اللاهوت الدفاعي

الفصل الرابع



الفصل الرابع

الفصل الرابع

العهد الجديد كلمة الله ووحيه الإلهي

مقالات ذات صلة

 

1- الإنجيل (العهد
الجديد) كلمة الله ووحيه الإلهي
 

الرب يسوع المسيح هو جوهر العهد الجديد، ومحور
الكتاب المقدس كله وروح النبوة ومصدر الوحي وأصله، هو مفتاح الوحي سواء في العهد
القديم أو العهد الجديد ” فان شهادة يسوع هي روح النبوة ” (رؤ10:
19)، وقد نطق بروحة القدوس في جميع الأنبياء “ أنبياء الذين تنباوا عن
النعمة التي لأجلكم
. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح
المسيح الذي فيهم
… الذين أعلن لهم انهم ليس لانفسهم بل لنا كانوا يخدمون
بهذه الأمور التي أخبرتم بها انتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل
من السماء التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها ” (1بط11: 1-13). فهو كلمة الله
الذاتي الذي في ذات الآب ومن ذات الآب، صورة الله وقوة الله وحكمة الله، بهاء مجده
ورسم جوهره، عقل الله الناطق ونطقه الذاتي العاقل الآتي من السماء والكائن في
السماء، الذي نزل من السماء بالرغم من أنه كان كائناً فيها وفى كل مكان بلاهوته،
صورة الله غير المنظور والمعلن عن الذات الإلهية والإرادة الإلهية والتدبير
الإلهي، ” الابن الوحيد الذي في حضن الآب “، الله ناطقاً،
الله معلناً، الله ظاهراً، الله الظاهر في الجسد “ عظيم هو سر التقوى الله
ظهر في الجسد
” (1تى16: 3)، الإله المتجسد،الابن الوحيد، الإله الوحيد،
الله متجسداً وظاهراً ومتجلياً ومعلناً، الله ناطقاً:

+ ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان
عند الله وكان الكلمة الله
،… والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده
مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
.. الله لم يره أحد قط الابن
الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر “
(يو1: 1،14،18).

+ ” ويدعى اسمه كلمة الله ” (رؤ13:
19).

+ ” بالمسيح قوة الله وحكمة الله
” (1كو24: 1).

+ ” المسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من
الله
” (1كو30: 1).

+ “ المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم
” (كو3: 2).

+ ” المسيح الذي هو صورة الله
” (2كو4: 4).

+ ” الذي إذ كان في صورة الله لم
يحسب خلسة أن يكون معادلا لله ” (في6: 2).

+ ” الذي هو صورة الله غير المنظور
” (كو15: 1).

+ ” الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل
كل الأشياء بكلمة قدرته “(عب3: 1).

+ وكما يقول هو عن نفسه ” وليس أحد صعد
إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء

(يو13: 3).

+ ” لاني قد نزلت من السماء
(يو38: 6).

+ ” أنا هو الخبز الحي الذي نزل من
السماء
” (يو51: 6).

وقال عنه القديس بولس بالروح: ” الذي
نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السماوات لكي يملا الكل ”
(اف10: 4).

 هو
الابن الوحيد، الإله الوحيد، الذي يعرف الآب لأنه فيه ومنه وبه، في الآب ومن ذات
الآب، المولود من الآب قبل كل الدهور، والذي يعلن عنه، بهاء مجده ورسم وصورة
جوهرة، صورة الله غير المنظور، صورة الله الذي أخذ صورة العبد، والذي يقول عن ذاته
وعن كونه في الآب ومن ذات الاب، من ذات الله: ” أنا اعرفه (الآب) لأني منه
وهو أرسلني ” (يو29: 7)، “ كما أن الاب يعرفني وأنا اعرف الاب
” (يو15: 10)، ” كل شيء قد دفع إلى من أبى وليس أحد يعرف الابن إلا
الاب ولا أحد يعرف الاب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له
” (مت27:
11)، ” خرجت من عند الاب وقد أتيت إلى العالم وأيضا اترك العالم واذهب
إلي الاب ” (يو28: 16)، ” الذي راني فقد رأى الاب... أنى أنا
في الاب والاب في
… صدقوني أنى في الاب والاب في وإلا فصدقوني لسبب
الأعمال نفسها ” (يو6: 14،11).

 هو
الالف والياء البداية والنهاية الأول والأخر العالم بكل شيء والفاحص القلوب
والكلى، كما يقول هو ؛ ” أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب
الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء … أنا هو الألف والياء الأول
والآخر
لا تخف أنا هو الأول والآخر ” (رؤ8: 1،11،17)، ” أنا
هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله “
(رؤ23: 2)،
” ثم قال لي قد تم أنا هو الالف والياء البداية والنهاية أنا أعطى
العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا ” (رؤ6: 21)، ” أنا الالف والياء
البداية والنهاية الأول والأخر
” (رؤ8: 2؛12: 22).

 وهو
الذي له، كما أكد هو ذاته، كل ما لله الآب من صفات إلهية وسلطان على الكون وما فيه
من مخلوقات، والمساوي له في الجوهر والمجد والكرامة، والواحد معه في الطبيعة
الإلهية والذات الإلهية، كقوله: ” الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده
” (يو35: 3)،” لان الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعمالا
اعظم من هذه لتتعجبوا انتم.لأنه كما أن الاب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن
أيضا يحيي من يشاء … لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب من لا يكرم الابن لا
يكرم الاب الذي أرسله … لأنه كما أن الاب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضا أن
تكون له حياة في ذاته
” (يو20: 5،21،23،26)،” ومهما سألتم باسمي
فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن ” (يو13: 14). كما تهتف له جميع
المخلوقات السمائية: ” قائلين بصوت عظيم مستحق هو الحمل المذبوح (أي
المسيح الذي يحمل آثار الصليب) أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة
والمجد والبركة،
وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر
كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد
والسلطان إلى ابد الآبدين
” (رؤ12: 5،13). لاحظ المساواة التامة بين الآب
الجالس على العرش والابن الذي هو الحمل المذبوح.

