عهد قديم

الإصحاح الحادى عشر



الإصحاح الحادى عشر]]>الإصحاح الحادى عشر

 

الأيات 1 – 8 :- و كلم الرب موسى و هرون قائلا لهما. كلما بني اسرائيل قائلينهذه هي الحيوانات التي تاكلونها من جميع البهائم التي على الارض. كل ما شق ظلفا وقسمه ظلفين و يجتر من البهائم فاياه تاكلون. الا هذه فلا تاكلوها مما يجتر و ممايشق الظلف الجمل لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. و الوبر لانه يجتر لكنهلا يشق ظلفا فهو نجس لكم. و الارنب لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم. والخنزير لانه يشق ظلفا و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم. من لحمها لاتاكلوا و جثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم.

 

الحيوانات المحللة والمحرمة

يقسم اليهود الحيوانات إلى أربعة أقسام:

مقالات ذات صلة

 1- البرية   2- المائية   3- الهوائية  4- السربية الهوامية (جماعات من الهوام والحشرات)

ونجد فى التقسيمات الموجودة هنا أن اللهلا يهتم بالجانب العلمى بل ما يلاحظه الناس. لأنه كما قلنا إن الله يطلب من الشعبالملاحظة والتأمل فمثلاً :-

أ‌-                 يوضعالخفاش مع الطيور مع أنه حيوان لكنه يطير. فالناس تراه يطير. لكن وُضِع آخِرالطيور ربما ليشير أنه ليس بطير بل يشبه الطيور

ب‌-             يوضعالوبر والأرانب مع الحيوانات التى تجتز مع أنها لا تجتر لكنها تحرك شفتيها دائماًكمن تجتر، فهذا ما يبدو للناس. وكأن الله يريد أن يقول أنا ما أهتم به هو الداخلأى القلب وليس ما تصنعه الشفتين “هذا الشعب يسبحنى بشفتيه فقط، أما قلبهفمبتعد عنى بعيداً” المعنى الله لا يقبل الرياء أش 29 : 13

والله طالب الشعب بأن يأكل الحيواناتالتى هى   1) مشقوقة الظلف     2) مجترة

وهذه الحيوانات تتصف بأنها ليست من آكلاتاللحوم بل تتغذى على الحشائش. إذاً

أول صفة للحيوان الطاهر أنه لا يأكل حيوان أخيه :-أى لا يظلم وغير متوحش

ثانى صفة للحيوان الطاهر أنه مشقوق الظلف :- والظلفهو جسم ميت فى الحيوان وهذا يشير إلى شق ماهو ميت فينا أى الجسد والمعنى صلب شهواتالجسد

ثالث صفة للحيوان الطاهر أنه يجتر:- وهذا يشير للهجالدائم والتأمل المستمر فى كلمة الله والإجترار هو إعادة الطعام للفك ومضغه جيداً.فالحيوان يأكل كمية ضخمة أولاً ويبلعها ثم يستعيد جزء منها ويعيد مضغه جيداً ثميبلعه ثانية. ويقول البعض أن الإجترار فيه فائدة للحيوان فاللعاب يلاشى تأثير بعضالسموم التى فى الطعام وهذا ما أشار إليه القديسون أن نحفظ كل يوم الأيات ونلهجفيها طول النهار هذا ما يعطى غذاء للروح وشبع روحى “خبأت كلامك فى قلبى لكيلاأخطئ إليك بوصايك ألهج وألاحظ سبلك مز 119 : 11، 15”. وراجع حز 2 : 8 – 3 : 3فهنا نجد حزقيال يأكل كلام الله. وهكذا فعل يوحنا (رؤ 10 : 9) وأرميا (15 : 16)وداود (مز 119 : 103). أما عن شق الظلف (جزء ميت كالأظافر) فكان يجب أن يكون الشقكاملاً من أعلى إلى أسفل. وكون أن المشقوق هو الظلف فهذا يعنى طريقة سير المسيحىفهو صلب أهوائه مع شهواته وهذا ما يرسم له ويحدد سلوكه.

وبتأمل هذه الصفات للحيوانات الطاهرةنفهم صفات المسيحى الطاهر أمام الله فهو يتغذى على مراعى كلمة الله الخضراء وليسعلى لحم إخوته أى لا يظلمهم. وهو يجتر كلمة الله طول النهار ويلهج فيها ليهضم ماتناوله منها ويكون له قوة للسلوك فى طريق الله وتغيير طباعه والإقلاع عن عادتهالرديئة وبذلك نجد إقتران الحياة الداخلية (اللهج أو الإجترار) بالحياة الخارجية(الظلف أو السلوك)

وكان لا يجب أكل حيوان يجتر لكنه لا يشقالظلف أو العكس فمثلاً الجمل والأرنب والوبر تجتر أو تبدو هكذا لكنها غير مشقوقةالظلف والخنزير له الظلف المشقوق ولكنه لا يجتر. فالله لا يقبل مظاهر بدون حياةداخلية فهذا رياء، ولا يوجد حياة داخلية دون أن يصاحبها سلوك.

أمثلة للحيوانات النجسة

كان الهنود والمصريين يمنعون أكل الجملويقولون أنه يصيب آكله بالقساوة والحقد وحب الإنتقام فهذه صفاته. ولا نقصد القولأن من يأكل لحمه تصيبه صفاته، لكن كما قلنا فعلى اليهودى التأمل فى صفات الحيوانالنجس وأن يمتنع عن مثل هذه الصفات حتى لا يكون هو نجساً أيضاً. والوبر والأرنبيمثلان الرياء فهما يبدوان كحيوانين مجترين لكنهم غير ذلك. وبعض الحيوانات غيرالطاهرة كانت تتعرض لأمراض تنقلها للإنسان فالخنزير يصيب الإنسان بالدود والأرنببنوع من الجدرى وقد دلت الإحصاءات أن الشعب اليهودى كان أقل من غيره فى الأوبئةمثل الطاعون والكوليرا وكان متوسط أعمارهم أكبر من باقى الشعوب. وربما يرى اليهودىالأرنب فى جبنه ويتعلم أنه كمؤمن بالله لا يجب أن يخاف فالله يحميه. والوبر يُعرفبأنه شرس وبغضته مؤذية.

 

نجاسة الخنازير

يرمز للشره فى الأكل والدنس والنهم.والخنزير يرمز لكثرة الكلام (بسبب ضجيجه المستمر) ولنهمه الدنس وتهوره فى العلاقاتالجنسية بطريقة دنسه شهوانية فاسقة كما أنه يتمرغ فى الوحل. يأخذ فى الصراخ إذاجاع ولا يهدأ إلا لو نال أكله من جديد. له نابان قويان يضرب بهما خصمه وهو شديدالمكر والشراسة يتظاهر بالهروب أمام مطارديه حتى إن كان مطارده يركب حصاناً فإذاما تعب مطارده كر عليه راجعاً وضربه بنابه ليقتله مت 7 : 6. وكأن الوحى حين يمنعأكل الخنزير يمنع اليهودى عن مثل هذه التصرفات. ونهاية الخنزير يسمن للذبحوالهلاك. هذه نهاية الشهوانيون النهمون وفى أيام المسيح كان البعض يرعى الخنازيرلا لأكلها بل لبيعها لليونان وللجيش الرومانى. وكان هؤلاء الرعاة يمثلون الإنسانمحب المال على حساب طهارتهم ونقاوتهم، لذلك أعطى الرب درساً لرعاة خنازير كورةالجرجسيين حينما سمح للشياطين أن تخرج من المجنونين وتدخل فى القطيع فإندفع كله منعلى الجرف للبحر ومات فى المياه وليظهر الله نجاسة الخطية شبه مصير الإبن الضالبأنه أكل مع الخنازير.

جثثها لا تلمسوا = الموت مقترن بالخطيةوالعقوبة واللعنة فهو دخل بسبب الخطية وهناك حكمة صحية فالحيوان الميت يبدأ فىالتحلل والتعفن ويصبح مأوى للجراثيم.

 

الأيات 9 – 12 :- و هذا تاكلونه من جميع ما في المياه كل ما له زعانف و حرشف فيالمياه في البحار و في الانهار فاياه تاكلون. لكن كل ما ليس له زعانف و حرشف فيالبحار و في الانهار من كل دبيب في المياه و من كل نفس حية في المياه فهو مكروهلكم. و مكروها يكون لكم من لحمه لا تاكلوا و جثته تكرهون. كل ما ليس له زعانف وحرشف في المياه فهو مكروه لكم.

الحيوانات المائية تعلن عن حاجة المؤمن إلىوسائط النعمة المختلفة من أسرار مقدسة وصلوات ومطانيات حتى يمارس الحياة الإيمانيةالعملية فى الرب. ولا نكتفى بالإيمان العقلى أو الإمتناع العقلى.

والشرط هنا لتكون السمكة طاهرة أن تكونلها زعانف تساعدها على السباحة فى الماء وحرشف أى قشور أو فلوس يحميها من البيئةالتى تحيط بها. والزعانف والحرشف هذه هى وسائط النعمة التى تسند المؤمن ليسبح وسطمياه هذا العالم ووسط تياراته المختلفة بفعل روح الله الساكن فيه دون أن تجرفهالتيارات المائية أما الحرشف هو عمل وسائط النعمة فى أن تحميه بالرب من كل مقاومةللشر ضده. ونجد فى مثل السيد المسيح مت 13 : 48 أن الصيادين يجلسون ليميزوا السمكالطاهر من النجس. وهذا ما كان الصيادين يفعلونه فعلاً فالشبكة تصطاد أى شئ. ومعلومأن كل الأسماك ذات الزعانف والقشور هى أسماك صالحة للأكل ولا شك فيها، أما الأخرىفبعضها صالح للأكل وبعضها سام لا يؤكل وعليهم تجنب كل المشكوك فيه. وهكذا علينا فىالأمور التى فيها شك تجنبها كلية دون مخاطرة وهكذا قال بولس الرسول لن آكل لحماً1كو 8 : 13

ويلاحظ أنه يقول يكون مكروه لكم وهذهتناظر كلمة نجس كأن الله يطلب أن نكره الخطية

 

الأيات 13 – 19 :- و هذه تكرهونها من الطيور لا تؤكل انها مكروهة النسر و الانوقو العقاب. و الحداة و الباشق على اجناسه. و كل غراب على اجناسه. و النعامة والظليم و الساف و الباز على اجناسه. و البوم و الغواص و الكركي. و البجع و القوق والرخم. و اللقلق و الببغا على اجناسه و الهدهد و الخفاش.

الطيور

إن كانت الحيوانات الطاهرة تشيرلإرتباطنا بكلمة الله والإيمان الحى فينا الظاهر فى سلوكنا. والحيوانات البحريةتكشف عن الحاجة إلى وسائط النعمة. فإن الطيور تعلن عن الحاجة إلى السلوك العملىنحو إخوتنا. فالطيور التى تؤكل صفاتها

1-              لهاأجنحة وتحلق فى السمويات بها.فهى لا تهتم بالأرضيات.

2-              لاتأكل الجيف والقاذورات

3-              لاتأكل اللحوم ولا تخطف تشير لمن يحيا فى سلام مع إخوته وليس بالدم يعيش.

4-              لاتأكل أشياء نجسة مثل الثعابين والمعنى أن المؤمن الطاهر لا يعاشر الخطاة ولا يعيشعلى الخطية كما يأكل الثعبان طين الأرض.

5-              أنتكون طيور طاهرة مثل الحمام واليمام وهذه تعتبر ضعيفة جداً بالنسبة للطيور القويةولكنها طاهرة والطيور القوية نجسة

6-              لاعلاقة لها بالأوثان فبعض الطيور الممنوعة قدستها الشعوب للأوثان أو كان لها علاقةبالتفاؤل والتشائم كالبوم مثلاً وهذا ممنوع للمؤمن

7-              لاتعرف بأنها طيور تنقض على فريستها وتلتهمها (الهراطقة يخطفون المؤمنين)

