دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس

سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (34) الذبائح الدموية وشروط الذبيحة

دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

34
4 – ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
الذبائح الدموية واستخدام الحيوانات وشروط الذبيحة

للرجوع للجزء السابق أضغط
: هنـــــــــــــــا


الذبائح الدموية واستخدام الحيوانات وشروط الذبيحة :
كقاعدة عامة كانت الذبائح تتمركز حول الدم – كما رأينا سابقاً – بكونه يُمثل نفس الحيوان ، وكأن الإنسان وقد فسدت نفسه تماماً وأُسر في الخطية تحت سلطان الموت احتاج لنفس بريئة تحمل عنه أجرة إثمه وتفتديه من الموت الذي هو النتاج الطبيعي للخطية كثمرة طبيعية لها ، ولم يكن هذا العمل إلا رمزاً لسفك دم المسيح المخلص الذي وحده فقط قادر على أن يفدي البشرية ويخلصها بالتمام لأنه هو الوحيد الذي بلا خطية وقال بفمه الطاهر (يوحنا 8: 46) …

ونجد مفهوم التقديس بالدم منذ عصر مبكر كان أساسي جداً عند اليهود فكان الدم في خيمة البرية هو الختم الملكي الذي يتقدس به كل شيء فيصير قدساً للرب ، وبغيره لا يصير شيئاً مقدساً على الإطلاق ، حتى رئيس الكهنة نفسه : [ لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس . أخذ دم العجول والتيوس مع ماء ، وصوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب قائلاً : هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به . والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم …

وكل شيء تقريباً ( يوجد تطهير بالماء وآخر بالنار ) يتطهر حسب الناموس بالدم . وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة – لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يُكفر به عن النفس ] (عبرانيين 9: 19 – 22 + لاويين 17: 11 )

والدم هو الحياة كما ذكر الوحي (لاويين 17: 11)

إذن سفك الدم – حسب هذه الآيات وغيرها في الكتاب المقدس – يعني بذل الحياة ، فالذي يقدم دمه هو من يقدم حياته ، وقد آمن اليهود بفكرة افتداء النفس بالنفس ، فنذكر بعض عبارات من مفسري اليهود :

فيقول راشي اليهودي
ويقول ابن عذرا
ويقول موسى بن ناخمان
وقد عبر كثير من اليهود عن شعورهم بعجز دم الحيوان عن الإيفاء بدين الإنسان أمام الله ، الأمر الذي لأجله كانت القلوب في العهد القديم متطلعة بشوق ولهفة لمجيء المسيا كمُخلص حقيقي لهم .
– الحيوانات المستخدمة في الذبائح –
أما الذبائح الدموية فاستُخدم فيها ثلاثة أنواع من الحيوانات ونوعان من الطيور
الحيوانات : البقر – الغنم – الماعز
الطيور : الحمام – اليمام

وكان الطقس يُشدد على أن تكون الذبيحة بلا عيب ، وإلا ترفض الذبيحة ويُرفض مقدمها ؛ لذلك كان الكاهن يهتم غاية في الاهتمام ويراعي بدقة فحص الذبيحة على ضوء النهار ، فكان يفحص أعضاءها عضواً عضواً ، وحتى بعد أن يذبحها ، يظل يعمل فيها بسكينه على المذبح فاحصاً أحشاؤها ، ولحمها ، وعظامها بتدقيق شديد مع دقة الملاحظة حتى يطمأن تماماً أنها بلا عيب فعلاً ، وحينئذ يُشعل النار ويقدمها .

صحيح أن هذا يُشير إلى المسيح القدوس الكامل لأنه حمل الله الذي بلا عيب – ἂ μωμος – بريء ، بلا لوم ، بلا عيب ، بلا خطأ – blameless – Without blame – والمعنى يحمل أنه لا يوجد فيه ما يستحق التوبيخ عليه – ليس له مسئولية عن خطأ أو فشل – أنظر يوحنا 1 : 36

ولكن يلزمنا أن نتمعن متعمقين في كلمة الذبيحة إمكانية ضمنية بتحملها عيب المعترف بخطاياه ، فتصير الذبيحة مستحقة للموت عوضاً عنه ، أما هو فيخرج مبرراً من أمام الله معتوقاً من حكم الموت !

ولو تعمقنا في فكرة الذبيحة الحيوانية في الطقس القديم ، نجدها لائقة جداً ومناسبة لعملها ، إذ كان المطلوب منها تطهير الجسد فقط ، والإعفاء من حكم الموت . أما من جهة إشارتها لذبيحة المسيح : فكانت في غاية الإحكام ، إذ كان يُشترط فيها بعض الشروط الخاصة … والتي سوف نذكرها في الجزء القادم ، النعمة معكم

_____________________
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق
أضغط : هنــــــــــــــــــــا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!