أعظم المعجزات – حينما تمس النعمة القلب فتجعل من الفاجر قديس عظيم
من انتقال أحد من دين لدين، أو حتى معجزات عظيمة حدثت للبعض بالشفاء من الأمراض أو حتى عاد شخص من الموت، مثلما تأثرت بمعرفتي لبعض الأشخاص على الفيس كانوا خطاة وعادوا بالتوبة والإيمان بالإنجيل للتغير حياتهم كلياً وبخاصة بشخص محباً للزنا وكان يعمل في هذا المجال وله باع طويل في خبرة الدعارة وكان يتاجر بالناس وله أملاك وبيوت تختص بهذا العمل المُشين.
بشخص يحدثني عن حياته الشخصية وانه تأثر بورقة وجدها صدفة ملقاه على الأرض ساقتها الريح لتلتصق بملابسه، فقرأها ووجد فيها حدث لقاء الرب مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل (أي في حالة تلبس) والكل حكم عليها بحسب شريعة موسى بالرجم، لكنه ذُهل من موقف المسيح الرب الذي بررها في النهاية ولم يحاكمها، وقال ان هذا الموضوع لم يفارق مخيلته بالرغم من أنه عند الوهلة الأولى حينما قرأ الموضوع تعجب وألقى الورقة بعيداً ومضى في طريقه لتدبير لقاء زنى..
والأحداث التي في الورقة تتردد في ذاكرته بكل حرف فيها وكأنه يُشاهدها كفيلم يمر أمام عينيه، ولم يستطع ان ينام لمدة 3 أيام متتالية، ومع ذلك لم يشعر بأي تعب أو إرهاق لأنه كان مشغول جداً بهذا الكلام العجيب، كيف يتم تبرأة إمرأة مقبوض عليها وهي في ذات الفعل، يعني القضية جاهزة ولا حاجة بعد لشهود، فلماذا لم يحكم عليها وكيف قبلها المسيح بهذه البساطة…
انهمرت الدموع من عينيه أول مرة في حياته، ولم يستطع أن يتمالك نفسه وبكى بكاء شديد، وببساطة طلب المسيح الرب أن يريح نفسيته المتعبة ويرفع ضيقة الشديد لأنه يشعر بالذنب والعار الذي لم يشعر به من قبل، ولم ينهي صلاته حتى شعر براحة عميقة وسلام يفوق كل تصور، فقام وجمع كل الأشياء الذي كانت عنده كنز غالي واحضر برميل من الصفيح الضخم وجمع كل من يعرفهم ووضع الصندوق في المنتصف وقال انظروا وشاهدوا هذا ما جمعته خلال 15 سنة من كنوز ذهبية وأموال كثيرة، ها هي كلها، ووضعها في الصندوق وولع فيها أمام الجميع، والكل كان ينظر بذهول تام، وقال بدئت هذا العمل وانا لا أملك شيء، وأخرج منه وانا لا أملك شيء، وتركهم ومضى.
وكرس حياته للمسيح الرب يصلي ويقرأ كلامه الحي، يعمل عمل بسيط ويعيش في فقر ويشهد للمسيح الرب الذي غير حياته كلها، مع أنه يشعر بغنى يفوق المال وشبع يفوق أفخر الموائد وأعظمها، وقد رفض أي مساعدة من اي أحد، بل يعمل ببساطة ويأكل بفرح وأحياناً يشارك بعض الناس المُعدمين في قوت يومه بمحبة وبساطة قلب.
قال لهم يسوع الحق أقول لكم: “أن العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله” لأن يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به، وأما العشارون والزواني فآمنوا به وأنتم إذ رأيتم لم تندموا أخيراً لتؤمنوا به (متى 21: 31، 32)