سيرة الشهيد دميان وقزمان واخوتهما وامهم الشهداء
دميان و قزمان واخوتهما وأمهم الشهداء
[/B]
نشأتهم:
عاش القديسون قزمان ودميان واخوتهما انثيموس ولاونديوس وابرابيوس وأمهم ثاؤذوتي في مدينة أجاس وهي ميناء بمقاطعة كيليكية بمنطقة أرابيا بآسيا الصغرى، في نهاية القرن الثالث الميلادي. لا نعرف شيئا عن الوالد، أما الأم ثأوذوتي أو ثيؤدوره وتعني “عطية الله”، فكانت تتقي الله، مُحبة للغرباء، رحومة. ترمّلت وأولادها بعد أطفال، فربّتهم وعلّمتهم مخافة الرب ومحبة الفضيلة.
طبيبان مؤمنان:
كانت هذه الأسرة غنية جدًا. تعلّم قزمان ودميان صناعة الطب، وكانا يعالجان المرضى بلا أجر، أما اخوتهما فمضوا إلى البرية وترهّبوا.
مع مهارة الصبيان قزمان ودميان:
كانا يهتمان في عملهما بالإيمان بالله طبيب النفوس والأجساد. وكان الله يهبهما نعمة خاصة، فيشفيان المرضي بقوة فائقة للطبيعة مع استخدامهما للأدوية. كانا شعارهما في حياتهما اليومية وعملهما “إن أكلتم أو شربتم أو فعلتم أي شيء فافعلوا كل شيء لمجد الله” (1كو31:10).
الطبيبان بلا فضة:
دفعهما نجاحهما في عملهما خلال نعمة الله بالأكثر إلى ممارسة حياة الكفاف مع الصلاة والأمانة، فكانا يخشيان تعلق نفسيهما بمحبة الفضة فيسقطان في شرور كثيرة. اشتهرا بلقب الطبيبين بلا فضة، ودعاهما الوثنيون مبغضي الفضة. أمانتهما في عملهما وحياتهما التقوية مع اتكالهما علي الرب جذب كثير من المرضى الوثنيين إلي الإيمان المسيحي. جاء في التسبحة خاصة بالشهيدين التي كانت تُنشد في الغرب: “كانا الدارسين فن الطب يهبان خلال العطية الإلهية جميع المتعبين الصحة مجانًا، يهبان الشفاء للمرضي والحزانى، يقدمان لمن يشكو ما ينتظره منهما بلا مقابل. يهبان النظر للعميان، والشفاء للعرج والمساعدة للصُم. قيل عنهما أنهما كانا يهتمان بعلاج الإنسان والحيوان، إذ كانا يترفقان ببني البشر كما بالحيوانات”. شفاء بالاديا أنفقت بالاديا كل ما لديها على أطباء كثيرين حتى افتقرت. وأخيرًا سمعت عن هذين القديسين فلجأت إليهما. صليا من أجلها وقدما لها الدواء، وإذ شفيت قدمت هدية بسيطة للقديس دميان فرفضها بشدة، إذ كانت محتاجة.
شهادة القديسين للسيد المسيح:
لما ارتد دقلديانوس عن الإيمان وأمر بعبادة الأوثان، استدعاهما ليسياس الحاكم ودخل معهما في حوار عن كرازتهما بالإيمان بالسيد المسيح وهما طبيبان. أجابا أنهما اختارا مهنة الطب لا لمكسبٍ ماديٍ بل لمنفعة الجميع، وأن ربنا يسوع المسيح يهبهما قوة الشفاء، لذلك آمن كثيرون به<span style="color: black;">.</span> (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في <span style="color: black;">موقع الأنبا تكلا</span> في أقسام السير والسنكسار والتاريخ)<span style="color: black;">.</span> ثار الحاكم عليهما جدًا وإذ استعلم منهما عن مكان اخوتهما، استحضرهم ومعهم أمهم، وأمرهم أن يبخروا للأوثان فلم يطيعوه. حاول الحاكم أن يغريهم بوعود زمنية باطلة، وإذ لم يستجيبوا بدأ يهددهم بالاتهام أنهم يعصون أمر الإمبراطور. أجابه الاخوة المباركون أنهم مسيحيون، ومن أجل إيمانهم يُضطهدون، وأنهم منذ زمن طويل يشتهون احتمال الآلام حتى الموت، بل وكانوا يتعجلون هذا الأمر إذ يريدون الالتقاء بالسيد المسيح. فأمر أن يُعصر الخمسة في المعصرة. كان القديسان يشجعان اخوتهم الصغار علي التمسك بالإيمان، وإذ رأي الحاكم ثباتهم أمر بطرحهم في البحر وهم مقيّدون بالسلاسل، لكن الرب تمجد فيهم، فأرسل ملاكه وحطّم السلاسل وأنقذهم حيث دفعتهم الأمواج إلي الشاطئ سالمين. شفاء الحاكم إذ سمع ليسياس بما حدث معهم استدعاهم وصار يلعنهم ويلعن اسم الله القدوس بآلهته الوثنية، لكن ملاكًا لطمه فدخلت فيه أرواح شريرة كانت تعذبه. اشتدت الآلام فاستدعي القديسين وطلب العفو منهما. تحنّنا عليه وصليا من أجله أن يغفر له السيد المسيح، فشُفي للحال.
عودة للعذابات: