علم التاريخ

4- أغريباس الأول ويُدعى “هيرودس الملك” (37،40،41-44م):



4- أغريباس الأول ويُدعى “هيرودس الملك” (37،40،41-44م):

4- أغريباس الأول ويُدعى
“هيرودس الملك” (37،40،4144م):

أغريباس يخلف فيلبُّس كرئيس ربع على المناطق الشمالية
باتانيا وتراخونيتس وأورانتيس
(37م)

وتضاف إليه فيما بعد الأراضي التي كان يحكمها هيرودس
أنتيباس في الجليل وبيريه ومناطق شرق الأُردن

(40م).

 

هيرودس
أغريباس الأول هو ابن أرسطوبولس ابن هيرودس الكبير، وأُمه هي برنيكي بنت سالومة
أخت هيرودس الكبير، وقد تزوَّج بكيبرس بنت عمه فزائيل ابن فزائيل أخي هيرودس
الكبير.

تربَّى
أغريباس في روما تحت رعاية أُمه هناك، إذ أرسله جده هيرودس الكبير إلى هناك وهو
ابن ست سنوات، فنشأ صديق الأمراء الذين اعتلوا فيما بعد عرش روما، ومن هنا انفتح أمامه الطريق إلى الحكم بالرغم من ظروفه
السيئة.

وقد
لعبت أُمه برنيكي دوراً كبيراً في حياته بسبب صداقتها لزوجات الأباطرة في روما،
وبالأخص أنطونيا أرملة ابن أغسطس قيصر، وأنقذته من الموت عدة مرَّات. وقصة أغريباس في ذلك المضمار طويلة وكلها مغامرات([1]).
وبموت أُمه وصلت به الحالة في بادئ الأمر إلى الاستدانة وحياة الفقر والتشرُّد،
واشتغل في وظيفة حقيرة في بلدة طبرية عند هيرودس أنتيباس عمه، ولكنه اصطدم بهيرودس
فترك عمله وكاد ينتحر بسبب كثرة الديون التي عليه. ونزل مع زوجته سرًّا إلى
الإسكندرية واستدان من صديقه اسكندر ألابارك أخي فيلو اليهودي الفيلسوف مئتيْ ألف
دراخمة، فاستطاع أن يسافر إلى روما([2]).

وتودد
إلى طيباريوس قيصر الذي ألقاه في السجن بسبب ديونه التي على خزانة الدولة، وقد
توسطت أنطونيا أرملة ابن أغسطس قيصر لأنها كانت صديقة لأمه ودفعت له كل ديونه،
فعفا عنه طيباريوس قيصر وأطلق سراحه. فتصادق في القصر مع غايس المدعو كاليجولا أحد
أحفاد طيباريوس قيصر الذي صار إمبراطوراً فيما بعد([3]).
وقد سمعه سائق عربة الامبراطور يتحدَّث مع كاليجولا عن تمنياته بموت طيباريوس حتى
يصير كاليجولا إمبراطوراً. فبلَّغ الحديث إلى طيباروس قيصر، فنزل أغريباس ضيفاً
على السجن مرَّة أخرى، وظل مسجوناً ستة أشهر حتى مات طيباريوس قيصر (37م). وقُدِّم
غايس كاليجولا إمبراطوراً بصفته الابن الوحيد الوريث لعائلة يوليوس قيصر. وفي
الحال فك قيود أغريباس وأهداه سلسلة من الذهب بوزن سلسلة الحديد التي كان مقيَّداً
بها، وأعطاه لقب ملك على الأراضي التي كان
يحكمها فيلبُّس عمه وليسانيوس أيضاً (لو 1: 3)، والتي بلغت إلى أقصى الشمال حتى
حدود لبنان([4]).
ولكن أغريباس تباطأ مدة سنة كاملة قضاها في روما مستمتعاً بصداقة كاليجولا، وفي
ذهابه إلى اليهودية، عرَّج على الإسكندرية، وقد بالغ اليهود المقيمون هناك في
الاحتفاء بقدومه واستقباله كملك بعد أن وافاهم سابقاً كشحَّات، مما أثار حفيظة
اليونانيين والإسكندرانيين، فقامت اضطرابات خطيرة هناك، وعند وصوله إلى اليهودية
لاستلام ملكه هناك اندهش اليهود من الأمر، حتى أن أخته هيروديا زوجة “فيلبُّس
وهيرودس أنتيباس” كانت أول مَنْ لعب الحقد والحسد في قلبها، فسعت في الحال لطلب
لقب ملك لزوجها أيضاً، إذ لم يكن سوى رئيس ربع، مما أدى كما سبق وشرحنا إلى
تجريدهما ونفيهما معاً هي وزوجها هيرودس إلى ليون بفرنسا في أواخر سنة 39 م (انظر صفحة 298) وقد ضمَّ كاليجولا الأراضي التي كان هيرودس
يحكمها إلى مُلك أغريباس (40م).

وفي
أواخر عام 40م، توجَّه أغريباس الأول إلى روما، ومن هناك ظل يراقب الأحداث في
اليهودية، لأن كاليجولا صمَّم أن يقام له مذبح للعبادة باسمه في “يمنيا” على سواحل
فلسطين، فامتنع اليهود بطبيعة الحال، مما أثار غضب كاليجولا وأمر أن يقام له تمثال
في هيكل أُورشليم، وأصدر أوامره إلى بترونيوس والي سوريا مما أحرج بترونيوس لعلمه
باستحالة الأمر إلاَّ إذا رغب أن يكون هناك ثورة ومذبحة. وفعلاً إذ شعر اليهود
بالأوامر حذَّروا بترونيوس علانية مما حدا به للكتابة إلى الإمبراطور كاليجولا،
وهناك تدخَّل أغريباس إذ كان حاضراً في اللحظة التي وصل فيها مكتوب بترونيوس، ولم
يتم مشتهى كاليجولا لأنه في هذه الأثناء اغتيل سنة 41م([5]).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى