سير القديسين
القديس إبيفانيوس ذو الخمسة ألسنة πεντάγλωττος
القديس إبيفانيوس ذو الخمسة ألسنة πεντάγλωττος
أسقف قبرص ( 310 – 402 م )
وُلِدَ القديس إبيفانيوس بقرية فيساندوكي أو بيت صدّوق ، القرب من مدينة اليفثروبوليس في غزة بفلسطين ما بين 310 – 312 ميلادية . من أبوين مسيحيين والبعض يرى أنهم كانوا من أصول يهودية . وقد تنيح عام 402 م ، وتُعيد له الكنيسة يوم 17 بشنس . في سن صغير ذهب القديس إبيفانيوس إلى الإسكندرية للدراسة لمدة قصيرة ، وفي مصر تعرف على رُهبان الأديرة النساك ، ولسنوات عديدة شاركهم حياتهم النسكية وصراعهم ضد الأريوسية ، وأيضاً شارك بعضهم موقفهم في عدم ارتياحهم للفلسفة اليونانية . والأهم من ذلك ، تعلَّم في الإسكندرية واقتنع تماماً بتعاليم القديس أثناسيوس الرسولي اللاهوتية ، معتبراً إياه أنه هو مقياس التعاليم الأرثوذكسية . لا نعرف متى رجع القديس إبيفانيوس إلى موطنه الأصلي وقريته ، بيت صدّوق التي أسس بها ديراً وصار فيه قساً . كان القديس إبيفانيوس يتحدث ويكتب باللغة اليونانية التي تعلمها في المدرسة ، وباللغة القبطية التي سمعها من الرهبان في مصر ، وبالسريانية التي كانت لغته الأم . بالإضافة إلى ذلك كان يعرف العبرية وبعض اللاتينية ، ولهذا فقد أطلق عليه صديقه القديس جيروم أو إيرونيموس لقب ” ذو الخمسة ألسنة πεντάγλωττος “ وقد اشتهر سريعاً بحياته النسكية وبعمله وتشدده وتمسكه بأرثوذكسيته . وأيضاً بمعرفته لدقائق الأمور الكنسية في عصره . لهذا نراه في سنة 362 يتخذ موقفاً تجاه الانشقاق الذي حدث في إنطاكية . وقد كان القديس إبيفانيوس كثير السفر ؛ زار بلاداً عديدة وأقام علاقات وطيدة مع من كانوا يعضدون مجمع نيقية ويؤمنون بقانون الإيمان النيقاوي . وقبل سنة 366 م بقليل تواجد في قبرص حيث أقيم أسقفاً لسلاميس العاصمة في ذلك الوقت . والتي تُسمى قنسطنطيا من عام إنشائها في 342 م إلى العام الذي دمرها فيه العرب في سنة 648 م . نجح القديس إبيفانيوس كرئيس أساقفة لقبرص في عزل كنيسة قبرص عن كنيسة أنطاكية ، التي كان عظمها – في ذلك الوقت – غير مؤيدين لمصطلح “أوموسيوس ομοούσος” وتعاليم مجمع نيقية ، وعمل على ربطها بشدة بكنيسة الإسكندرية التي كانت – بواسطة القديس أثناسيوس الرسولي – وراء هذا المصطلح وهذا التعليم الذي دحضَ الفكر الأريوسي . شجع القديس إبيفانيوس الحياة الرهبانية في فلسطين ، والتي أدخلها في الأساس القديس إيلاريون ( + 371 ) . ولم يتوقف القديس إبيفانيوس عن رحلاته حتى بعد سيامته أسقفاً على قبرص . فقد سافر إلى بلاد في أسيا ، وخصوصاً إلى فلسطين ، حيث الدير الذي قد أنشأه بعد عودته من مصر والذي استمر على علاقة روحية وربما إدارية به . وقد واجه القديس إبيفانيوس ليس فقط بكتاباته ، بل بمواقفه الحازمة الهرطقات التي كانت سائدة في عصره ، مثل الأريوسية التي أدانها بشدة والأبولينارية ، وأيضاً ماركيلو أسقف أنقره . مراجع عن حياة ومواقف القديس إبيفانيوس 1 – كتاباته نفسها 2 – معلومات من كتابات معاصريه 3 – أشياء مختصرة ذكرها بعض المؤرخين مثل :
سوزومين ( تاريخ الكنيسة 6: 22 ) سقراط المؤرخ ( تاريخ الكنيسة 6: 12 – 14 )
4 – القديس جيروم في كتابة الشهير مشاهير الرجال
____________________
يمكن الرجوع إلى :
+ لكتاب مشاهير الرجال للقديس جيروم
إعداد وترجمة الرهب حنانيا السرياني
+ نزل إلى الجحيم عظة عن سبت الفرح للقديس إبيفانيوس
ترجمة د. جوزيف موريس فلتس
تقديم الأنبا كيرلس أسقف ميلانو ص 8 – 10