الطقس الكنسي

ما ينبغي أن لا يكون في أب الاعتراف – الجزء 8

ما ينبغي أن لا يكون في أب الاعتراف

لا ينبغي على أب الاعتراف أن يتسلط على ابنه في الاعتراف ، ولا يترك له الإرادة أو الاختيار لشيء ، أي كل ما يتصل بحياته المادية والعاطفية والفكرية ، ويقيده برأيه الشخصي وأن يتبع مشورته في كل شيء ، من اصغر ما في حياته لأكبرها .

لأنه أن صنع هذا حتماً سيفقده النمو الطبيعي لتكوينه العقلي والإرادي ، ويصبح شخصية ضعيفة مهمشة ، جاهلاً بمعنى المسئولية في الحياة ، ولماذا يتحمل المسئولية وأبوه هو من يفكر له ، ويختار له ، ويقرر عنه القرارات المصيرية ، ويتحمل عنه كل مسئولية ، وهو جالس كمغيب للعقل أو كمعتوه ، يتلقى كل شيء من فم أبيه وعليه أن يطيع كأعمى !!!
هذا ليس شيمة الأب الروحي أو الهدف من الاعتراف !!!

أب الاعتراف الحقيقي – حسب ما تسلمناه من آباء الكنيسة – هو الذي يعرف أن مسئوليته تنحصر في قبول اعتراف الخاطئ ، وإعطائه النُصح اللازم ، والدواء النافع ، وإعطائه الحلّ للشركة في الكنيسة ؛ ولكنه لا يطبع صورته الشخصية ،الروحية أو الاجتماعية أو الفكرية أو جهاداته الخاصة ، على أولاده في الاعتراف لتكون صورة طبق الأصل منه !!!

إنما هو من يجعلهم يشعرون بحرية عمل النعمة فيهم وفق شخصية كل منهم . وهو يوجه فقط ، ويترك لله أن يختار الطريق الملائم للخلاص ، وليس ما يراه الناس من حوله ملائماً لابنه …

أب الاعتراف في طقس التوبة هو معلَّم يُرشد بالإنجيل ، ويُتلمذ للمسيح له المجد . وهنا لا يصير لأب الاعتراف تلاميذ شخصيين أو أتباع متحزبين له ، أو أناس يعتنقوا فكره الشخصي أو يصيروا نسخه منه !!!

بل يصيرون بفعل إرشاده وصلاته وإنكاره لذاته ، تلاميذ للراعي الواحد الوحيد ربنا يسوع المسيح فقط …

وسوف نتعرض لكتابات الآباء في الجزء التالي
النعمة معكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!