 ولأن الابن هو صورة الله غير المنظور،
كلمة الله الآب، بهاء مجده وصورة جوهره، وله كل ما للآب من صفات وسلطان ومجد
وكرامة وقدرة كقوله ” كل ما للآب هو لي ” (يو15: 16)، كما أنه
مساوى للآب في كل شيء ” الذي وهو كائن في صورة الله لم يحسب مساواته لله
اختلاسا
” (فى5: 2)، لذا فكلامه هو كلام الله وعمله هو عمل الله.
وتأكيداً لذلك يضع كلامه في مساواة تامة مع كلام الله الذي تكلم به مع موسى النبي،
بل ويعدله حسب شريعة العهد الجديد فيقول “ قيل ” أي قيل بالوحي
الإلهي في الناموس، وكان القائل هو الله مباشرة لموسى النبي على الجبل ” و
وأما أنا فأقول ” فيساوي نفسه بالله ويقدم وحي العهد الجديد:

قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل
ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم أن

من قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم. قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. وأما
أنا فأقول
لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. وقيل
من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا
لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني. أيضا سمعتم انه قيل
للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة …
سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا
الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا. سمعتم انه قيل تحب
قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا
إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ” (مت21: 5-44). ولذلك
فقد أكد أن كلامه لا ولن يزول “ السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول
” (مت35: 24).

 وهو القدوس
والحق الذي قال عن نفسه أنه ” القدوس الحق ” (رؤ7: 3) وكلامه هو
الحق وكان يسبقه دائماً بعبارة ” الحق أقول لك.. أو لكم
والتي تكررت في الأناجيل الثلاثة الأولى 54 مرة وعبارة ” الحق الحق أقول
لك
.. أو لكم ” والتي تكررت في الإنجيل للقديس يوحنا 25 مرة:
فأنى الحق أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو
نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ” (مت18: 5،26 ؛2: 6،16؛10: 8)، “
الحق الحق أقول لكم
من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون
على ابن الإنسان ” (يو51: 1)، “ الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي
فله حياة أبدية ” (يو47: 6)، ” الحق الحق أقول لكم أن كان أحد
يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد “(يو51: 8)، ” الحق الحق أقول
لكم
قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ” (يو58: 8).

 

1 – أعداد التلاميذ والرسل

 كان
للسيد المسيح عدد كبير من التلاميذ، الذين آمنوا به قبل الصلب والقيامة، وقد أختار
منهم أثنى عشر تلميذا ” ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر
الذين سماهم أيضا رسلا
” (لو13: 6)، وسبعين رسولاً ” وبعد ذلك عين
الرب سبعين آخرين أيضا أرسلهم
اثنين اثنين أمام وجهه إلي كل مدينة وموضع حيث
كان هو مزمعا أن يأتي ” (لو10: 1). أختارهم وأعدهم وصاروا له تلاميذ، وعاشوا
معه ” منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي أرتفع فيه “، أي الذي
صعد فيه إلى السماء (أع22: 1)، وذلك لكي يسمعوا بآذانهم ويروا بأعينهم كلامه
الإلهي وأعماله الإلهية ويحملوا كلمة الله ويشهدوا بما سمعوا ورأوا، كشهود عيان،
ويكرزوا ببشارة الملكوت في كل العالم. وشرح لهم كل ما جاء عنه وما يختص به في جميع
أسفار العهد القديم وفسر لهم كل ما تنبأ به عنه الأنبياء من نبوات “ ثم
أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب…
وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو
مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء و المزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في
اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم
وانتم شهود لذلك
” (لو44: 24-47). “ وتشهدون انتم أيضا لأنكم معي
من الابتداء
” (يو27: 15).

 ومنحهم
معرفة أسرار ملكوت الله، ملكوت السموات، ومن ثم فقد رأوا ما لم يره أحد من
الأنبياء والأبرار قبلهم وسمعوا ما لم يسمع به غيرهم ” أعطى لكم أن تعرفوا
أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط … فطوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم
لأنها تسمع فإني الحق أقول لكم أن أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم
ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا
” (مت13: 11،16-17).
وأعطاهم السلطان الرسولي لكي يخرجوا الشياطين ويشفوا المرضى ويقيموا الموتى
ويصنعوا الآيات والعجائب والمعجزات:

” ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم
سلطانا
على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف ” (مت1: 10)،
” ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين ” (مر15:
3)، وقال لهم ” ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة
العدو ولا يضركم شيء ” (لو19: 10). كما أعطاهم سلطان الحل والربط ” الحق
أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على
الأرض يكون محلولا في السماء
” (مت18: 18)، وقال لبطرس الرسول “
وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل
ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات
” (مت19: 16).

 ويصف
القديس بولس الرسول هذا السلطان الرسولى الذي أعطاه لهم السيد المسيح ب ” سلطاني
في الإنجيل
” (1كو18: 9)، ” سلطاننا الذي أعطانا إياه الرب
لبنيانكم
” (2كو8: 10)، ” السلطان الذي أعطاني إياه الرب للبنيان
” (2كو10: 13). وقال لتلميذه تيموثاوس ” تكلم بهذه وعظ ووبخ بكل
سلطان
لا يستهن بك أحد “(2تى15: 2).

 

2 – الوعد بالروح القدس

وعد السيد المسيح تلاميذه ورسله أنه سيرسل لهم
الروح القدس، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، روح الله الآب وروح الابن أيضاً
” روح المسيح ” (رو9: 8)، “ روح يسوع المسيح
(في19: 1)، ” أرسل الله روح ابنه ” (غل6: 4). فالآب والابن واحد
أنا والآب واحد “، والآب والابن والروح القدس واحد، ليحل عليهم
ويسكن فيهم ويعمل من خلالهم ويتكلم على لسانهم وبفمهم ويعلمهم أمور كثيرة
” يعلمهم كل شيء ” ويرشدهم ”
في التعليم والكرازة
إلى كل الحق ” ويذكرهم بكل ما قاله السيد وعلمه لهم وعمله أمامهم

جميع ما أبتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه “
(أع1:
1،2) لكي يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها في العالم كله ” فاذهبوا وتلمذوا جميع
الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع
ما أوصيتكم به
. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر ” (مت19:
27،20):

+ ” فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما
تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به، لان لستم انتم المتكلمين بل
روح أبيكم الذي يتكلم فيكم
” (مت20: 10).

+ ” بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك
تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس ” (مر11: 13).

+ ” لان الروح القدس يعلمكم في تلك
الساعة ما يجب أن تقولوه
” (لو12: 12).

+ ” لأني أنا أعطيكم فهماً وحكمةً لا يقدر
جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها ” (لو15: 21).

+ ” وأنا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا
آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه
ولا يعرفه وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم… وأما المعزي الروح
القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم

” (يو16: 14،17،26).

+ ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا
إليكم من الاب روح الحق
الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون
أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء
” (يو26: 15،27).

+ ” وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو
يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور
آتية
. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما للآب هو لي. لهذا
قلت انه يأخذ مما لي ويخبركم “(يو13: 16-15).

+ وبعد قيامته من الأموات ” قال لهم هكذا
هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وان
يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم وانتم شهود
لذلك
. وها أنا أرسل إليكم موعد أبى فاقيموا في مدينة أورشليم إلى أن
تلبسوا قوة من الأعالي
” (لو44: 24-49)، ” ولما قال هذا نفخ وقال
لهم اقبلوا الروح القدس
” (يو22: 20).

+ ” أوصى بالروح القدس الرسل الذين
اختارهم
” (أع2: 1).

+ وقال لهم ” لان يوحنا عمد بالماء وأما
انتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير ” (أع5: 1).

+ ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح
القدس عليكم وتكونون لي شهودا
في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى
الأرض ” (اع8: 1).

+ ” فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع إلى كل
سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب
والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل
الأيام إلى انقضاء الدهر
” (مت20: 28).

 

3 – شهادة الروح القدس وعمله في الرسل

وبعد صعود السيد المسيح إلى السماء حقق ما وعد
به لتلاميذه وأرسل الروح القدس الذي حل عليهم وظهر في شكل وهيئة ألسنه منقسمة
كأنها من نار ” وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بالسنة
أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا
” (أع4: 2)، “ و لما صلوا تزعزع
المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام
الله بمجاهرة
” (أع31: 4).

 كانت
شهادة الرسل للمسيح مبنية على ثلاثة أركان رئيسية هي:

(1) تعليم السيد المسيح كلمة الله الحي النازل
من السماء وكلامه الذي هو كلام الله؛

+ “ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة
” (يو22: 2).

+ ” من رذلني ولم يقبل كلامي فله من
يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير ” (يو48: 12).

+ ” الست تؤمن أنى أنا في الآب والآب في
الكلام الذي أكلمكم به
لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل
الأعمال ” (يو10: 14).

+ ” الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي والكلام
الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني ” (يو24: 14).

+ “ انتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي
كلمتكم به
” (يو3: 15).

+ ” وخاطب الآب قائلاً لان الكلام الذي
أعطيتني قد أعطيتهم
” (يو8: 17).

وشهادته لنفسه باعتباره القدوس الحق الذي يقول
الحق ” أجاب يسوع وقال لهم وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق لاني اعلم من
أين أتيت وإلي أين اذهب
” (يو14: 8)، وشهادة الآب له ” أنا هو
الشاهد لنفسي ويشهد لي الاب
الذي أرسلني ” (يو17: 8،18)، عند المعمودية
وعلى جبل التجلى ” هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت” (مت17: 3؛5: 17)،
وشهادة الأعمال الإعجازية التي كان يعملها:

+ ” الأعمال التي أنا اعملها باسم أبى
هي تشهد لي
” (يو25: 10).

+ ” هذه الأعمال بعينها التي أنا اعملها
هي تشهد لي
” (يو36: 5).

+ ” فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا
أن الآب في وأنا فيه
” (يو38: 10).

+ “الآب الحال في هو يعمل الأعمال
” (يو10: 14).

+ ” أنى في الآب والآب في وإلا فصدقوني
لسبب الأعمال نفسها
” (يو11: 14).

 (2) شهادة نبوات القديم عنه “ له
يشهد جميع الأنبياء
أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ” (أع43:
10)، ” الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي
كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح
والأمجاد التي بعدها ” (1بط11: 1)، ” فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم
فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي
” (يو39: 5).

(3) شهادة الروح القدس له من خلال تلاميذه
ورسله، يقول القديس بطرس بالروح ” هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن
يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين أكلنا
وشربنا معه بعد قيامته من الأموات
” (أع41: 10)، كما قال القديس يوحنا
بالروح القدس ” الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي
شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد
ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الاب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه
نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع
المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا. وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه
ونخبركم به أن الله نور و ليس فيه ظلمة
البتة ” (1يو1: 1-5).

” ونحن قد نظرنا ونشهد أن الاب قد أرسل
الابن
مخلصا للعالم ” (1يو14: 4).

وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة
أبدية وهذه الحياة هي في ابنه
“(1يو11: 5).

” الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع
المسيح بكل ما رآه
” (رؤ2: 1).

أنا يوحنا كنت في الجزيرة
التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله ومن اجل شهادة يسوع المسيح ” (رؤ9:
1).

+ وكما قال القديس بطرس بالروح ” لأننا
لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح و مجيئه بل قد كنا معاينين
عظمته. لأنه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا إذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى
هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ
كنا معه في الجبل المقدس ”
(1بط16: 1-21). وقال في كرازته لليهود
والأمم أيضا: ” فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك
(أع32: 2)، ” ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود
لذلك
” (أع15: 3) ” وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو
المعين من الله ديانا للأحياء والأموات
” (أع42: 10).

+” وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة
بقيامة الرب يسوع
” (أع33: 4).

+ ” كان بولس منحصرا بالروح وهو يشهد
لليهود بالمسيح يسوع
” (أع5: 18).

 ومن ثم
فقد كان كل تعليم الرسل هو ما شهد به وما علم به الروح القدس على لسانهم وبأفواههم
ودونه بأقلامهم. وكان كل ما كُتب ودُون وسُجل في العهد الجديد، كل حرف وكل كلمة
وكل عبارة وكل جملة وكل فقرة وكل فصل وكل سفر في الأناجيل الأربعة وسفر أعمال
الرسل وجميع الرسائل وسفر الرؤيا، هو ما أوحى به الله بروحه القدوس ” كل
الكتاب هو موحى به من الله “، ” هو ما تنفس به الله ” بروحه
القدوس، ” كلمة الله ” ووحيه الإلهي.

 

2- تأكيد العهد الجديد لذاته أنه كلمة الله

 ويؤكد العهد
الجديد في كل آيه من آياته أنه كلمة الله ووحيه الإلهي من خلال تأكيد السيد المسيح
للرسل بأن سيتكلم على لسانهم وبفمهم بالروح القدس الذي كان يعمل فيهم وبهم ويوجههم
ويقودهم ويرشدهم. وكانوا أثناء كرازتهم حارين بالروح مقيدين بالروح، محصورين
بالروح ؛ “ ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به
” (أع10: 6)، “ فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة ”
(أع29: 8)، ” وبينما بطرس متفكر في الرؤيا قال له الروح ” (أع19:
10)، ” فقال لي الروح أن اذهب ” (أع12: 11)، ” وأشار
بالروح
” (أع28: 11)، ” فلما أتوا إلي ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلي
بيثينية فلم يدعهم الروح ” (أع7: 16)، ” كان بولس منحصرا
بالروح
وهو يشهد لليهود بالمسيح يسوع ” (اع15: 22)، ” كان وهو
حار بالروح
يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب “، (أع25: 18)، ” ها
أنا اذهب إلي أورشليم مقيدا بالروح ” (أع22: 20)، ” كانوا يقولون
لبولس بالروح
أن لا يصعد إلي أورشليم ” (أع4: 21)، “ كنت في
الروح
في يوم الرب ” (رؤ10: 1)، ” من له أذن فليسمع ما يقوله
الروح
للكنائس ” (رؤ17: 2)، “ صرت في الروح ” (رؤ2: 4)،
يقول الروح ” (رؤ13: 14)، “ فمضى بي بالروح
(رؤ3: 17)، ” وذهب بي بالروح ” (رؤ10: 21).

+ وكما كلم الله الآباء والأنبياء في القديم فقد
ظهر الله وكلم التلاميذ والأنبياء والرسل، في العهد الجديد، في أبنه الذي صار
جسدا، صورة الله الذي أحذ صورة الإنسان وحل بيننا: ” الله بعدما كلم
الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه
الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره

وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ” (عب1: 1-3).

والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا
مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا … ومن ملئه
نحن جميعا أخذنا
ونعمة فوق نعمة. لان الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.
الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر
” (يو1:
1-3،14،16،18).

وكان الكثيرون من رسل المسيح أنبياءً مثل أغابوس
” وفي تلك الأيام انحدر أنبياء من أورشليم إلى إنطاكية. وقام واحد
منهم أسمه أغابوس
وأشار بالروح أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير على كل
المسكونة ” (أع27: 11،28)، وبرنابا وسمعان الذي يدعى نيجر” وكان في
إنطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون برنابا وسمعان.. ومناين ”
(أع1: 13)، ويهوذا وسيلا ” ويهوذا وسيلا إذ كانا هما أيضا نبيين وعظا
الأخوة بكلام كثير وشدداهما ” (أع32: 15). وخاطب الملاك القديس يوحنا في
الرؤيا باعتباره أحد الأنبياء ” لأني عبد معك ومع أخوتك الأنبياء
(رؤ9: 22). وكان ترتيب الأنبياء في الكنيسة تالي للرسل ” فوضع الله أناسا في الكنيسة
أولا رسلا ثانيا أنبياء
ثالثا معلمين ثم قوات

أ
لعل
الجميع رسل ألعل الجميع أنبياء ألعل الجميع معلمون ” (1كو28: 12،29)،
” وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة
ومعلمين ” (أف11: 4).

 وكانت
رسالتهم ورسالة الأنبياء السابقين واحدة “ مبنيين على أساس الرسل
والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية
الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو
هيكلاً مقدساً في الرب ” (أف20: 2،21)، ” لتذكروا الأقوال التي قالها
سابقا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص
” (2بط2:
3).

 وكانت
أسفار العهد الجديد مساوية لأسفار العهد القديم كوحي إلهي، فيستشهد القديس بولس
بآيتين الأولى من سفر التثنية (4: 25) والثانية من الإنجيل للقديس لوقا (7: 10)
مسبوقين بعبارة ” الكتاب يقول ” والتي تعنى ” الكتاب المقدس
“، كلام الله المكتوب بالروح القدس ” لأن الكتاب يقول لا تكم
ثوراً دارساً. والفاعل مستحق أجرته ” (1تى 18: 5)، كما يشير القديس بطرس إلى
رسائل القديس بولس باعتبارها أسفار مقدسة ” واحسبوا أناة ربنا خلاصاً كما كتب
إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له كما في الرسائل كلها
أيضا متكلماً فيها عن هذه الأمور ” (2بط15: 3،16)، وتكلم القديس يوحنا بالروح
عن رؤياه لكونها ” كتاب نبوة ” لا يجوز زيادة حرف عليه أو حذف
حرف منه، فقال له الملاك ” طوبى للذي يقرا وللذين يسمعون أقوال النبوة
ويحفظون ما هو مكتوب فيها
لان الوقت قريب ” (رؤ3: 1).

” طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب
” (رؤ7: 22). كما يحذر الملاك من زيادة أو نقصان حرف من حروفه وبالتالي ينطبق
هذا التحذير على كل أسفار العهد الجديد ” لأني اشهد لكل من يسمع أقوال
نبوة هذا الكتاب
أن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في
هذا الكتاب. وان كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من
سفر الحياة و من المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب ” (ؤ18:
22،19).

 

3- تأكيد كل سفر في العهد الجديد أنه كلمة الله

 ويعلن
كل سفر من أسفار العهد الجديد ويؤكد أنه كلمة الله الموحى بها وأنه تعليم الرب
يسوع المسيح الذي علمه وأعماله التي عملها قبل صعوده وتعليمه الذي علمه وأعماله
التي عملها بالروح القدس من خلال تلاميذه بعد صعوده وجلوسه عن يمين العظمة في
الأعالي، والذي كتب بالروح القدس ” كل الكتاب هو موحى به من الله “،
” ما تنفس به الله، نفس الله “، كتاب الله الذي كتبه تلاميذ المسيح
ورسله بالروح القدس ” مسوقين من الروح القدس “.

 

1 – الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل

(1)
الإنجيل للقديس متى

يبدأ الإنجيل للقديس متى بربط السيد المسيح
بسجلات العهد القديم باعتباره المسيح الآتي الذي تنبأ عنه جميع الأنبياء فيقول
كتاب ميلاد يسوع المسيح أبن داود أبن إبراهيم..الخ ” (مت1: 1).
وكما يؤكد استمرارية كلمة الله ووحيه الإلهي في الكتاب المقدس كله، في العهدين
القديم والجديد، بقول السيد المسيح “ لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس
والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل
” (مت 17: 5). ويشير دائما لما سبق أن
تنبأ به الأنبياء في العهد القديم عن المسيح وعن تعليمه وأعماله بعبارات: ”
أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل ” (مت31: 22)،” لكي
يتم ما قيل بالأنبياء
” (مت23: 2)،” وهذا كله كان لكي يتم ما قيل
من الرب بالنبي القائل
” (مت22: 1؛15: 2؛مت4: 21؛35: 27)، ” حينئذ تم
ما قيل بارميا
النبي القائل ” (مت17: 2؛9: 27)،” لأنه هكذا مكتوب
بالنبي
” (مت5: 2)،” لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل
” (مت14: 4؛17: 8؛17: 12؛35: 13)،” مكتوب ” مت4:
4،6،7،10؛13: 21)، ” ما هو مكتوب عنه ” (مت24: 26)،” لأنه
مكتوب
” (مت31: 26). ويختم بقول السيد ” تقدم يسوع وكلمهم قائلا دفع
إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل
الأيام إلى انقضاء الدهر أمين ” (مت 17: 28-20).

 

(2) الإنجيل للقديس مرقس

يبدأ الإنجيل للقديس مرقس بقول الوحي الإلهي
بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله، كما هو مكتوب في الأنبياء
(مر1: 1-2)، ويختم بقوله ” أخيرا ظهر للأحد عشر… وقال لهم اذهبوا إلى العالم
اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن ”
(مر14: 16-20).

 

(3) الإنجيل للقديس لوقا

 يبدأ الوحي الإلهي في
الإنجيل للقديس لوقا بالتأكيد على أنه يدون كلمة الله التي سلمها السيد المسيح
لتلاميذه الذين كانوا شهوداً عياناً له والتي سلموها بالروح القدس للكنيسة. ويؤكد
أنه جمع كل شيء بكل تدقيق من مصادره الأساسية، أي الرسل والقديسة مريم العذراء:
” إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا (يدونون رواية
الأحداث التي جرت بيننا) كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين (كما
نقلها إلينا الذين كانوا من البدء شهود عيان) وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد
تتبعت كل شيء من الأول(من أصوله) بتدقيق أن اكتب على التوالي (حسب ترتيبها الصحيح)
إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي عُلمت به (تلقيتهُ) ” (لو1:
1-4). ويختم بقوله: ” وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم
انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ
فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم
ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع
الأمم مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك.
وها أنا أرسل إليكم موعد آبي فأقيموا
في مدينة أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي ” (لو44: 24-52).

 

(4) الإنجيل للقديس يوحنا

أما الإنجيل للقديس يوحنا فيبدأ مثل سفر التكوين
بالبدء، ولكن ليس بدء الخليقة وإنما البدء الأزلي قبل الخليقة، وتجسد الكلمة في
ملء الزمان ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.
هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت
الحياة والحياة كانت نور الناس … والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً
كما لوحيد من الآب مملؤا نعمةً وحقاً
” (يو 1: 1-3،14). ويختم مؤكداً
شهادة يوحنا الشخصية بالروح القدس لكل ما علم وعمل السيد المسيح كشاهد عيان فيقول
هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق
(يو24: 21)، ثم يوضح هدف وغرض كتابة الإنجيل بقوله ” وأما هذه فقد كتبت
لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه

” (يو31: 20).

 

(5) سفر أعمال الرسل

 هو الجزء الثاني والاستمرار الطبيعي
للإنجيل للقديس لوقا ويقول دونت في كتابي الأول جميع ما عمل يسوع وعلم منذ بداية
رسالته إلى اليوم الذي أرتفع فيه إلى السماء بعد أن وعد تلاميذه ورسله بالروح
القدس الذي سيقودهم ويوجههم ويرشدهم في كرازتهم ببشارة الملكوت “ الكلام
الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي
أرتفع

 

2 – رسائل القديس بولس الرسول

فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين
أختارهم. الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين
يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا
يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني … لكنكم ستنالون قوة متى
حل الروح

القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى
الأرض
” (أع1: 1-8). ثم يسجل ويدون حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل
يوم الخمسين وعمله فيهم ومن ثم تكرر استخدام العبارات الدالة على توجيه وقيادة
الروح القدس في الرسل والكرازة ونشر كلمة الله وتدوينه وعمله فيهم: ” وامتلا
الجميع من الروح القدس وابتداوا يتكلمون بالسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا
“(أع4: 2)، ” امتلا بطرس من الروح القدس وقال ” (أع8: 4)،”
وامتلا
الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة ”
(أع31: 4؛9: 13؛52: 13)، ” تكذب على الروح القدس ” (أع3: 5)،
” ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضا ” (أع32: 5)، “
مملوءين
من الروح القدس ” (أع3: 6)، ” مملوا من الإيمان
والروح القدس ” (أع5: 6)، “ تقاومون الروح القدس ” (أع51:
17)،” ممتلئ من الروح القدس ” (أع55: 7؛24: 11)، ” يقبلوا
الروح القدس ” (أع15: 8؛17: 8؛47: 10)، ” يقبل الروح القدس
” (أع19: 8)، ” وتمتلئ من الروح القدس ” (أع17: 9)، “
بتعزية
الروح القدس ” (أع31: 9)، “ حل الروح القدس ” (أع44:
10؛15: 11؛6: 19)، ” موهبة الروح القدس قد انسكبت ” (أع45: 10)،
قال الروح القدس ” (أع2: 13)، ” أرسلا من الروح
القدس ” (أع4: 13)، “ رأى الروح القدس ونحن ” (أع28: 15)،
منعهم الروح القدس ” (أع6: 16)، ” قبلتم الروح
القدس ” (أع2: 19)، ” الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ”
(أع23: 20)،” أقامكم الروح القدس ” (أع28: 20)، ” هذا يقوله
الروح القدس ” (أع11: 21)، “ كلم الروح القدس ” (أع25: 28)،
فقال الروح “(أع10: 6؛19: 10؛12: 11)، “ أشار
بالروح ” (28: 11)، “ فلم يدعهم الروح ” (أع7: 16)، ” مقيدا
بالروح ” (أع22: 20)، ” يقولون … بالروح ” (أع4: 21).

 

يؤكد القديس بولس الرسول في جميع الرسائل التي
كتبها بالروح القدس على أربعة حقائق أساسية وهى ؛ (1) أنه كرسول للمسيح مدعوا دعوة
خاصة، فقد دعاه الرب يسوع المسيح مباشرة عندما ظهر له في الطريق إلى دمشق، (2)
وانه يكرز بالإنجيل بناء على إعلان مباشر من الرب يسوع المسيح، (3) وأنه يبشر
بإنجيل المسيح المكروز به للخليقة كلها، ولكنه ائتمن على إنجيل الأمم، (4) وأن ما
يقوله بالروح ويبشر به ويكتبه، كرسول ونبي للرب، في الرسائل ليس هو كلام الحكمة
البشرية إنما هو كلام الروح القدس، كلام الله ووصايا الرب ” فالان أيها
الاخوة أن جئت إليكم متكلما بالسنة فماذا أنفعكم أن لم أكلمكم إما بإعلان أو
بعلم أو بنبوة أو بتعليم
” (1كو6: 14). وبالتالي فكل ما كتبه في الرسائل
هو كلام الله وكل رسالة منها هي سفر مقدس من أسفار الوحي الإلهي وجزء أساسي من
كتاب الله الموحى به بالروح القدس ” كل الكتاب هو موحى به من الله “:

(1) فيبدأ الرسالة إلى
رومية بالقول ” بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله
” (رو1: 1)، ثم يضيف ” أنى أنا رسول للأمم امجد خدمتي ” (رو13:
11)، ويبدأ الرسائل إلى كورنثوس 1 و2 وأفسس وكولوسى و2تيموثاؤس بتأكيد هذه
الرسولية ” بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله “،
” بولس رسول يسوع المسيح ” (1كو1: 1؛2كو1: 1؛أف1: 1؛كو1: 1؛2تى1:
1)، وكذلك الرسالة إلى تيطس ” بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح
(تى1: 1). وفى الرسالة إلى غلاطية يؤكد أنه رسول لله الذي أفرزه ودعاه من بطن أمه
وليس رسولاًً من جهة إنسان “ بولس رسول لا من الناس ولا بإنسان بل بيسوع
المسيح والله الآب
.. ولكن لما سر الله الذي أفرزنى من بطن أمي ودعاني
بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ولا دماً

” (غل1: 115،16). ثم يؤكد أن الرب يسوع أعطاه كل علامات النبوة والرسولية
أن علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر بآيات وعجائب وقوات
(2كو12: 12).

