كرنيلوس
كان رئيسا علي فرقة من مئة جندي بقيصرية فلسطين يعبد الكواكب . فلما سمع عن التلاميذ ورأي الآيات التي كانت تجري علي أيديهم، مما تعجز عنها قوي البشر والآلهة الوثنية ، ذهل عقله وتحير وساوره الشك في ألهته، فترك عبادة الكواكب، وبدا يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة ويعطي وصدقات كثيرة للفقراء ، وفى يوم وكان صائماً مصلياً ونحو الساعة التاسعة رأي ملاك بهي ظاهر في رؤية دخل إليه وقال له : يا كرنيلوس صلواتك وصدقاتك صعدت تذكاراً أمام الله ، والآن أرسل إلى يافا رجلأ واستدعى سمعان الملقب بطرس .. وهو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل ، فأرسل كرنيلوس ثلاثة من عساكره الأتقياء إلى يافا . وفى الغد ، كان الرسول بطرس على السطح يصلى نحو الساعة السادسة فوقعت عليه غيبة فرأي السماء مفتوحة وإناء نازلا عليه مثلا ملاءة عظيمة ، فيها كل دواب الأرض والطيور وسمع صوتاً يقول : قم يا بطرس اذبح وكل ، فقال بطرس : كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنسا أو نجسا ، فقال له الرب : ما طهره الله لا تدنسه أنت ، وكان هذا على ثلاث مرات ثم ارتفع الإناء إلى السماء . ارتاب بطرس في الرؤيا وكان الله يقصد أن يفتح باب الإيمان للأمم كما لليهود . الأمم المرموز لهم في الرؤيا بالحيوانات والطيور غير الطاهرة ، ثم قال الروح القدس لبطرس قم وانزل واذهب معهم ( رسل كرنيلوس ) .. لأني أنا قد أرسلتهم( أع 10 ) وصل بطرس وأندراوس من يافا إلى كرنيلوس الذي دعي أنسبائه وأصدقائه وسجد لبطرس فأقامه بطرس قائلا قم أنا أيضاً إنسان ، ثم قال : انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي وأنا قد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس . ثم اخبره كرنيلوس عن قصته ورؤيته فبشره الرسول بالسيد المسيح وبينما هو يتكلم حل الروح القدس على السامعين وتكلموا بألسنه فأندهش اليهود المؤمنين أيضا لأن مواهب الروح القدس قد أنسكت على الأمم أيضا بعد ذلك ترك كرنيلوس الجيش الروماني وتبع الآباء الرسول ، حتى رسمه القديس بطرس أسقفا على مدينه قيصريه فلسطين الذي بشر فيها بالمسيح مبينا ضلالة الأوثان وقد أمن كثيرون ومنهم ديمتريوس الوالي وتذكره الكنيسة في يوم 23هاتور المبارك