كيف أميز الأب الروحي
حينما نتكلم عن آباء الكنيسة وقديسيها ، نرى أنهم حملان قدموا ذاتهم ذبيحة حب لملكنا وفادينا يسوع ، إذ قبلوا جراح المسيح وآلامه في حياتهم اليومية ، وقبلوا كل أنواع الآلام والمعاناة بشكر وصبر عظيم ، واختاروا الفقر الإرادي وباعوا كل شيء وتركوه من أعماق القلب وفضلوا عار المسيح وتعييرات العالم على أن يتمتعوا تمتع وقتي بما فيه …
ونراهم أيضاً قد تحولوا لأسود دخلت حرب مع عدو الخير باسم ربنا يسوع وبقوة الروح القدس ومحبة الآب ، وسرهم الاتضاع والثقة الشديدة في محبة الله ، فغلبوا بقوة الله …
الآباء الشيوخ الروحيين هم – عن جدارة بموهبة الروح القدس – أطباء نفوس حقيقيين . إنهم لا ينطقون أبداً بأقوال عاطفية باطلة لا طائل منها ، إنما هم يعطون الدواء الذي قد يكون في أغلب الحالات شديد المرارة ، ولكنه دائماً ذو فاعلية عظيمة …
لا يوجد أحد – مهما كانت حالته – ينهض من أمام أب روحي محنك ذو خبرة روحية أصيلة واتضاع ومحبة عميقة وإيمان راسخ قوي وموهبة الروح القدس ، وهو في حالة يأس أو إحباط ؛ بل يغادر المكان عادة وهو منتعش الروح متجدد القوة ، متألق الوجه بالفرح ، عنده عزيمة قوية لينطلق نحو الله بمحبة وإصرار أنه يكون له ، وله اشتياق للصلاة عظيم …
الآباء الروحيين بصفة عامة ليست فقط حكمتهم العالية هي التي تعمل وحدها ، بل أيضاً فاعلية صلواتهم وقوة محبتهم الأبوية الواضحة التي يدركها كل من يتعامل معهم …
الأب الروحي الحقيقي الذي من الله ممتلئ وله موهبة الأبوة من الله ، هو صورة منعكسة لحب الله نحو البشر …
أحبائي الغاليين في الرب
كتبت هذا الموضوع الهام لنقدر أن نميز ما بين الأب الروحي الذي من الله ويحمل في نفسه هذه الموهبة ، ومابين المدعين الأبوة وليس لديهم أي موهبة ، فيرشدون كل نفس كيفما أتفق حسب رأيهم الشخصي والذي يضر أكثر من أن ينفع ، لأن طب الروح يستلزم موهبة الروح ، لأن لا يعرف مداخل ومخارج الإنسان ويفحصها ويطببها إلا الروح القدس من خلال الموهبة التي يفيض بها على كل أب روحي حقيقي …
أقبلوا مني كل تقدير
وأطلب من الله أن يكمل ما نقص من كلمات كتبتها ، وأن يظهر كل ما هو له ويكشف عن الحق الذي يرضيه ، ويهب لكل نفس التمييز لتعرف كل الأمور الخفية وتسير وفق تدبيره في حياة مستقيمة مملوءة نعمة وبركة وسلام وحب أصيل وإيمان راسخ …
ولنصلي بعضنا من أجل بعض
النعمة معكم