مسيحنا غاسل الاقدام
بحث اغسطينوس منذ شبابه عن الله . طلبه فى تشامخ خلال كتب الفلسفه والبلاغة, وفتش عنه خلال الطبيعه, فتعثر كثيرا , ولم يستطع اللقاء معه. لكنه اذ ادرك ضعف طبيعته. وشعر بفسادها , صار يصرخ الى الله فى صراحه :"توبنى،لكن ليس الان ،لان الخطية حلوة ! "اخيرا خلال صراحته اكتشف الله مخلصه،واختبر عذوبة حبه، فقال:
"فتشت عنك فى الطبيعة وفى كتب الفلسفة ،كنت ابحث عنك خارجا عنى ،وانت كنت فى داخلى ،عميقا اعمق من عمقى،عاليا اعلى من علوى!
كنت فى داخلى ، ولغباوتى فتشت عنك خارجا عنى!"
إذ اكتشف اغوسطينوس مخلصه،وادرك محبته الفائقة شبه نفسه بالعصفور الصغير الذى كان فى العش وادرك الطيران قبل ااوان ،فقفز ليسقط على الارض وكاد المارة ان يقتلوه باقدامهم لولا نعمة الله التى انتشلته .فى كبريائه ظن انه قادر ان يطير فى السماويات لكنه اذ شعر انه فى خطر الموت حملته نعمة الله ليدرك بالايمان اسرار الله محب البشر.
لن تستطيع ان تلتقى مع ذاك الذى هو الغنى وقد افتقر لكى يغنيك "2كو9:8" مالم تشعر بفقرك واحتياجك اليه . وكما يقول السيد :"لانك تقول انى انا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى الى شئ ولست تعلم انك انت الشقى والبائس وفقير واعمى وعريان ….ها انا ذا واقف على الباب و اقرع"(رؤ17:3)
الان ايها المتعب والثقيل الاحمال ضع راسك على ركبتى ربك !استرح واتكئ على صدره! استنشق رائحة الحياة لتختلط الحياة بجبلتك!….
انت صورة الله يا انسان ( القديس يوحنا سابا الشيخ الروحانى)
ايها القدوس السماوى نزلت الى انا الخاطئ،
لكى تمسك بيدى ، فلا اهرب منك!
ايها الممجد من كل الطغمات السمائية ،
صرت من اجلى كحقير،وحكم عليك كشرير،
لكى تبررنى بدمك،
وتحملنى بروحك الى شركة مجدك!
ما اعجبك !!!
لم تولد فى بيت رئيس الكهنة،
ولا بين الكهنة او الكتبة والفريسين،
والصدوقين والناموسيين والفرسيين،
كلما بحثت عنك ،
اجدك بين المحتقرين والمرذولين والمطرودين،
اراك خارج المحلة تحمل عارى،عار الصليب
التقى بك وسط الخطاة والعشارين !
اقبلنى انا الخاطى،
فانت غافر الخطية ومنقذ النفوس من الفساد !
انت هو الله مخلصى !