(2) ويؤكد مرات كثيرة على
أن الإنجيل الذي حمله وبشر به كان إعلاناً إلهياً مباشراً تسلمه من الرب يسوع
المسيح، الذي أيده في كرازته وبشارته بالآيات والمعجزات، التي شاهدها ويشهد بها من
خدم بينهم، والتي برهنت على حقيقة رسوليته، مباشرة “ أن إنجيلنا لم يصر
لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضا وبالروح القدس وبيقين شديد
كما تعرفون أي
رجال كنا بينكم من أجلكم
” (1تس5: 1):

+ ” لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم
أيضا ” (1كو23: 11).

+ ” وأعرفكم أيها الاخوة بالإنجيل الذي
بشرتكم به وقبلتموه
وتقومون فيه وبه أيضا تخلصون

فأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا
أن المسيح مات من اجل
خطايانا حسب الكتب ” (1كو3: 15).

+ ” وأعرفكم أيها الأخوة الإنجيل الذي
بشرتُ به أنهُ ليس بحسب إنسان
. لأني لم اقبلهُ من عند إنسان ولا علمته. بل
بإعلان يسوع المسيح
” (غل11: 1،12).

+ ” أنه بإعلان عرفني بالسر كما
سبقت فكتبت بالإيجاز

سر المسيح الذي

أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح
” (أف3: 3).

+ ” وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة
بيسوع المسيح حسب إعلان السر

الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية ”
(رو25: 6).

(3) ويعلن أن الإنجيل الذي
بشر به هو نفس الإنجيل الذي بشربه جميع رسل المسيح في كل العالم الذي هو “
إنجيل الله الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه
الذي صار من
نسل داود من جهة الجسد ” (رو1: 1-3)، ابنه هذا الذي كلمنا، الله، من خلاله
كما سبق أن كلم الآباء في العهد القديم من خلال الأنبياء “ الله بعدما كلم
الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه

الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره
وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة
في الأعالي ” (عب1: 1-3). وان كان هو قد أؤتمن على إنجيل الأمم، أي الكرازة
للأمم كما كان القديس بطرس مؤتمناً على إنجيل الختان، أي البشارة لليهود:

+ ” الإنجيل الذي سمعتموه المكروز به في كل
الخليقة التي تحت السماء الذي صرت أنا بولس خادما له ” (كو23: 1).

+ ” بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله حتى
أنى من أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح ”
(رو19: 15).

+ ” أنى أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس
على إنجيل الختان ” (غل7: 2).

(4) كما يؤكد بالروح القدس
أن كل ما يقوله ويكتبه ليس هو كلام إنسان ولا كلام حكمة إنسانية إنما هو كلام
الله، كلام الرب، وصايا الرب، تعليم الروح القدس:

+ ” وكلامي و كرازتي لم يكونا بكلام
الحكمة الإنسانية المقنع
بل ببرهان الروح والقوة ” (كو4: 2).

+ ” بل نتكلم بحكمة الله في سر
الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ” (1كو7: 2)، وما
أعلنه لنا الله بروحة ” (1كو10: 2).

+ ” ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي
من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال
تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس
قارنين الروحيات بالروحيات
” (1كو12: 2،13).

+ ” أن كان أحد يحسب نفسه نبيا أو روحيا
فليعلم ما اكتبه إليكم انه وصايا الرب
” (1كو37: 14).

+ ” لأنكم تعلمون أية وصايا أعطيناكم
بالرب يسوع
” (1تس2: 4).

+ ” لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله
قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضا فيكم
انتم المؤمنين ” (1تس13: 2).

+ “ فأقول هذا واشهد في الرب أن لا
تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضا ببطل ذهنهم ” (أف17: 4).

+ ” فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب
أننا نحن الأحياء الباقين إلي مجيء الرب لا نسبق الراقدين ” (1تس15: 4).

+ ” أقول الصدق في المسيح لا اكذب و
ضميري شاهد لي بالروح القدس

(رو9: 1).

ومن ثم كانت الرسائل تقرأ على جميع المؤمنين
لأنها كلمة الله المكتوبه بالروح القدس على يد أو بيد القديس بولس الرسول ”
أناشدكم بالرب أن تقرأ هذه الرسالة على جميع الأخوة القديسين ” (1تس27: 5).
وكانت هذه الرسائل تقرأ بالتبادل فى جميع الكنائس كأسفار مقدسة وكلمة الله ”
ومتى قرأت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضا في كنيسة اللاودكيين والتي من
لاودكيا (أي الرسالة إلى أفسس كما يرى البعض) تقرأونها أنتم ” (كو16: 4)،
وكان على المؤمنين طاعتها ككلام الله ووصاياه ” وأن كان أحد لا يطيع كلامنا
بالرسالة فسموا هذا (فلاحظوه) ولا تخالطوه لكي يخجل ” (2تس14: 3).

 

3 – الرسائل الجامعة

الرسائل الجامعة وهى رسالة يعقوب ورسالتا بطرس
الأولى والثانية ورسائل القديس يوحنا الثلاث ورسالة يهوذا. وقد كتبت بالروح القدس
لجماعات كثيرة من المؤمنين، عدا يوحنا الثانية والثالثة فهما قصيرتان جداً وكتبا
لأفراد.

 

(1) رسالة يعقوب

الذي يؤكد فيها من البدء رسوليته لله الآب
والابن ويقدم بالروح القدس، كرسول، مجموعة من الفضائل المسيحية التى يجب أن يتحلى
بها المؤمن مثل الصبر واحتمال التجارب “ يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح
يهدي السلام
إلى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات ” (يع1: 4-6). وقد ضمت
هذه الرسالة ست فقرات هي تفسير وصدى لبعض أقوال الرب يسوع المسيح:

+ ” وانما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب
من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له ” (يع 5: 2). وهى صدى
وتفسير لقوله ” أسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم ” (لو9:
11).

+ ” أما اختار الله فقراء هذا العالم
أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه ” (يع5: 2). وهى
صدى لقوله ” طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت الله ” (لو20: 6).

+ ” اتضعوا قدام الرب فيرفعكم ”
(يع10: 4). وهى جوهر ومضمون قوله ” كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
” (لو11: 14).

+ ” هلم الآن أيها الأغنياء ابكوا مولولين
على شقاوتكم القادمة ” (يع1: 5). وهى من قوله ” ويل لكم أيها الأغنياء.
لأنكم قد نلتم عزائكم ” (24: 6).

+ ” غناكم قد تهرأ وثيابكم قد أكلها العث.
ذهبكم وفضتكم قد صدئا ” (يع2: 5،3). وهى صدى لقوله ” اكنزوا لكم كنوزاً
في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ ” (مت20: 6).

+ ” لا تحلفوا لا بالسماء ولا بالأرض ولا
بقسم آخر بل لتكن نعمكم نعم ولاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة ” (يع12: 5). وهى
جوهر ومضمون قوله ” لا تحلفوا البتة. لا بالسماء … ولا بالأرض … ولا تحلف
برأسك … بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير ”
(مت34: 5-37).

 

(2) رسالتا بطرس الرسول

الذي يؤكد فيهما رسوليته للمسيح وأنه شاهد عيان
له بالروح القدس، فيقول في الأولى “ بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغربين
من شتات بنتس …الخ ” (1بط1: 1،2). ” اطلب إلي الشيوخ الذين بينكم أنا
الشيخ رفيقهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد أن يعلن ”
(1بط1: 5). ويقول في الثانية “ سمعان بطرس عبد يسوع المسيح و رسوله
إلى الذين نالوا معنا إيمانا ثمينا مساويا لنا ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح
” (2بط1: 1)، ” لاننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا
يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته لأنه اخذ من الله الآب كرامة و مجدا
إذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به ونحن
سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس ”
(2بط17: 3،18).

 

(3) رسائل يوحنا الثلاث

والذي يؤكد فيهم شهادته بالروح القدس للمسيح
كأحد شهود العيان الذين أعدهم المسيح وأيدهم بروحه القدوس، فيقول في الأولى ”
الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته
أيدينا
من جهة كلمة الحياة. فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم
بالحياة الأبدية التي كانت عند الاب وأظهرت لنا، الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به
” (1يو1: 1-3). ويؤكد في الثانية أنه يكتب بسلطان الرسولية المُعطى له ”
والآن اطلب منك يا كيرية لا كأني اكتب إليك وصية جديدة بل التي كانت عندنا من
البدء
أن يحب بعضنا بعضا. وهذه هي المحبة أن نسلك بحسب وصاياه هذه هي الوصية
كما سمعتم من البدء أن تسلكوا فيها ” (2يو6،7). ويقول في الثالثة ” كتبت
إلى الكنيسة
” (3يو9). ويقول عن ثقة الناس في شهادته ” ونحن أيضا
نشهد وانتم تعلمون أن شهادتنا هي صادقة
” (3يو12).

 

(4) رسالة يهوذا الرسول

والتي يؤكد فيها سلطانه الرسولى وأنه يكتب الروح
القدس عن الخلاص والإيمان المسلم بواسطة الرسل ” يهوذا عبد يسوع المسيح
وأخو يعقوب
إلى المدعوين المقدسين في الله الاب والمحفوظين ليسوع المسيح لتكثر
لكم الرحمة والسلام والمحبة، أيها الأحباء إذ كنت اصنع كل الجهد لأكتب إليكم عن
الخلاص المشترك
اضطررت أن اكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لآجل الإيمان المسلم
مرة للقديسين
” (يه1-3).

 

4- سفر الرؤيا

أما سفر الرؤيا فيؤكد من بدايته إلى نهايته أنه
إعلان رؤوى أعطاه الرب يسوع المسيح الممجد في السماء لعبده ونبيه يوحنا الذي كان
تلميذه ورسوله “ إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليري عبيده ما لا
بد أن يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا الذي شهد بكلمة الله
وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه طوبى للذي يقرا وللذين يسمعون أقوال النبوة
ويحفظون ما هو مكتوب فيها
” (رؤ1: 1-3).” فقال لي (الملاك) انظر لا
تفعل لآني عبد معك ومع اخوتك الأنبياء والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب
” (رؤ9: 22). ويسميه كتاب النبوة الذي لا يستطيع أحد أن يحذف منه أو يضيف
إليه ” وقال لي لا تختم على أقول نبوة هذا الكتاب لان الوقت قريب … ثم
قال لي هذه الأقوال أمينة وصادقة والرب اله الأنبياء القديسين أرسل ملاكه ليري
عبيده ما ينبغي أن يكون سريعا ”
(رؤ16: 22-18). وهذا الكلام ينطبق على
العهد الجديد كله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى