مرآة محطمة !!
لقداسة البابا شنودة
"انني أعرفه منذ زمن بعيد . وهو طول عمره إنسان صريح صادق ومن طبعه أنه
لا يتملق أحداً ، ولا يجامل أحداً علي حساب الحق … قابلني .
فسالته عن حاله ، فقال لي : عيبي انني مرآه ، تقدم لكل من يواجهها صورة حقيقيه عنفسه.
والناس – للأسف الشديد – لا يحبون صورتهم الحقيقية… وقد أرادونى مكياجاً ،
لا مرآة…وأنا لست كذلك. لذلك حطموني ، لاني كلمتهم بالصدق والصراحة .
شوهوا سمعتي . ووصفوني بأبشع الاوصاف … وهوذا أنا الآن ، وقد أصبحت مرآة محطمة ..
فقلت له : هل تعبت نفسيتك لما هاجموك ؟ وهل غيرت اسلوبك ؟
فنظر إلى نظرة عميقة ، ثم قال: لقد وجدت اليوم ما عزاني : لي صديق مريض بحمى شديدة .
وأهله يريدن كل يوم أن تنخفض حرارته ، وهي لا تنخفض ..
وقد زرته اليوم .
وأراد أخوه أن يطمئن على حرارته . ولكنه لما قرأ الترمومتر ،
وجده على العكس يشير إلى ارتفاع في الحرارة . فأستشاط غضباً .
وامسك الترمومتر في غيظ ، ودق به الحائط ، فحطمه…!
مسكين هذا الترمومتر الصريح الصادق. ما ذنبه ؟!
إنه مثلي : مرآة محطمة …!"
