بدع وهرطقات

الفصل الثاني



الفصل الثاني

الفصل الثاني

الابن ليس ملاكاً من الملائكة

كما هو ثابت
وواضح من الكتاب أن الابن هو يهوه وليس هو الملاك ميخائيل كذلك ثابت وواضح
بالتبعية أنه ليس ملاكاً من الملائكة. ويدل علي ذلك ما يأتي:

أولاً –
الملائكة، ومن ضمنهم الملاك ميخائيل وكلهم أبناء لله مخلوقون لا يقال قط عن أي
واحد منهم بمفرده، لا ميخائيل ولا غيره، أنه
ابن
الله
أو الابن أو الابن
الواحد
أو الوحيد أو الحبيب بل يقال
عنهم جميعاً في جملتهم أنهم
بنو الله (أيوب 6:
1، 1: 2، 7: 38) مما يدل علي أنه ليس منهم من يتميز عن غيره، في بنوته. ولكن متى
أُشير إلى واحد منهم بمفرده فلا يُشار إليه أبداً كابن بل كعبد كما قال الملاك
ليوحنا الرائي
أنا عبد معك (رؤيا 10:
19) ومن ثم نراه يميز عن كل ذوى بنوة مشتركة. عن الملائكة كأبناء الله في خلقهم
أرواحاً بلا أجساد (عبرانيين 7: 1و14، 9: 12، أيوب 6: 1، 1: 2، 7: 38)، وعن البشر
كأبناء لله في خلقهم بأرواح لابسة أجساداً (تكوين 26: 1، 7: 2، إشعياء 5: 42، 16:
57، زكريا 1: 12، كورنثوس الأولى 11: 2، عبرانيين 9: 12، أعمال 28: 17و29)، وعن
القضاة كأبناء الله في تمثيلهم إياه كالله الروح الحاكم على الكل أو في كونهم
أداته الظاهرة في إجراء أحكامه (أمثال 15: 8و16، مزمور 6: 82و7)، وعن المؤمنين
كأبناء الله في خلقهم خليقة جديدة بطبيعة روحية طاهرة وُلدوا بها من الله (غلاطية
26: 3، يوحنا 6: 3). ولذلك قيل عن ابن الله الوحيد
الله،
بعدما كلم الآباء بالأنبياء.. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.. الذي.. بعدما
صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من
الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم
(عبرانيين
1: 1-4). وهنا يميزه الرسول عن الملائكة وعن الأنبياء وعن الآباء.

ثانياً –
قيل عن الابن
الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب
خُلسة أن يكون معادلاً للّه. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد
(فيلبي 6:
2و7) فلو كان الابن ملاكاً لما قيل عنه
آخذاً
صورة عبد
لأن الملاك أصلاً عبد لله كما قال الملاك
للرائي
أنا عبد معك (رؤيا 10:
19) وكيف يمكن أن يقال عن الملاك الذي كان أصلاً عبداً لله أنه أخذ صورة عبد لله؟
أمّا الابن فاتخاذه بالتجسد صورة عبد لله يدل قطعاً علي أنه أصلاً لم يكن عبداً.
فماذا كان، إذن؟ كان هو الله سيد الكون حتماً.

ثم أن قول
الرسول أيضاً عن الابن أنه
وضع نفسه
وأطاع
(فيلبي 8: 2) يدل علي أنه لم يكن في مركز من
يطيع بل في مركز من يُطاع، أي لم يكن عبداً لله يطيع لله بل كان هو ذات الله الذي
تطيعه العبيد. ومن ثم، لكي يطيع، كان الآب أن يضع نفسه إلى مركز العبد الذي يطيع
رغم أنه في ذات الوقت هو الرب الإله صاحب المقام الرفيع كما قيل
فإنكم
تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم
بفقره
(كورنثوس الثانية 9: 8)

ثالثاً –
قيل عنه
فإنه لملائكة لم يخضع الآب العالم
العتيد الذي نتكلم عنه
(عبرانيين 5: 2) وباقي
الكلام لغاية ع9 يبين أنه إنما أخضعه للابن وهذا واضح منه كل الوضوح أن الابن غير
الملائكة في الشخصية وفي الامتياز. فهم لم يُخضع لهم العالم العتيد، أمّا هو، فبعد
تجديد العالم، سيكون كإنسان صاحب السيادة عليه من الأزل وإلى الأبد

رابعاً – في
الأصحاح الأول من الرسالة إلى العبرانيين تعمل مباينة مباشرة بين الابن والملائكة
واضح الغرض منها كل الوضوح أنه البرهنة علي أن الابن أصلاً قبل تجسده لم يكن
ملاكاً بل الله نفسه كالآب تماماً. فيقال
الله،
بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام
الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً
قبل تجسده
كابنه منذ الأزل
عمل
العالمين
الأمر الذي يتطلب القدرة علي كل شيء والوجود في
كل الوجود في كل وقت. وهذا خارج حدود طاقة الملائكة، ومن اختصاصات ومميزات الله
وحده. كما أنه يدل بالتبعية علي أنه ليس من العالمين لأنه هو الذي عملها
الذي،
وهو بهاء مجده
أي في ذاته أزلياً ورسم
جوهره، وحامل كل الأشياء
أي كل الكون بما حوى
مما ينفى أنه كان ملاكاً لأن الملاك مهما كان مقتدراً فهو ليس قادراً علي كل شيء
ليحمل كل شيء وليس موجوداً في كل الوجود ليصون الوجود
بكلمة
قدرته
وهذا من شأن الله وحده بعدما
صنع بنفسه
أي رغم عظمة شخصه الإلهي تطهيراً
لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة
وهذا يدل
علي أنه ليس منهم لأن الرسول لم يقل عنه أعظم من غيره من الملائكة.
بمقدار
ما ورث
كالإنسان المقام طبعاً اسماً
أفضل منهم
اعترافاً له من الله أبيه بأنه أصلاً ليس منهم.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى