دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس

سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (46) ذبيحة الخطية άμαρτία – חַטָּאת

تابع / دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίαςσΦάζω
تابع / ثانياً : الخمسة أوجه من ذبيحة الصليب
الوجه الثاني من أوجه الصليب
ذبيحة الخطية – άμαρτίαחַטָּאת
الرجاء الرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا


ذبيحة الخطية وبالعبرية חַטָּאת – hattat = خطية أو خطأ ، والمقصود منها إعادة الصلة بالله بعد أن عُرضت للخطر بسبب الخطايا غير المتعمدة أو بسبب حالة نجاسة [ ثم يعمل الكاهن ذبيحة الخطية ويُكفر عن المُتطهر من نجاسته – لاويين 14: 19) ، وسوف نرى بالتفصيل معنى الخطية وخطورتها في هذه الذبيحة التي تخصنا جداً وبالضرورة ، كوننا كلنا اختبرنا وذقنا مرارة السقوط الذي فصلنا عن الله محب البشر القدوس ، وقبل أن نتلكم عن طقس هذه الذبيحة بالتفصيل ، لابد أن نفهم معنى الخطية وخطورتها بالتفصيل لكي نعي هذه الذبيحة وندرك أهميتها ونتذوق عمل المسيح الرب لخلاصنا فندخل في حرية مجد أولاد الله ونتذوق حلاوة عمل الله وندخل في خبرة التحرر من الخطية وننفك من الموت الذي هو نتيجة طبيعية للخطية …

أولاً : مفهوم الخطية – άμαρτία = خطية ، تعدي
توضيح المعنى الشامل للكلمة
(أ‌) في اللغة اليونانية الكلاسيكية تأتي وهي تأتي بمعنى شرير كصفة ، أو كاسم بمعنى خاطئ ، أو باختصار تأتي بمعنى الشيء أو الشخص الذي يفشل …
(ب‌) وقد ساد استخدام الاسم كلمة شاملة بمعنى نسبي غير مُحدد ، وتأتي بمعنى : إساءة ضد شعور صائب أو سليم ، ومعناها يتراوح أيضاً ما بين الغباوة إلى كسر القانون ، أو تأتي كوصف لأي شيء لا يتوافق مع الأخلاق السائدة ، أو لا يتوافق مع الاحترام الواجب للنظام الاجتماعي والسياسي .
(ت‌) ونجد النظرة اليونانية للذنب تصوره التراجيديات الكلاسيكية على أساس التحامه بالجنون المحتوم للإنسان ، فالذنب ليس مجرد فعل ، ولكنه حقيقة متأصلة في أعماق كيان الإنسان ، وهو المسبب للمُعاناة ، كما أن الذنب والمصير مجدولين ومشتبكين بطريقة لا يمكن فيها فصلهم عن بعضهم البعض ، وهي تعتبر نظرة سليمة وعميقة لمشكلة الإنسان الذي تذوق خبرة الخطية المُرة التي حتمت عليه مصير متعب جداً وهو الموت الذي يعمل فيه من يوم ميلاده بالفساد …
(ث‌) وقد شددت بعض الفلسفات الهلينية على العلاقة بين الذنب والمصير من خلال العديد من الشعائر والفكر الديني في محاولة للهروب من حتمية المصير ، وأيضاً اجتهدوا على محاولة إدراك الذنب و صياغته عقلانياً في منهج دراسي ، واعتقدوا أنه يُمكن التغلب عليه من خلال الفهم الأفضل والسلوك الصحيح . وتعمل نظريتهم من خلال الافتراض المُسبق بأن الإنسان في الأساس صالح …
وبالطبع هذه النظرة – للأسف – توجد عند بعض المسيحيين اليوم من جهة تعديل السلوك لتصحيح وضعه والتخلص من الشعور بالذنب ورفع ضمير الخطية ، وهذه النظرة بعيدة كل البعد عن خلاص الله كما سوف نرى في تفاصيل ذبيحة المسيح الرب ، لأن هذه النظرة تجعلنا ننحرف عن الطريق المرسوم من الله لخلاصنا ، لأن أعمالنا لا تقدر أن ترفعنا للمستوى الإلهي مهما كانت رائعة وممتازة ، والدليل كله يظهر في العهد القديم وتاريخ البشرية التي لم تستطع أن تتحرر من مصير الموت المحتوم ، وعدم معرفة الله كشخص حي وحضور مُحيي ، لأنه لا يرى الإنسان الله ويعيش ، كما أنه لا يقدر على رؤية الشمس الطبيعية المخلوقة ، لأنه لو نظر إليها يعمي تماماً لأن عيناه لم تكن مؤهله لتلك الرؤيا ، وكذلك حياتنا كبشر لا تتفق مع قداسة الله ، فمن يقدر أن يحتمل أن يتفرس في النور الإلهي وطبعة غير مؤهل لهذا اللقاء ولتلك الرؤيا !!!
والتي عادة تعني فعال شر ، أو الخارج عن القانون .
(ب‌) وعلى خلاف العهد الجديد لا يرد في العهد القديم كملة أولية أو عامة عن الخطية ، ومع هذا فأن الخطية ، بالإضافة لذنب الشخص ، أُدركت بوضوح كواقع يفصل البشر والأمة الإسرائيلية – على الأخص – عن الله . فيهوه نفسه هو المقياس للخطأ والصواب . ويُعبَّر عهده مع الشعب ، ووصاياه وناموسه وكلمته المنطوقة من خلا خدامه المختارين عن معيار إرادته ، وعلى ضوء هذا نستشف بوضوح معنى الخطية الخطير ، وهي البعد عن الله ، لذلك فهي تجلب حتماً الضرر والعقاب ، لأن الشعب ترك المقياس لحياتهم وهو الله بشخصه !!!


____يتبــــــــــع_____

_____________________
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق
أضغط : هنــــــــــــــــــــا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!