أمومة العذراء للبشر
+ العذراء ام بكل ما تحمله كلمة امومة من معنى لكل البشر من كل جنس ولون فهى ام لا تفرق بين ابناءها تحب الكل حباً فائقا مهما كانت قسوة الابناء … + اعتادت الكنيسة ان تلقب القديسة مريم ” ام جميع الاحياء ” و ” ام الحياة الجديدة” و ” حواء الثانية ” ، فأن كانت حواء قد فقدت المعنى اللائق باسمها كأم كل حى ( تك 3: 20 ) اذا خلال عصيانها جبلت على اولادها الموت عوض الحياة وصارت ” ام كل ميت ” فأن ابنتها القديسة مريم قد احتلت مركزها خلال ايمانها وطاعتها واتضاعها ، وهكذا صارت بالروح القدس ام ” الحياة ” ، تقدم لابناء ادم ” شجرة الحياة ليأكلو ويحيوا الى الابد + هذا وقد صارت القديسة مريم خلال سر التجسد أماً لا للرأس فقط بل وللاعضاء جسده السرى ايضا كقول القديس اغسطينوس وهكذا تقبلت امومة جامعة ( الكنيسة ) + لقد تقبلنا القديسة مريم حوائنا الجديدة فنقول لالهنا مع ادم : ” المراة هى التى اعطيتنى ، لاكل من شجرة الحياة اى من صليب ابنها ” + فى امومة العذراء للمسيح نرى المسيحيون يلقبون العذراء باسم امنا كلنا . وغير المسحيين يدعونها ستنا مريم وكلمة ستنا قد تعنى ام الام ، وقد تعنى سيدتنا ورغم ان العذراء لم تقبل امومة احد اخر غير السيد المسيح ، الا ان المسيح وسع دائرة امومتها حتى دعى يوحنا ابنا لها ، وتلاميذه اخوه له . + هذا ويرى العلامة اوريجانوس ان كل انسان كامل يقدر ان يتسلم مع القديس يوحنا من الابن المصلوب القديسة مريم اما له ، شارحا الكلمات : ” هوذا ابنك ” كما يلى : الانسان الكامل لا يعيش فيما لنفسه وحده بل يحيا المسيح ايضا فيه ، ومادام المسيح فيه لهذا يقال عنه لمريم : هوا ابنك المسيح + وعندما تساءل السيد المسيح بعد خروجه للخدمة … من هى امى ؟ من هم اخوتى ؟ ثم اشارته للجالسين وها امى وها هم اخوتى ( مت 12- 46 – 50 ) لم يكن ذالك تنكرا لاسرته بل توسيعاً لها . فلم يعد المسيح ابناً لواحدة ، ولم تعد العذراء اماً لواحد …… لقد شاركت كل ام العذراء فى امومته … وشارك كل ابن السيد المسيح فى بنوتها وبهذا وسع دائرة امومتها لتشمل البشر اجمعين … فالعذراء ام المسيح … وام المسيحيين لان السيد المسيح الابن الوحيد لابيه والابن الوحيد لامه منح هذا للقب على تلاميذه وتابعيه ومؤمنيه ” اذهبى وقولى لاخوتى ….. ” ( يوم 20: 20 و 21 ) ” ما فعلتموه بأحد اخوتى الاصاغر ” ( مت 25 : 40 ) وهكذا لم يدم صغر عدد العائلة المقدسة للعذراء مريم طويلا ففى اعوام قليلة صارت العذراء اماً لنحو المائة ثم لمئات الالوف ثم العالم كله