.

فالكتاب
يقول إن الله يريد أن الجميع يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون ” (1 تي 2: 4).
حتي الخطاة، لا يسر الله بهلاكهم، بل برجوعهم إليه. وهكذا يقول في سفر حزقيال
النبي ” هل مسرة أسر بموت الشرير – يقول السيد الرب – إلا برجوعه عن طرقه
فيحيا “(حز 18: 23).

 

ولم
يقل الكتاب أن الله احب مجموعة معينة.

 بل
قيل ” هكذا أحب الله العالم “(يو 3: 16).

ونحن
نقول عن الرب في ختام كل ساعات الصلاة بالأخبية ” الداعي الكل إلي الخلاص من
أجل الموعد بالخيرات المنتظرة. إذن الدعوة للخلاص هي لجميع الناس. ولكن البعض
يرفضونها وقد قال الرب لأورشليم الخاطئة ” قاتلة الأنبياء، وراجمة المرسلين
إليها “: كم مرة أردت.. ولم تريدوا “(مت 23: 27).

 

ولكن
في حياة القداسة: ليست الأهمية في نقطة البداية، بل في كيفية النهاية.

وهكذا
يقول الكتاب ” انظروا إلي نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم “(عب 13: 7).
ولهذا في اعياد القديسين، نحتفل بيوم نياحتهم أو إستشهادهم، وليس بيوم ميلادهم،
إلا لو كان ذلك الميلاد محاطاً بمعجزة معينة … لأن المهم هو كيف انتهت حياة
الإنسان. فقد يولد الإنسان شريراً، وينتهي بالقداسة، مثل القديس موسى الأسود،
والقديس اوغسطينوس وغيرهما. وقد يولد إنساناً وثنياً، ويعيش في منتهى القسوة
والاضطهاد للكنيسة، مثل اريانوس وإلي أنصنا ومع ذلك أنتهت حياته كقديس وشهيد …

 

وقد
يولد إنساناً قديساً من بطن أمه، ويتعرض للهلاك.

مثل
شمشون الجبار الذي كان نذيراً للرب من بطن أمه (قض 13: 7). وكان ” روح الرب
يحركه ” (قض 13: 25). ومع ذلك عاش فترة طويلة في الخطية مع نساء زانيات (قض
16: 1)، كانت اخرهن دليلة التي علي يديها وبسببها كسر نذرة (قض 16: 19). وفارقه
الرب (قض 16: 20). وعاش في الذل باقي أيام حياته، لولا ان رحمة الرب أدركته يوم
وفاته. ولكنه خلص في موته (عب 13: 32).

 

إن
مثال شاول الملك يعطينا برهاناً آخر.

لقد
اختاره الرب مسيحاً له، وارسل صموئيل النبي فمسحه (1 صم 10: 1). وأعط الله قلباً
آخر، وحل عليه روح الرب فتنبأ (1 صم 10: 9- 11). ومع كل ذلك عاش شاول في معصية
الله، وفي الحسد والحقد والقتل ” وفارق روح الرب شاول، وبغته روح ردئ من قبل
الرب “(1 صم 16: 14). ومات شاول هالكا …

 

والأختيار
ليس في كل حالة دليلاً علي الخلاص.

فقد
اختار الرب يهوذا الإسخريوطي كواحد من الأثني عشر (مت 10: 4). وخانه يهوذا ومات
هالكاً. وكان بلعام واحداً من الأنبياء. ونطق روح الله عليلا فمه بنبوءات، كما قيل
في الكتاب ” فوافي الرب بلعام، ووضع كلاماً في فمه “(عد 23: 16) وأيضاً
فكان عليه روح الله، فنطق بمثله “(عد 24: 2، 3) مع كل ذلك هلك بلعام، كما شهد
الرب بذلك في سفر الرؤيا (رؤ 2: 14)، وكما ورد في رسالة بطرس الثانية (2 بط 2: 15)
وفي رسالة يهوذا (يه 11).

 

أم
الكهنوت فهو إختيار من الله.

وهكذا
يقول القديس بولس الرسول ” لا يأخذ أحد هذه الكرامة من نفسه، بل المدعو من
الله كما هارون أيضاً “(عب 5: 4). وهكذا اختار الله رسلة الإثني عشر، وقال
لهم ” لستم أنتم أخترتموني، بل أن أخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر..”
(يو 15: 16). ومع ذلك فليس الإختيار دائماً دليل علي الخلاص. فالكهنة في أيام
السيد المسيح أخطأوا، وحكموا عليه ظلماً في مجمع السنهدريم، وقدموه للصلب. وبعد
قيامته قاوموا القيامة بكل وسائلهم التي وصلت إلي الكذب والرشوة وشهود الزور (مت
28: 11- 15). واضطهدوا الرسل وسجنوهم وجلدوهم (أع 4: 1-3) أع 5: 40).

 

أذن
لا تفكر في الأختيار لوظائف معينة، بل اهتم بنقاوة القلب التي بها سوف تعاين الله
(مت 5: 8).

ولا
تحسد الذين نالوا مواهب، فكثيرون نالوا مواهب وهلكوا، كما ورد في (مت 7: 22- 23).
وقد سبق أن كتبنا كلم مقالاً طويلاً في هذا الموضوع في (كتاب سنوات مع أسئلة الناس
ج5 من ص 45ألي 52). والسيد المسيح وبخ تلاميذه علي فرحهم بإخراج الشياطين وقال لهم
” لا تفرحوا بهذا، إن الإرواح تخضع لكم. بل افرحوا بالحري ان أسماءكم قد كتبت
في السموات “(لو 10: 20).

 

هنا
وأتعرض لسؤالك ا
لأخير الذي تقول فيه:

 ما
ذنب الذين لم يولدوا قديسين؟

فاقول
لك: أن الذين لم يولودا قديسين، أمامهم الفرصة ان يصيروا قديسين، وسيكون أجرهم
أعظم، لأنهم بذلوا مجهوداً في ضبط أنفسهم وتغيير حياتهم، وفي الإنتصار علي الخطية،
كما فعل موسي الأسود، وأوغسطينوس، مريم القبطية وساره التائبة.

 

وحسب
جهد الإنسان في الوصول إلي القداسة، سيكون جره.

لأن
الكتاب يقول إن الله ” سيجازي كل واحد حسب تعبه ” (1كو 3: 8). فالذي ولد
وديعاً، ولا يمكن أن يكون أجره عند الله، مثل الذي جاهد بكل قوة لكي يصير وديعاً.

 

حتي
الذين نالوا الإختيار، قد دخلوا في الإختبار لتختبر إرادتهم.

اختيارهم
لا يمنع حرية إرادتهم، ولا يمنع حروب الشياطيين لهم، ولا يمنع سقوطهم وقيامهم،
وجهادهم للبقاء فيما وهبهم الله أياه من نعمة. فبعض الذين اختبروا من بطون أمهاتهم
عاشوا قديسين ك حياتهم، مثل يوحنا المعمدان (لو 1: 15) الذي شهد عنه الرب أه اعظم
من ولدته النساء (مت 11: 11) ز

 

وبولس
الرسول علي الرغم ممن ان الله اختاره من بطن أمه (غل 1: 15). إإلا انه قضي فترة
مضطهداً من للكنيسة ومفترياً ومجدفاً (1تي1: 13). ثم دعاه الرب ثانية (أع 9) وصار
إناه مختاراً ورسولاً من أعظم الرسل
.

المهم
أن الإنسان المختار تتفق إرادته الحرة، مع أرادة الله في اختياره، وتكون إرادته
الحرة خيرة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى