اللاهوت الروحي

63- الصليب



63- الصليب

63- الصليب

يرمز
الصليب إلى الألم. والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى
الألم من أجل البر. والصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة.
وينقسمان إلى نوعين. نوع يتألم بسبب خطاياه، فيتوب ويرجع. والآخر يتألم بسبب
خطاياه، ولكنه يشكو ويتذمر ويموت فى خطاياه..

مقالات ذات صلة

 

والصليب
الذى لأجل البر، هو أيضاً على أنواع: منها صليب الحب والبذل، مثل صليب المسيح،
الذى تحمل الألم لكى ينقدنا ” وليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن
أحبائه”..

 

 وهناك صليب آخر فى العطاء، وأعظم عطاء هو العطاء
من العوز، حيث تفضل غيرك على نفسك، وتعتاز لكى يأخذ غيرك، مثلما أعطت الأرملة من
أعوازها..

 

وهناك
أيضاً صليب الإحتمال: تحويل الخد الآخر، وسير الميل الثانى. ليس فقط أن يحتمل
الإنسان إساءات الناس إليه، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين، بل أيضاً
أن يحبهم..! من يستطيع هذا..؟ إنه صليب..

 

هناك
صليب آخر فى الجهاد الروحى: فى انتصار الروح على الجسد، فى احتمال متاعب وحروب
العالم والجسد والشيطان.. فى صلب الجسد مع الأهواء.. فى الإنتصار على الذات، فى
الدخول من الباب الضيق..

 

والصليب
هو التألم لأجل البر. هذا فقط المبتدئين.. أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة
ومتعة..

 

نشعر
بضيق البابا فى أول الطريق. ولكننا بعد ذلك نجد لذة فى تنفيذ الوصية، ونحبه.
وحينئذ لا يصير الطريق كرباً.. والصليب الأول يصير متعة..

 

كان
الإستشهاد صليباً، ثم تحول إلى متعة. وصار القديسون يشتهون الإستشهاد، ويشتهون
الموت، ويفرحون به.. والتعب من أجل الرب اصبح لذة ومتعة، والألم أيضاً.

 

وهكذا
اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله..

 


وهب لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجل إسمه ” متى يصبح الصليب فى
حياتنا متعة؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى