مجرد رأى أو وجهة نظر
الانسان منا يمكن أن نشبهه بكوب ملئ بالماء والله يمكن تشبيهه بالسكر فاذا كان هذا الانسان صالحا يذوب الله في قلبه ويمتلئ من الروح القدس ومن البركة كما تتشبع جزيئات الماء بالسكر وعندما يتذوقه الناس يباركون ويمجدون السكر وليس الماء لان الماء ليس له طعم بدون السكر كذلك الانسان الصالح بأعماله الجيدة النابعة من تشبعه بالله يتذوقه الناس ويمجدون الله لان ليس للانسان منا بر ذاتى يعتمد عليه كقول الكتاب
(ليروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات )
وعندما ينظر الاخرين الى المذاق الطيب لهذا السكر يحاولون ان يضيفوا الى اكوابهم أى أنفسهم هذا السكر الذى هو الشبع بالله ويتذوقوا حلاوته كقول الكتاب
(ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب)
ولعلك تلاحظ معى ان عند ذوبان السكر فى الماء لا يكون هناك جزء مذاقه جيد والاخر سئ فليس هناك جزء يختلف عن الأخر فى الطعم هكذا الانسان المتشبع بالله فى قلبه يفيض حلاوة على جميع حواسه وأفكاره فيكون كله مقدسا فلا تجد فيه عضو بار وعضو شرير فلا تجد منه لسان ينطق بالصلاه وأرجل تسرع الى الشر أو لا تجد منه يد تعطى الفقراء وعين تختلس النظرات الشريرة بل تجده كله حلوا وبارا فى الله لأنه لبس المسيح 0
ولك موقف00فتخيل مثلا انك أمام الملك دقلديانوس وأمام أب الرهبان الأنبا أنطونيوس فكلاهما ضرب الشيب رأسه ولحيته وكل منهما له هيبة ووقار ولكن كقول الكتاب
(أنظروا الى نهاية سيرتهم )
فاذا قرأت سيرة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ثم قرأت قصة الطاغية دقلديانوس فستشعر بفرق شاسع ستشعر انك سقطت من علو السماء الى أعماق الأرض فتتفتت عظام فكرك0مثل كوبان من الماء أحدهما مشبع بالسكر والأخر ليس به سكر
أمن خلال النظر تستطيع الحكم عليهما000أشك فى ذلك!!!!
ولكن باختبارهما وتذوقهما ترى الفرق واضحا
وهذا يعلمنا ان الحكم ليس بالمظاهر وانما بالعشرة أقصد الاختبار
ألعلك الآن أدركت معنى التشبع بالسكر (الله) ومدى ما يجعله من تغير على الماء (الانسان) فلنقرأ اذن سير هؤلاء القديسين أو بالأحرى تلك الأكواب المشبعة بالسكر لعلنا نتحرج من أنفسنا ونضيف اليها السكر (الله) ليرفع عنا المرارة (الخطية) لتتنقى الماء (أنفسنا)0
ولعلك تلاحظ أيضا ان السكر اذا وضع فى الماء لن يذوب بسهوله ولكنه يحتاج الى تقليب وتسخين فهكذا الانسان أخذ الله فى قلبه ولكنه يجب ان يذيبه بحرارة الصلاة حتى يمتزج به تماما ولا يفارقه والتقليب دلاله على التجارب التى يجب ان تواجه الانسان ليتقوى فى الرب كقول الكتاب
(أحسبوه كل فرح يا اخوتى عندما تقعون فى تجارب متنوعه)
ولكن لنتخيل انك وجدت كوب ماء مكتوب عليه (مشبع بالماء)
وتذوقته فوجدته سئ الطعم فعندئذ ستنفر وتبتعد عن الماء وتلعن هذا السكر الذى يعطى المرارة هكذا الانسان المسيحى بالاسم فقط عندما يتذوقه الناس ويختبروه ولا يجدوا فيه المحبه أو العطف أو المثالية فيبتعدوا عنه ويجدفوا على المسيح كقول الكتاب
(لأن اسم الله يجدف عليه بسببكم من الأمم)(رو2/24)