وهذه الصفات التى يريدها الله أن تكون فىشعبه

أنواع الطيور الممنوعة

1-              النسر:-يسمى ملك الطيور بسبب قوته وضخامته مع حدة بصره وإرتفاعه عالياً فى طيرانه. وعرفتالنسور برعايتها الفائقة لصغارها، إذ تحوم حولها حتى تقدر النسور الصغيرة علىالطيران (خر 19 : 4) لذلك يشبه الكتاب المقدس الله فى محبته ورعايته بالنسر تث 32: 11. ويشبه المؤمن بالنسر مز 103 : 5 لأن النسر يعمر طويلاً. وأحد الكاروبين لهشكل النسر. وإنجيل يوحنا الذى يحدثنا عن لاهوت المسيح يرمز له بالنسر. ولكن لأنالنسر فى نفس الوقت رمز للعنف والسرعة فى الخطف إعتبر نجساً لا يأكلوه. بل شبهتالأمم المعادية لهم بالنسر لأنها ستقوم بإختطاف أولادهم فى السبى حب 1 : 8 + تث 28: 49، 50. ونفس الشئ حدث مع الأسد. فالمسيح شبه بالأسد “هوذا الأسد الخارج منسبط يهوذا” والشيطان شبه بالأسد الزائر الذى يلتمس من يبتلعه. والنسر له عادةلطيفة فهو يأخذ صغاره على جناحيه ويطير عالياً ويهبط فجأة تاركاً صغاره ليتعلمواالطيران ولكن عينيه تكون عليهم فإذ يخوروا يأخذهم على جناحيه ثانياً. وهكذا فاللهيعلمنا أن نجاهد لنحلق فى السماويات هازمين عدو الخير، لكن فى بعض الأحيان يبدوأنه قد تركنا لكن عيناه تكون علينا دائماً.

2-              الأنوق:-يسمى كاسر العظام فهو يجد لذته فى كسر عظام الحيوانات التى سبق وأكلتها الجوارح منقبل بأن يحملها عالياً ويلقيها على الصخور فتنكسر ليأكل نخاعها

3-              العقاب :- من الطيور الكاسرة ويتغذىعلى الجيف

4-              الحدأة:-من الجوارح ولونها أسود

5-              الباسق:-تشبه الحدأة ومن الجوارح وتكثر الصياح والصراخ

6-              الغراب:-يسمونه طائر الليل لشدة سواده وهذا معنى أسمه فى العبرية راجع نش 5 : 11. يأكلالجيف لذلك لم يرجع لفلك نوح. ومن شراهته يملأ الجو نعيباً إذا جاع. وهو مغرمبتقوير عين فريسته. ولذلك كان من الإعجاز الذى قصده الله أن غراباً يطعم إيلياالنبى والأنبا بولا. وإذ أن فراخه يكون لونها أبيض يخاف منها ويتركها ولا يطعمها،لكن الله ( الذى يعطى طعاماً لفراخ الغربان مز 9:147) أعطى أن تفرز هذه الفراخسائل له رائحة تجذب الحشرات فتتغذى الفراخ عليها حتى يسود لونها فيعود لهاوالديها.

7-              النعامة :- معروفة بالرعونة والجفاء.هى تضع بيضها ثم تضعه فى صف وتحضن كل بيضة مدة وتتركها لتحضن غيرها. غير أنها وصفتبالحمق لأنها تنسى بيضها وتحضن بيض غيرها، ولأنها لا تصنع عشاً تضع فيه بيضهاولأنها تدفن رأسها فى الرمال حين ترى الصياد وصوتها كالصراخ والنحيب

8-              الظليم :- ذكر النعام

9-              السأف :- يقتات على الأسماكوالحشرات والجيف

10-الباز:- من الجوارح ويأكل لحم بنى جنسه حتى أن كانت زوجته أو والديه

11-البوم:– تسكن الخرائب والصخور وتختفى بالنهار وتظهر بالليل وتأكل الفئران

       والحشرات  وتهاجم الطيور فىأعشاشها وتفترسها وتأكل بيضها وأفراخها.

12-الغواص:- وهو طائر يغوص فى الماء ويصطاد السمك ليأكله. وقال أحدهم أنه رأى

        طائر غواص وقد أصطاد سمكة وخرجبها من الماء فخطفها منه غراب فغاص ثانية

       وخرج ومعه سمكة فخطفها منه الغرابوتكرر هذا لمرة ثالثة فلما أنتهى الغراب من

       الثالثة هاجمة الغوص وأمسك برجلهوغاص فى الماء حتى غرق الغراب فالغواص له قدرة

       على البقاء تحت الماء فترات طويلة

13-الكركى:– له صياحكصياح البوم ويعيش فى الأماكن القذرة والكهوف والخرائب

14-البجع :- يتغذى على الأسماكوالضفادع ومنه أنواع سوداء وكريهة الرائحة

15-القوق:- يسكنالبرارى والخرائب

16-الرحم :- إسمه مشتق من كلمة رحمةفهو مشهور بالعطف على صغاره ولكنه يسكن

               الخرائب  ويأكل الحشراتوالجيف فهو يشير للإنسان الذى يختلط فيه أعمال البر وأعمال الشر

17-اللقلق :- له جناحان لونهما أسودوقويان (زك 5 : 9) يعيش على الضفادع والحشرات وإن لم يجد ما يقتات به منهما يقتاتعلى القاذورات

18-الببغاء :- يكرر كلام الناس دون أنيدرى معناه. ومعنى إسمه فى العبرية غضوب أوقاس

          ويأكل الهوام والفئران لذلكإعتبر نجساً.

19-الهدهد :- يدعى إسمه فى العبرية dukiphath  وهذه قد تنقسم إلىدوك (بمعنى ديك) + فت (بمعنى زبل) ويكون معنى إسمه ديك الزبل أو دو (ذو) + كيفا(الصخر) ويكون معنى إسمه ذو الصخر. فهو يبنى أعشاشه فى الصخور وفى الزبل ولذلك فهوكريه الرائحة فى أثناء فترة إحتضانه للبيض (أسبوع). ويأكل أحشاء الجيف ونفاياتالطعام ومن مميزاته أنه لو ماتت زوجته يظل يصيح ويقلل أكله ولا يتزوج بغيرها إلىأن يموت

20-الخفاش :- هو حيوان ثديي لا يبصرجيداً فى النور الساطع لذلك يختفى فى النهار ويبصر جيداً فى النور الضعيف لذلك فهويطير فى بداية الليل ليصطاد الهوام كالذباب والبعوض ليأكلها. وهو لا يبصر فىالظلام الحالك ومع ذلك لا يصطدم لأنه يرسل أصواتاً تصطدم بالأجسام التى فى طريقهوترتد له فلا يصطدم بها. ومنه أخذت فكرة الرادار. وهو يسكن الأماكن القذرة والكهوفوهو كريه الرائحة

 

الأيات 20 – 23 :- و كل دبيب الطير الماشي على اربع فهو مكروه لكم. الا هذاتاكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على اربع ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما علىالارض. هذا منه تاكلون الجراد على اجناسه و الدبا على اجناسه و الحرجوان علىاجناسه و الجندب على اجناسه. لكن سائر دبيب الطير الذي له اربع ارجل فهو مكروهلكم.

الحشرات والهوام

وأسماها دبيب الطير. فهى تطيروتزحف وقوله الماشى على أربع = أى ما يمشى على أرجله كذوات الأربع. إذاًالمقصود بدبيب الطير الحشرات التى لها أجنحة وتطير وفى نفس الوقت لها أرجل تسيربها عل الأرض. وفى هذا تختلف عن قوله دبيب فقط (آية 29) فهنا يشير لما يدب علىالأرض فقط وليس له أجنحة. والحشرات بوجه عام مكروهة، أى يجب الإمتناع عنها ما عداأربع أنواع وهى الجراد والدبا والحرجوان والجندب. وجميعها من أنواع الجرادوالدبا هو الجراد عند خروجه من بيضه. والجراد له ستة أرجل. والحرجوان هو نوع كبيرمن الجراد ذو سنام وذنب والجندب إسمه فى العبرانية حجب لأنه يستر ويغطى الأرضويتلف الحقول وهو ذو ذنب وبلا سنام. والحرجوان لأن جسمه كبير يثب ولا يطير.

وقد حلل أكل الحشرات الطيارة التى لهاكراعان أى ساقان أو كارعان والمقصود بهما أن الرجلين الخلفيتين أطول منالأماميتين لأن بهما ساقين طويلتين. وكأن الرجل الخلفية تتكون من ثلاثة أجزاء :-جزء يقابل الفخذ فى الحيوان وجزء يقابل الساق (الكراع) وجزء يقابل القدم وهذاالتركيب يساعد على القفز.

وبذلك نفهم أن الجراد ينطبق عليه هذهالمواصفات فهو له أربع أرجل مقدمة + رجلان (كراعان) للقفز + أجنحة للطيران. وهذامعنى دبيب الطير الماشى على أربع وما له كراعان يثب بهما. وقوله إلا هذالا تأكلونه أن كل الحشرات يمنع أكلها إلا ما ينطبق عليه هذه المواصفات.

 

الأيات 24 – 28 :- من هذه تتنجسون كل من مس جثثها يكون نجسا الى المساء. و كل منحمل من جثثها يغسل ثيابه و يكون نجسا الى المساء. و جميع البهائم التي لها ظلف ولكن لا تشقه شقا او لا تجتر فهي نجسة لكم كل من مسها يكون نجسا. و كل ما يمشي علىكفوفه من جميع الحيوانات الماشية على اربع فهو نجس لكم كل من مس جثثها يكون نجساالى المساء. و من حمل جثثها يغسل ثيابه و يكون نجسا الى المساء انها نجسة لكم.

لمس الحيوانات الميتة نجاسة

من هذه تتنجسون = أى أن لمس ما يأتى يسببنجاسة. ونلاحظ أنه كمبدأ عام فالموت يعتبر نجاسة، لأنه ناشئ عن الخطية والتلامس معميت رمزياً يشير للتلامس مع الخطية أو معاشرة الخطاة. فإذا كان الميت حيوان نجستأكدت النجاسة. أضف لهذا السبب الطبى وهو إحتمال نقل عدوى من الجثث.فالله أقام مننفسه طبيباً لهذا الشعب الجاهل. هو كان لهم كل شىء.

ونلاحظ هنا تدرج النجاسة فمن مس جثتهافقط يصير نجساً إلى المساء ولكن من حملها (ربما يحمل جثة إلى خارجالمحلة) هذا يتنجس أكثر ويضطر لغسل ثيابه وهذا يشير إلى إحتياجه للماء للغسلوالتطهير. فمن مس فقط هذا يشير لمن يلمس بدون علم ولكن من حمل فهو يعلم أنها خطيةوإرتكبها، هذا يحتاج للتطهير والتوبة (غسل بالماء)

كل ما يمشى على كفوفه = الكفوف تعنى البراثن أى كلالحيوانات التى أطرافها ذوات أصابع أو براثن كالأسد والدب والقرد والذئب والهروالكلب…. الخ

والنجس حتى المساء = هو ممنوع أن يدخل بيت الربأو يخالط الأطهار أويأكل من الذبائح أو يمس شيئاً مقدساً.

 

الأيات 29، 30 :- و هذا هو النجس لكم من الدبيب الذي يدب على الارض ابن عرس والفار و الضب على اجناسه. و الحرذون و الورل و الوزغة و العظاية و الحرباء.

الدبيب نجد هنا الدبابات النجسة. فأكلها ينجسومس جثثها ينجس

1-              إبنعرس:- شكله كالنمس يفترس الفئران والحيوانات الصغيرة ويأكل الجيف كما يؤذى الأطفالالصغار ويخطف الأشياء اللامعة كالنقود ويخفيها فى جحره

2-              الفأر :- مخرب للغاية ويحملالأوبئة ويهاجم الكتب ويفسدها ويفسد الطعام ويسرقه

3-              الضب:- حيوان برى يشبه التمساح يسكن البرارى ويتلون بحسب البيئة التى يوجد فيها.

4-              الوزغة:-إسمها بالعبرية لطاه من لطأ بالأرض ومعناها لصق بالأرض

5-              الحرذون:-ومعنى إسمه صراخ وعويل ونواح وهو يشبه البرص وعلى ظهره بقع بيضاء كالبرص (ولذلكيسمونه أبى بريص)

6-              الورل :- قريب جداً من الحرباءويتلون حسب البيئة ولا يبنى لنفسه بيتاً بل يغتصب بيوت الأخرين

7-              العظاية :- نوع من الوزغ شكلها يقاربالحرباء

 

الأيات 31 – 40 :- هذه هي النجسة لكم من كل الدبيب كل من مسها بعد موتها يكوننجسا الى المساء. و كل ما وقع عليه واحد منها بعد موتها يكون نجسا من كل متاع خشباو ثوب او جلد او بلاس كل متاع يعمل به عمل يلقى في الماء و يكون نجسا الى المساءثم يطهر. و كل متاع خزف وقع فيه منها فكل ما فيه يتنجس و اما هو فتكسرونه. ما ياتيعليه ماء من كل طعام يؤكل يكون نجسا و كل شراب يشرب في كل متاع يكون نجسا. و كل ماوقع عليه واحدة من جثثها يكون نجسا التنور و الموقدة يهدمان انها نجسة و تكون نجسةلكم. الا العين و البئر مجتمعي الماء تكونان طاهرتين لكن ما مس جثثها يكون نجسا. واذا وقعت واحدة من جثثها على شيء من بزر زرع يزرع فهو طاهر. لكن اذا جعل ماء علىبزر فوقع عليه واحدة من جثثها فانه نجس لكم. و اذا مات واحد من البهائم التي هيطعام لكم فمن مس جثته يكون نجسا الى المساء. و من اكل من جثته يغسل ثيابه و يكوننجسا الى المساء و من حمل جثته يغسل ثيابه و يكون نجسا الى المساء.

مس جثث الدبيب ينجس

من مس جثث أى من هذا الدبيب يتنجس إلىالمساء والسبب أن الدبيب الذى يدب على الأرض ملتصق بالطين والأرض والله يريد شعبهأن يرفع عينيه للسماء ويترجاها وتكون صفاته سماوية. أضف لهذا أن الموت نجس ويساوىالخطية. والسبب الصحى الطبى آية (32) إذا سقطت جثة أحدها على إناء يمكن غسله كإناءخشب أو ثياب من الصوف أو الكتان أو الجلد يجب أن تغسل ولا يستعمل حتى المساء حتىيطهر من أى إحتمال للعدوى والبلاس = قماش مصنوع من شعر المعزى أو غيرهكمسوح آية (33) إن سقطت الجثة فى أناء خزف يكسرونه، فالميكروبات يمكن أن تتسلل إلىمسامه. والآنية الخزفية تشير للإنسان فهى من طين الأرض والإنسان من طين الأرض وهىضعيفة والإنسان ضعيف (2كو 4: 7 + أر 18، 19). فإذا فسد الإنسان وكان لا أمل فىتوبته يكسر أى يهلك. فلا يوجد سوى طريقتين

أ‌-                 متاعيمكن غسله بالماء، إذاً يغسل ويتطهر (إشارة لإمكانية التوبة)

ب‌-             متاعأو إناء خزفى لا يمكن غسله يكسر (إشارة لهلاكه)

فلنقدم توبة ونغتسل من خطايانا لئلانهلك.

آية (34) إن سقط على الطعام به سائلكالماء أو الزيت لا يؤكل، واليهود فهموا أن قوله ماء هنا مقصود به إعداد الطعامبالماء أو أى سوائل كالزيت.

آية (35) تنور = تن + نور وكلمةتن = مخبز أو أتون ونور تعنى نار إذاً تنور تعنى فرن. ولو سقط على الفرن يهدمويعاد بناؤه فهو لا يمكن غسله.

آية (36) لو سقط على عين أو بئرمجتمعى المياه = تكونان طاهرتين لأن ماءهما متجدد ويكتفى بنزح الماء منها حيثسقطت الجثة.

وقارن هذه الآية مع آية (34) ففى (34)الجثة سقطت على ماء راكد داخل إناء فيتنجس الإناء ولكن إذا سقطت على ماء جارى لايتنجس. فالخطية إذا أصابت إنسان لا يعطى فرصة للروح أن يعمل فيه تنجسه الخطية ومنتصيبه خطية لكن يعطى فرصة للروح القدس أن يبكته فيتوب هذا لا يتنجس. الماء الجارىيشير لعمل الروح القدس المستمر فى تجديد طبيعة الإنسان

الأيات (37، 38) إن سقط على بذور جافة لاتحسب نجاسة أما إذا كانت البذور مبللة فلا تستخدم. فالزرع والنبات الحى كالماءالمتجدد لأنه ينمو إذاً هو حى لا يتنجس وهو يستمد دائماً مواد جديدة من التربةوالهواء لأن له جذور هكذا كل من يشرب من الماء الذى يعطيه المسيح أى يستمد قوةتطهير مستمرة من الروح القدس هذا لا يتنجس. أما لو وضع البذور فى أناء ووضع عليهماء ثم سقط عليه جثة نجسة يتنجس فالماء هنا يساعد على تفتيح البذور فتصبح عرضةللتلوث مثل من تفتحت حواسه لخطايا العالم.

آية (39) حتى الحيوانات الطاهرة لو ماتتتصبح نجسة. هذا يعنى لو ماتت بطريق غير الذبح. فالموت يشير للخطية كما قلنا.

آية (40) ومن أكل من جثته = يعنىمن أكل دون أن يعلم أنه ميت فإن من يأكل جثة حيوان مات بغير طريق الذبح تقطع تلكالنفس تث 14 : 21.

 

الأيات 41 – 45 :- و كل دبيب يدب على الارض فهو مكروه لا يؤكل. كل ما يمشي علىبطنه و كل ما يمشي على اربع مع كل ما كثرت ارجله من كل دبيب يدب على الارض لاتاكلوه لانه مكروه. لا تدنسوا انفسكم بدبيب يدب و لا تتنجسوا به و لا تكونوا بهنجسين. اني انا الرب الهكم فتتقدسون و تكونون قديسين لاني انا قدوس و لا تنجسواانفسكم بدبيب يدب على الارض. اني انا الرب الذي اصعدكم من ارض مصر ليكون لكم الهافتكونون قديسين لاني انا قدوس.

الزواحف هى مكروهة لأنها تدب على الأرض وتلمسالتراب فهى تشبه الإنسان الذى يشتهى تراب هذا العالم فإنحط قدره ووصل للتراب.والله يسميها مكرهة ليرفع أنظارهم للسماويات

آية (42) هذا الدبيب ثلاثة أنواع ومايمشى على بطنه = كالحية ليذكرهم بعقوبة الحية وأنها ستأكل التراب تك 3 : 14 ومايمشى على أربع = كالعقارب وما كثرت أرجله مثل أم أربعة وأربعين والدودوآية (43) تشديد ثلاثى بمنع النجاسة ليؤكد المعنى

آية (45) أنا الرب الذى أصعدكم من أرضمصر = بعد أن حررتكم لا تعودوا للعبودية ثانية

 

الأيات 46، 47 :- هذه شريعة البهائم و الطيور و كل نفس حية تسعى في الماء و كلنفس تدب على الارض. للتمييز بين النجس و الطاهر و بين الحيوانات التي تؤكل والحيوانات التي لا تؤكل

هى شريعة أبدية. وقوله الحيوانات التىتؤكل = هى أخص من قوله الحيوانات الطاهرة فقد يكون هناك حيوان طاهر ولكنه لايؤكل، فمثلاً لأنه مات وليس بطريق الذبح

ملاحظات ختامية

1-              لاحظأن اليهودى كان عليه أن يسير حذراً فى كل لحظة يراقب الأرض لئلا يلمس ما يدب أويلمس جثة حيوان وعليه أن يراقب الهواء (الطيور) والماء (السمك) وهكذا هو فى كللحظة يراقب ما حوله حتى لا يتنجس، وهم تدربوا على هذا جيداً وعلى كل مسيحى أن يفعلنفس الشئ ويراقب كل ما حوله لأن خصمنا إبليس يجول يلتمس من يبتلعه.

2-              رأىبطرس الرسول السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة بها كل أنواعالحيوانات طاهرة ونجسة وصوت قائل إذبح وكل وتكررت ثلاث مرات وتكرر الصوت ثلاث مراتيشير إلى أن الحياة المقامة فى المسيح لم يعد فيها هذا التمييز. وتشير لقبول الأممالذين كانوا قبلاً معتبرين نجسين لإنفصالهم عن الله وبعد المسيح صار الكل واحداً1تى 4 : 4. إذاً فقد كانت نجاسة هذه الحيوانات فى كونها رمز والرمز إنتهى بمجئالمرموز إليه.

3-              آية42 بها كلمة بطنوكلمة بطن هنا فى العبرية بها حرف “واو” وهو يتوسط حروف الأسفار الخمسةوكان الكتبة يستخدمونه كدليل لمراجعة صحة النقل وذلك بعد الحروف حرفاً حرفاً فيماقبله وفيما بعده وهذا يبين الإهتمام الكبير الذى به صان اليهود نص العهد القديمالقرون الطويلة

4-              صفاتالمسيحى الطاهر فى ضوء هذا الإصحاح

أ‌-                                         يلهجفى كلمة الله (يجترها) + يصلب الأهواء والشهوات (يشق الظلف) + يتغذى على مراعىالله الخضراء أى كلمة الله (وليس آكل لحوم البشر) = شريعة الحيوانات الطاهرة

ب‌-                                     يستعملوسائط النعمة (صلاة وصوم + أسرار…….) لتساعده فى أن يسلك فى وسط تيارات العالموتحميه من الأوساط المعادية = شريعة الأسماك الطاهرة

ت‌-                                     يحلقفى السماويات (طير) + لا يخطف ولا يعيش على الجيف = شريعة الطيور الطاهرة

ث‌-                                     لايشتهى الأرضيات ويلتصق بالطين = شريعة نجاسة الدبيب

ج‌-                                      لقدحررنا المسيح فلنضع نحن القيود على أنفسنا بحريتنا ونتقدس لأن إلهنا قدوس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى