التأملات الروحية والخواطر الفكرية
قصة ميت …!


آه ، لقد أشرقت الشمس ، ما أحلى الصباح ، ها أنا سوف أبدأ يوم جديد ، لكن مهلا ، أين أنا





جاء الطبيب و أعلم أبي و أمي بالحقيقة المفجعة و يا لها من صدمة مفجعة أن يموت ابنهما الوحيد في ريعان شبابه ، ولكنني أشعر إني حر الآن ، ها أنا أطير في الجو ، يا له من إحساس لذيذ و ….. يا للكارثة ، إنني لم أعترف منذ حوالي أربعة أشهر ، و لم أتناول من جسد الرب ودمه . وحسرتاه هل ضاع العمر سدى . و لكنني كنت و لد طيب على حد قول الجميع و لا شك إن الله سوف يذكر لي بعض المحاسن ، ولكنني كثيرا ما أخطأت …. لا ، لا ، أريد الرجوع لجسدي و لو لساعة واحدة لأتوب و أعترف و أتناول …. ها أنا بغرفتي و لكن لا يوجد أحد على سريري و لكن أين جسدي ” ماما ، أين جسدي ، أين ذهبت بالجسد ، أريد الرجوع لجسدي و لو لساعة ، أريد العودة للحياة ، إنها لا تسمعني و لا تراني ، لا بد أنهم قد دفنوا جسدي ، إذا فقد ضاعت الفرصة الأخيرة و لا أمل لي إلا في رحمة الله و شفاعة القديسين .
ما هذا الذي أراه ، إنها سحابة كبيرة يجلس عليها أشخاص كثيرون ، من هولاء

ثم اقتربت السحابة مني ،و رأيت ملاك يناديني قائلا : ماجد يوسف صليب تكلا . و ركبت السحابة مع الذين ماتوا مثلي في تلك الساعة و ها نحن نخترق عباب السماء و نصعد إلى ما بعد الأكوان حتى بلغنا هدفنا ، فسألت الملاك ، أين نحن


بدأ الملاك يسرد الأعمال الحسنة التي فعلتها حتى فرغ ، ثم بدأ الشيطان يعدد الخطايا قائلا : إنني كذبت ألف مرة ، ولكن الملاك اعترض قائلا : إنه تاب و اعترف عنهم . فقال الشيطان : لقد زنى كثيرا ، فقلت له معترضا : هذا مستحيل ، و لكن الملاك فتح الكتاب المقدس على الموضع الموجود فيه : كل من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . و استمرت المحاكمة و أحسست إنها النهاية .
ثم سمعت صوت ربي و إلهي و هو يقول لي : بعد أن سمعت المحاكمة ، ماذا تتوقع




فصرخت قائلا : كلا يارب ، لا تتركني ، إنني ابنك ، ارحمني يارب . و وجدت نفسي أسقط في هوة عميقة و أرى النيران تلفح جسمي و ….. و كوب ماء مثلج يبرد هذه النيران ……و إذ بي أستيقظ لأرى أمي الحبيبة ترش و جهي بالماء بعد أن فشلت محاولات لإيقاظي ……
تبت و اعترفت و تناولت من الأسرار المقدسة . و تغيرت حياتي تماما ، و أشكر إلهي لأنه أعطاني هذه الفرصة .