سيرة القديس كيرلس الكبير عامود الدين (2)
نياحة القديس كيرلس الكبير : رقد القديس كيرلس الكبير – مصباح الأرثوذكسية المضيء – في يوم 3 أبيب سنة 160 شهداء الموافق 10 يوليو 444م ، وذلك بعد كفاح طويل وصمود شامخ في الدفاع عن الإيمان ضد أخطر بدعتين هما الأريوسية والنسطورية . القديس كيرلس الكبير مفسر بارع للكتاب المقدس : علماء الآباء قسموا كتابات القديس كيرلس الكبير إلى مرحلتين : الأولى : ما قبل ظهور البدعة النسطورية ( 428م ) ، حيث كانت هذه الفترة مكرسة لتفسير الكتاب المقدس بعهديه والدفاع عن الإيمان ضد البدعة الأريوسية . الثانية : من ظهور البدعة النسطورية إلى نياحته ( 444م ) ، وهذه الفترة كانت مكرسة للدفاع عن التعليم الصحيح عن التجسد ضد البدعة النسطورية . ويعتبر القديس كيرلس الكبير ( الإسكندري ) من المفسرين والشارحين العظماء والبارعين للكتاب المقدس في تاريخ الكنيسة ، وبينما اتبع الطريقة الرمزية لتفسير العهد القديم ، ظل محافظاً على العقيدة – باستقامة لا تلين – من أية مساوئ قد تنتج من التطرف أو المبالغة في التفسير الرمزي ، محافظاً على المعنى الأصلي والتاريخي في الشرح والتفسير … والتعليم عن المسيح ( رب المجد ) ضد ( أريوس ، ونسطور ، وأبولليناريوس ، وأفونوميوس ) يمثل الأساس لفهم كل شروحاته وتفسيراته للكتاب المقدس ، وهو يُعَبَّر في شروحاته وتفسيراته عن تقليد الكنيسة وعقيدتها بكل دقة متناهية . القديس كيرلس الكبير والطريقة النموذجية في التفسير : الطريقة النموذجية Typology – τυπολογία وهي منشقة من كلمة ” مثال ” أو نموذج ، باليونانية τύπος أو Type بالإنجليزية ، وهي تعني نوذج أو مثال … والتفسير المثالي أو النموذجي ، يُشير إلى حقائق أُعلنت في العهد القديم تتم في الأزمنة الأخيرة ، بواسطة المسيح . والسمة الجوهرية في هذا التفسير هو Christocentric أي أن المسيح هو مركز كل شيء ، فآدم ونوح وموسى هم أمثلة أو نماذج لآدم الثاني أو الأخير ، ونوح الجديد وموسى الجديد أي ” شخص المسيح الكلمة المتجسد ” . والقديس بولس الرسول ينبهنا لذلك قائلاً : ” فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت ألينا أواخر الدهور ” ( 1كو10: 11 ) وهكذا نجد نموذج الإفخارستيا هو المن السماوي في إنجيل يوحنا ، وعبور البحر الأحمر مثال المعمودية في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس ، والطوفان نموذج للمعمودية في رسالة القديس بطرس الرسول …